وطن- أعلنت العديد من وسائل الإعلام الكويتية اليوم، السبت 4 سبتمبر 2021، عن وفاة الأكاديمي الكويتي البارز الدكتور شفيق الغبرا، بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر ناهز 68 عاما.
وفاة الاكاديمي الكويتي الدكتور شفيق الغبراء.. رحمه الله وخالص تعازينا للشعب الكويتي الشقيق pic.twitter.com/X78PffRZqu
— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) September 4, 2021
ويشار إلى أن شفيق الغبرا، هو باحث وأكاديمي كويتي من أصول فلسطينية، وشهدت حياته تحولات كبيرة منذ سنوات طفولته المبكرة مما كان له الأثر الأكبر على مسيرته الأكاديمية الممتدة لأكثر من 40 عاماً.
إذ عاش صعوبات الشتات عندما فرت عائلته الفلسطينية إلى مصر بعد نكبة 1948 وانتقلت لاحقًا إلى الكويت.
فلسطين حزينة والكويت حزينة برحيل الدكتور #شفيق_الغبرا. الأستاذ الأكاديمي صاحب الوجه البشوش والذاكرة الحيّة التي وثّقت محطات مفصليّة في التاريخ الفلسطيني. قاوم الاحتلال وقاتل المرض وترك إرثًا مهمًا وأثرًا كبيرًا عند كل من عرفه. له الرحمة ولمحبيه الصبر. إنا لله وإنا إليه راجعون. pic.twitter.com/m7m0hdfDnW
— مُنى حوّا • Muna Hawwa (@MunaHawwa) September 4, 2021
كما عرف شفيق الغبرا الكفاح العسكري كمقاتل ضمن صفوف منظمة التحرير الفلسطينية.
وشغل مناصب إدارية كمؤسس وأول رئيس للجامعة الأميركية في الكويت. لكنه اختار، في نهاية المطاف، التدريس والبحث.
خالص العزاء لأهله ومحبيه..
لم يبخل يوما في تقديم النصح والفائدة.. واتخاذ المواقف المبدئية، مع تسامٍ وتسامح..#شفيق_الغبرا https://t.co/G8jEYuC20c
— علي السند (@al_snd) September 4, 2021
وكتبت الإعلامية إيمان الحمود ناعية الدكتور شفيق الغبرا:”رحم الله صديقنا وأستاذنا الكبير د. شفيق الغبرا .. كان رمزًا للعطاء مؤمنًا بالحريات حتى آخر رمق.”
رحم الله صديقنا وأستاذنا الكبير د. شفيق الغبرا .. كان رمزًا للعطاء مؤمنًا بالحريات حتى آخر رمق .. تحدثت معه قبل أسابيع فقال لي إنه عاد الى #الكويت لأنه بدأ يشعر بالتحسن وأن أمامه الكثير من المشاريع المنتظرة.. كان شعلةً من النشاط الذي لم تطفئ جذوته قسوة المرض #شفيق_الغبرا pic.twitter.com/5WtfMG2qot
— ايمان الحمود (@imankais1) September 4, 2021
وتابعت:”تحدثت معه قبل أسابيع فقال لي إنه عاد الى الكويت لأنه بدأ يشعر بالتحسن وأن أمامه الكثير من المشاريع المنتظرة.. كان شعلةً من النشاط الذي لم تطفئ جذوته قسوة المرض.”
فيما دونت الكاتبة دلع المفتي:”الكويت حزينة الليلة. د. شفيق الغبرا في ذمة الله.”
الكويت حزينة الليلة.
د. شفيق الغبرا في ذمة الله#شفيق_الغبرا pic.twitter.com/z6dtrZJzMU— دلع المفتي🎀 (@dalaaalmoufti) September 4, 2021
شفيق الغبرا
ودشن النشطاء وسم بعنوان “شفيق الغبرا” نعوا فيه وفاة الأكاديمي البارز، وعبروا عن حزنهم البالغ لفقده مقدمين التعازي لأسرته وأهله ومحبيه.
رحم الله الدكتور #شفيق_الغبرا كان مثالاً للمثقف والأكاديمي المشتبك والمتسق بين مبادئه ومواقفه، قاتل في لبنان مع الكتائب الفلسطينية لسنوات وخاض تجربة نضالية في أعنف المعارك، ولم يمنعه "وضعه" السياسي والهوياتي من قول كلمة الحق عام ٢٠١٢ أثناء الاحتجاجات في الكويت رغم ما تعرض له pic.twitter.com/3dYIUiqUHI
— خالد تركي (@khaledtorki) September 4, 2021
إنا لله وإنا إليه راجعون نعزي عائلة وذوي الدكتور #شفيق_الغبرا رحمه الله وغفر له وألهم ذويه الصبر والسلوان pic.twitter.com/bFghUUroBE
— د. بدر زايد الداهوم (@DrBaderALdahoom) September 4, 2021
وقال دكتور ساجد متعب العبدلي عبر الوسم:”خالص العزاء بوفاة البروفيسور شفيق_الغبرا الرجل المبدئي الخلوق.. الوداع أيها الصديق المحترم.”
خالص العزاء بوفاة البروفيسور #شفيق_الغبرا الرجل المبدئي الخلوق..
الوداع أيها الصديق المحترم… pic.twitter.com/z9fyhvfzQr
— د. ساجد متعب العبدلي (@DrSajed) September 4, 2021
بينما علق الكاتب محمد الوشيحي ناعيا الدكتور شفيق الغبرا بكلمتين فقط “مثله يُفقد.”
مثله يُفقد.
رحم الله #شفيق_الغبرا pic.twitter.com/QLGOXiV6im
— محمد الوشيحي (@Alwashi7i) September 4, 2021
وقال محمد فروانة:”الدكتور شفيق الغبرا خير نموذج للإنسان الذي يبذل كل ما يملك في سبيل نصرة قضيته، والمثقف الذي لا يدنّس مسيرته بمواقف متقلّبة، والباحث الذي ينصر الحق بالحجّة المتماسكة مسيرة مليئة بالصدق، اللهم ارحمه واغفر له”.
الدكتور #شفيق_الغبرا خير نموذج للإنسان الذي يبذل كل ما يملك في سبيل نصرة قضيته، والمثقف الذي لا يدنّس مسيرته بمواقف متقلّبة، والباحث الذي ينصر الحق بالحجّة المتماسكة
مسيرة مليئة بالصدق، اللهم ارحمه واغفر له pic.twitter.com/73GG1r6HY4
— محمّد فروانه (@MohdFarwana) September 4, 2021
وغرد علي السند، الأستاذ المساعد في الدراسات الإسلامية:”كان متصالحا مع فكرة الرحيل.. قالها لي بكل عفوية مع ابتسامته المعهودة: هذه المحاولة الأخيرة.. إذا مافادت.. بنودعكم!”
كان متصالحا مع فكرة الرحيل..
قالها لي بكل عفوية مع ابتسامته المعهودة: هذه المحاولة الأخيرة.. إذا مافادت.. بنودعكم!#شفيق_الغبرا https://t.co/SlrsYl3te7— علي السند (@al_snd) September 4, 2021
من هو الدكتور شفيق الغبرا؟
وشفيق الغبرا هو أكاديمي ومحلل سياسي كويتي من أصل فلسطيني في مدينة حيفا.
وهو الابن الأكبر للدكتور ناظم الغبرا. شارك في برامج حوارية حول أحداث كثيرة مرت على الساحة العربية – أحداث البحرين – ثورة سوريا – ثورة مصر – ثورة تونس.
رحمك الله يا #شفيق_الغبرا
اتفق المختلفون على الثناء عليك حيا وميتا وما كنت تحمله من مبادىء إنسانية راقية
ستبقى سيرتك العطرة ومواقفك الثابتة مشاعل من نور أيها الإنسان
اللهم ارحم عبدك الدكتور شفيق الغبرا وأسكنه فسيح جناتك
عزائي لأسرته ومحبيه pic.twitter.com/vsLazSR9qu— عبدالعزيز العويد (@alowid) September 4, 2021
ولد الدكتور شفيق الغبرا في العاك 1953 وتوفي اليوم، السبت 4 سبتمبر، عن عمر ناهز 68 سنة.
شفيق الغبرا والقضية الفلسطينية
ويشار إلى أن تجربة عائلة الدكتور شفيق الغبرا الفلسطينية في المنفى، ساهمت في دفعه إلى تكريس معظم أبحاثه للقضية الفلسطينية، والتركيز على مفهوم الشتات، فضلاً عن دراسة آليات السلطة والمجتمع داخل الكويت الذي ولد وعاش فيه أغلب سنوات عمره.
وفاة الدكتور #شفيق_الغبرا
انا لله وانا اليه راجعون 👋🏻— فجر السعيد 🇰🇼 (@AlsaeedFajer) September 4, 2021
وسبق أن قال الغبرا في مقابلة عبر الهاتف “لا تزال القضية الفلسطينية تحتاج للكثير من الجهد لسد الفراغ العلمي في التعريف بتفاصيلها كأي مأساة انسانية، خصوصاً في ظل السعي الإسرائيلي لاختلاق التاريخ، ومحو هوية السكان الأصليين الذين انتهت مصائرهم إلى الشتات.”
عبر دراساته العديدة، سعى الغبرا إلى رصد وتوثيق الدور المركزي الذي لعبته العائلات الفلسطينية في الشتات لإحياء الذاكرة الجماعية، ودرس الكيفية التي تضمن استمرار الصلات بين من هم داخل فلسطين ومن هم خارجها، وكشف كيف تحمل بعض أفراد هذه الأسر تكلفة تعليم اقاربهم وسد كافة أعبائهم المالية لحماية المجتمع الفلسطيني من التفكك الذي كرسته النكبة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
رَوحٌ ورَيحَانٌ وجَنَّةُ نَعِيمْ
اللهم ارحم الدكتور #شفيق_الغبرا واغفر له واجعل الجنة داره وقراره pic.twitter.com/hVYsvmpS0L
— أسماء عليان (@AsmaaElayyan) September 4, 2021
شفيق الغبرا من الكفاح المسلح إلى التدريس
جاءت التجربة الأكثر أثراً على مسيرته الأكاديمية من التحاقه بفصائل الثورة الفلسطينية، عقب تخرجه من جامعة جورج تاون الاميركية، حين التحق كمقاتل ب “السرية الطلابية” التابعة لحركة فتح أوائل السبعينات، وانطلق من جنوب لبنان، ليبدأ بعدها أولى خطواته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
إنّ تجربة الغبرا النضالية جعلته جريئاً في أطروحاته السياسية والأكاديمية، مع الكثير من التواضع “لأن التجربة القتالية جعلته يستصغر أي أمر أقل من الموت.”
نعزي أنفسنا وآل الغبرا بوفاة أخي الكبير وصديقي العزيز ومعلمي الفاضل أُستاذ العلوم السياسية د. #شفيق_الغبرا رحمة الله عليك ياشهم وغفر لك واسكنك الجنة مع الصالحين،نعم الرجل الفخم والمحب للجميع والساعي للخير والمعلم الراقي المتحصن بالمعرفة والمدافع عن الإنسان والحرية،وداعاً ياحبيبي pic.twitter.com/5fDHB5tmD4
— محمد جوهر حيات (@m_joharhayat) September 4, 2021
قال الغبرا “ساهمت تجربة النضال العسكري لنحو ست سنوات في تطوير تجربتي الأكاديمي لأنها علمتني التعمق في قراءة الأحداث، وامتلاك فهم أوسع للحركات السياسية على اختلاف ايديولوجيتها وطرق تفاعلها مع الواقع. كما أنها ساهمت في تنمية الشعور بالزهدً في المناصب الإدارية أو القيادية، والإيمان أن موقع الأستاذ الجامعي هو الموقع الأكثر ملاءمة لخياراتي الشخصية.”
المسيرة العلمية للدكتور شفيق الغبرا
عقب الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة تكساس في أوستن عام 1987 عمل الغبرا مسؤولاً إعلامياً في سفارة الكويت في العاصمة الأميركية.
لكنه، لاحقاً، اختار العمل الأكاديمي والبحثي عن أي مسؤوليات أخرى، وعاد للتدريس في جامعة الكويت.
تأسيس الجامعة الأميركية في الكويت
في عام 2003، تم اختيار الغبرا لتأسيس الجامعة الأميركية في الكويت، في أول تجربة لبناء مؤسسة أكاديمية في مسيرته المهنية إلى جانب مهامه الأكاديمية.
تضمنت المهام الموكلة إليه الإشراف على بناء الجامعة وتصميم برامجها الأكاديمية للطلاب والأساتذة والتدخل في كل التفاصيل الإنشائية والتعليمية، وذلك خلال عام ونصف فقط.
رحم الله الرجل الخلوق الدكتور #شفيق_الغبرا وغفر له وأسكنه الجنة
عزاؤنا لأسرته الكريمة pic.twitter.com/feyZjgdfmY
— نبيل علي العوضي (@NabilAlawadhy) September 4, 2021
وسبق أن قال في تصريحات له” الجامعة مثل الكائن البيولوجي؛ إما أن يكون مستعداً للتطور أو الخمول، وأن العوامل التي تساعد في هذا التطور هي تطوير كتابات الطالب النقدية، وتعلم مهارات البحث والاستقصاء والعمل ضمن مجموعة، وتنمية ثقافة الحرية داخل”.
حرص الغبرا، رغم اتفاقيات التعاون الأكاديمي التي أبرمها مع جامعة دارتموث الأميركية في برامج العلوم الإنسانية والآداب والتعاقد مع أكاديميين أمريكيين للتدريس، على ألا تنفصل الجامعة عن المجتمع الموجود فيه وتعاليمه وتقاليده وخصوصيته الاجتماعية.
ويعتقد الغبرا أن تجربة تأسيس فروع لجامعات أجنبية في المنطقة العربية أمر جيد؛ لكن التجربة أثبتت أن هناك تحديات تؤثر على مستوى جودتها مثل سيطرة العقلية التجارية والكسب المادي على بعضها، وغياب الحريات الأكاديمية في المنطقة، والأهم الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تنعكس سلباً على أوضاعها كحال الجامعة الأميركية في بيروت جراء أزمة لبنان الحالية. (اقرأ التقرير ذو الصلة: أزمة مزدوجة تعصف بالطلاب والجامعات في لبنان).
شفيق الغبرا الأستاذ الإنسان
يعتقد الغبرا أن غياب الحرية في العالم العربي أثر سلباً على تطوير العلوم الاجتماعية وأدى لانصراف الأساتذة العرب للعمل الإداري وترك البحث في القضايا الشائكة. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الرقابة الذاتية مشكلة شائعة لكن مسكوت عنها في الأوساط الأكاديمية العربية).
وقال في تصريحات سابقة له ”القوانين لا تحمي الأستاذ الجامعي في أغلب الدول العربية، لذلك أصبح غالبية الأساتذة يفضلون المنصب الإداري عن البحث الذي قد يقود للسجن أو الفصل، في ظل غياب ضمانات ومحاذير متنوعة حول القضايا البحثية.”
“السمة الرئيسية لطريقة تدريس الغبرا للنظريات السياسية هي الربط بينها وبين السياسات العملية، حيث يعطي أهمية كبيرة للبحث الميداني كمصدر للمعلومة إلى جانب المصادر الأكاديمية.”
وأشارً إلى أن الكثير من طلابه الدارسين للدكتوراه في أمريكا وأوروبا يرفضون ترجمة أطروحاتهم إلى العربية خشية اتهامهم في بلدانهم بتهم دينية أو أمنية، وإدراكهم بعدم حماية القانون لهم.
انعكست هذه الرؤى على طرق تدريس الغبرا للنظريات السياسية لطلابه، حيث يدفع طلابه دائما نحو آفاق جديدة في البحث واختيار موضوعات مغايرة .
شفيق الغبرا ومرض السرطان
رغم المشقة التي واجهها الغبرا خلال العام ونصف الماضية في فترة العلاج من مرض السرطان، إلا أنه ظل متمسكاً بمقاومة المرض من خلال الاستمرار في إجراء البحوث والتدريس.
إذ أصدر مؤخراً كتاب” نظريات سياسية حول العلوم الاجتماعية”. كما انتهى، خلال فترة علاجه في أمريكا، من تأليف كتاب جديد حول النكبة الفلسطينية منذ بداياتها في القرن 19 حتى الزمن الحالي، سيصدر نهاية العام الجاري.
وكان شفيق الغبرا قبل موته يعكف على مراجعة النسخة الإنجليزية من كتابه “حياتي غير آمنة” الذي صدرت طبعته العربية الأولى عام 2012.
وقال في تصريحات سابقة “سأستمر في العمل طالما أنني قادر على الكتابة والتفكير،”.
موضحاً أن تجارب النضال والعمل البحثي الممتد لعقود طويلة ساعدته على تحمل تجربة المرض.”