الرئيسية » تقارير » “للصبر حدود”.. واشنطن بوست:” قبائل الأردن غضب يستعر تحت السطح قد ينفجر بأي لحظة”

“للصبر حدود”.. واشنطن بوست:” قبائل الأردن غضب يستعر تحت السطح قد ينفجر بأي لحظة”

وطن- سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها الضوء على الأوضاع المتوترة في الأردن وحالة الارتباك الكبير داخل الأسرة الهاشمية الحاكمة، مشيرة إلى أن صبر القبائل الأردنية ذات النفوذ الموالية للأسرة الحاكمة بدأ صبرها في النفاذ بسبب تردي أوضاعها وتجاهل السلطات لهم وباتت قنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر في أي وقت.

الصحيفة الأمريكية، نقلت عن صايل المجالي، رئيس مجلس إدارة محافظة الكرك، قوله: “أخشى مما ينتظرنا بسبب الوضع المعيشي المأساوي، وأنَّ الناس لن يتحملوه بعد الآن، وسينفجرون”.

وفي أحدث الإحصاءات، بلغ معدل البطالة بالبلاد نحو 40%. يقول المجالي، وهو عميد متقاعد من الجيش وأحد أبرز وجهاء القبائل في محافظة الكرك، جنوبي الأردن: “أخشى فقدان السيطرة على الأمور الأمنية إذا لم تُحلّ هذه المشكلات”.

إلى ذلك تقول “واشنطن بوست” إن “الأمل نادر” في المناطق الريفية بالأردن والبلدات الصغيرة، موطن القبائل البدوية شرقي نهر الأردن.

وفي مدينة الكرك، إحدى مدن الجنوب المهملة، كانت المتاجر والشوارع في وسط المدينة مهجورة إلى حد كبير خلال زيارة الصحيفة لها. وعامل الجذب الرئيسي في الكرك قلعة يعود تاريخ إنشائها إلى عصر المؤابيين، لكن جائحة فيروس كورونا المستجد أوقفت السياحة.

وحتى قبل الوباء، لم تكن هناك وظائف كافية لقوى عاملة شابة سريعة النمو. وأصبحت حياة كثير من الشباب الأردني مُعلَّقة لأنهم لا يستطيعون اتباع المسار التقليدي للعمل والزواج والأطفال.

الأمير حمزة وقبائل الأردن

ولا تزال القبائل مستاءة من اعتقال اثنين من كبار مساعدي حمزة، من بينهم ياسر المجالي مساعد حمزة. في ذلك الوقت، وبجانب وضع الأمير قيد الإقامة الجبرية، اعتُقل أكثر من 12 من الشخصيات والمسؤولين القبليين البارزين.

ويشار إلى أنه أُفرِج عن جميع المعتقلين بعد ثلاثة أسابيع، لكن أعضاء المجالس اعترضوا على اقتحام قوات الأمن للمنازل، قائلين إنها إهانة وإنَّ دعوة مركز الشرطة المحلي كانت كافية.

ولم يُسمَح لياسر المجالي وأعضاء آخرين من موظفي حمزة بالعودة إلى العمل، ولم يُسمَع أي شيء عن الأمير في العلن.

ووفق تقرير الصحيفة الأمريكية فقد جمع مصطفى الشمايلة، من سكان الكرك، شهادات أكاديمية على مدى العقد الماضي، على أمل العثور على وظيفة. لكنه يبلغ من العمر الآن 30 عاماً، ولا يزال عاطلاً عن العمل ويعيش مع والديه، على الرغم من حصوله على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة من الدرجة الأولى بالهند.

وقال الشمايلة، الذي يسلِّم الطعام على دراجة نارية مقابل مصروف جيبه لتخفيف العبء عن والده البالغ من العمر 70 عاماً: “لا أستطيع أن أعيش الحياة. إذا كنت أريد الزواج الآن، فكيف؟! ليس لديَّ أي شيء”. ويواصل مصطفى البحثَ عن عمل في مجاله على الرغم من أنَّ الوظائف النادرة تزداد فرص الحصول عليها من خلال العلاقات الشخصية، أو “الواسطة” التي يقول إنه لا يملكها.

ويستذكر والده علي، سائق سيارة إسعاف متقاعد، عندما كانت الرعاية الملكية توفر شبكة أمان. وكانت تتوافر لقبائل الأردن وظائف في قوات الأمن والخدمة المدنية. ومُنِحوا الأفضلية في تلك القطاعات على الأردنيين من أصل فلسطيني، وهم أيضاً شريحة كبيرة من السكان، لكن يُنظَر إليهم على أنهم أقل ولاءً للنظام الملكي، بحسب وصف الصحيفة.

لا يوجد مال

وفي هذا السياق، علَّق المُحلِّل الأردني لبيب القمحاوي: “ليس الأمر أنَّ الملك لا يريد منحهم (وظائف) الآن؛ بل ليس لديه المال لفعل ذلك. الحكومة لا تملك المال، البلد بأكمله لا يملك المال”.

وجعل الوباء الوضع أسوأ. بحسب الإحصائيات الرسمية، ارتفعت البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، وينزلق مزيد من الأردنيين إلى خط الفقر، ومن المتوقع أن يتجاوز الرقم ربع السكان قريباً، ارتفاعاً من 15.7% قبل ثلاث سنوات، بحسب الأرقام الرسمية. وقال البنك الدولي إنَّ الاقتصاد الأردني انكمش العام الماضي، للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.

القبائل الأردنية: لصبرنا حدود

ومع ذلك، لم تلقَ دعوات فتح النظام السياسي رداً إلى حد كبير خلال العقد الماضي، وسط مخاوف النظام من أنَّ الإصلاح الانتخابي الكبير يمكنه تعزيز جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة المعارضة المنظمة الوحيدة في المملكة.

واستهجن عاطف المجالي اللجنة، معتبراً إياها بادرة جوفاء. وقال إنَّ الدعوات إلى الإصلاح لم تُسمَع، مضيفاً أنَّ العشائر لا تطالب فقط بصفقة أفضل لأنفسها، بل لجميع الأردنيين.

وأعرب عاطف المجالي مثل غيره، عن إحباطه من أصحاب القرار، قائلاً إنَّ زعماء العشائر يتعرضون للتجاهل رغم نفوذهم التقليدي.

وقال لـ”واشنطن بوست” في النهاية: “أصواتنا عالية، لكن لا أحد يسمعنا. نحاول التحلي بالصبر، لكن في النهاية، للصبر حدود”.

من جانبه، قال وزير الإعلام السابق محمد المومني، إنَّ “الأمير حمزة حاول استغلال الألم الاقتصادي”، متهماً إياه بـ”التنسيق الشرير” مع شركائه المزعومين. وأضاف: “إنها ليست محاولة لمساعدة البلاد، بل محاولة لزعزعة استقرار البلاد”.

وتجاهل المومني التلميحات بأنَّ الانكماش الاقتصادي أدى إلى تآكل الرابطة التاريخية بين الملك والقبائل. وقال إنَّ القبائل قد تختلف مع بعض سياسات الحكومة، لكن “في نهاية المطاف، يقفون إلى جانب الدولة والملك”.

وفي محاولة واضحة للحد من الأضرار الناجمة عن الأزمة الملكية، عيَّن الملك لجنة من 92 عضواً؛ لتقديم خطة للإصلاح السياسي بحلول أكتوبر/تشرين الأول.

وأعرب المومني، العضو في اللجنة، عن توقعه تحقيق نتائج ملموسة، لأنَّ هناك موعداً نهائياً صارماً ولأنَّ الملك يترأس عملية الإطلاق؛ لتأكيد أهميتها.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول ““للصبر حدود”.. واشنطن بوست:” قبائل الأردن غضب يستعر تحت السطح قد ينفجر بأي لحظة””

  1. ولا كرونا ولا زفت وضع القبائل في الاردن او بالاحري مشائخ القبائل تردي بسبب وقف صرف هبات دولة مجاورة لمشائخ الاردن
    مقابل الولاء وكانو يستلمونو مخصصاتهم ومشيختهم وبشوتهم من دولة مجاورة
    وبسبب وقف تلك الهبات او قل الرشاوي او قل ثمن الولاء تردي وضع المشائخ
    بما يهدد بابتعاد المواليين للمشائخ عنهم ومن ثم ضياع المشيخه
    فشيخ مفلس لا احد يؤيده ولا احد. يمشيخه
    وهذا الوضع نفس وضع مشايخ اليمن ولبنان والعراق وسوريا بعد توقف الدعم عنهم انفض الناس من حولهم

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.