الرئيسية » تقارير » طيّ صفحة الخلافات بين قطر ومصر .. كيف يسير الجانبان في هذا الطريق؟!

طيّ صفحة الخلافات بين قطر ومصر .. كيف يسير الجانبان في هذا الطريق؟!

وطن- شهدت العلاقات بين قطر ومصر خطوات إيجابية في طريق عودتها، بعد التوقيع على “بيان العلا” في يناير/كانون ثان الماضي بالسعودية.

طيّ صفحة الخلافات بين قطر ومصر

طيّ صفحة الخلافات بين القاهرة والدوحة، عكسها بقوة الإعلام القطري عقب زيارة الوزير محمد بن عبد الرحمن للقاهرة، الإثنين الماضي.

ففي عددها الصادر يوم 26 مايو/أيار الحالي، قالت صحيفة “الشرق” في صفحة الرأي إن “الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدوحة  والقاهرة، سيكون لها أثر كبير في تفعيل آليات العمل العربي المشترك فيما يتعلق بمعالجة قضايا المنطقة.”

ورأت أن “الرسالة الخطية التي بعث بها أمير البلاد، إلى الرئيس السيسي، تعكس حرص الأمير على تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين الدوحة  والقاهرة في ظل التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين البلدين بعد التوقيع على “بيان العلا”.

يشُير أيضاً رأي الشرق إلى أن “هذا التقدم الذي تشهده العلاقات الثنائية، كانت له انعكاسات إيجابية على التنسيق بين البلدين، وعلى دفع جهود العمل العربي المشترك، خصوصا في ظل رئاسة الدوحة لمجلس جامعة الدول العربية، وهو ما أسهم في نجاح الجهود العربية التي بذلت في سبيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة (في 21 من الشهر الجاري)”.

الاستفادة من الفرص الاستثمارية

فيما قالت صحفية “الوطن” القطرية في صفحة الرأي عقب زيارة وزير الخارجية للقاهرة إنه “من المؤمل أن تفتح هذه الزيارة مرحلة جديدة ليس فقط في العلاقات القطرية – المصرية أو العلاقات المصرية الخليجية، ولكن أيضا في العلاقات العربية ككل”.

وأضافت: “فهي تأتي في إطار تعزيز التعاون العربي، وتزيد من فاعلية التحرك العربي على المسرح الدولي من ناحية، وعلى قدرة الدول العربية على التعامل مع الأزمات والمشاكل والصراعات المشتعلة في المنطقة على امتداد العقدين الماضيين من ناحية أخرى.”

ورأت أيضاً أن “تعزيز الأجواء الإيجابية بين بلدينا يشكل فرصة مواتية للاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة المتاحة بالبلدين الشقيقين بما يحقق مصالحهما.”

فيما أكد وزير الخارجية القطري في تصريحات متلفزة عقب الزيارة أن “علاقتنا مع مصر مرت بتوترات كثيرة لكن كان هناك حفاظ على حد أدنى من العلاقة حتى في الأزمة من ناحية الاستثمارات والطلاب القطريين وعندما طويت صفحة الخلاف تطلعت إلى ذلك بإيجابية وهناك تقدم إيجابي في اللجان الثنائية وترحيب من الطرفين بهذا التقدم”.

دعم الأمن القومي والعربي

بدوره، قال الكاتب القطري صالح غريب العبيدلي: “لو نظرنا للعلاقات القطرية المصرية منذ القدم ظلت علاقه مبنية على أسس وقواعد راسخه في دعم الأمن القومي العربي، ومن هذا المنطلق الثابت والراسخ بين الدولتين فإنه مهما حدث من خلافات في وجهات النظر تبقى العلاقة قوية”.

وأضاف لوكالة الأناضول: “لاشك أن العلاقات بين البلدين حدث ضمور فيها بين فترات متفاوتة .. ومع ذلك ظلت قائمه وإن كانت عبر وسيط يسير العلاقات بين الدولتين والشعبين”.

وأشار إلى أنه “رغم ما حدث من فرض حصار من تلك الدول (رباعي المقاطعة) على الشعب القطري فإن العلاقة ظلت قائمه ولم يتأثر الاستثمار القطري في مصر”.

وقال غريب إن “دعوة أمير البلاد للرئيس المصري لزيارة الدوحة أعطى منحنى آخر في تلك العلاقة والشعب القطري والمصري يترقب هذه الزيارة ليتم فتح صفحة جديدة”.

وأضاف: “صفحة الخلاف للعام 2017 قد انطوت وأصبحت من الماضي وهذا لاشك سيكون أمرا جيدا بين الشعبين القطري والمصري”.

محطات على طريق العودة

في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، صدر بيان “العلا” عن القمة الخليجية بالسعودية، معلنا نهاية أزمة حادة اندلعت منتصف 2017، وقطعت خلالها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع القطريين.

وسريعا بعد هذا البيان، عملت القاهرة والدوحة بشكل مكثف على طي صفحة الخلافات بينهما.

فمن مقاطعة حكومية وهجوم إعلامي إلى لقاءات واتصالات رسمية وهدوء وتوازن بالخطاب، ما يعكس رغبة مشتركة بتسريع استئناف العلاقات وتصفير مشاكل سابقة.

وبالفعل، في 23 فبراير/ شباط الماضي، عقد وفدان رسميان من الدوحة والقاهرة مباحثات في الكويت حول آليات تنفيذ بيان المصالحة.

وفي 3 مارس/ آذار الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري، أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة.

وأكد “آل ثاني”، عقب لقائه شكري، أن الدوحة والقاهرة تسعيان إلى “عودة الدفء إلى العلاقات” بينهما.

وبعدها بـ 5 أيام، زار وفد قطري القاهرة، للمرة الأولى منذ المصالحة، لـ”تسريع استئناف العلاقات”.

وفي 14 مارس/ آذار، أكد شكري، أمام لجنة برلمانية مصرية، أن “هناك رسالة إيجابية من الأشقاء في قطر على استعادة زخم العلاقة”.

وعلى مستوى القمة، تلقي الرئيس المصري، في 12 أبريل/ نيسان، اتصالا هاتفيا من الأمير تميم، للتهنئة بحلول شهر رمضان، وهو أول اتصال بينهما منذ المصالحة.

وفي ظل عدوان إسرائيلي على غزة، تلقى شكري، في 16 مايو/ أيار، اتصالا هاتفا من نظيره القطري، اتفقا فيه على أهمية العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستمرار التنسيق في الإطار الثنائي والإقليمي.

والإثنين الماضي، وصل وزير الخارجية القطري إلى القاهرة، في ثان زيارة لمصر منذ المصالحة.

والتقى “آل ثاني” مع شكري، وقدم الشكر لمصر على دورها في وقف إطلاق النار بغزة، وسط حديث مصري على أن العلاقات “شهدت تطورا إيجابيا”.

وسلم “آل ثاني”، الثلاثاء، السيسي، رسالة خطية، من الأمير تميم، تتضمن دعوته لزيارة الدوحة، في أكبر تطور على مستوى العلاقات بين البلدين منذ المصالحة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.