الرئيسية » الهدهد » “جون أفريك” تكشف هوية رجل أعمال تونسي غامض كرس حياته للعثور على “كنز القذافي”

“جون أفريك” تكشف هوية رجل أعمال تونسي غامض كرس حياته للعثور على “كنز القذافي”

سلط تقرير حديث لمجلة “جون أفريك” الضوء على رجل أعمال تونسي يبلغ من العمر 54 عاما، مشيرا بأنه الشخصية الرئيسية في سباق البحث عن “كنز القذافي” والمليارات المزعوم إخفاؤها في جنوب أفريقيا من قبل العقيد الليبي الراحل قبل سقوط نظامه عام 2011.

التقرير ذكر أن الفيلم الوثائقي ”أين بلايين القذافي؟“، الذي أذاعه تلفزيون ”آرتي“ قبل أشهر، ظهر فيه رجل الأعمال هذا، وهو إسكندر الذي صار يسمي نفسه إيريك.

كنز القذافي أين ذهب..

كما أكد تقرير “جون أفريك” أن هذا الرجل الذي يقدم نفسه إلى السلطات التونسية والليبية على أنه مسوق مواد وتجهيزات طبية وشبه طبية أصبح في فترة وجيزة مستشارًا لشركة ”ألف آكيتان“ في توغو ونيجيريا.

وأثبت نفسه في السوق الليبية كمورد حصري لجهاز الضغط المضاد للحروق المصنوع في أفريقيا، ومن ثم وجد إسكندر أو إيريك موطئ قدم له في بريتوريا وطرابلس، وهو موقع مثالي يسمح له بالحفاظ على دفتر عناوين جيد لا سيما في أوقات الحظر الدولي على ليبيا.

اقرأ أيضاً: كشف كواليس التسجيل الصوتي الأخير لمعمر القذافي يوم مقتله لأول مرة

إسكندر جويد ينحدر وفق التقرير من قبيلة الفراشيش في محافظة القصرين غرب البلاد.

ويمتلك أراضي عائلية شاسعة في معقل العائلة الأصلي في مدينة تالة على الحدود الجزائرية.

ونشأ على قصة ملحمة عمه محمد لمين الغداوي وأجداده محمد وعبد السلام جويد، أعيان وعلماء المنطقة ممن قاوموا الاحتلال الفرنسي مطلع القرن الماضي، وفق التقرير.

عهد القذافي

ويروي التقرير علاقة الرجل برموز السلطة والنفوذ في ليبيا في عهد القذافي، ومنهم علي فركش، صهر القذافي، الذي عرقل اللوائح المخصصة له، رافضًا إعادة عمولة له، وذهب فركش إلى حد سجنه لبضعة أيام.

لكن الرجل تمكن من الاعتماد على صداقته القوية مع محمد تاج، الضابط البارز المؤثر في الجيش الليبي، للعودة إلى الواجهة عام 2008 واستعادة ما يستحقه جزئيًا.

ويتابع التقرير: ”بعد ثلاث سنوات سقط القذافي وعاد تاج، الذي حافظ على علاقات جيدة مع القذافي، إلى الخدمة وأصبح في عام 2014 رئيس لجنة استرداد الأصول التي أنشأتها الحكومة الليبية، وهي صدفة تأتي في الوقت المناسب للشخص الذي، اعتبارًا من عام 2012، سيستخدم علاقاته مع جنوب أفريقيا لنوع آخر من الأعمال، بعيدًا عن المنتجات شبه الطبية.

ولكن قبل الشروع في هذه الانطلاقة الجديدة يتنحى إسكندر جانبًا ليحل إيريك محله ويصبح مستشارًا لمجموعة دولية متخصصة في تأجير الطائرات ومشغلًا لمصانع الرخام ومديرًا للتسويق الدولي لشركة ”دارون“ في جنوب أفريقيا.

وهذه الصفة ليست سوى غطاء لعمله كمستشار تقني لشركة أسلحة ألمانية جنوب أفريقية وفق التقرير.

وفي عام 2012 اتصلت السلطات الانتقالية الليبية بإسكندر إيريك جويد لإبرام صفقة أسلحة مع جنوب أفريقيا، بحسب “جون أفريك”.

وخلال هذه المفاوضات حصل على أرباح بقيمة 12.5 مليار دولار قبل أن يبدأ الجزء الأكثر غموضًا من مهمته.

ولكنه أيضًا الجزء الأكثر شهرة من الرحلة الانتقائية والمبهمة إلى مطار جوهانسبورغ لمغامر تم تدريبه أيضًا على الطيران بالطائرات في الولايات المتحدة، بحسب تعبيره.

اقرأ أيضاً: معمر القذافي يتسبب في أزمة كبيرة لشركة فرنسية.. ما قصة معدات التجسس؟

ويقدر إيريك جويد أن ”هناك مقابل 400 مليار دولار“ أخفاها القذافي حول العالم ويستفيد من عودة محمد تاج إلى العمل في عام 2014 للدخول في صفقات الأسلحة مع جنوب أفريقيا.

كنز القذافي ووصيته

ويشار إلى أنه في العام 2018 واستمرارا لمسلسل البحث عن ثروة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الضخمة وأموال الدولة التي اختفت بظروف غامضة عقب الثورة، كشف فريق الخبراء الأممي المعني بليبيا عن “عمليات كبرى لنقل الأموال الليبية”.

وأعلن الفريق وقتها أن عمليات كبرى لنقل الأموال من شركة في مالطا، يشتبه أنها واجهة للمعتصم القذافي”، حسب صحيفة “الوسط” الليبية.

وأكد الخبراء في تقرير لمجلس الأمن أن: “السلطات المالطية قدمت تفاصيل عن تلك الأصول، ومبالغ كبيرة جرى تحويلها من حساب مونكادا في مصرف فاليتا”.

وأشار التقرير إلى “إصدار حوالتين أجنبيتين باسم مدير مونكادا، بقيمة مليون يورو لكل واحدة منها في يونيو 2011، وتم تقديم الحوالتين للتحصيل خارج مالطا في مكان مجهول”.

وأوضح التقرير الأممي أنه فى مارس 2018، أبلغت السلطات المالية الفريق الأممي أنها “تتبع الأموال التي حولت من حساب مونكادا بين 26 فبراير و14 يوليو 2011، ومن هذه الأموال، تم تجميد ثلاثة ملايين يورو وثلاثة ملايين دولار”.

كنز القذافي المفقود مفاتيحه بحوزة شخص واحد

وسبق أن سلط المحلل السياسي، بيتر فابريكس، في معهد الدراسات الأمنية الجنوب أفريقي،  الضوء على محاولة اغتيال مدير مكتب العقيد الليبي الراحل، بشير صالح بشير، في العاصمة الجنوب إفريقية “جوهانسبرغ”، والذي يوصف بأنه “خزنة أسرار القذافي”.

وأشار إلى أن محاولة الاغتيال تلك، تشير تساؤلات حول “السر الخفي”، الذي جعل “خزنة أسرار” القذافي وحامل “أختامه” البنكية، يختار البقاء في جنوب أفريقيا.

وأوضح “فابريكس” في تصريحات ل“سبوتنيك” عام 2018 أن مصادر حكومية، رفضت الكشف عن هويتها، أكدت أن بشير يعيش في جوهانسبرغ منذ أكثر من 5 سنوات، منذ هروبه من طرابلس إثر سقوط نظام القذافي عام 2011، حيث هرب أولا إلى النيجر، ثم إلى فرنسا، ومنها إلى جنوب أفريقيا.

وقال المحلل الجنوب أفريقي: “الوضع الرسمي بالنسبة له غامض جدا، لكنه لم يتم القبض عليه، رغم أنه موضوع تحت الفئة الحمراء الأكثر طلبا من قبل الإنتربول منذ عام 2012”.

سر “ثروة القذافي” المختفية

يذكر أن صالح كان يعمل مدير لمكتب القذافي منذ عام 1998، كما أنه كان رئيس لصندوق استثمار ليبيا في أفريقيا، ومعروف بعلاقاته القوية في القارة السمراء.

وتحدث فابريكس قائلا “ما يجعل عنوان التحليل منطقيا، هو أن هناك شكوكا قوية بأن حكومة جنوب أفريقيا تحمي خزنة أسرار القذافي لسبب ما”

ونقل الكاتب الجنوب أفريقي عن نفس المصادر قولها إن بشير يخبئ جانب كبير من أموال القذافي في جنوب أفريقيا، والتي قد تصل إلى 100 مليار دولار أمريكي.

وما يؤكد ذلك الأمر، بحسب المحلل، هو أن بشير قام في فترة سابقة، بتخزين ما يوازي مليار دولار من النقد والذهب والأحجار الكريمة في مستودع بمطار “أور تامبو الدولي” الجنوب أفريقي.

وتزامن هذا مع إعلان شرطة جنوب أفريقيا تشديد الحراسة على مدير مكتب القذافي السابق، بعد محاولة اغتياله، بحسب موقع “إي إن سي أيه” الجنوب أفريقي.

 حامل أختام “الكنز المفقود”

ويقول فابريكس، يبدو أن بشير، ليس فقط، خزنة أسرار القذافي، بل هو حامل أختام “الكنز المفقود” أيضا.

وفسر قائلا “حاول فريق من خبراء الأمم المتحدة العثور على الأموال أو الكنز الخاص بالقذافي وصندوق الاستثمار السيادي الليبي في جنوب أفريقيا، لكن دون جدوى، ويبدو أن طريقة إخفائه كانت معقدة بصورة غير مسبوقة، حيث استمرت عملية البحث عنه منذ 2011 حتى 2015 دون جدوى”.

ونقل المحلل الجنوب أفريقي عن مصادر سيادية قولهم إن أزمة الفريق الأممي أنهم لم يدركوا أن ذلك الكنز معظمه عبارة عن “أصول ليبية” في جنوب أفريقيا.

وتابعت المصادر قائلة “ما يجعل الشرطة والحكومة وعدد كبير من القوى السياسية يتغاضى عن أي إجراء بحق مدير مكتب القذافي، لأن القذافي نفسه كان أحد الممولين لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.