الرئيسية » الهدهد » الاندبندنت: الأردن يواجه اللاعبين الكبار في المنطقة بضمان أمريكي

الاندبندنت: الأردن يواجه اللاعبين الكبار في المنطقة بضمان أمريكي

وطن- أكدت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، في تقرير لكيم سينغوبتا، أن المحاولة الانقلابية في الأردن كشفت محدودية قوة السعودية.

وأوضحت الصحيفة، أن ما حدث في الأردن يظهر تحولا في الديناميات بالمنطقة، حيث كان الأردن مستعدا للرد ومواجهة اللاعبين الكبار فيها.

وأضاف أن سجن رئيس الديوان الملكي السابق وقريب للملك عبد الله الثاني والحكم على كل واحد بالسجن لمدة 15 عاما بتهم الفتنة، هو حجر أساس وله تداعيات في داخل وخارج البلد.

باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد

وأدانت محكمة أمن الدولة باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد بعد محاكمة سرية اتهما فيها بالتآمر مع قوى أجنبية وزعماء عشائر أردنية بمحاولة قلب نظام الحكم وتنصيب الأخ غير الشقيق للملك الأمير حمزة بن الحسين على العرش.

ولم توجه المحكمة الأردنية، أي تهم لحمزة ورفض القضاة المطالب المتكررة من الدفاع لحضوره إلى المحكمة كشاهد.

الأمير حمزة لم يحول للقضاء

وأعلن القصر الملكي أنه تم التعامل مع الأمير في “إطار العائلة الهاشمية”، وقال الملك لاحقا إن حمزة “مع عائلته وفي قصره وتحت رعايتي”.

وأنكر المتهمان التهم الموجهة لهما، فيما جاء الحكم النهائي عليهما وسط اتهامات بإخفاق العدالة.

وقال محام أمريكي عن عوض الله الذي يحمل الجنسية الأردنية والأمريكية إن السلطات عذبت موكله ومارست عليه الصقعات الكهربائية، وتعجلت في محاكمته وعقدت ست جلسات قبل أن تصدر حكما يدينه.

ونفى المسؤولون الأردنيون الاتهامات وقالوا إنها ظهرت مع قرب نهاية المحاكمة.

ومع ذلك فمجرد محاكمة عوض الله أثارت في البداية دهشة الدبلوماسيين والسياسيين. فوزير المالية السابق يحمل أيضا الجنسية السعودية ويعمل مستشاراً اقتصادياً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفق الصحيفة.

وأضافت: “تضم شبكته الدولية من المؤثرين، ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد”.

الرابطة السعودية والمحاولة الانقلابية

ويرى الكاتب، أن الرابطة السعودية هي الجزء الرئيسي في الاتهامات التي تحيط بالمحاولة الانقلابية. فقد سأل حمزة عوض الله إن كان سيحظى بدعم سعودي لو مضى في المؤامرة.

وزعم نائب رئيس الوزراء أيمن الصفدي أن الأمير كان ينسق مع بعض “الكيانات الأجنبية”. ونفت الحكومة السعودية أية علاقة بمحاولة الانقلاب.

ويفهم أن الرياض كانت راغبة بإلغاء التهم عن عوض الله وعودته إلى السعودية. وأرسلت رموزا سعودية بمن فيهم وزير الخارجية فيصل بن فرحان ومدير المخابرات وعدد من المسؤولين في ديوان ولي العهد محمد بن سلمان لإقناع الأردنيين.

وقيل إن السعوديين رفضوا مغادرة عمان إلا بعوض الله معهم على نفس الطائرة، وفق تعبير الصحيفة.

وأضافت: “مع أن الأردنيين رفضوا الطلب السعودي بشأن المحاكمة إلا أن هناك سيناريو يتم الحديث عنه في الأردن وهو الإفراج عنه بعد فترة من السجن وإرساله للمنفى في الخارج”.

وأكملت الصحيفة: “قد تكون السعودية الوجهة الواضحة لكن بريطانيا قد تكون وجهة محتملة”.

وتابعت: “فعوض الله حسب أوراق دائرة تسجيل الشركات “كومبانيز هاوس” في لندن لديه شراكة قوية مع رجال أعمال سعوديين في البنك العربي الوطني وبمنصب بارز في فرع لندن”.

ويقول سينغوبتا إن مقاومة الأردن لتسليم عوض الله، نابعة من الموقف الأمريكي الداعم. فقد طلب ويليام بيرنز، مدير سي آي إيه من البيت الأبيض التدخل، وذلك حسب مصادر دبلوماسية وأمنية.

الملك عبد الله وجو بايدن

واتصل الرئيس جوزيف بايدن بالملك عبد الله الثاني، في وقت كان فيه مدير المخابرات السعودي في عمان. ورفضت “سي آي إيه” التعليق عن دورها في الأمر.

وسيكون الملك عبد الله أول زعيم عربي يلتقيه بايدن يوم الإثنين.

وفي بيان صادر عن البيت الأبيض جاء أن الزيارة هي “فرصة لمناقشة التحديات الكثيرة التي تواجه الشرق الأوسط وإظهار الدور القيادي الأردني في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة”.

ويرى الكاتب أن دور واشنطن في الأحداث التي تتابعت هي مثال عن التغير الذي طرأ على الواقع السياسي بالمنطقة منذ الانتخابات الأمريكية.

وتابع: “لم يكن الأردن ليحظى بدعم أمريكي لو ظل دونالد ترامب في البيت الأبيض، ذلك أن دعمه للسعودية كان مطلقا”.

وأكمل: “وكان هناك عداء للملك عبد الله في داخل معسكر ترامب وفيما يتعلق بخطة السلام التي أشرف عليها صهره جاريد كوشنر وأطلق عليها صفقة القرن”.

كوشنر ومحمد بن سلمان

وأنشأ كوشنر علاقات قوية مع محمد بن سلمان وتوقع منه الدعم لخطة السلام المقترحة بين إسرائيل والفلسطينيين، كما وحصل على دعم من الإمارات، حسب الصحيفة.

واستدركت: “لكن الملك عبد الله عبر عن قلق كبير من قابلية الخطة للاستمرار، وقال الأردنيون إنها ستقضي على أي أمل بدولة فلسطينية مستقلة”.

وتابع: “كما ورفض الملك عبد الله باعتباره الوصي على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس أي تغيير للوضع القانوني والطابع التاريخي للمدينة المقدسة والذي كانت إسرائيل تحاول فعله. وهو موقف أدى إلى تهميش كوشنر للأردن”.

وقال دبلوماسي بريطاني بارز خدم سابقا في عدد من دول الشرق الأوسط لو كان ما نسمعه صحيحا، وهناك شعور مؤكد بأن الجوار يتغير.

وتابع: “ما حدث أظهر أن دولا مثل الأردن جاهزة الآن لمواجهة ضغوط اللاعبين الكبار مثل السعودية. وفعلوا هذا، بالطبع، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنهم فعلوا بضمان لاعب أكبر وهو الولايات المتحدة”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.