الرئيسية » حياتنا » لماذا يعمد بعض الناس إلى إهانة الآخرين؟.. كل ما تريد ان تعرفه عن هذا السلوك

لماذا يعمد بعض الناس إلى إهانة الآخرين؟.. كل ما تريد ان تعرفه عن هذا السلوك

وطن – غالبًا ما يكشف سلوك الشخص، الذي يستخدم الإساءة اللفظية عن خاصيات محددة عند الأشخاص، موجودة بكثافة في مجتمعنا.

وكذلك غالباً ما يبرر الشخص المسيء الذي يتحجج بأن إهانة الآخرين جائز لأننا نعيش الآن في عصر النقد والشتائم غير المبررة. حسب تقرير نشرته مجلة “لا مينتي إيس مارافايوسا“، الإسبانية.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”، إن شبكات التواصل الاجتماعي، تمثل أرض خصبة لمثل هذا النوع من الديناميكيات الهجومية.

وعلى الرغم من أن هؤلاء الأشخاص موجودون معنا منذ وقت طويل، إلا أنه يبدو أنهم انتشروا بشكل سريع في السنوات الأخيرة.

ولسَائل أن يسأل هل هناك سبب وراء هذا الانتشار؟

يشير بعض الخبراء، إلى أن هذا النوع من الممارسات اللا أخلاقية، كان بمبادرة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفجأة وعلى غير العادة وعلى مرأى العالم كله، نرى زعيمًا عالميا، يلقي الإهانات جزاف ويطلق الألقاب المسيئة في الأماكن العامة- تقول المجلة- ان ترامب فعل ذلك في مقابلاته ومؤتمراته الصحفية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على تويتر.

وبالتالي تغير مفهوم حرية التعبير فجأة ليكون سببا في إهانة الناس وتجاوز حدود الاحترام.

 التصرف الصحيح للتعامل مع نوبات الغضب لدى طفلك.. هكذا يمكنك السيطرة عليه وتهدئته

يُبدي علم النفس الآن اهتمامًا كبيرًا، بفهم سبب الإساءة اللفظية، لأن الإهانة ليست أمرا بسيطا، فهو تصرف يؤذي النفس ويقلل من احترام الشخص لذاته، ويتسبب في العديد من العقد النفسية والاجتماعية. الإهانة والاستهزاء بالشخص المقابل، تعزز الكثير من الأفكار المسبقة والقوالب النمطية.

ما السبب وراء إهانة الآخرين؟

هناك الكثير من الأشخاص، يسعون جاهدين لإلحاق المزيد من الضرر بالآخرين كلما كان ذلك أفضل وكلما سَمحت لهم الفرصة.

الإهانة  سبب كافي لظهور ألم نفسي لا ينتهي، يلازم الشخص مدى حياته. في الحقيقة، يمكن أن نجد هؤلاء الأشخاص، في بيئات العمل والمدارس وأحيانا في المنزل، بالإضافة إلى أن الشخص المسيء يمكن أن يكون  أحد الزوجين.

بالإضافة إلى هذه الأماكن،  تظهر الإهانات في جميع المجالات أيضا، و إذا كانت حتى وقت ليس ببعيد ظاهرة موجود على نطاق محدود، فإننا نراها الآن أكثر في وسائل الإعلام العامة، وعلى التلفزيون، وعلى الشبكات الاجتماعية.

وهناك تفسير واضح لهذا، وهو أن الشخص، الذي يتعمد الإساءة من خلال المنصات التواصل الإجتماعية،  يسعى لا محالة إلى الحصول على  الشهرة.

لقد شاهد الكثير منا، في وسائل الإعلام على غرار تويتر، أشخاصا يقومون بنشر الإهانات، كما أنه يُتابعهم الآلاف من المعجبين، ناهيك أن هؤلاء المتابعين، يدافعون عن هذا الموقف و يسعون إلى تشويه الضحية بشكل أكبر. لذلك، ليس من المستغرب أن تصبح هذه الإهانة، عدوى فيروسية تنتقل من شخص لآخر، وهذا دليل كافي على تدهور المبادئ الأخلاقية.

الإهانة كشكل موروث من أشكال التواصل

هناك من يلجأ إلى الإهانة، لمجرد التكيف الاجتماعي والنمط السلوكي الموروث، وهم أولئك الذين نشأوا في بيئات يسود فيها النقد والإذلال وقلة احترام الذات.

سيكرر هؤلاء الأشخاص، نفس التصرفات التي تعرضوا لها في صغرهم، حيث سَيحاولون التخلص من عقدهم النفسية، ومن الإحباط والألم المتراكم منذ الطفولة، من خلال هذا النوع من الممارسات.

 دراسات علمية: الأجداد يساعدون في تنمية مواهب الأحفاد

 

كما أن كثير من هؤلاء الناس، يستخدمون عنصر الإهانة، لإثارة الخوف في أماكن العمل،لفَرض وجودهم أمام الموظفين أو في أي محيط آخر، على غرار المدرسة.

التواصل العنيف شكل من أشكال القوة

تظهر لنا بعض الدراسات، مثل تلك التي أجريت في جامعة باث (إنجلترا)، أن الأشخاص الذين يستخدمون الإهانة، يستعمرون البيئات التنظيمية. تساعد عملية التواصل العنيفة إلى الحصول على مكانة مهمة، إلى جانب أنها شكل من أشكال القوة، التي تخيف الآخرين.

يسعى العديد من هذه الشخصيات، إلى  إنشاء تسلسل هرمي لفرض وجودهم، من خلال التصدي والوقوف وجها لوجه أمام البقية مهما كان المنصب أو الحالة الاجتماعية، وذلك من خلال النقد، والإذلال، والإهانة المموهة.

النرجسيون العظماء

نطلق على هؤلاء الأشخاص، غير المدركين لكيفية تأثير سلُوكهم على الآخرين،  بالنّرجسيون العظماء. إنهم دائما بحاجة إلى تمجيد أنفسهم في أي موقف، ولهذا لا يترددون في استغلال الآخرين وإهانتهم. إنّهم أفراد متعجرفون وعدوَانيين ولا يسأمون من مهاجمة أي شخص، بمجرد أن يدركوا أنهم في موقف محرج أو مهددين بشكل ما.

من بين أشهر الأشخاص الذين يعمدون إلى إهانة الآخرين، النرجسيون العظماء هم الأكثر وجودا في المجتمع. عادة ما يختارون نوع محدد جدا من الإهانات، وهو إبراز الآخرين على أنهم  عديمي الفائدة وأغبياء. علاوة على ذلك، يحاولون إثبات نقاط ضعفهم. وهذا يعني أنهم يلجأون قدر الإمكان إلى سبل مهاجمة وانتقاد، مدى سذاجة الآخرين أو افتقَارهم إلى الفكر، فضلا عن الغباء أو عدم الكفاءة.

متلازمة توريت

هناك أشخاصا يقومون بإهانة الآخرين، دون إدراك منهم، هؤلاء لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم والتحكم بأَلفاظهم. عادة ما يعاني هؤلاء الأفراد من السلوك اللاإرادي، المتمثل في نطق الكلمات البذيئة والشتائم والتعبيرات غير اللائقة اجتماعيًا.

كوبولاليا

سمة من سمات متلازمة توريت، وهو اضطراب يتميز بحركات متكررة وغير متوقعة، وأصوات غريبة وأحيانًا تواصل عنيف. في هذه الحالات، تكون هذه الحالة العصبية والنفسية أكثر تعقيدا وتعيق المريض أيضًا.

في الختام، نرى وراء الإساءة اللفظية، أن هناك سلسلة كاملة من الشخصيات والصفات والخاصيات. ليس من السهل أن تعيش في مجتمع، تصبح فيه الإهانات شيئًا مسموح به في وسائل الإعلام، مثل الشبكات الاجتماعية. هناك طرق عديدة للتواصل دون اللجوء إلى الإساءة وتحقير الذات.

كل من يستخدم الإهانات يكشف عن جزء كبير من شخصيته: فهو يظهر لنا عدم تسامحه، وافتقاره إلى التعاطف وذكائه المشكوك فيه، ناهيك عن أنه تصرف، يؤكد أن الشخص مر بصعوبات منذ طفولته ومشاكل أثناء تعلّمه.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.