الرئيسية » الهدهد » هذا ما انتهت إليه جلسة محاكمة سليمان الريسوني المضرب عن الطعام منذ 3 أشهر وأصبح أشبه بالجثة

هذا ما انتهت إليه جلسة محاكمة سليمان الريسوني المضرب عن الطعام منذ 3 أشهر وأصبح أشبه بالجثة

أفادت وسائل إعلام مغربية بأن محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قررت اليوم، الثلاثاء، مواصلة محاكمة الصحفي، سليمان الريسوني، في قضية “اعتداء جنسي” غيابيا، وفق ما أكد دفاعه.

من جانبه قال محاميه، ميلود قنديل، لوكالة فرانس إن “المحكمة قررت محاكمته غيابيا بدون تعليل هذا القرار”.

في حين سبق للصحفي الذي غاب للمرة الثالثة عن محاكمته والمضرب عن الطعام منذ 83 يوما، أن أكد استعداده لحضور المحاكمة “شريطة نقله في سيارة إسعاف وتمكينه من كرسي متحرك”.

سليمان الريسوني

وجددت زوجته، خلود مختاري، التعبير عن قلقها لتدهور صحته قائلة إنه “كان أشبه بجثة عندما رأيته آخر مرة نهاية الأسبوع”، مع الإشارة إلى “نقله إلى المستشفى عدة مرات الأسبوع الماضي”.

والثلاثاء أيضا رفض القضاة في قاعة أخرى بالمحكمة نفسها “كل الدفوع الشكلية” التي تقدم بها الدفاع في محاكمة صحفي آخر هو، عمر الراضي، المعتقل منذ نحو عام لاتهامه في قضيتي “اعتداء جنسي” و”تجسس”، كما أفاد قنديل.

ويؤكد الصحفيان اللذان يمثلهما المحامون أنفسهم براءتهما.

كما تطالب منظمات حقوقية محلية ودولية وأحزاب سياسية مغربية ومثقفون بتمكينهما من إفراج موقت، لكن المحكمة رفضت عدة مرات ملتمسات دفاعهما بهذا الصدد.

من جهته أفاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على تويتر، الاثنين، إنه تطرق خلال لقائه نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في روما إلى موضوع “حقوق الإنسان وحرية الصحافة”.

وفي مواجهة الانتقادات تشدد السلطات المغربية دوما على استقلالية القضاء.

وكان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المتوقفة عن الصدور، قد اعتقل في مايو العام الماضي على خلفيّة اتهامات نشرها شاب على موقع فيسبوك بالاعتداء عليه جنسيا، بعدما استمعت الشرطة للأخير. ولم تبدأ محاكمته إلا في فبراير الفائت.

أما الراضي (34 عاما) فاعتقل في يوليو 2020 ووجهت له تهمة “اعتداء جنسي” بعد شكوى من زميلة له في العمل.

إضافة إلى تهمة “تخابر” مع دولة أجنبية لم تحددها النيابة العامة.

الريسوني أصبح على شفا الموت

وكانت  عائلة الصحفي المغربي سليمان الريسوني المعتقل منذ أكثر من عام، قالت إنه أصبح على شفا الموت، وذلك بعد 76 يوماً من إضرابه عن الطعام، وذلك بعد أن غاب مجدداً عن جلسة محاكمته الثلاثاء الماضي.

وقالت زوجته خلود المختاري، إن “محاميه التقوه أمس، وكان عاجزا ومتعبا جدا، أنه على شفا الموت”.

وأضافت: “نقل سليمان إلى المستشفى مرتين نهاية الأسبوع بعدما فقد وعيه”

تضامن حقوقي وإعلامي مع سليمان الريسوني

وتضامن عشرات الحقوقيين والإعلاميين مع الصحفي الريسوني، مؤكدين على أن الملك المغربي محمد السادس يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته.

وقال علاء الأسواني: “الصحفي المغربي سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة اخبار اليوم المغربية، كتب عدة مقالات ينتقد فيها الفساد ويطالب بالإصلاح السياسي”.

وأضاف: “تم اعتقال سليمان بتهمة ملفقة وبدون محاكمة. سليمان اضرب عن الطعام في السجن فتدهورت صحته وهو بين الحياة والموت، ملك المغرب المسؤول الأول عن كل هذا الظلم”.

إدارة السجون تعلق على غياب سليمان الريسوني عن محاكمته

من جهتها، أفادت إدارة السجون، أنه “رفض الحضور إلى المحكمة”، بينما أكد محاموه، أنه “مستعد للحضور شريطة نقله في سيارة إسعاف وتمكينه من كرسي متحرك”.

وقال الريسوني في رسالة نقلها عنه محاموه: “أنا مستعد، بل متلهف للمحاكمة وأنا في كامل حريتي، هذا حقي وسوف أصل إليه إما أمام محكمة الدار البيضاء أو محكمة الله”، لكن المحكمة رفضت عدة مرات تمكينه من “إفراج مؤقت”.

ويخوض سليمان الريسوني (49 عاما) إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله، مطالبا بمحاكمته في “حالة سراح”، وسط مطالبات واسعة بالإفراج عنه ومناشدات له بوقف الإضراب.

واعتقل الريسوني في مايو العام الماضي، على خلفية اتهامات نشرها شاب على موقع “فيسبوك” بـ”الاعتداء عليه جنسيا”، بعدما استمعت الشرطة للأخير، ولم تبدأ محاكمته إلا في فبراير الماضي.

من جهته ناشد الأمين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، كريستوف دولاوار، العاهل المغربي “التدخل من أجل تفادي كارثة إنسانية”، أثناء حضوره الثلاثاء محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث تجري أيضا محاكمة الصحفي عمر الراضي بتهمتي “اعتداء جنسي” و”تجسس”.

من هو الريسوني؟

والريسوني هو آخر رئيس تحرير لصحيفة أخبار اليوم، وهي آخر صحيفة مستقلة في المغرب اضطرت إلى إغلاق أبوابها منتصف مارس/ آذار الماضي، تحت ضغط التضييق المالي الذي عانت منه منذ اعتقال مديرها ومؤسسها الصحافي توفيق بوعشرين، المحكوم عليه بالسجن النافذ 15 سنة، في قضية أخلاقية، أثارت جدلاً كبيراً، بسبب الخلفيات السياسية لاستهداف الصحافي الذي عرف بكتاباته الجريئة.

ومثل بوعشرين، عُرف الريسوني، هو الآخر، بلغته المباشرة ومقالاته القوية على الصفحة الأولى، وفي المكان نفسه الذي كانت تنشر فيه مقالات زميله ومديره الذي سبقه إلى السجن، وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بأنّ اعتقاله كان بقرار سياسي، قبل أن يكون بفعل جنائي.

سليمان الريسوني، حسب ما نقل عنه شقيقه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، الذي زاره نهاية الأسبوع الماضي في سجنه، لم يضرب عن الطعام إلّا بعدما قضى أكثر من سنة من “الاعتقال والإهمال” من دون محاكمة.

ولذلك، يعتبر إضرابه عن الطعام، كما كتب شقيقه، نقلاً عنه “وجهاً آخر من وجوه نضاله للإصلاح والتقويم في وطننا ودولتنا، وأنّ المهم ليس هو شخصه، وإنّما خدمة المصلحة العامة”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.