خيمت على محافظة درعا في الجنوب السوري أجواء حرب بعد هدوء نسبي فرض نفسه لمدة ثلاثة أعوام، بموجب اتفاق “التسوية” الموقع في أواخر عام 2018.
مدينة #درعا وريفها جنوبي #سوريا تتعرض الآن لحملة عسكرية من قبل نظام الأسد وروسيا والمليشيات الموالية لهم، في ظل صمت دولي وأممي بات معتاداً بالنسبة للسوريين، ولا يمكن وصفه إلا بأنه ضوء أخضر لتنفيذ مجازر جديدة وتهجير جديد بحق المدنيين.#درعا_تحت_القصف#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/4p9taKY5GE
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) July 29, 2021
قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ
النظام السوري بدأ حملة عسكرية مع ساعات صباح اليوم، الخميس، على أحياء “درعا البلد”، حيث نفذت قواته أولا قصفا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، ومن ثم حاولت الاقتحام من ثلاثة محاور، بحسب وسائل إعلام.
#درعا_تحت_القصف
جرحى من المدنيين ولا مكان لعلاجهم
هذا حالنا لمن يسأل عنا 😡 pic.twitter.com/a4rEFnb044— ابو عمر الشامي (@aboomer399) July 29, 2021
هذا وكشفت مصادر مطلعة لموقع “الحرة” رفضت كشف اسمها لاحتياطات أمنية أن “القصف المدفعي والصاروخي وبقذائف الهاون أيضا لا يزال مستمرا على الأحياء التي يقيم فيها قرابة 50 ألف مدني”.
عناصر للنظام بعد أسرهم
هاي درعا ولاك#معركه_الكرامه#درعا_تحت_القصف pic.twitter.com/plmBnn8zi9— ابو يوسف (@Yypnp1rHaJZ1YRZ) July 29, 2021
ويشير إلى توقف عملية الاقتحام على الأرض بعد الساعة الحادية عشرة ظهرا، بسبب استهدافات مسلحة بدأها مقاتلون في قرى وبلدات الريفين الشرقي والغربي لدرعا، لتخفيف الضغط العسكري على “درعا البلد” المحاصرة.
ونشر ناشطون من المحافظة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة قالوا إنها توثق سيطرة مسلحين محسوبين على المعارضة السورية على حواجز ونقاط عسكرية تتبع لقوات النظام السوري في بلدات كطفس وأم المياذن واليادودة ومساكن صيدا.
قد صغرنا أمامكم ألف قرن،
وكبرتم خلال شهر قرونا
يا أحباءنا الصغار سلاماً.. #درعا_تحت_القصف pic.twitter.com/hk47MRlTTc— هُدىٰ #بدنا_المعتقلين (@hudaelruz) July 29, 2021
ويوضح أنه لا توجد أي سيطرة من قبل مسلحي المعارضة على بلدات بأكملها، ويقتصر الأمر على حواجز ونقاط تستخدمها قوات الأسد للتفتيش والمراقبة. وهناك أيضا سيطرة على بعض الأسلحة والذخائر الثقيلة.
مقتل شخصين وإصابة آخرين
وحتى الآن ليس هناك أي تعليق رسمي من جانب النظام السوري بشأن التطورات العسكرية التي تشهدها درعا منذ ساعات الصباح.
مجزرة في بلدة اليادودة غالبية ضحاياها من الأطفال بفعل قصف الميلشيات الإيرانية والفرقة الرابعة لمنازل المدنيين بصواريخ أرض أرض من نوع "فيل"#درعا_تحت_القصف#الحرية_لدرعا pic.twitter.com/BbEHYHVOjm
— مالك أبو عبيدة (@malikaboobida) July 29, 2021
في المقابل ذكرت إذاعة “شام أف.أم” التي تبث من العاصمة السورية دمشق أن خمسة أشخاص أصيبوا، جراء سقوط قذيفة صاروخية “أطلقها مسلحو درعا البلد” على المشفى الوطني في مدينة درعا.
وتحدثت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام عن “عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري ضد البؤر التي يتحصن فيها الإرهابيون في درعا البلد”.
اقتحام مقر الفرقة الرابعة في #تسيل الآن من قبل الثوار والسيطرة عليه#درعا_تحت_القصف pic.twitter.com/eII67Vo2Qc
— المحرر لحظة بلحظة (@Almohrar1) July 29, 2021
من جهتها قالت شبكة “نبأ” المحلية التي تغطي أخبار درعا عبر “فيسبوك” إن عمليات القصف التي نفذتها قوات النظام السوري استهدفت منطقة المخيم وطريق السد، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
تأتي ذلك بعد اتفاق تم التوصل إليه بين النظام السوري واللجنة الممثلة عن أحياء درعا البلد”، برعاية روسية.
https://twitter.com/a175286/status/1420688798904692739
وقضى الاتفاق بفرض “تسوية جديدة” للمطلوبين أمنيا وتسليم السلاح الخفيف الموجود بيد عدد من الأشخاص، على أن يتم لاحقا إعادة انتشار عناصر من قوات الأسد في 3 مناطق يراها أبناء المحافظة “استراتيجية”.
لكن، وبشكل مفاجئ الثلاثاء، تم نقض الاتفاق، وتبادل طرفاه الاتهامات بشأن المسؤولية.
التكبيرات الان من مساجد مدينة #ادلب نصرة لاهلنا في #درعا #درعا_تحت_القصف #درعا_البلد pic.twitter.com/bKVQSEaUDl
— انس المعراوي (@anasanas84) July 29, 2021
“الفرقة الرابعة رأس الحربة”
وكان قائد شرطة محافظة درعا، العميد ضرار دندل قد أعلن في اليومين الماضيين استقدام قوات “بالآلاف” إلى الجنوب السوري.
وقال لوكالة “سبوتنيك” الروسية إن التعزيزات العسكرية تأتي تمهيدا “لإطلاق عملية محدودة وضبط الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال المستمرة في هذه المحافظة المحاذية للحدود مع المملكة الأردنية، ومنطقة الجولان”.
درعا تخوض معركة عن كل سوريا ..
والنظام النصيري قد أجرم بأهلها بعشرات الصواريخ ..
نصرهم الله وأيدهم ..#درعا_البلد #درعا_تحت_القصف
— سَعْد التركماني (@Saad_turkmeni) July 29, 2021
وتعتبر قوات “الفرقة الرابعة” رأس الحربة على الأرض حاليا، وكان عناصر منها قد نشروا فيديوهات الأربعاء توثق انتشارهم في عدة مناطق بالجنوب السوري.
أسسها رفعت الأسد
و”الفرقة الرابعة” وحدة من فرق جيش النظام السوري، تأسست سنة 1982 على يد رفعت الأسد، وتتمتع بتدريبات خاصة وبدعم خاص، وتضم نحو 15 ألف عنصر.
شهداء وجرحى عالقون تحت أنقاض أحد المنازل بعد استهدافها من قبل عصابات بشار الأسد و إيران وروسيا في بلدة اليادودة غربي درعا #درعا_تحت_القصف pic.twitter.com/uflMO11UzT
— Hamza Alheraki (@HerakiHamza) July 29, 2021
وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، اتهمت هذه الفرقة، بارتكاب جرائم حرب في حق المدنيين، وتتهم أيضا بارتباطها المباشر مع الجانب الإيراني.
ولا يزال الوضع متوترا لغاية اللحظة، بحسب ما قال مصدر إعلامي لموقع “الحرة” والضابط المنشق عن النظام السوري، اسماعيل أيوب المقيم في الأردن، مشيرا إلى أن التطورات الحالية تعيد درعا إلى “المربع الأول”.
قتل يومي وحوادث اغتيال
وتبدو المعادلة مقعدة في الجنوب السوري، الذي شهد اتفاق “تسوية” في عام 2018، وقضى بعودة السلطة الأمنية والعسكرية للنظام السوري وروسيا، وترحيل من يرغب من المعارضين إلى الشمال السوري.
ومنذ تلك الفترة لم تنقطع أخبار القتل اليومي وحوادث الاغتيال، إلى جانب الاستهدافات المتكررة التي تعرضت لها قوات النظام السوري وأفراد الشرطة العسكرية الروسية.
وتميزت درعا بوضع خاص عن باقي المناطق السورية التي دخلت في اتفاقيات “التسوية”، من حيث طبيعة القوى العسكرية المسيطرة على قراها وبلداتها، وأيضا طبيعة المقاتلين.
وينقسم المقاتلون بين تشكيلات أنشأت حديثا كـ”اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”، وأخرى “أصيلة” في المنظومة العسكرية لنظام الأسد كـ”الفرقة الرابعة” و”الأمن العسكري” و”المخابرات الجوية”.
هذا التنوع في القوى المسيطرة ألقى بظلاله على الأرض، لتتشكل مناطق نفوذ مقسّمة داخل منطقة النفوذ المعروفة إعلاميا على أنها تخضع بكاملها لسيطرة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
ويقول المحلل العسكري، العقيد إسماعيل أيوب: “هناك تخبط من جانب النظام السوري بشأن درعا. بينما تعقد لجانه الأمنية الاتفاقيات تحاول الفرقة الرابعة بقيادة غياث دلا اقتحام المنطقة”.
اقرأ أيضاً: لولوة الخاطر ترد على هذا السؤال بشأن سوريا وبشار الأسد وتضع النقاط على الحروف
ويضيف أيوب لموقع “الحرة”: “هناك تصعيد خطير للموقف من الفرقة الرابعة التي تحاول الاستيلاء على درعا البلد وأريافها بالقوة. ربما هناك موافقة روسية لكن المعلوم أن الفرقة الرابعة تعمل بأجندة إيرانية”.
خلايا نائمة
وعلى المستوى العسكري يرى أيوب أن وضع النظام السوري “حرج بسبب وجود خلايا نائمة من الشبان الذين كانوا سابقا ضمن تشكيلات الجيش الحر”.
ويوضح: “الآن الجبهة ليست كلاسيكية جيش مقابل جيش، بل جيش مقابل خلايا نائمة. المشهد بشكل عام فيه تصعيد خطير”.
بلدة طفس في الريف الغربي
في سياق ما سبق، وفي حال إحكام النظام السوري سيطرته على درعا البلد، لن يبقى أمامه من مناطق “ساخنة” سوى بلدة طفس في الريف الغربي، ومدينة بصرى الشام ومحيطها التي تنتشر فيها قوات القيادي السابق في فصائل المعارضة، أحمد العودة.
ويعرف القيادي العودة بقربه من روسيا، ويندرج عمل قواته ضمن “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”، وهو التشكيل الذي أسسته موسكو وتدعمه ماليا، منذ سنوات.
وبينما يلتزم العودة الصمت عما يجري من أحداث، تحدثت مواقع سورية محلية عن اجتماعين عقدهما مع الجانب الروسي في بصرى الشام الأربعاء.
ولم يسبق أن تدخل “العودة” الذي يقود مئات العناصر في مواجهات مباشرة مع قوات النظام السوري، بعد اتفاق 2018.
وعلى العكس كان قد أرسل مجموعات إلى منطقة البادية السورية قبل شهرين، للمشاركة في العمليات العسكرية الروسية ضد خلايا “داعش”.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد