الرئيسية » تقارير » هكذا أغرى محمد بن سلمان القطاع الخاص في السعودية للانضمام إلى رؤية 2030

هكذا أغرى محمد بن سلمان القطاع الخاص في السعودية للانضمام إلى رؤية 2030

قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وضع هدفاً جديداً نُصب عينيه بالتزامن مع مضيه قدماً في خطة التحول الاقتصادي غير المسبوقة.

الشركات المدرجة في بورصة السعودية

وأوضح الوكالة، أن هذا الهدف الجديد يستهدف كبرى الشركات المدرجة في البورصة بالبلاد.

وأضافت: “فبعد ستة أسابيع من قوله إنه يتعين على الكيانات الأجنبية نقل مقارها الإقليمية إلى المملكة وإلّا فستخسر أعمالها. أعلن الأمير محمد، أنه سيجري تشجيع الشركات المحلية”.

وأشارت الوكالة، إلى أن ذلك سيكون بدايةً من عملاقة النفط أرامكو وصولاً إلى شركة منتجات الألبان المراعي. على تقليل أرباحها وإعادة توجيهها إلى الاقتصاد.

الدعم مقابل الشراكة

وقال طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لإدارة الشرق الأوسط في Nomura Asset Management: “شهدنا الحكومة وهي تستخدم العصا لجذب المستثمرين الأجانب إلى السعودية”.

وأضاف فضل الله: “هي الآن تستخدم السياسة نفسها مع المستثمرين المحليين. لست من أنصار التدخل الحكومي في القطاع الخاص”.

واستدرك بالقول: “لكن السعودية ليس لديها كثير من الخيارات لتحفيز تلك الشركات. وبالتالي فإن الشراكة بهذه الطريقة ربما تُساعد في تشجيع مزيد من الاستثمار”.

مخاطر مرتفعة

والمخاطر مرتفعةٌ هنا. إذ تنص رؤية ولي العهد على إنفاق القطاعين العام والخاص، بشكلٍ مشترك، لـ27 تريليون ريال (أي سبعة تريليونات دولار). على مدار السنوات الـ10 المُقبلة. في محاولةٍ لتنويع الاقتصاد الذي مثّل النفط 54% من عائداته العام الماضي.

ويأتي كل ذلك في وقتٍ وصل فيه الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أدنى مستوياته، بينما تضخّم عجز الميزانية. إبان معاناة الشعب من تداعيات تراجع أسعار النفط الخام، العام الماضي، نتيجة جائحة كوفيد-19.

ووافقت 24 شركة، من بينها سابك والمراعي والاتصالات السعودية والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري. على الانضمام إلى الخطة واستثمار خمسة تريليونات ريال (1.33 تريليون دولار) في الاقتصاد المحلي، وفقاً للأمير محمد.

وأوضح الأمير أن تلك الشركات ستحصل على دعم حكومي وسيكون بإمكانها الضغط من أجل تغيير الأنظمة واللوائح.

ولم تعلق أي من الشركات التي ذكرها، بعد، على حجم الأموال التي يُمكن أن تستثمرها في الخطة.

ونظراً إلى عدم الإفصاح عن خطط الإنفاق، ربما يجد المستثمرون صعوبةً في تحديد ما إذا كان هذا التدخل الحكومي في قرارات الشركات سيخلق أي قيمةٍ حقيقية بالنهاية.

الإنفاق الرأسمالي

وقال حسنين مالك، رئيس قسم الأبحاث في Tellimer بدبي: “يُؤدي الإنفاق الرأسمالي إلى زيادة معدلات النمو على المدى البعيد. في حال كان يتعلق بالمشروعات الإنتاجية التي تخلق قيمةً ووظائف”.

وأضاف: “لم يتضح بعدُ ما إذا كانت وعود الامتيازات والإعانات ستجعل الاستثمارات غير النفطية مُقنعةً لهذه الشركات بشكلٍ يختلف عن ذي قبل.

وأكمل: “تكمُن المشكلة في أن عدم التحرك ليس خياراً هنا بالنظر إلى الضغوطات الديمغرافية لخلق فرص عمل، واستنفاد عائدات النفط”.

كيف يرى المستثمرون القصة؟

ووفق الوكالة، ربما يكون عدم التحرك هو المشكلة التي يحاول الأمير محمد حلها هنا. إذ تمثل الرهونات العقارية. السبب الرئيسي في نمو قروض البنوك السعودية للقطاع الخاص.

وأضافت: “يأتي هذا على الأرجح نتيجة قلة الإنفاق الاستثماري الحكومي على مشروعات البنية التحتية الجديدة وتباطؤ النمو الاقتصادي. كما أن توزيع أرباح الشركات السعودية ينخفض بالفعل”.

وقد استقبل المستثمرون الإعلان، بشكلٍ إيجابي، يوم الأربعاء 31 مارس/آذار. إذ ارتفع مؤشر تداول السعودي بـ2.8%، فيما ارتفعت أسهم أرامكو بـ2.7%.، وفق الوكالة الأمريكية.

وقالت السعودية في فبراير/شباط، إنها ستتوقف عن العمل مع الشركات التي ليست لها مقار إقليمية في المملكة.

وكان الغرض من الإعلان هو الحد من “التسريب الاقتصادي”، وزيادة فرص العمل الجديدة.

إذ لطالما كانت المملكة تحصل على خدمات المستشارين والاستشاريين المقيمين في دبي أو البحرين المجاورتين، حيث يستمتع الأجانب بأسلوب معيشةٍ أكثر سهولة.

الاستثمار الأجنبي

وتقول الوكالة: “الاستثمار الأجنبي المباشر متأخرٌ للغاية عن الأهداف الحكومية. إذ قال الأمير محمد إنه يرغب في أن يتجاوز ذلك الاستثمار حاجز الـ500 مليار دولار خلال العقد المقبل.

وقد ارتفع، العام الماضي، بنسبة 20% ليصل إلى 5.5 مليار دولار، أي إنه أقل من أهداف المملكة ولكنه أعلى من معدلات التراجع العالمية.

واستدركت الوكالة: “لكن هدف الخمسة تريليونات ريال من الشركات المحلية يتخطى بكثيرٍ ما يتصور بن سلمان أنه سيأتي من المستثمرين الأجانب”.

وقال بن سلمان: “لدينا 90% من مبلغ الـ27 تريليون دولار نضمنه نحن السعوديين، حكومةً وقطاعاً خاصاً، وشعباً.

وأضاف: “سنحصل على أقل من 10% من الاستثمارات الأجنبية، سواءً عبر المستثمرين الإقليميين- خاصةً في الخليج- أو المستثمرين من مختلف أنحاء العالم شرقاً وغرباً”.

وتيرة متباطئة

ومع ذلك فإن الوتيرة المتباطئة للاستثمارات الأجنبية قد تفسر الرغبة في إقناع الشركات المحلية بالإسهام أكثر في الاقتصاد.

ووفقاً جان فرانسوا سيزنيك، زميل مؤسسة Atlantic Council of Washington: “المملكة تخشى أن الشركات الأجنبية لن تكون على عجلةٍ من أمرها في الاستثمار داخل السعودية.

وتابع: “عليهم أن يقللوا اعتماد إنفاقهم على الدخل النفطي. كيف ستفعل ذلك إذا لم يأتِ المستثمرون الأجانب؟ أحد الحلول هو تشجيع القطاع الخاص المحلي على تقديم المزيد”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.