الرئيسية » الهدهد » ناشطون يتحدثون عن هروب إماراتيين من قاعدة عسكرية في بنجشير قبل سيطرة طالبان عليها (فيديو)

ناشطون يتحدثون عن هروب إماراتيين من قاعدة عسكرية في بنجشير قبل سيطرة طالبان عليها (فيديو)

وطن- أعلنت حركة طالبان، اليوم الأحد، أنها سيطرت على مقر حاكم ولاية بنجشير وغيره من المرافق الحكومية هناك، مؤكدة أن اشتباكات تدور حاليا في مركز الولاية بمدينة بازارك.

هذا وتداول ناشطون مقطعا مصورا أظهر سيطرت عناصر الحركة الأفغانية على القاعدة العسكرية ببنجشير، بعد هروب جنود إماراتيين داعمين لأحمد مسعود منها، بحسب ما ذكر متداولي المقطع.

هذا وتقدّم مقاتلو طالبان في وادي بنجشير، وفرضوا سيطرتهم على أماكن حيوية بالمنطقة منها مقر حاكم الولاية ومقرات حكومية أخرى.

من جانبها أفادت وكالة الإغاثة الإيطالية “إميرجنسي” (طوارئ) التي تدير مستشفى في بنجشير، أن قوات طالبان وصلت إلى قرية “أنابة”، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية.

وتقع “أنابة” على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك.

وقال مدير تحرير “لونغ وور جورنال” ومقرها الولايات المتحدة بيل روجيو، الأحد، إن الوضع لا يزال “ضبابيا بالنسبة للمقاتلين” وسط تقارير بأن طالبان انتزعت عدة مناطق، لكن الوضع “يبدو سيئا”.

وأفاد روجيو، الأحد، أن “جيش طالبان اكتسب خبرة عبر 20 عاماً من الحرب ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش”، مضيفاً أن “النصر غير مرجّح” بالنسبة لقوات أحمد مسعود في بنجشير.

وأكد أن “جيش طالبان حصل على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الانسحاب الأميركي وانهيار الجيش الأفغاني”.

وكان المتحدث باسم قوات أحمد مسعود، قال إن عناصر من طالبان تمكّنوا من الوصول إلى مرتفعات “دربند” على الحدود بين إقليمي كابيسا وبنجشير لكن تم صدّها.

بينما ذكر مصدر في طالبان أن تقدم عناصر الحركة نحو بنجشير تباطأ بسبب الألغام المزروعة على الطريق المؤدية إلى العاصمة بازارك ومجمّع حاكم الإقليم.

ولاية بنجشير

وبحسب المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، فقد تمكنت الحركة من السيطرة على منطقتي “خنج” و”عنابة”، ما منح قواتها القدرة على السيطرة على 4 مناطق من أصل 7 في الولاية.

وذكر المتحدث باسم “طالبان” بلال كريمي على حسابه في “تويتر” أن قوات الحركة سيطرت اليوم الأحد على مركز بنجشير ومقر الشرطة الرئيسي وكافة المرافق الحكومية.

مشيرا إلى أن قوات أحمد مسعود تكبدت خسائر كبيرة بين قتيل وجريح.

وأشار المتحدث إلى أن الكثير من الأسلحة ووسائل النقل والذخيرة وقعت في يد “طالبان”، مؤكدا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في عاصمة الولاية.

طالبان وبنجشير

وبنجشير، كلمة فارسية وتعني “الأسود الخمسة” وهي اسم واد محاط بجبال “هندكوش” الشهيرة، ويقع الوادي على بعد (120 كلم) شمال العاصمة كابل.

وكانت مديرية تابعة لولاية بروان في التقسيم الإداري، وتمت ترقيتها إلى ولاية في عهد الرئيس السابق حامد كرزاي، فأصبحت الولاية رقم 34 في أفغانستان.

وكان هذا الوادي أحد أقوى معاقل المجاهدين أثناء الغزو السوفياتي، وكان القائد أحمد شاه مسعود (أسد بنجشير) أشهر قادة الجمعية الإسلامية بقيادة البروفيسور برهان الدين رباني، يتخذ من بنجشير مركزا له، فارتبط اسمه باسم هذا الوادي.

وبرز دور بنجشير وقائده مسعود عندما سيطر المجاهدون على كابل، بعد سقوط النظام الشيوعي الموالي للاتحاد السوفياتي عام 1992.

حيث تمكن مسعود بالتعاون مع عناصر من داخل حكومة نجيب الله الشيوعية، مثل الجنرال عبد الرشيد دستم من السيطرة على كابل، إثر معارك مع قوات الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار، والتي وجدت عونا من عناصر جناح آخر داخل حكومة نجيب الله. وعين مسعود وزيرا للدفاع بحكومة المجاهدين، وتولت شخصيات موالية له في بنجشير مناصب حكومية مهمة بحكومة رباني.

الصدام الأول

ظهرت طالبان عام 1994 وتقدمت سريعا على الأرض إلى أن وصلت أبواب كابل، التي كانت تحت سيطرة مسعود، أوائل عام 1996، وبعد فشل المحادثات المباشرة بينهما في مدينة “ميدان شهر” نشب القتال بين حكومة المجاهدين، بقيادة مسعود، وحركة طالبان، أدت في النهاية إلى سيطرة الحركة على كابل أواخر العام نفسه، وأعلنت حكومتها باسم “إمارة أفغانستان الإسلامية” وسمت الملا محمد عمر أميرا للمؤمنين.

اغتيال مسعود والغزو الأميركي

بعد سقوط كابل بأيدي طالبان عام 1996، انتقل مسعود بقواته إلى بنجشير، وأسس تحالف الجبهة الإسلامية المتحدة “تحالف الشمال” مع الأحزاب والجهات المناوئة لحكومة طالبان، وتصدى بقواته لمقاتلي الحركة الذين لم يتمكنوا من السيطرة على وادي بنجشير ومناطق قريبة منه، مثل “وادي شمالي” بالقرب من كابل.

إلى أن وقع اغتيال مسعود في 9 سبتمبر/أيلول 2001، على يد عنصرين من تنظيم القاعدة، أي قبل يومين من هجوم 11 سبتمبر/ بالولايات المتحدة، والذي قاد إلى غزو واشنطن لأفغانستان وإنهاء حكم طالبان في نوفمبر/تشرين الثاني 2001.

استعانت الولايات المتحدة بمقاتلي تحالف الشمال في حربها ضد طالبان وإسقاط حكومتها، على قاعدة “عدو عدوي صديقي” ودخل مقاتلو بنجشير وتحالف الشمال كابل، وبعد مؤتمر بون الذي عقد في ألمانيا، وتشكيل حكومة كرزاي أصبح لهم نصيب الأسد من الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية المهمة بالقطاع المدني والجيش والشرطة والاستخبارات.

جمهورية أفغانستان الإسلامية

دستور جمهورية أفغانستان الإسلامية الذي أقر عام 2001 من قبل “لويا جيرغا” أي المجلس الوطني الكبير، نص على تسمية مسعود “بطلا وطنيا” وتولى المشير محمد قسيم فهيم “خليفة مسعود” وزيرا للدفاع ونائبا لرئيس الجمهورية، وأحمد ضياء مسعود (الأخ الشقيق لمسعود) نائب رئيس الجمهورية، وعين الدكتور عبد الله عبد الله (مساعد مسعود) وزيرا للخارجية.

كما عين محمد يونس قانوني، وهو شخصية مقربة أخرى لمسعود، وزيرا للداخلية، وفيما بعد وزيرا للمعارف ولاحقا نائبا لرئيس الجمهورية إثر وفاة المشير فهيم، والمهندس محمد عارف ومن بعده أمر الله صالح، وكلاهما من بنجشير، رئيسيْن لجهاز الإستخبارات بحكومة كرزاي.

كما تولى شخصيات أخرى من منطقة بنجشير مناصب مهمة بحكومة الرئيس المنصرف أشرف غني الأولى والثانية، مثل وزير الداخلية ثم الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي وزيرا للداخلية ثم الدفاع، وأمر الله صالح نائب رئيس الجمهورية، والجنرال تاج محمد جاهد والمهندس ويس برمك، وقد تولى كل منهما الداخلية.

وقد حاول الرئيس المنصرف تقليل دور المجاهدين بشكل عام، ودور الشخصيات الجهادية من بنجشير في النظام السياسي بالعموم، والمناصب بشكل خاص، ولكنه لم ينجح، نظرا لأهمية ونفوذ أهالي بنجشير في مفاصل الدولة وأجهزتها.

عودة طالبان وممانعة بنجشير

هذه الخلفية التاريخية مهمة لفهم ثقل وادي بنجشير ودور رموزه القيادية بالأحداث التي تلت سيطرة المجاهدين على البلاد عام 1992، وإلى اليوم. بعد سيطرة طالبان على كافة الأراضي، وسقوط كابل بأيديها للمرة الثانية في 15 أغسطس/آب الماضي.

وقد بقي الوادي الولاية الوحيدة خارج سيطرة طالبان، وبات مركزا لتجمع كثير من كبار المسؤولين بالحكومة السابقة، من وزراء وجنرالات في الجيش والأمن ومحافظي بعض الولايات، بمن فيهم أمر الله صالح، كما نقل إلى بنجشير عدد من المروحيات ودبابات ومصفحات الجيش، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والمعدات العسكرية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.