الرئيسية » الهدهد » إيكونوميست: ديكتاتور مصر يقدم المساعدة لغزة لتحسين صورته

إيكونوميست: ديكتاتور مصر يقدم المساعدة لغزة لتحسين صورته

علقت مجلة ” إيكونوميست“، على الجهود التي يبذلها رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، لتحسين صورته أمام العالم بمساعدة قطاع غزة الذي شهد حرباً إسرائيلية مدمرة مؤخراً أدت إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات فيما دمرت البنى التحتية.

وتحت عنوان: “السيسي يرى فرصة: ديكتاتور مصر يقدم المساعدة لغزة ويحسن صورته” قالت المجلة إن السيسي حريص جدا على نيل إعجاب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن.

صور السيسي رفعت في شوارع غزة

وذكرت: “للوهلة الأولى ظنّ الناظر أن عبد الفتاح السيسي يقوم بحملة انتخابية ليصبح رئيس فلسطين، ففي أيار/ مايو، ظهرت فجأة عشرات الصور له في غزة وكلها تحمل وجه الرئيس المصري وباقتباس واضح: القضية الفلسطينية موضوع مركزي لمصر.

وزُيّنت الشوارع الرئيسية بالأعلام المصرية، وتجمع حشد من الشباب للترحيب بعباس كامل، مدير مخابرات السيسي الذي مر موكبه سريعا في صباح غزة القائظ. وسخر أحد المارة المسنين بالقول: تظن أن عبد الناصر قد جاء لتحرير فلسطين”.

وتعلق المجلة أن المشهد لم يكن متخيلا قبل سنوات، فمصر وإسرائيل فرضتا حصارا على غزة منذ 2007، عندما قامت حركة حماس بالسيطرة على السلطة، ثم تدهورت العلاقات أكثر عام 2013 عندما سيطر السيسي على السلطة بانقلاب ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي.

اقرأ أيضاً: هذا ما ينتظر الديكتاتور المصري عبدالفتاح السيسي من بايدن بعد انتهاءه من ابن سلمان

ورأت حكومة السيسي حماس على أنها نبتة للإخوان المسلمين الذين أطيح بهم في مصر ورغبت بخنقها أكثر، وقامت بإغراق مئات الأنفاق التي تمتد بين غزة ومصر وتمر منها البضائع والأسلحة إلى القطاع. ولاحظت المجلة أن نبرة السيسي تغيرت منذ الحرب القصيرة بين حماس وإسرائيل التي قتل فيها 250 فلسطينيا و13 إسرائيليا.

مصر تتوسط لوقف إطلاق النار

وقامت مصر بالتوسط في وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب في 21 أيار/ مايو، كما تعهدت بنصف مليار دولار للمساعدة في إعادة إعمار غزة وأرسلت قوافل من المساعدات الإنسانية. وتقول المجلة: “كل هذا مساعد للفلسطينيين، لكنه يعزز سمعة السيسي أكثر”. وقال عمر شعبان المحلل السياسي في غزة: “كان السيسي الرابح الأكبر من الحرب”.

وترى المجلة أن التحرك المصري باتجاه غزة أعطى الرئيس المصري دفعة دبلوماسية كان بحاجة ماسة إليها، فقد كان قريبا من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أطلق عليه “ديكتاتوري المفضل”، إلا أن خليفة ترامب، بايدن لم يظهر ترحيبا. فقد انتقد الكثير من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين في الكونغرس الديكتاتورية الوحشية للسيسي. وفق ترجمة القدس العربي.

فمنذ 2013 قامت الشرطة المصرية، بحملات اعتقال واسعة للمصريين شملت مواطنين أمريكيين، مات أحدهم، وهو مصطفى كريم في السجن العام الماضي بعد محاكمة صورية. ولم يتحدث بايدن مع السيسي في أول أربعة أشهر له في البيت الأبيض، لكن الحرب في غزة غيرت كل هذا، فقد تلقى السيسي مكالمتين من بايدن في أسبوع واحد، وتبعتهما زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى القاهرة.

وبحسب الإيجازات الرسمية للمكالمتين، لم يتحدث بايدن عن موضوع حقوق الإنسان إلا بشكل عابر. وفي داخل مصر استخدم السيسي الحرب لمنفعته، وأرسل  120 شاحنة مساعدات زينت صورة السيسي بعضها. وحاول الإعلام المؤيد له تصوير المساعدات على أنها “هدية” منه. وجاءت معظم المساعدات من صندوق “تحيا مصر” الذي أنشأه لكي ينفق من خلاله على مشاريعه المفضلة.

اقرأ أيضاً: صحيفة لبنانية تسلط الضوء على عباس كامل الرجل الثاني في مصر وما وراء الكواليس

وفي 9 حزيران/ يونيو، نقل التلفزيون المصري برنامجه الصباحي مباشرة من غزة، حيث كان مقدما البرنامج يبتسمان بطريقة غير لائقة وسط بناية مدمرة رُفعت عليها الأعلام المصرية، وتحدثا بإفراط واضح عن الجهود المصرية التي وصفت مرة أخرى بأنها مبادرة من الرئيس.

كما غيرت حماس لهجتها هي الأخرى، ففي 2017 قطعت علاقاتها مع حركة الإخوان المسلمين، مؤكدة أنها حركة محلية فلسطينية، في جهد واضح لتهدئة مصر.  ويتحدث قادة حماس عن التزامهم بالأمن المصري، وهذا بحد ذاته تغيّر. فبعد سيطرة السيسي على الحكم، سمحت الحركة للجهاديين الذين قاتلوا السيسي في سيناء بالتسلل إلى غزة وتلقي العلاج الطبي واستخدامها كملجأ لهم. وأغضب هذا الموقف الحكومة المصرية، لكن حماس أوقفت هذه السياسة بهدوء منذ عدة سنوات.

وإذا بدت هذه المودة بين مصر وحماس مفروضة، فهي ضرورية لأن مصر تلعب دورا مهما في المنطقة. وفي الوقت الذي قدمت فيه قطر أكثر من مليار دولار لغزة منذ عام 2012 ولها تأثير على حماس، وفتحت الإمارات علاقات مع إسرائيل، إلا أن مصر هي الأكثر تأثيرا في غزة وتثق بها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. لكل هذا، كانت مصر في وضع جيد للتفاوض على تهدئة في الحرب الأخيرة أكثر من الدول الأخرى.

ومع ذلك، فالحفاظ على التهدئة أمر صعب، وبعد أربعة حروب و14 عاما من الحصار، هناك حرب قادمة طالما لم يخفف الحصار ولم يتم إعمار القطاع.

وكانت زيارة عباس كامل إلى غزة هي أعلى زيارة يقوم بها مسؤول مصري منذ الانقلاب، وقصد منها حل المشكلة بين حماس وإسرائيل. ومنذ ذلك الوقت التقى في القاهرة مسؤولون من الطرفين، لكن التقدم بطيء.

ولا تريد إسرائيل إعمار غزة حتى يتم الإفراج عن جنديين أُسرا في حرب 2014 مع جثتي جنديين آخرين. وحماس منفتحة على صفقة، لكنها تريد مبادلتهم بأسرى فلسطينيين وليس المساعدة في الإعمار.

وتختم المحلة بالقول: “في الوقت الذي حصل فيه السيسي على ما يريد من الحرب، يشك الفلسطينيون في حصولهم على شيء”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.