الرئيسية » تقارير » هل تستطيع إيران بسط نفوذها أكثر في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان؟

هل تستطيع إيران بسط نفوذها أكثر في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان؟

وطن- بات الوضع في أفغانستان يقلق الكثيرين من محاولة إيران بسط نفوذها أكثر من أي وقت مضى على الحدود الشرقية للبلاد بعد الانسحاب الأمريكي وعودة حركة طالبان إلى السلطة بعد أن سيطرت على التراب الافغاني مجدداً

إيران تبدي استعدادها لمواصلة علاقتها مع طالبان

وقالت صحيفة “أتلايار” الإسبانية إن النظام الإيراني، أبدى استعدادا لمواصلة علاقته مع حركة طالبان، مؤكدا على أنها جزءً من جبهة المقاومة، وذلك من خلال إرسال شحنة الوقود المطلوبة لحركة طالبان، محاولة بذلك المحافظة على نفوذها في أفغانستان.

أوضحت المجلة في تقريرها الذي ترجمته صحيفة “وطن”، أن هذه العلاقة الثنائية، ستصبح أكثر وضوحًا في المستقبل، خاصة وأن علاقة طالبان بالنظام الإيراني كانت قائمة منذ وقت طويل على المصالح المشتركة والمواجهة الشرسة مع ذات الأعداء.

يُذكر أنه في فترة ما تجاهلت طالبان، العديد من الخلافات العقائدية، التي تجمعها مع النظام، لأنها كانت بحاجة إلى دعمه المالي واللوجستي. ولكن الآن بعد انسحاب العدو المشترك، وسيطرة طالبان على المدن الأفغانستانية، ربما سيظهر في المستقبل الاختلافات الخفية بصفة تدريجية.

مع التطورات الجديدة في أفغانستان، وبالتحديد على الحدود الغربية لإيران والعراق، انعقد مؤتمر إقليمي برئاسة، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

واستضاف المؤتمر، كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس وزراء دولة الإمارات ، ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، والأمين العام لجامعة الدول العربية.  كما حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر كضيف.

وعلى الرغم من أن العراق، دعا الرئيس الإيراني الجديد لحضور المؤتمر، إلا أن إبراهيم الرئيسي، فضل ارسال حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الجديد، الذي كان في منصب نائب وزير الخارجية، ورئيس المكتب العربي بوزارة الخارجية، اعتقادا منه أنه من خلال خبرته، يمكنه تحقيق أهداف نظامه بشكل أفضل.

قمة بغداد

وفي الحقيقة، كان الهدف الأساسي للقمة هو حل التوترات بين دول المنطقة، لاسيما بين السعودية وحلفائها، بما في ذلك مصر من جهة، والنظام الإيراني من جهة أخرى. علما وأن العراق هو البلد، الذي تحمل نتيجة الخلافات بين هذه الدول، حيث أصبح ساحة معركة ومعقلا للهجمات الإرهابية.

جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 2015، بعد هجوم طال سفارتها من قبل بلطجية من النظام الإيراني ، مما أدى إلى السيطرة على السفارة وتدميرها. كما أن البلدين متورطان في حرب بالوكالة في اليمن، والتي دمرت الشعب اليمني برمته. ناهيك أن طهران، قطعت علاقاتها  الدبلوماسية مع القاهرة منذ عام 1979.

في المقابل، كان خامنئي، راضيا وسعيدا للغاية، بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث  يعمل الآن على إيجاد طريقة، لإخراج القوات الأمريكية من العراق، لأنها مازالت تشكل خطرا على أمنه وعائقا أمام نفوذه في المنطقة، خاصة بعد الاغتيالات الاخيرة.

وعلى الرغم من الخلافات العديدة مع السعودية، دارت منذ فترة محادثات بين ممثلين عن النظام والسعودية في بغداد، من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، وهو الأمر الذي  لم يثمر الكثير من النتائج حتى الآن. ناهيك أن المفاوضات توقفت منذ  أن تم تعيين رئيسي، رئيسا جديدا لإيران.

يُذكر أن وجود حسين أمير عبد اللهيان، في هذا المؤتمر لم يسفر على أي نتائج ايجابية، بل خلق لحظات محرجة للنظام الإيراني، لأن وزير الخارجية الإيراني، سواء في خطابه باللغة العربية أو عند الامتثال لبروتوكولات الاجتماع، أظهر أنه لا يحترم المبادئ الدبلوماسية الدولية على الإطلاق. إلى جانب ذلك، بعد حديثه في المؤتمر، انتقدته وسائل الإعلام الإيرانية، التي قالت إنه “من الأفضل لو تمت مراجعة نص خطابه، وتحريره من قبل شخص يجيد اللغة العربية، حيث احتوى خطابه على الكثير من الأخطاء”.

علاوة على ذلك، لم يحترم عبد اللهيان، بروتوكولات المؤتمر، حيث أنه عند التقاط صورة جماعية، تجاهل أنه قد تم تحديد الصف الأول، لرؤساء الدول والثاني لوزراء الخارجية، وترك المكان المخصص له، الذي كان بالأساس بجوار وزير الخارجية السعودي ووقف عند الصف الأمامي، إلى جانب رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة. في المقابل، بدا رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد آل مكتوم، مستاء للغاية من هذا التصرف.

يظهر هذا السلوك غير الدبلوماسي، من جانب وزير الشؤون الخارجية الإيراني، أن النظام الإيراني، لا يريد إلا أن يفرض وجوده بأي شكل من الأشكال في المنطقة، لكنه على أرض الواقع، لم يقدر الوزير على  الإفصاح عن قراراته أمام رئيس الوزراء العراقي، خاصة مع مشاركة سوريا في المؤتمر.

في سياق متصل، تدرك جميع دول المنطقة الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران، فضلاً عن أزمة كوفيد-19، التي تسببت في كارثة إنسانية على جميع الأصعدة.

كما أصبحت إيران غير قادرة، على تمويل قواتها الوكيلة في المنطقة، كما كانت تفعل في السابق لممارسة تهديداتها على دول المنطقة، لأنها تواجه حاليا عجزا في الميزانية قدره 550 تريليون تومان (عملة إيران). وفي الحقيقة، أدى إفلاس الاقتصاد وانتشار الفساد، داخل أجهزة النظام إلى أن يعيش حوالي 80 بالمئة من الإيرانيين تحت خط الفقر.

وعليه، يعيش هؤلاء الناس في ظروف معيشية سيئة للغاية، نظرا لسوء إدارة النظام. كما تعتبر إيران حاليًا هي الدولة، التي تشهد أكبر عدد من الوفيات اليومية بسبب فيروس كورونا المستجد، ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم بأسره. ووفقًا لمصادر موثوقة، يموت أكثر من ألفي شخص يوميا في إيران بسبب الوباء، وحتى الآن، وقع حوالي 400 ألف شخص ضحايا لهذا الفيروس. والجدير بالذكر أن معظم دول المنطقة، قامت بتطعيم أكثر من 60 بالمئة من سكانها، بخلاف إيران، التي قامت بتطعيم أقل من 6 بالمئة من السكان.

ختاما، يؤكد سوء تقدير خامنئي، بأن الولايات المتحدة هي أول تهديد له، لكن لا تشكل الولايات المتحدة أي تهديد لإيران، بل تبيّن مؤخرا أن التهديد الرئيسي لخامنئي وسياسته، هو الشعب الإيراني، الذي يريد الغالبية العظمى منه تغيير النظام بطريقة جذرية. ولقد أظهروا بوضوح رغبتهم في ذلك من خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وبالنظر إلى ما سبق، لم تجلب قمة بغداد أي فائدة لخامنئي ونظامه

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “هل تستطيع إيران بسط نفوذها أكثر في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان؟”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.