الرئيسية » الهدهد » لماذا قال الدكتور عبدالله النفيسي إن القرار في الكويت “انفعالي وغير رشيد”؟

لماذا قال الدكتور عبدالله النفيسي إن القرار في الكويت “انفعالي وغير رشيد”؟

علق المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي، على البلاغات التي تم اتخاذها من قبل وزارة الداخلية الكويتية ضد التجمعات التي قام بها عدد من أعضاء مجلس الأمة، بحضور عدد من المواطنين، والقرار الصادر بسحبها فيما بعد.

المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي

وقال عبدالله النفيسي خلال تغريدة له عبر حسابه الشخصي بتويتر بأنه “ليس من الكياسة السياسية ولا الدراية الاجتماعية ولا الفروسية الأخلاقية. ولا بُعد النظر استخدام القانون  بغية التحرّش بالناس، وبُغية إذلال الرجال والرّموز منهم بالأخص “.

وتابع عبدالله النفيسي: “فعلاً القرار في البلاد انفعالي وغير رشيد . تحية خاصّة للموقوفين ( سابقاً)”.

توجيهات سياسية بسحب بلاغات الداخلية

وكان رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح الخالد أعلن بأن القيادة السياسية أمرت بسحب البلاغات التي تم تقديمها مؤخراً من قبل وزارة الداخلية. ضد تجمعات عقدها عدد من أعضاء مجلس الأمة وبمشاركة مجموعة من المواطنين.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء الكويتي بأن القيادة السياسية بالبلاد، شددت على ضرورة وجود تعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية. ومواجهة كل التحديات.

كما أكدت القيادة السياسية على ضرورة التمسك بنهج احترام أحكام الدستور وتطبيق القانون والالتزام بالاشتراطات الصحية اللازمة.

وشكر رئيس مجلس الوزراء الكويتي الأمير نواف الأحمد ونائبه مشعل الأحمد، على توجيههما بسحب البلاغات.

وقال رئيس مجلس الوزراء بأنه يقدر الإخوة الأعضاء بمجلس الأمة، مع تأكيده على التزام الجميع بمواجهة جائحة كورونا في البلاد.

إبطال عضوية النائب بدر الداهوم

وكان النائب بمجلس الأمة الكويتي مبارك الحجرف، قد هاجم قرار المحكمة الدستورية القاضي بإبطال عضوية زميله النائب بدر الداهوم. وذلك على خلفية اتهامات متعلقة بمس الذات الأميرية.

وقال “الحجرف” خلال مقابلة صحفية تعليقاً منه على القرار بأن “بدر اللي سواه ما سواه أحد غيره، بدر صوته صوت الحق. بدر مو ساقط. ولو شطبت المحكمة، بدر ناجح بأصوات الشعب الكويتي بأرقام قياسية”.

وتابع الحجرف في حديثه معتبراً أن وجود “الداهوم” هو عامل قلق للحكومة الكويتية.

الكويت و مبارك الحجرف

وقال: “لذلك وجود شخص مثل بدر الداهوم يزعج الحكومة، فهي ما ترغب بوجود مثله في المجلس لمحاربة الفساد”.

وأردف: “والفساد اللي شفتوه اللي صارت الحكومة تسحب من احتياطي الأجيال القادمة تمويل ما تم نهبه من الاحتياطي العام للدولة. لذلك أعتقد أن وجود بدر الداهوم يسبب قلب للحق وليس قلق بالباطل”.

وأوضح الحجرف بأن هناك سن قانون لإعادة ما سلب من المجلس والفصل بعضوية أعضاء المجلس من المجلس نفسه. ولا يكون سطوة لسلطة على سلطة أخرى.

وكانت المحكمة الدستورية الكويتية أبطلت، الأحد، عضوية النائب بمجلس الأمة الكويتي المعارض بدر الداهوم. وذلك على خلفية اتهامات له بمس الذات الأميرية.

وينفي الداهوم المعروف بانتقاده الصريح للحكومة الكويتية ورئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، هذه التهمة.

وجاء القرار من المحكمة الكويتية عقب تقديم ثلاثة ناخبين في الدائرة الخامسة التي ينتمي لها الداهوم، طعون معترضين فيها على فوزه بالمقعد الانتخابي. وذلك لإدانته في قضية تمس حقوق أمير البلاد عام 2014.

ويعتبر أصحاب الطعن ضد الداهوم بأن الإدانة السابقة له، من  شأنها أن تبطل عضويته بمجلس الأمة الكويتي.

الفساد في الكويت

هذا وتطرح مسألة الفساد وغسيل الأموال في الكويت نفسها بقوة هذه المرة سعيا لتفكيك أبعاد هذه القضية المقلقة، ليس لأنها. ظاهرة وجب التعايش معها عبر ترك الجهات المعنية مهمة مكافحتها، وإنما لمدى تأثيرها على الجيل القادم من الكويتيين في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها بلدهم.

وتحول تفجر قضايا فساد كبيرة بين الفينة والأخرى تتعلق بنهب مبالغ طائلة من أموال الدولة إلى ظاهرة في الكويت، وقد مثّل تورّط. شيوخ من الأسرة الحاكمة ومسؤولين وازنين في البلد الخليجي النفطي، في تلك القضايا صفّارة إنذار بشأن تغلغل الفساد في مفاصل الدولة بشكل لم يعد معه السكوت عنه ممكنا.

وتثير قضايا الفساد حالة من القلق بما تشيعه من ارتباك في الحياة السياسية والاجتماعية الكويتية وما تخلّفه من أثر سيء على. سمعة البلاد الطامحة إلى إدخال إصلاحات عميقة على اقتصادها تحدّ من تبعيته شبه الكاملة لموارد النفط.

ولم يكن تراجع ترتيب الكويت 7 مراكز في مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية العالمية 2020 مفاجئا للبعض. ولكنه ترك علامات استفهام وتساؤلات عن أسباب هذا التراجع ومدى مصداقية المعايير التي يعتمد عليها مثل هذا التصنيف.

خبراء يفسرون تفاقم المشكلة

ويفسر خبراء تفاقم هذه المشكلة بسبب البحبوحة المالية الكبيرة، بعد أن تناقصت الموارد المتأتية من النفط، الذي تهاوت أسعاره. بعد أن ظلّ لسنوات طويلة مصدر دخل ثري لخزينة الدولة.

غير أن ظهور ملفات ارتبط الكثير منها بشخصيات تعمل في الدولة أو بمشاهير الفن والإعلام والشبكات الاجتماعية دق ناقوس. الخطر من تداعيات ذلك على الجيل القادم.

فمعظم المتابعين يرون أن أكبر التحديات المستقبلية ليس محاربة الفاسدين بقدر ما هو اجتثاث ثقافة الفساد من جذورها.

وسبق أن ذكر “مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث” أنه يرى أن من المرجح أن تخلف موجة الاعتقالات لمجموعة من كبار الشخصيات. الإدارية والمشاهير في الكويت بتهم فساد وغسيل أموال. تأثيرات جوهرية وعميقة ومقلقة على جزء كبير من جيل الشباب الكويتي على المدى المتوسط.

وبينما لاقى اعتقال شخصيات مؤثرة ومعروفة في المجتمع الكويتي خاصة بعض مشاهير التواصل الاجتماعي على خلفية قضايا مرتبطة بتضخم. حسابات بعضها البنكية، وتربح غير شرعي مرتبط بشبهة غسيل أموال استحسانا شعبيا بمبرر تحسن مكافحة الدولة للفساد وعدالة تطبيق القانون على الجميع، لكن تأثيراته ستكون مفزعة.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.