الرئيسية » حياتنا » دراسات علمية: الأجداد يساعدون في تنمية مواهب الأحفاد

دراسات علمية: الأجداد يساعدون في تنمية مواهب الأحفاد

وطن – نشرت مجلة ” لا مينتي إيس مارافايوسا” الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن علاقة الأجداد بأحفَادهم، التي تقطع مع الموروث والمعتقدات الراسخة، التي تقول إنها علاقة عائلية، تساهم في تربية جيل مدلل وغير مسؤول. لكن على العكس من ذلك تماما يساهم الأجداد في صقل مواهب الحفيد، من خلال منحه الكثير من طاقتهم الإيجابية، المفعمة بالمحبة والحنان، والتي تسمح له مع مرور الوقت بتطوير العديد من مواهبه الطبيعية.

وقالت المجلة، أنه على الرغم من مرور الزمن والتجارب، التي قد ترهق كبار السن، إلا أن الأجداد يساعدون في تنمية مواهب الأحفاد.

الأجداد وتعزيز إبداع وذكاء الأطفال

فوفقًا للأبحاث الحديثة، يمكن أن يكونوا وسطاء استثنائيين في تعزيز الإبداع و الذكاء المتبلور للأطفال.

علاوة على ذلك، تتمتع هذه الشخصيات دائمًا بالكاريزما والعاطفة الجياشة، كما تمتاز بالصبر والحب الأبدي للأبناء والأحفاد، الذي يعتبر بمثابة محركات قيّمة للتقدم الفكري والعصبي للأطفال.

في الحقيقة، نادرا ما نقدر الفوائد العظيمة، لوجود الأجداد بالقرب من الأبناء. فالعلاقة الأزلية، التي تربط بين الأجداد والأحفاد، تعتبر واحدة من أهم العلاقات الإنسانية، على عدة أصعدة. حيث أنها علاقة لا تقتصر على القرابة والحب المتبادل فقط، وإنما هي علاقة بين أجيال، من خلالها نتعلم الحياة ونفهم جيدا معاني الصبر، فضلا عن مبادئ الاحترام والتقدير، وغيرها من القيم العظيمة التي تتناقل من جيل إلى جيل.

بينت الدراسات العلمية، أن الأجداد يلعبون دورًا مؤثرًا ومهما للغاية في تنمية وصقل أخلاق ومواهب الأحفاد.

طرق مساعدة الأجداد في تنمية مواهب الأحفاد

أكدت المجلة أن هناك شيء مميز يربط هؤلاء الأشخاص، الذين يقضون معظم الوقت مع أحفادهم، وهو مدى الصبر والتفاؤل، الذي يمكن أن يمتاز به الشخص، على الرغم من  كبر السن.

أن تصبح جدا في كثير من الحالات،  يعني القدرة على التغلب على مختلف المراحل وتحديات الحياة وبعض المشاكل النفسية التي يمكن أن تطرأ على الشخص بعد سن معين.

وهذا ما يؤكد أن احتضان الجد للحفيد الأول بين ذراعيه، هي أوائل بوادر التغيير، فأنت لم تعد نفس الشخص الذي كنت عليه قبل عشرين أو ثلاثين عامًا.

بشكل عام، سيسود على شخصية الجد الهدوء والسكينة والصبر والنظرة المتفائلة، والكثير من الطاقة الإيجابية، التي ستعود بالفائدة على العائلة بأسرها.

ذكرت المجلة أن الأجداد، هم أشخاص نشيطون بالأساس وعاطفيون كثيرا، كما أنهم لا يترددون أبدا في التواجد في حياة أحفادهم.

فضلا عن أنهم في كثير من الأحيان يضطلعون بمهام رعاية الصغار وهذا أمر مفيد للغاية. نعلم جميعا أن هذه الرابطة،  تعزز المشاعر الإيجابية، ومن خلالها يمنح الأجداد المودة والمحبة والتعاطف اللامتناهي، لأحفادهم دون مقابل.

أثبتت دراسات مثل تلك، التي أجريت في جامعة Adventus (رومانيا)، إلى أن هناك شيء مثير للاهتمام في هذه العلاقة العائلية الوطيدة، وهو أن عيش الأجداد مع الأحفاد يعزز من تنمية الذكاء العاطفي والملكات الإبداعية عند الطفل.

فعن طريق تجارب الكبار في السن وحياتهم المليئة بالخبرات والأزمات والإيجابيات والسلبيات، يمكن نقل الكفاءة الاستثنائية للأحفاد، وذلك باحتواء مشاعر الإحباط عند الطفل، وزيادة الحوافز وتنمية شعور الثقة بالنفس، من أجل الابتكار والإبداع والاختبار والتجربة .

فيما يلي تطرقت المجلة إلى ذكر كيفية مساعدة الأجداد في صقل مواهب الأطفال:

الاستماع الفعال والحضور

عادة ما يكون الأجداد محيطين دائما بأَحفادهم، وذلك ربما بسبب قلة المسؤوليات. كما أنهم ليس لديهم ميول للتقنيات الجديدة والتكنولوجيات الحديثة.

وهذا ما يقوي العلاقة بينهم، حيث سيستمعون للأطفال باهتمام كبير وصبر لا متناهي دون تذمر أو شكوى. فضلا عن أن التثبت والتحقق من كل كلمة أو إيماءة أو سلوك يقوم به الطفل، له تأثير قوي عليهم، حيث يجعلهم يشعرون بالأمان ويحسن هذا من ثقتهم بأنفسهم.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر إصرار الجد على القيام بذلك في كل مرة يكون فيها مع حفيده، يساعد الطفل على أن يعمل بجد لتحقيق المزيد من التقدم على جميع المستويات.

طبيبة: 3 أمور يفعلها الآباء الذين يربون أطفالًا يتمتعون بالثقة والقوة الذهنية

 

في المقابل، إدراك الحفيد، أنه يحظى بالرعاية والإحاطة اللازمة، سيساهم كثيرا في معرفة كيفية تَقديره للذّات.

اعلم أن الطفل يحتاج، إلى الاهتمام المستمر بكل كلمة وسؤال .

يساعد الأجداد في تطوير مواهب الأحفاد لأنهم يعززون عملية التواصل

تدفع العاطفة الطفل إلى التعلم، والتي تساعده على السؤال وإحياء الفضول المحمود والمثمر. بدون تأثير عاطفي، لا يمكن للطفل أن يستوعب بعض الأمور الحياتية، ويمكن ان يمتد هذا إلى الحياة الدراسية، فالطفل دون حب أو دون إحاطة عائلية وطيدة مفعمة بالعاطفة لن تتنظر منه علامات جيدة في دراسته.

هكذا يساعد الأجداد في تطوير موهبة أحفادهم لأنهم يعرفون كيف يجذبونهم، ويوجهونهم أيضا، خاصة  عندما يتعلق الأمر بمعرفة أشياء جديدة …

المثابرة والصبر مفتاح التربية

المفتاح الآخر، الذي يفسر كيفية مساعدة الأجداد في تنمية مواهب الأحفاد هو المثابرة.  من الأمور المهمة، التي نتعلمها من أجدادنا وكبار السن، هي كيفية الصبر والتفاني على حل الأشياء المعقدة والصعبة، نتعلم منهم أن النجاح يحتاج الإجتهاد، وأن الوصول إلى المبتغى، يستوجب منا المثابرة.

انتقل من العادي إلى الاستثنائي لأن الطفل قادر على القيام بأشياء عظيمة

بالنسبة للجد، فإن الحفيد هو أهم شخص في العالم والعكس بالعكس. الجد شخص يساعد على تعزيز أمنهم واحترامهم لذاتهم ويساعد في تنمية هويتهم. يمنحك الجد أجنحة للحلم ويوجهك لتَهتم بالحصول على ما تريد. يتطلب الانتقال من الموروث والحياة الروتينية إلى أمور أخرى أكثر جاذبية بالنسبة للطفل، معرفة كيفية تشجيعه والتأثير عليه بطريقة إيجابية، تستجيب لسنه وتتماشى مع ما يحبه ويبحث عنه.

كل هذه الأبعاد تبني أسس ما نعرفه بالذكاء المتبلور أو السائل. هكذا نبني جيلا ذو كفاءة مكتسبة بفضل العلاقة الوطيدة، التي تجمع الأحفاد بأجدادهم.

ختاما، أشارت المجلة إلى أن كل عنصر من هذه العناصر، يساعد في تطور وصقل موهبة الطفل، كما يزيد من معدلات الذكاء ويصقل ملكات الإبداع. كما أن الأهم من وجود أجداد في حياتك، هو أن تكون بالقرب منهم ومعهم قلبا وقالبا. فتوطيد العلاقة مع الأجداد أمر في غاية الأهمية لمستقبل زاهر إيجابي.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.