الرئيسية » الهدهد » تركيا تبدأ حقبة جديدة مع مصر والإمارات وإشارات رسمية لعودة كاملة للعلاقات قريبا

تركيا تبدأ حقبة جديدة مع مصر والإمارات وإشارات رسمية لعودة كاملة للعلاقات قريبا

وطن- يبدو أن تركيا قد بدأت حقبة جديدة بالفعل مع مصر والإمارات، كما ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات له بشهر مايو الماضي.

مسؤول مصري رفيع في تركيا

وفي هذا السياق انطلق نائب وزير الخارجية المصري “حمدي لوزا”، الثلاثاء، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة هي الأولى لمسؤول مصري منذ حوالي 8 سنوات.

وبحسب ما ذكره موقع “مصرواي” فإن هذه الزيارة التي تستغرق يومين تهدف إلى بحث تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطبيع العلاقات الثنائية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية.

كما تهدف الزيارة إلى إجراء الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين القاهرة وأنقرة.

وذلك بعدما استضافت العاصمة المصرية القاهرة في مايو الماضي الجولة الأولى من المباحثات، في محاولة لطي صفحة الخلاف مع تركيا، وهي الجولة التي وصفتها مصر آنذاك بأنها “صريحة ومعمقة”.

قنوات المعارضة في إسطنبول

وكانت تركيا، قد أوقفت منتصف العام الجاري بث عدد من برامج قنوات المعارضة المصرية من إسطنبول، كبادرة حسن نية تجاه القاهرة.

وفي مايو الماضي، قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، إن بلاده بدأت حقبة جديدة مع مصر وإنها تسعى جاهدة لاستعادة اتحادها التاريخي معها.

 زخما إيجابيا في المحادثات مع الإمارات

هذا وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده ترى زخما إيجابيا في المحادثات مع الإمارات العربية المتحدة، وإن العلاقات ستعود إلى مسارها السليم إذا استمر ذلك.

وأضاف في حديث لقناة (إن.تي.في) التلفزيونية، أنه يمكن تطبيع العلاقات بين البلدين إذا اتخذت خطوات متبادلة وكانت الظروف ملائمة.

وشدد على أن بلاده لم تكن لديها مشكلة مع الإمارات و”في حال استمرار الزخم الإيجابي الحالي، فإن الأمور ستعود إلى مسارها السليم”.

وعن العلاقات مع مصر، قال “جاويش أوغلو”: “المفاوضات مستمرة، ويمكننا الاتفاق على إعادة السفراء مرة أخرى، والتفاوض بشأن مناطق السيادة البحريية إن أرادوا”.

مؤكدا أن “المحادثات مع المسؤولين مستمرة وتحقق نتائج إيجابية”.

ويشار إلى أنه إثر توتر وفتور في العلاقات بين تركيا وكل من مصر والإمارات والسعودية، شهدت الأشهر الأخيرة إشارات إيجابية تلتها اتصالات هاتفية وزيارات متبادلة في طريق عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي بين أنقرة وتلك البلدان.

السيناريو المتوقع للعلاقة بين أنقرة وأبوظبي

بعد سنوات من التنافس الإقليمي والتصريحات العدائية، يقول مسؤولون ودبلوماسيون إن هدنة بين تركيا والإمارات تؤدي إلى تراجع في حدة توتر استمدت منه بعض الصراعات نيرانها ومن بينها الحرب الليبية.

هدنة بين تركيا والإمارات

لكن في وقت ما زالت فيه الخلافات السياسية عميقة الجذور، هناك توقعات بأن يركز البلدان على بناء العلاقات الاقتصادية وتخفيف حدة خلاف أيديولوجي أفضى إلى حالة من الاستقطاب الشديد في الشرق الأوسط، وفق تقرير لوكالة “رويترز“.

فقد أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع محمد بن زايد آل نهيان، الزعيم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الأسبوع الماضي في أعقاب اتصالات بين مسؤولي المخابرات والحكومة في البلدين.

وناقش أردوغان أيضا، وهو الذي قال قبل عام إن تركيا قد تقطع العلاقات الدبلوماسية مع أبوظبي بسبب إقامة علاقات مع إسرائيل، الاستثمار الإماراتي في تركيا مع مستشار الأمن القومي لإمارة أبوظبي.

وقال مسؤول إماراتي إن “الإمارات مهتمة باستكشاف آفاق تعزيز العلاقات”، في إشارة إلى فرص التجارة والاستثمار في مجالات النقل والصحة والطاقة.

العملية تسير بخطى سريعة

جاءت المحادثات في أعقاب جهود أسبق بذلتها تركيا لتهدئة التوترات مع السعودية ومصر حليفتي الإمارات.

ومن المقرر أن يصل وفد من القاهرة إلى أنقرة يوم الثلاثاء. لم تثمر هذه الاتصالات عن نتائج تذكر حتى الآن، لكن البعض يرون أن المسار الإماراتي يتحرك بسلاسة وسرعة أكبر.

قال دبلوماسي في الخليج إن العملية “تسير بخطى سريعة.. أسرع مما كان يعتقد الكثيرون. لقد قلبوا صفحة الماضي”.

ووصف مسؤول تركي كبير الاتصال الهاتفي بين أردوغان والشيخ محمد في الأسبوع الماضي بأنه خطوة بالغة الأهمية باتجاه التغلب على الخلافات التي عكرت صفو العلاقات بينهما، قائلا إن البلدين يمكن أن يتعاونا معا في الشرق الأوسط.

أضاف المسؤول “ستُتخد أولا خطوات فيما يتعلق بالاقتصاد”، موضحا أن القضايا الأخرى “لم يتم الاتفاق عليها، لكن هناك رغبة (في معالجة) القسم الأكبر من هذه المشاكل”.

ثمن التنافس

تولد الشقاق من رحم الانتفاضات العربية، عندما اتخذت تركيا موقف الداعم لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم الإسلاميين الذين تحدوا سلطة الحكام المستبدين من تونس إلى سوريا.

أثار الموقف التركي انزعاج حكام الإمارات، الذين يرون في جماعة الإخوان تهديدا سياسيا وأمنيا.

وفي النزاع الخليجي، وقفت تركيا في نفس الخندق مع قطر ضد الإمارات والسعودية ومصر، بينما ساعد الدعم الذي قدمته أنقرة الحكومة الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة على صد قوات تدعمها الإمارات كانت تحاول السيطرة على العاصمة طرابلس.

وتبادل البلدان الاتهامات بالتدخل وممارسة النفوذ خارج حدودهما، ووصف أردوغان ذات مرة وزير الخارجية الإماراتي بأنه وقح أفسده المال عندما أعاد الوزير نشر تغريدة وجه فيها انتقادات لقوات العثمانيين أسلاف تركيا الحديثة.

سوريا والصومال وصراع النفوذ

وفي الصومال، تتسابق تركيا والإمارات على النفوذ. وفي سوريا، لا تزال تركيا تقدم الدعم للمعارضة المسلحة المناهضة للرئيس بشار الأسد فيما فتحت الإمارات، التي كانت تدعم المعارضين في السابق، سفارة في دمشق.

ويقول مسؤولون أتراك ودبلوماسيون خليجيون إن كلا البلدين أصبحا يدركان أنهما يدفعان ثمنا اقتصاديا للتوترات الجيوسياسية بينهما، ويفاقم الوضع أعباء جائحة كوفيد-19.

لكن الإحساس بهذا الثمن ظاهر بصورة أوضح عند أردوغان في تركيا، التي بلغت نسبة التضخم فيها 19 بالمئة وأدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة واضطرت البنوك الحكومية لبيع 128 مليار دولار من الاحتياطي الأجنبي في العام الماضي لدعم الليرة التي تراجعت قيمتها.

وقال مسؤول تركي آخر طلب عدم نشر اسمه “تكلفة توتر العلاقات غير محتملة في المنطقة فيما يتعلق بتركيا والإمارات والسعودية”.

دونالد ترامب

واختفى من مسرح الأحداث زعيم كان يشجع التدخلات الإقليمية للدولتين عندما خسر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وبالرغم من عدم الإعلان عن أي اتفاق بشأن الاستثمارات، يمتلك البلدان بالفعل أساسا اقتصاديا يمكن البناء عليه.

وعلى النقيض من السعودية، التي تلتزم بنهج مقاطعة غير رسمية للصادرات التركية، تقول الإمارات إنها لا تزال أكبر شريك تجاري لأنقرة في المنطقة. وضخت صناديق الثروة السيادية لأبوظبي استثمارات ضخمة في الآونة الأخيرة في شركة “غيتير” التركية عبر الإنترنت لخدمات توصيل البقالة إلى المنازل ومنصة البيع بالتجزئة “ترينديول”.

وعلى صعيد السياسة سيكون التغلب على الخلافات أشد صعوبة، نظرا لإصرار مصر وحلفائها الخليجيين على سحب أنقرة لقواتها وللمقاتلين السوريين الذين تدعمهم من ليبيا، وهو مطلب يصفه الدبلوماسيون بأنه ذو أهمية قصوى بالنسبة للقاهرة وحلفائها.

الربيع العربي

إلا أنه، بعد مرور عقد كامل على “الربيع العربي”، انتهت معظم الثورات وخارت قوى جماعة الإخوان المسلمين مما يترتب عليه بطبيعة الحال تخفيف اثنين من مصادر التوتر الرئيسية بين أبوظبي وأردوغان، الذي قدم دعما قويا لرموز الإخوان المسلمين.

وقال غالب دالاي، وهو زميل في أكاديمية روبرت بوش في برلين، “لم يعد هذا الملف في نفس المكان على سلم الأولويات بالنسبة للسعودية والإمارات”.

وفي لفته من جانبها إلى القاهرة في وقت سابق من هذا العام، فُهمت أيضا في الرياض وأبو ظبي، طلبت تركيا من قنوات المعارضة المصرية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين والقنوات ذات التوجهات الإسلامية تخفيف نبرة الانتقادات لمصر.

ولا تزال تركيا تحجب المواقع الإلكترونية لبعض المنظمات الإماراتية، بما في ذلك وكالة الأنباء الحكومية، لكن الحكومة أوقفت ما كان في السابق وابلا لا ينقطع من سهام النقد التي تستهدف الإمارات والسعودية ومصر.

وقال دالاي “الرغبة في التهدئة موجودة لدى الجانبين وسنرى ما يحدث”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.