الرئيسية » تقارير » بلومبيرغ: السعودية تسعى لتحالف جديد مع العراق وقطر وسلطنة عمان وهمشت الإمارات

بلومبيرغ: السعودية تسعى لتحالف جديد مع العراق وقطر وسلطنة عمان وهمشت الإمارات

وطن- سلطت وكالة “بلومبيرغ” في تقرير مطول لها الضوء على زيارة السلطان هيثم بن طارق، التاريخية للمملكة العربية السعودية والتي بدأها اليوم، الأحد،  مشيرة إلى أنها تعد أول زيارة يقوم بها زعيم عُماني للمملكة منذ أكثر من عقد من الزمن، في إشارة إلى تحالفات متغيرة في الخليج العربي.

ابن سلمان استقبل السلطان هيثم بن طارق

وتتزامن زيارة السلطان هيثم إلى مدينة نيوم- استقبله فيها ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد الأمير محمد بن سلمان– مع افتتاح أول معبر بري يربط بين البلدين حيث تحاول عُمان تنويع طرق التجارة.

كما أعطي مجلس الوزراء السعودي للمسؤولين الضوء الأخضر بإعداد وتوقيع مشاريع اتفاقيات مع عُمان في عدد كبير من المجالات بما في ذلك التجارة والثقافة والترويج للاستثمار والبريد والنقل.

ونقلت “بلومبيرغ” عن “أيهم كامل” رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة أوراسيا الاستشارية، قوله إن زيارة السلطان “هيثم” للرياض سبقها عمل كثير خلف الكواليس لمحاولة بناء أساس لأمور ذات أهمية ملموسة بين السعودية والعُمانيين.

وأضاف: في الرياض ينظرون إلى السلطان هيثم على أنه يميل نحو السعودية فيما يتعلق بشؤون الخليج.

تقارب مع العراق وقطر وعمان

وذكرت الوكالة أن العلاقة الوثيقة بين مسقط والرياض قد تكون بمثابة نعمة اقتصادية لعُمان، التي تكافح لتنويع اقتصادها بعيد عن الاعتماد على النفط.

كما تأتي العلاقة الجديدة في الوقت الذي يتواصل فيه ولي العهد السعودي مع دول كانت بعيدة المنال بسبب ارتباطها بإيران.

واستشهدت الوكالة بإقامة السعودية علاقات أوثق مع العراق مؤخرا، حيث استضافت رئيس الوزراء في مارس، وتصالحت مع قطر الجارة الخليجية وكل من بغداد والعراق لديهما علاقات وثيقة بطهران.

تهميش الإمارات

كما تأتي الزيارة، وفق “بلومبرج” في وقت تتصاعد فيه التوترات بين السعودية والإمارات بسبب الخلافات حول السياسات النفطية، والتوجهات الجيوسياسية والمنافسة الاقتصادية.

وقال “كامل” يبدو أن ولي العهد السعودي هو الذي أصبح يفكر في الشؤون الإقليمية على نحو مختلف”

وأضاف أن محمد بن سلمان أصبح مهمتا أكثر ببناء علاقة متعددة الأوجه تتمحور حول دور مجلس التعاون الخليجي، بحيث لا تعتمد على حليف واحد فقط، كان الإمارات في السابق، ولكن الأمير السعودي يريد أن يبني شبكة أوسع بكثير من التحالفات.

ولطالما كانت العلاقات بين عُمان والسعودية فاترة على الرغم من حدودهما المشتركة.

وكان المسؤولون السعوديون حذرين من العلاقات الودية بين عمان وإيران.

بينما كان المسؤولون العمانيون حريصين على الحياد في منطقة مضطربة وكانوا حذرين من النفوذ غير المبرر من جارتهم الأكبر (السعودية).

لكن وفاة السلطان العماني قابوس بن سعيد العام الماضي، الذي حكم لمدة خمسة عقود، فتحت فرصة للتغيير. وكانت زيارة السعودية هي أول رحلة للسلطان هيثم إلى الخارج منذ توليه السلطة.

وفى غضون ذلك، اختفت أي علامات على وجود تحفظ على زيارة السلطان “هيثم”، حيث نشرت شخصيات سعودية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحتفي بالتحالف.

وقالت صحيفة “تايمز أوف عمان” السبت “إن العلاقات العمانية السعودية سوف تتجه إلى مستويات جديدة بعد الأحد، لتبشر بعهد جديد من الازدهار الأوسع والتعاون الموسع”.

الخلاف السعودي الإماراتي

وظهرت في الآونة الأخيرة ملامح خلافات حادة بين السعودية والإمارات، ما استرعى اهتمام وسائل الإعلام العربية والغربية. لا سيما بعد خروج التوتر إلى السطح بتصريحات من المملكة تنتقد موقف أبو ظبي بشأن مستوى إنتاج النفط في إطار “أوبك+”.

وردت الرياض باستبعاد أي بضاعة إسرائيلية أو غيرها تصنع في المناطق الحرة بدول الخليج، ما يشكل استهدافا خاصا لميناء جبل علي الإماراتي.

ونصت المادة 31 من القانون الجديد بشكل صريح على أن “السلعة لا تكتسب صفة المنشأ الوطني إذا كانت إحدى مكوناتها منتجة أو مصنعة في الكيان الصهيوني، أو كانت أي من العناصر المحايدة الواردة في المادة (9) من رأس المال المنتج لها مملوك كليا أو جزئيا لشركات إسرائيلية أو شركات موضوعة في قوائم المقاطعة العربية لإسرائيل”.

مصير الخلاف بين السعودية والإمارات

ووفقا لوسائل إعلام عالمية، أزاح خلاف البلدين حول زيادة إنتاج النفط الستار عن ملفات صدام قديمة  بينهما.

ونقلت وكالة “رويترز”، في تقرير لها، نقلا عن محللين، أن الخلاف يشير إلى تنافس اقتصادي آخذ في التزايد بين أكبر اقتصادين عربيين، والذي لا يبدو عليه إلا أنه سيشتد.

ويدفع للتساؤل عن الحد الذي قد تصل إليه هذه الخلافات، فهل تتعمق أكثر لتشمل ملفات سياسية، أم تبقى كما هي مجرد خلاف محدود في ملفات اقتصادية؟

ويرى المحلل السياسي جو معكرون أن “هناك تراكمات في العلاقات السعودية-الإماراتية منذ حوالي عامين، وبدأت تظهر علنا في المرحلة الأخيرة، في ظل احتدام التنافس الاقتصادي والتناقض بين البلدين في الخيارات الاستراتيجية”.

إلا أنه رجح بأن “هذا الخلاف سيظل مضبوط الإيقاع، ولكن التنافس سيستمر في المدى المنظور، والتحدي الذي تواجهه الدولتين هو في إدارة الخلاف بينهما بسلاسة أكبر، وفي إعادة بناء الثقة بين قيادة البلدين”.

وحول تأثير هذا الخلاف على صلابة تحالف السعودية والإمارات، أوضح معكرون في تصريحات لوسائل إعلام، أن “التحالف بين البلدين دخلت عليه تصدعات؛ نتيجة ما جرى في اليمن والمصالحة السعودية-القطرية والتطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، وبالتالي مصالحهما الاستراتيجية لم تعد مشتركة، بل أحيانا متناقضة.

وبالتالي الاتجاه في المرحلة المقبلة أن يكون لكل منهما سياسة منفصلة في القضايا الرئيسية، لكن هذا لا يعني انتهاء التواصل أو التحالف بشكل مطلق بين الطرفين”.

ورجح بأن الخلافات بينهما “لن تتجاوز الخطوط الحمراء، وستبقى مضبوطة الإيقاع، إلا أن صلابة هذا التحالف اهتزت، ولن تعود إلى ما كانت عليه”، بحسب قوله.

تحسن في العلاقة بين السعودية وقطر وتركيا

ومنذ شهور، كان هناك تباين بين البلدين في بعض المسارات السياسية، منها حدوث تحسن في العلاقة بين السعودية وقطر وتركيا، مقابل تطبيع الإمارات مع الاحتلال بشكل سريع جدا.

وأوضح المحلل السياسي جو معكرون أن “السعودية حاليا تهادن خصومها الإقليميين ومنهم تركيا”، مرجحا بأنها ستستمر في هذه المقاربة على المدى المنظور، بغض النظر عن ما يطرأ في علاقاتها مع الإمارات.

وأوضح أن “هذا الانفراج في العلاقات بين السعودية وقطر وتركيا أدى إلى رفع مستوى القلق وحالة التأهب في أبوظبي، والتي لا تتوافق بالكامل مع الخيارات السعودية في هذين الملفين.

وقد أدى هذا التوتر أيضا إلى تضخيم الخلافات الموجودة مسبقا، مثل تلك المرتبطة بالسياسات النفطية والمنافسة الاقتصادية، وفي الوقت ذاته فإن العلاقة بين قيادة البلدين ليست قوية كما كانت من قبل، وقد تصبح أقل قدرة على احتواء التداعيات المحتملة لهذه الخلافات.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “بلومبيرغ: السعودية تسعى لتحالف جديد مع العراق وقطر وسلطنة عمان وهمشت الإمارات”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.