الرئيسية » تقارير » قضية فلسطين عادت للأضواء بعدما كان العالم قد تجاهلها.. ماذا تغير في الصراع بعد حرب غزة؟

قضية فلسطين عادت للأضواء بعدما كان العالم قد تجاهلها.. ماذا تغير في الصراع بعد حرب غزة؟

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها إنه لا أحد يتوقع تقريبا أن تكون هذه الحرب- التي اندلعت بسبب الاحتجاجات والاشتباكات في القدس- هي الأخيرة. مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الحرب أعادت القضية الفلسطينية للأضواء بعدما كان العالم قد تجاهلها.

ولفت تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم، الجمعة، أوقفت قتالاً دام 11 يوماً بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، دون حل أي من المشكلات الأساسية في الصراع الدائر منذ عقود في الشرق الأوسط.

وواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ـ وفق الصحيفة ـ انتقادات من قاعدته المتشددة؛ حيث اتهمه كثيرون بإنهاء الحرب قبل الأوان دون هزيمة حماس.

واحتفل الفلسطينيون في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة بما اعتبره كثيرون انتصاراً لحركة حماس على إسرائيل التي تتمتع بقوة أكبر بكثير.

 وابلاً هائلاً من الصواريخ

وزعم نتنياهو إن إسرائيل ألحقت أضراراً جسيمة بالقدرات العسكرية لحركة حماس وقتلت 200 من مقاتليها بينهم 25 من كبار قادتها. وقال إنها ضربت أكثر من 100 كيلومتر من الأنفاق، فضلاً عن قاذفات صواريخ وبنى تحتية عسكرية أخرى.

لكن إسرائيل لم تنجح قط في وقف إطلاق الصواريخ.

اقرأ أيضاً: الاندبندنت تكشف عن استخدام إسرائيل طائرات (إف – 35) في قصف غزة

إذ أطلقت حركة حماس وابلاً هائلاً من الصواريخ بدا في بعض الأحيان متفوقاً على الدفاعات الجوية الإسرائيلية المهولة.

على أن الجيش الإسرائيلي صرّح بأن معدل اعتراضه للصواريخ يبلغ 90% وأن مئات الصواريخ سقطت في غزة، حيث قتل أحدها عائلة فلسطينية مكونة من ثمانية أفراد.

هدنة هشة جديدة

ومثلما حدث في الحروب الثلاث الأخيرة، انتهى القتال بهدنة غير رسمية بوساطة من مصر وآخرين، ولم يُعلن عن شروط محددة.

وقالت حماس أن إسرائيل وافقت على وقف تحركات الشرطة في مجمع المسجد الأقصى في القدس والتهديد بإجلاء العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح القريب منه.

وقد أثار كلا الأمرين احتجاجات فلسطينية واشتباكات مع الشرطة أدت في النهاية إلى اندلاع الحرب. ولكن لم يخرج تأكيد على ذلك من جانب إسرائيل أو الوسطاء حول هذه الشروط.

وحتى قبل أن يجف حبر وقف إطلاق النار، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، صباح الأحد 23 مايو/أيار 2021، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن اعتدت واعتقلت عدداً من المعتصمين الذين تواجدوا بأعداد قليلة، إثر حصار فرضه الاحتلال على المسجد وإغلاق منذ صلاة الفجر.

وسبق ذلك قيام شرطة الاحتلال بفرض تشديدات كبيرة على أبواب المسجد الأقصى، منذ فجر الأحد، حيث منعت المصلين من الدخول لأداء صلاة الفجر، كما شمل المنع إدخال طلاب المدارس الشرعية الواقعة داخل المسجد.

وقد أدت هُدَن سابقة إلى وقف اشتباكات كبرى ولكن ثبت أنها هشة؛ إذ خاضت إسرائيل وحماس أربع حروب وتبادلتا إطلاق النار مرات عديدة لا تحصى منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007.

وكانت بعض الاشتباكات المتفرقة في الأقصى بعد صلاة الجمعة بمثابة اختبار مبكر لاستمرارية الهدنة.

ولكن وبحسب تقرير “واشنطن بوست” لم تتطرق أي هدنة إلى المشكلات الأساسية، مثل احتلال إسرائيل للأراضي التي يريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية ورفض حماس الاعتراف بإسرائيل. ولم يعقد الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات سلام جوهرية منذ أكثر من عقد.

ضربة قاضية لنتنياهو

وبدت الحرب في البداية وكأنها تعزز فرص نتنياهو السياسية، وسمحت له بتقديم نفسه على أنه زعيم قوي يعاقب أعداء البلاد. لكن الانتقادات الموجهة له لم تتوقف منذ سريان وقف إطلاق النار.

وليس واضحاً على الإطلاق إن كان خصوم نتنياهو، الذين ينتمون إلى الطيف السياسي الممتد من الحلفاء السابقين من التيار اليميني إلى الأحزاب العربية، سيتمكنون من تنحية خلافاتهم جانباً لإبعاده عن منصبه. وعقد انتخابات جديدة أواخر هذا العام من الاحتمالات الواردة بقوة.

اقرأ أيضاً: مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تمنع المقدسيين من دخول المسجد

وقد ساد استقطاب حاد بين الإسرائيليين حول نتنياهو في السنوات الأخيرة؛ حيث واجه مزاعم بالفساد يُحاكم بسببها الآن.

وفي الأشهر التي سبقت الحرب، دأب نشطاء على تنظيم احتجاجات أسبوعية خارج مقر إقامته. وهم يستعدون الآن لاستئنافها.

أمريكا تضطر للنظر للشرق الأوسط مجدداً

وقفت إدارة بايدن، التي كانت تأمل في تخليص الولايات المتحدة من صراعات المنطقة المستعصية للتركيز على قوة الصين الصاعدة وتغير المناخ، عاجزة واُستدرجت من جديد إلى دور الوسيط في الشرق الأوسط.

فمنذ بداية الحرب الأخيرة، أكدت الولايات المتحدة غير مرة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في الوقت الذي شجعت فيه سراً جهود وقف إطلاق النار. لكن الرئيس جو بايدن قال لنتنياهو يوم الأربعاء إنه يريد أن يرى “تهدئة كبيرة للتصعيد”.

وبدا في البداية أن نتنياهو يتجاهله بقوله إنه “عازم على مواصلة” الهجوم حتى تتحقق أهدافه. لكنه وافق على وقف إطلاق النار في اليوم التالي.

وكان هذا الحوار بمثابة اختبار مبكر للعلاقة بين الزعيمين، التي شهدت توترات في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، يواجه بايدن ضغوطاً داخلية من قاعدة ديمقراطية يتنامى تعاطفها مع الفلسطينيين.

معهد إسرائيلي يوصي بتقوية السلطة الفلسطينية على حساب حماس

وفي سياق آخر أوصى معهد أبحاث إسرائيلي، مراكز صنع القرار في الكيان المحتل بضرورة تغيير استراتيجيهم على الساحة الفلسطينية، بما يقوي السلطة الفلسطينية على حساب حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي حظيت بشعبية كبيرة بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة وحملت اسم “حارس الأسوار”.

جاء ذلك في ورقة بحثية لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب (حكومية)، نشرها قبيل الإعلان عن قرار وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ بداية من صباح الجمعة الماضية.

ووفقا للورقة البحثية، يجب أن تهدف الرؤية الإسرائيلية لإعطاء الأمل للفلسطينيين الذين ليسوا جزءًا من دائرة العنف والإرهاب من خلال توفير المنافع المدنية والاقتصادية وتعزيز الحوار السياسي.

وأشارت إلى أنه يجب على إسرائيل أن تقدم هدفًا يتمثل في المقام الأول في تجديد العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية.

حتى لو كان ذلك لغرض وحيد هو الاتفاق على ترتيبات انتقالية إضافية تهدف إلى تحسين الوضع الأمني والمدني على الأرض، دون إحراز تقدم مقصود نحو تسوية دائمة.

وأوصت الورقة بهندسة أي ترتيب مع السلطة الفلسطينية بحيث يكون متخطيا لحركة حماس لحرمانها من الاعتراف والمكانة وتحقيق أي إنجازات.

كما أوصت بتحسين عناصر أي ترتيبات مع السلطة الفلسطينية كفتح المعابر الحدودية لمرور البضائع والأشخاص، مقابل وقف إطلاق النار، إضافة إلى المطالبة بوقف البالونات الحارقة ووقف المضايقات على طول الجدار الفاصل على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

وربطت التوصيات أيضا تحسين الترتيبات بإعادة الأسرى الإسرائيليين وجثث الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في إطار صفقة معقولة، وإعادة إعمار غزة شريطة وضع آلية لمنع تعزيز الآليات العسكرية.

مع إدراج السلطة الفلسطينية في مشاريع إعادة الإعمار، وبناء ميناء بحري في قطاع غزة، ولكن تحقيق ذلك مرتبط باستعادة السيطرة المدنية والأمنية للسلطات الفلسطينية هناك.

وشملت التوصيات أيضا ضرورة تعزيز آلية إقليمية ودولية لإعادة إعمار قطاع غزة واستقراره، بشرط أن تشمل إعادة الإعمار حرمان الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع من إعادة التسلح، بمشاركة الدول العربية البراجماتية (بينها مصر والأردن)، مع منع التأثير السلبي لإيران وقطر وتركيا. على حماس والجهاد الإسلامي.

مكانة الأردن في الحرم القدسي

وأشارت توصية أخرى إلى ضرورة تعزيز مكانة الأردن في الحرم القدسي الشريف، مع التأكيد على المسؤولية عن منع الاستفزازات في الموقع من قبل المتطرفين المسلمين.

وفي الوقت نفسه، يجب على إسرائيل تقييد نشاط الجماعات اليهودية المتطرفة في انتهاك للوضع القائم في الأقصى والأماكن المقدسة.

اقرأ أيضاً: لماذا أعلن مسؤولون إسرائيليون كبار ندمهم على قصف برج الجلاء الذي كان يضم مقر الجزيرة؟

ويتماشى مضمون ما أوردته الورقة البحثية مع تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، الأحد، لشبكة “أي بي سي”، بأن الإدارة الأمريكية سوف تسعى لإعمار غزة عن طريق السلطة الفلسطينية وهيئات مستقلة وليس عن طريق حماس.

وأضاف الوزير الأمريكي أن التحدي الذي تواجهه الإدارة الأمريكية يتمثل في ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية، للحيلولة دون استفادة حماس من المساعدات وعمليات الإعمار للقطاع الذي دمرته حملة عسكرية إسرائيلية استمرت قرابة أسبوعين وأودت بحيات أكثر من 270 شهيد فلسطيني وعشرات الجرحى.

وتابع: “في حقيقة الأمر لم تجلب حماس سوى الخراب للشعب الفلسطيني. فهناك سوء إدارتها الفادحة لغزة أثناء توليها زمام الأمور، ومؤخرا بالطبع هذه الهجمات الصاروخية العشوائية على المدنيين الإسرائيليين والتي أثارت ردا إسرائيليا؛ لأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها”.

وأضاف: “لذلك أعتقد أن التحدي الحقيقي هنا هو مساعدة الفلسطينيين، وخاصة المعتدلين، والسلطة الفلسطينية على تحقيق نتائج أفضل لشعبهم. وبالطبع، لإسرائيل دور عميق تلعبه في ذلك أيضًا”.

وذكر إن بلاده ملتزمة بمنح إسرائيل الوسائل للدفاع عن نفسها خاصة بشأن الهجمات الصاروخية العشوائية ضد المدنيين.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “قضية فلسطين عادت للأضواء بعدما كان العالم قد تجاهلها.. ماذا تغير في الصراع بعد حرب غزة؟”

  1. قضية فلسطين لن تعود للأضواء الى يوم الدين
    السبب هو من وكلهم الشعب الفلسطيني على قضيتهم
    شوية حرامية من فتح وحماس
    قبل مقاومة الاحتلال الاسرائيلي يجب مقاومة الاحتلال الداخلي
    لن تقوم للشعب الفلسطيني قائمه وهذه قادته
    الان بعد مادمرت حماس غزه بعنترياتها نشاهدهم الان يتشاجرون على اعادة الاعمار مع فتح

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.