الرئيسية » الهدهد » “إنك محظوظ لأنه لم يتم قطع رأسك”.. هكذا رد عناصر طالبان على صحفي غطى احتجاجات نسائية!

“إنك محظوظ لأنه لم يتم قطع رأسك”.. هكذا رد عناصر طالبان على صحفي غطى احتجاجات نسائية!

وطن- استنكر الصحفيون الأفغان، العنف المسلط عليهم من قبل حركة طالبان، منذ أن تولّت مقاليد السلطة.

ونشرت مجلة “أتلايار” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تعرّض تقي دريابي ونعمة الله نقدي، وهما صحفيان أفغانيان يعملان في صحيفة “إطلاعات روز”، للضرب المبرح على أيدي حركة طالبان بسبب تَغطيتهما مظاهرات للنساء في كابول.

بالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال عدة مراسلين آخرين من نفس المنفذ الإعلامي، حسب ما أوردته TOLOnews. على غرار وحيد أحمدي، وهو أحد المصورين، الذي تم اعتقاله ومصادرة كاميرته.

صحافيان أفغانيان يعترضان للضرب على يد طالبان

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”، تعرض كل من دريابي ونقدي، للضرب المبرح بالكابلات الكهربائية والأربطة المطاطية والسياط لمدة أربع ساعات، كما صرح زكي دريابي، رئيس تحرير “إطلاعات روز”.

كما أضاف “تحت التعذيب المستمر والوحشي من قبل طالبان، فقد الصحفيون وعيهم أربع مرات”. وقد دعا دريابي إلى تحقيق العدالة على “هذا التعذيب غير المقبول” ونشر على موقع تويتر صورا لوجوه الصحفيين تغطيها الكدمات، تحت عبارة “حرية التعبير في كابول”.

في هذا السياق، قال أحدهم، “أخذوني إلى غرفة وقيدوا يدي خلف ظهري. قررت عدم الدفاع عن نفسي، لأنني متأكد أنهم سَيضربونني أكثر لو فعلت ذلك، لذلك استلقيت على الأرض في وضع يسمح لي بحماية الجزء الأمامي من جسدي”.

يصف المراسل كيف قام ثمانية رجال بضرب جسده بالعصي، والهراوات، والأربطة المطاطية، والأسلاك أو “أي شيء آخر كان في أيديهم”. ناهيك أنه تعرض للركل عدة مرات في وجهه، مما تسبب له في ندبة كبيرة.

كما أضاف أيضا “وضع أحد من حركة الطالبان قدمه على رأسي، وسحق وجهي بالخرسانة. ورَكلوا رأسي واعتقدت انهم سيقتلونني”. وعندما سأل المصور طالبان عن سبب ضربهم له، أجابوا بأنه “كان محظوظا لأنه لم يتم قطع رأسه”.

وبعد عدة ساعات من التعذيب أُطلق سراحهم. قال دريابي: “بالكاد استطعت المشي، لكنهم طلبوا منا المشي بسرعة”.

من جانبه، يوضح رئيس تحرير “إطلاعات روز” لرويترز، أنه على الرغم من انهيار الحكومة الأفغانية، فقد قرروا مواصلة العمل على أمل ألا تكون هناك مشكلة كبيرة لوسائل الإعلام والصحفيين”. لكن أعرب دريابي عن أسفه بسبب الأحداث الأخيرة، التي دمرت الأمل الضئيل في مستقبل الإعلام والصحفيين في البلاد.

ادانة أعمال طالبان

أدانت المنظمات الدولية، مثل هيومن رايتس ووتش أعمال طالبان. وأوردت باتريشيا جوسمان، مديرة آسيا بالمنظمة غير الحكومية، “لقد صرحت سلطات طالبان بأنها ستسمح لوسائل الإعلام بالعمل، طالما أنها تحترم القيم الإسلامية، لكن على العكس من ذلك، تم منع الصحفيين بشكل متزايد من تغطية المظاهرات”.

في الحقيقة،  كان مراسلون من “إطلاعات روز”، بصدد تغطية الاحتجاجات النسائية في كابول، عندما تم القبض عليهم. ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، تظاهر الأفغان دفاعا عن حقوقهم. وأكدت في هذا الخصوص، أنه “على الرغم من هذه الوعود، إلا أن بعض الصحفيين، تعرضوا إلى الاعتداء.

وأضافت غوسمان: “ينبغي على طالبان ضمان، أن يتمكن جميع الصحفيين من أداء عملهم دون قيود تعسفية أو خوف من الانتقام”.

وحاولت حركة طالبان إظهار نفسها بطريقة “أكثر اعتدالاً” منذ وصولها إلى كابول في أغسطس/آب المنقضي. لكن أكد الصحفيون والناشطون المحليون، أنه لا يوجد فرق بين طالبان منذ 20 عامًا والآن.

من جهته، يقر ستيف باتلر، منسق آسيا في لجنة حماية الصحفيين (CPJ) قائلاً: “أثبتت طالبان بسرعة أن الوعود السابقة، بالسماح لوسائل الإعلام الأفغانية المستقلة بمواصلة العمل بحرية وأمان، لا قيمة لها”.

جدير بالذكر أنها ليست هذه هي المرة الأولى، التي تهاجم فيها طالبان الصحفيين الأفغان. أفاد زيار خان ياد، وهو صحفي في TOLOnews، أنه في 26 أغسطس، ضربته حركة طالبان في كابول أثناء قيامه بعمله. كما تم الاستيلاء على جميع معداته الفنية وهاتفه المحمول. وأضاف “تم إطلاع السلطات على المشكلة، لكن لم يتم القبض على الجناة بعد، مما يشكل تهديدا خطيرا لحرية التعبير”.

من جانبه، حذر سعد محسني، صاحب شبكة TOLO، من صعوبات القيام بالتغطية الصحفية  مع طالبان بعد توليها زمام الأمور في السلطة. وقال لشبكة CNN: “لقد رحل جميع صحفيينا المعروفين”.

ونتيجة لذلك، اضطر بهشتا أرغاند، وهو أول صحفي أجرى مقابلة مع زعيم طالبان على التلفزيون، إلى الفرار إلى قطر. وصرح أرغاند: “لقد غادرت البلاد، مثل الملايين من الناس، لأنني أخشى حركة طالبان”.

أنطونيو غوتيريش يؤكد ضرورة “الحوار” مع طالبان

ومن جهته حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي على مواصلة الحوار مع طالبان من أجل تجنب “الانهيار الاقتصادي” ومقتل ملايين الأشخاص.

وقال غوتيريش لوكالة فرانس برس، “ينبغي أن نحافظ على سياسة الحوار مع طالبان، لنؤكد بشكل مباشر على مبادئ الحوار والشعور بالتضامن مع الشعب الأفغاني”.

هذا وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن “هذه المحادثات ضرورية، إذا أردنا ألا تكون أفغانستان مركزًا للإرهاب، وإذا أردنا ألا تفقد النساء والفتيات جميع الحقوق المكتسبة خلال الفترة السابقة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.