الرئيسية » الهدهد » الإمارات جندت جواسيس داخل الاستخبارات الأمريكية وهكذا افتضح أمرهم وأحيلوا للمحاكمة

الإمارات جندت جواسيس داخل الاستخبارات الأمريكية وهكذا افتضح أمرهم وأحيلوا للمحاكمة

وطن- كشفت وكالة “رويترز” في تقرير خطير لها اليوم، الأربعاء، عن تورط ثلاثة عملاء سابقين في الاستخبارات الأميركية بالتجسس والقرصنة الإلكترونية لشبكات كمبيوتر في بلادهم لصالح دولة الإمارات.

جواسيس الإمارات

الوكالة ذكرت أن العملاء الثلاثة اعترفوا أمام محكمة فدرالية في فرجينيا بأنّهم شاركوا في عملية قرصنة معلوماتية لحساب الإمارات استهدفت خصوما لها.

والثلاثة موظفين وفق الوكالة هم، مارك باير، ورايان آدامز، ودانييل جيريك، وكانوا جزءا من وحدة سرية أُطلق عليها “مشروع رافين” ساعدت الإمارات في التجسس على أعدائها.

وكشف تقرير “رويترز” أنه بناءً على طلب من النظام الحاكم في الإمارات، اخترق فريق مشروع “رافين” حسابات نشطاء في مجال حقوق الإنسان وصحفيين وحكومات منافسة.

وزارة العدل الأمريكية تحقق

من جانبها ذكرت وزارة العدل الأمريكية في بيان، أن المواطنين الأمريكيين مارك باير ورايان آدامز، والمواطن السابق دانييل غيريكي، وافقوا على صفقة مع السلطات الأمريكية تفرض بموجبها بعض القيود على أنشطتهم، وتعهدوا بدفع مليون و685 ألف دولار للسلطات الأمريكية تعويضات.

وأشار بيان وزارة العدل إلى أن المتهمين قدموا للشركة الإماراتية “خدمات دفاعية” تتطلب الحصول على رخصة خاصة من إدارة الرقابة على التجارة الدفاعية (DDTC) التابعة للخارجية الأمريكية.

ووفقاً للوزارة فإنّ الرجال الثلاثة عملوا سابقاً في أجهزة استخبارات أمريكية، بما في ذلك وكالة الأمن القومي وفي الجيش، قبل أن يشاركوا من 2016 إلى 2019 في تنفيذ هجمات إلكترونية شنّتها شركة إماراتية مرتبطة بحكومة الإمارات على أهداف مختلفة، ولا سيما على خوادم كمبيوتر في الولايات المتحدة.

ولفت البيان إلى أنّ إحدى عمليات القرصنة التي شاركوا في تنفيذها أتاحت لهم اختراق “عشرات ملايين” الهواتف الذكية.

وأضافت الوزارة أن المحكمة الفيدرالية في فيرجينيا وافقت على أن ترجئ لثلاث سنوات الملاحقات القضائية في هذه القضية المعقدة التي تسلّط الضوء على سوق القرصنة العالمية؛ حيث تجنّد حكومات خبراء في أمن المعلوماتية أجانب للتجسّس على أعدائها.

وبالإضافة إلى الغرامات المالية، جُرد الرجال الثلاثة من تصاريحهم الأمنية الأمريكية، ومُنعوا من التعاطي مع مجتمع الاستخبارات الأمريكية، ومن ممارسة القرصنة الإلكترونية مجدداً.

ومن المقرر أن يدفع باير 750 ألف دولار، وآدامز 600 ألف دولار، وغيريكي 335 ألفاً، وذلك خلال 3 سنوات.

وكانت أهداف أبوظبي من تجنيد العملاء السابقين ضمن مشروعها لا تقتصر على كسب الخبرة من هؤلاء العملاء فقط، وإنما تسعى أيضاً لعملية تجسس واسعة وعمليات قرصنة لحواسيب وهواتف لشخصيات مرموقة وزعماء عرب.

الإمارات وبرنامج “بيغاسوس” للتجسس

ويشار إلى أنه في 18 يوليو نشرت منظمة “Forbidden Stories” غير الحكومية المتمركزة في فرنسا و17 وسيلة إعلام مختلفة تقريرا قال إن هناك دولا متعددة، بينها الإمارات والسعودية والمغرب، استخدمت برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي من تصميم شركة “NSO Group” للتجسس على 50 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم.

وأعلنت النيابة العامة في باريس، وقتها فتح تحقيقات بشأن هذه المزاعم، مبينة أنه إذا ثبتت صحتها سيكون ذلك “خطيرا للغاية”.

وعقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حينها أيضا اجتماعا استثنائيا خاصا في قصر الإليزيه لمناقشة قضية “بيغاسوس”.

إمارة التجسس

ويشار إلى أن الإمارة الخليجية، التي لا يتجاوز عدد سكانها الأصليين المليون، طورت نشاطاً شاملاً للهجوم السيبراني في غضون عشر سنوات.

وسبق أن قالت صحيفة “لو موند” الفرنسية في تقرير لها، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، بعدما وضعت مواطنيها تحت المراقبة، قامت باستخدام برامج تجسس ضد الأجانب، بمن في ذلك كبار القادة اللبنانيين والعراقيين واليمنيين.

وأضافت الصحيفة أنه في عالم المراقبة التكنولوجية، كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى، تتفوق الإمارات على فئتها من الدول. لقد طورت الإمارة الخليجية، التي لا يتجاوز عدد سكانها الأصليين بالكاد المليون، نشاطاً شاملاً للهجوم السيبراني في غضون عشر سنوات.

ومثلما جهزت الإمارات نفسه بجيش قوي بشكل غير عادي لدولة في شبه الجزيرة العربية، أصبح اتحاد الإمارات السبع، بقيادة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، ذا ثقل في التجسس الرقمي.

هذا هو أحد دروس التحقيق الاستقصائي الذي نسقته مجموعة “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية على أساس قائمة تضم 50000 رقم هاتف تم تحديدها أو استهدافها منذ عام 2016 – من دون اختراقها كلها – من قبل عشر دول، هي زبائن لشركة “إن أس أو” الإسرائيلية، مجموعة برنامج التجسس “بيغاسوس”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذا السجل الضخم، الذي تمت مشاركته مع “لو موند” وستة عشر وسيلة إعلام أخرى، تم إدخال 10000 رقم للتجسس عليه، لحساب دولة الإمارات.

وقالت الصحيفة إنه برنامج متطور للغاية، لا يمكن لـ”بيغاسوس” فقط سحب المحتوى من الهاتف الذكي، بما في ذلك الرسائل المتبادلة على تطبيقات مثل “واتسآب” و”سيغنال”، ولكن أيضاً تحويل الجهاز، خلسة، إلى ميكروفون.

ونظرًا لأن اقائمين على التحقيق الاستقصائي لم يتمكنوا من البحث في جميع الهواتف الذكية التي تتوافق مع هذه الأرقام البالغ عددها 10000 بحثاً عن آثار تقنية للتطفل، فليس من الممكن في هذه المرحلة تحديد عدد الأجهزة التي تم اختراقها بالفعل.

ومن بين 67 هاتفاً تمكنت “لو موند” وشركاؤها في مشروع التحقيق بشأن “بيغاسوس” من فحصها، أظهر 37 هاتفاً دليلاً على اختراقها من قبل برنامج التجسس الإسرائيلي.

وقالت “لوموند” إنه تم الاتصال بسلطات أبو ظبي في مناسبات متعددة للتعليق على المعلومات. من جانبها، تشكك شركة “إن أس أو” الإسرائيلية في دقة المعلومات التي نشرها فريق تحرير تحقيق “مشروع بيغاسوس”، متحدثة عن “اتهامات كاذبة” و”نظريات لا أساس لها”.

عدد الأشخاص الذين اهتمت بهم أجهزة الاستخبارات الإماراتية في السنوات الأخيرة مرتفع للغاية. هذا النشاط يحمل علامة “محمد بن زايد“، وهو رجل عسكري التأهيل، لفهمه المرن للغاية للأمن القومي وحبّه للعمليات السرية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.