تسبب مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل في تونس في موجة واسعة بين التونسيين، بعدما أظهر اعتداء وحشي لقوات الأمن على شاب وسحله بعد تعريته كيوم ولدته أمه على الملأ.
وأظهر المقطع الذي فجر غضب التونسيين وانتر كالنار في الهشيم، عناصر من الشرطة التونسية وهم يمسكون بالشاب في الشارع العام، ثم جردوه من ملابسه تماما لتبدأ حفلة الاعتداء بالضرب والسحل.
تعرية شاب في تونس والاعتداء عليه
وتظهر أصوات استغاثة وصريخ في الفيديو من المارة والمتابعين للموقف، وسط عبارات استنكارية وتعجبية لما يحدث مع الشاب أمامهم.
هذا ولفت ناشطون إلى أن الحادثة وقعت في منطقة “سيدي حسين” وهو حي شعبي قريب من وسط العاصمة، حيث يحيط رجال شرطة بالرجل الممدد على الأرض من دون لباس وهم بصدد ضربه قبل أن يقتادوه إلى سيارة أمنية ومن ثم غادروا المكان.
هذا وزعمت وزارة الداخلية في روايتها عبر بيان نشرته الإدارة العامة للأمن الوطني، أن الرجل في مقطع الفيديو المتداول تعمد التجرد من ثيابه وهو في حالة سكر وهيجان.
لكن منصة “تونس تتحري” المتخصصة في تعقب الأخبار الزائفة تحت إشراف نقابة الصحافيين رفضت هذه الرواية.
وأوضحت المنصة أنه بعد متابعة مقاطع الفيديو والتقصي فيها تبين أن إدعاء الداخلية زائف ومجانب للصواب وأن رجال الأمن هم من قاموا بنزع سروال المواطن.
ما اتاه الامن المتعفن من ايام بن علي في #سيدي_حسين في حق القاصر وتجريده من ملابسه اعتداء صريح على الذات البشرية وجب تطبيق القانون على كل مسؤول يعملون تحت امرته بداية من القائد الاعلى للقوات المسلحة الي قال الداخلية متاعي سي هم حزين
تونس تحتظر pic.twitter.com/bYBL0UuwNP— 🌟🌟 ✌️✌️نــايـڵــة🌼🌺🌷🌺 (@aappchina) June 10, 2021
Chay iasef w youja3
— Ahmed Ferchichi (@AhmedFe88980435) June 10, 2021
ويشار إلى أن مقاطع الفيديو المتداولة تظهر بوضوح أن قوّات الأمن هي من قامت بتعرية الشاب، حيث تعمّد أحد أفراد الأمن جرّه وتجريده من سرواله.
https://twitter.com/Amilcare77/status/1402796025727918083?s=20
بينما منعه فرد أمن ثان من ارتداء ملابسه وقام برميها بعيدا عنه وركله في منطقة حساسة ثم جرّه مرة ثانية الى سيارة الشرطة وإرغامه على المشي عاريا بينما كان يحاول تغطية عورته.
الفصل23 من دستور البلاد التونسية ( تحمي الدولة كرامة الذات البشرية و حرمة الجسد و تمنع التعذيب المعنوي والمادي) #في_الشارع_عريتوه_و_في_المركز_شنية_بش_يصير؟؟#التعدي_على_حرمة_ذات_البشرية_جريمة#تونس_مش_أبو_غريب#سيدي_حسين pic.twitter.com/reGtxgnjD6
— Omeima (@Omeima74533549) June 10, 2021
وهذه أحدث أعمال عنف تكون الشرطة طرفا فيها، ما أثار احتجاجات وانتقادات لاذعة ضد وزارة الداخلية بعد سلسلة من الانتهاكات المشابهة.
وتأتي هذه الحادثة بعد أشهر قليلة من وفاة الشاب عبد السلام الزيان المصاب بداء السكري في مركز للإيقاف في مارس الماضي بصفاقس بعد تأخره في تناول جرعات الأنسولين. وتم اتهام الشرطة بالإهمال والتقصير فيما حصل.
وقبلها فقد الشاب أحمد قم خصيته بسبب العنف المبرح على أيدي الشرطة في مركز الايقاف في المنستير أثناء الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت عدة مدن تونسية في يناير الماضي.
كما تندد منظمات حقوقية من بينها الهيئة الوطنية لمقاومة التعذيب ورابطة حقوق الإنسان بوجود انتهاكات واسعة النطاق في مراكز الإيقاف من بينها الضرب والتعذيب والتحرش الجنسي على الرغم من مرور عقد على الانتقال الديمقراطي في البلاد.
اقرأ أيضاً: الداخلية التونسية أبلغت راشد الغنوشي بوجود تهديدات جدية لاغتياله وهذه التفاصيل
وقال البرلمان في تعليقه على ضرب الرجل العاري في بيان له إن “الصور مروعة وشنيعة وغريبة على ثقافة المجتمع التونسي”.
وطالب البرلمان في بيانه بتوفير الحماية الجسدية والقانونية للرجل وفتح تحقيق جدي ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الواقعة.
من جانبه، قال مرصد الحقوق والحريات، في بيان، إنّه “صُدم بمشهد تعرية وسحل مواطن تونسي في الطريق العام والاعتداء عليه بالعنف الشديد أمام مرأى ومسمع من المارة والمواطنين”.
كذلك، أكد استعداده لمساندة أي جهود قانونية أو حقوقية لتتبع المعتدين وملاحقتهم قضائياً، محملاً المسؤولية كاملة إلى كل الحكومات المتعاقبة.
تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد