الرئيسية » تحرر الكلام » جولة هادي عمرو الاستكشافية وشروط محمود عباس المتواضعة للتفاوض مع إسرائيل

جولة هادي عمرو الاستكشافية وشروط محمود عباس المتواضعة للتفاوض مع إسرائيل

تأتي جولة هادي عمرو مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن في المنطقة لاستكشاف المواقف والدفع نحو رؤية بايدن وبحثا عن تسوية سياسية يريدها البيت الأبيض في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وعمرو ليس جديدا على ملف الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، إذ سبق له العمل ضمن فريق وزير الخارجية، جون كيري، الذي عمل على المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية، في الفترة بين 2013 و2016.

وفور الإعلان عن هذه الجولة المرتقبة لهادي عمرو، سربت الصحافة الإسرائيلية ما أسمتها بقائمة شروط الرئيس محمود عباس لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وبحسب ايهود يعاري، المقرب من دوائر صنع القرار في إسرائيل، فقد وضع الرئيس محمود عباس قائمة من 14 مطلبا عمليا وقابل للتطبيق في نظره، كشرط مسبق للجلوس مع المفاوضين الإسرائيليين. وعلى الرغم من أن هذه المطالب هي استحقاق فلسطيني مؤجل إلا أنها تأتي لمحاولة الاحتفاظ بالحكم، وهي غير مرتبطة بمفاوضات السلام.

جولة هادي عمرو ومطالب محمود عباس

ومن هذه المطالب، اعادة فتح بيت الشرق ومؤسسات السلطة الفلسطينية الأخرى في القدس الشرقية التي أغلقت منذ عام 2001، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في الحرم القدسي الشريف بدلاً من الترتيبات الحالية، وهذا يعني تقييد نشاط الشرطة الإسرائيلية حول المسجد الأقصى، وتخفيف الزيارات اليهودية، وتعزيز مكانة مسؤولي السلطة الفلسطينية هناك.

والإفراج عن سجناء “المرحلة الرابعة” الأمنيين، الذي تم الاتفاق عليهم في مفاوضات نتنياهو-عباس والتي توقفت بسبب تعنت نتنياهو ورفضه تقديم شيء.

كذلك – الإفراج عن النساء وكبار السن والقصر المعتقلين في السجون الأمنية. ووقف توسيع المستوطنات، بما في ذلك البناء في القدس الشرقية، وإخلاء جميع البؤر الاستيطانية، ووقف عمليات توغل الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية الخاضعة للسلطة الفلسطينية، إعادة الأسلحة التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي إلى قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، عودة شرطة السلطة الفلسطينية والمسؤولين وضباط الجمارك إلى جسر اللنبي على الحدود مع الأردن كما كان الحال بعد اتفاقيات أوسلو. تعديل اتفاقية باريس الاقتصادية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بحيث لا يتم تحصيل الضرائب على البضائع المتجهة إلى الضفة من قبل إسرائيل وترقية الشبكات الخلوية في السلطة الفلسطينية إلى 4G.

ما لفت انتباهي في هذه القائمة الطويلة من الشروط المزعومة، انه لا يوجد مطلب بان يكون هناك مؤتمر سلام دولي مثلا، او حتى ادخال آخرين على خط الوساطة للمفاوضات، او غيرها من الشروط التي كان يقال عنها سابقا. ولم تذكر فيها قضايا الحل النهائي (اللاجئون وحق العودة، المستوطنات، القدس، الدولة والحدود، والمياه) التي كان دائما المرحوم صائب عريقات يرددها في كل مناسبة.

ذاهبون إلى واقع جديد لا يوجد فيه اتفاق سياسي

في اعتقادي اننا ذاهبون باتجاه واقع جديد لا يوجد فيه اتفاق سياسي بين الأطراف، وسيكون فيه الفلسطينيون في الضفة الغربية في مناطق معزولة وغير مترابطة جغرافيا، وسيكون جل مطالبهم هو الحصول على تصريح من الاحتلال للوصول للمدن الأخرى، إنها مطالب تحسين واقع السلطة وليس الانتقال الى جديد سياسي.

د. جهاد عبد الكريم ملكة

باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “جولة هادي عمرو الاستكشافية وشروط محمود عباس المتواضعة للتفاوض مع إسرائيل”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.