تضاربت الأنباء عن مصير الأسير زكريا الزبيدي الذي أعاد الإحتلال الاسرائيليّ اعتقاله مع 3 من رفاقه، بعدما نجحوا في انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، يوم الإثنين من الأسبوع الماضي.
وخلال ساعات الليل انتشرت صورة قال متداولوها إنّها للأسير زكريا الزبيدي لحظة نقله إلى غرفة العناية المكثفة في مستشفى إسرائيلي، نتيجة تدهور حالته الصحية جراء التعذيب الذي تعرّض له خلال التحقيق.
لكنّ مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية، نفت مساء أمس، ما ورد من أنباء عن تدهور صحة الأسير زكريا الزبدي ونقله للعناية المكثفة في أحد المستشفيات.
وأكدت مصلحة السجون في بيان باللغة العربية، أنه متواجد حاليًا في المعتقل المحتجز فيه.
من جانبه، قال المرصد الفلسطيني للتحقق وضبط المهنية (كاشف)، إنّ صفحات إخبارية واجتماعية ومستخدمون في موقع فيسبوك وواتس اب، تداولوا مقطع فيديو قالوا إنه يوثق لحظة دخول الأسير زكريا الزبيدي إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى (شاعري تسيدك) في الداخل المحتل.
وقد قال جبريل الزبيدي شقيق الأسير زكريا الزبيدي لـ”كاشف”، بأن مقطع الفيديو وصلهم من مجموعة خاصة بشرطة الاحتلال، ولدى العائلة شكوك حول الشخص الذي ظهر سريعاً في مقطع الفيديو القصير بأنه شقيقهم زكريا.
وأشار “كاشف” إلى أن فريق المرصد بحث في حقيقة الفيديو، وتوصل إلى أن القناة 12 العبرية نشرت المقطع على قناتها الرسمية في تطبيق تلغرام، موضحة بأنه للجريح باسل الشوامرة منفذ عملية القدس ظهر أمس الإثنين في محطة الباصات المركزية، والذي جرى نقله إلى مستشفى (شاعري تسيدك) لاستكمال علاجه.
من جانبه طالب رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين قدري أبوبكر، بالسماح للمحامين بزيارة الاسير الزبيدي ورفاقه للإطمئنان على صحتهم.
زكريا الزبيدي أول من خرج من فتح النفق
موقع “واللا” العبري، كشف الإثنين، تفاصيل جديدة حول عملية نجاح ستة أسرى فلسطينيين فجر الإثنين الماضي من انتزاع حريتهم من داخل سجن جلبوع عبر نفق صغير.
ونقل الموقع عن مسؤول كبير مطلع على التحقيقات التي تجري، أن أول من خرج من فتحة النفق كان زكريا الزبيدي ثم تبعه باقي الأسرى، مشيرًا إلى أن أحد الأسرى علق في فتحة النفق الضيق وساعده البقية على الخروج منه.
اقرأ ايضاً: شاهد كيف اعتقل الاحتلال 4 من الأسرى الـ6 المتحررين
وقال المصدر إن “عملية الفرار موثقة بالكامل عبر الكاميرات الأمنية للسجن”، مشيرًا إلى أن الأسرى بقوا 20 دقيقة عند فتحة النفق قبل أن يتوجهوا إلى المنطقة الزراعية القريبة من السجن.
حارس السجن يشاهد التلفاز!
وتبين من التحقيقات أن الحارس الذي كان يتابع الكاميرات الأمنية كان يشاهد التلفاز في غرفة التحكم دون أن ينتبه للكاميرات وما تسجله، كما أنه وباقي الحراس لم ينتبهوا للتنبيه الذي تم تفعيله بعد نباح كلاب الحراسة، حيث يوجد تقنية لدى مصلحة السجون بإرسال تنبيه للحراس عندما تنبح الكلاب.
وقبل أيام من تنفيذ العملية، اشتكى بعض السجناء للحراس من وجود رمال في “الصرف الصحي”، إلى جانب أنه لوحظ لاحقًا وجود رمال في صناديق القمامة الخضراء الموجودة داخل السجن، ولفت عامل نظافة انتباه العديد من الحراس لهذه القضية لكنهم ردوا بأن كل شيء على ما يرام.
اعتقال زكريا والعارضة
وفجر السبت الماضي، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيليّ، الأسيرين زكريا الزبيدي ومحمد العارضة، قرب بلدة الشبلي – أم الغنم في مرج ابن عامر، بعد 5 أيام من المطاردة إثر التحرر من سجن جلبوع عبر نفق الحرية الذي حفروه أسفل السجن .
وقالت الصحيفة إنّ 3 قصاصي أثر من وحدة المشاة “مرعول” التي تم تشكيلها بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة في 2014 شمال الخليل، هم الذين حددوا موقع زكريا الزبيدي ومحمد العارضة في الساعة 5 صباحًا ، بعد تحليل واستعادة آخر طريق للهرب الليلة الماضية، من مكان اعتقدوا أنه كان يقيم فيه الأسرى.
وأشار التقرير إلى أن قصاصي الأثر الثلاثة توصلوا إلى مكان تواجد الزبيدي وعارضة بالاعتماد على “آثار أقدامهم وعلبة سجائر وعلبة شراب”، و”حددوا مكانهما في حقل زيتون ملاصق لموقف شاحنات في أم الغنم، بينما كانت عارضة نائما في شاحنة وكان الزبيدي يسير مرهقًا، واتصلوا على الفور بقوات الأمن التي نفذت عملية الاعتقال”.
وادعى التقرير أن “تقصي الأثر بدأ في الساعة 22:30 من مساء الجمعة، من نقطة قدرت قوات الأمن أن الأسيرين مرا بها، وحلل قصاصو الأثار الطريق الذي سلكه الزبيدي وعارضة طوال الليل، وقدروا على أنهما اتبعا مسارا قادهما إلى موقف الشاحنات في أم الغنم، اعتمادا على آثار الأقدام المتبقية في المنطقة، بالإضافة إلى علبة سجائر وعلبة شراب”.
وأضاف أنه “في تمام الساعة الخامسة فجرا وصل القصاصون إلى موقف السيارات ووجدوا عارضة نائما داخل شاحنة وزبيدي يسير مرهقًا وعرجًا وغير مسلح على بعد 15 مترًا من الشاحنة. أدرك الثلاثة أن الزبيدي قد لاحظهم، وسرعان ما استدعوا عناصر وحدة “يمام” الخاصة وقوات من الشاباك”.
ونقل التقرير عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقديراتها بأنه “لم يكن لدى الأسيرين خطة هروب منظمة، حيث كررا نفس المخبأ خلال اليومين الماضيين ولم يكن بحوزتهما الكثير من الطعام”.
وجاء اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد العارضة، بعد ساعات من إعادة اعتقال الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادري، ليصبح عدد الأسرى الذين تم إعادة اعتقالهم خلال الساعات الماضية، أربعة من أصل ستة كانوا قد نفذوا عملية الفرار من سجن الجلبوع، فجر الإثنين الماضي.
ولا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تطارد أسيرين آخرين هما أيهم كممجي ومناضل نفيعات، وسط مزاعم اسرائيلية من نجاحهما في الوصول الى منطقة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي سيُعقد من الوصول إليهما .