الرئيسية » تقارير » “هذا مكانك”.. ماذا تعني الرسالة التي أرسلها بايدن إلى محمد بن سلمان؟

“هذا مكانك”.. ماذا تعني الرسالة التي أرسلها بايدن إلى محمد بن سلمان؟

تعود الولايات المتحدة إلى البروتوكول المألوف في العلاقات الثنائية مع السعودية، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض الأخير بهذا الشأن. وفق مقال لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، الروسية.

بايدن يفضل الملك سلمان

الصحيفة الروسية نشرت مقال تحت عنوان “الولايات المتحدة تشير إلى ولي العهد السعودي أين مكانه“، للكاتب إيغور سوبوتين. تحدث فيه عن تفضيل إدارة بايدن التواصل مع الملك سلمان دون ولي عهده.

وأشارت إلى أن المكتب الصحفي للبيت الأبيض أوضح أن الزعيم الأمريكي ينوي التباحث بشكل أساسي مع الملك سلمان وليس مع نجله. ولي العهد الأمير محمد. الذي يشبه الحاكم الفعلي للبلاد ويعد واضع معظم مبادرات المملكة القمعية.

وحسب الصحيفة، فإن الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد طور علاقات وثيقة غير رسمية مع ولي العهد السعودي. وجعل المملكة أحد العناصر المركزية لسياسته في الشرق الأوسط.

الأمير أخفى عن والده قرارات عديدة

ووفق الصحيفة، فإنه بحسب بعض المصادر، فإن ولي العهد لم يبلغ والده حتى عن العديد من القرارات التي اتخذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وفي محادثة مع وكالة “بلومبرغ” قال آرون ديفيد ميللر، الذي عمل مستشارا للتسوية في الشرق الأوسط لدى عدد من وزراء الخارجية. إن تصريحات البيت الأبيض الأخيرة تشير إلى عودة العلاقات بين واشنطن والرياض إلى “قنوات منظمة وروتينية”.

وخلص الدبلوماسي السابق إلى أن “هذه محاولة لمحاصرة محمد بن سلمان، الذي تعده الإدارة متهوراً وعديم الرحمة”.

كما أشار متحدث باسم البيت الأبيض، لم تذكر الوكالة اسمه، إلى أن تصريحات بساكي تشير إلى عودة الولايات المتحدة إلى السيرورة الدبلوماسية الصحية في الاتصالات مع لاعبي الشرق الأوسط.

كيف يفسر محمد بن سلمان ذلك؟

وحسب الصحيفة الروسية، فالسؤال يبقى كيف سيفسر ولي العهد محمد نفسه المسألة.

وأضاف الكاتب: “ما يمكن قوله على وجه اليقين إنهم سيحاولون قطع الطريق أمام محاولات بن سلمان استخدام قنوات اتصال غير رسمية في عهد بايدن”.

موعد الحديث بين بايدن والسعودية

وفي السياق، قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، بشأن موعد الحديث بين الرئيس جو بايدن والعاهل السعودي بالضبط كانت بمثابة “ضربة قوية” لولي العهد السعودي.

وحسب الشبكة، فإنه سواء أكان ذلك عودة للالتزام ببرتوكول صارم، أم خطوة مقصودة، لترتيب ومكانة محمد بن سلمان، فإن هذه الخطوة تعكس رفض بايدن العلني “للحاكم”.

ولفتت الشبكة، إلى أن بايدن وعد خلال حملته الانتخابية بجعل السعودية “منبوذة”.

ونوهت إلى التصريحات الأخيرة لرئيسة الاستخبارات الوطنية، أفريل هينز، بأنها ستنشر تقريرا عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي “الوحشي على يد عملاء سعوديين داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بتركيا”.

نهاية العلاقة الحميمة

وتقول الشبكة: “دبلوماسيا، تشير بساكي إلى نهاية العلاقة الحميمة التي تمتع بها محمد بن سلمان في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. حيث غالبا ما تجاوز الأمير السعودي، وزارة الخارجية، من خلال المكالمات الهاتفية مع جاريد كوشنر، صهر ترامب والمستشار الخاص لشؤون الشرق الأوسط. بحسب الشبكة.

وأشارت الشبكة، إلى أن تجاوز المسؤولين الأمريكيين الجدد لمحمد بن سلمان علناً يعد أمراً محرجاً لا يستطيع ولي العهد السعودي إخفاءه.

واستدركت الشبكة: “لكن هذا لا يعني أنه لن يشارك في مكالمات بايدن مع الملك، خاصة وأن الأمير يعد الحاكم الفعلي للبلاد وصاحب نفوذ قوي”.

القوة الكامنة للنظام الملكي

ولفتت الشبكة إلى أن محمد بن سلمان هو القوة الكامنة في النظام الملكي والرؤية التي تشكل مستقبل البلاد.

وأضافت: “افتراض أن محمد بن سلمان لن يعرف ما سيقوله بايدن للملك أو عدم مشاركته سيكون بمثابة التقليل من نفوذه”.

من جهة أخرى، أشارت عدة مصادر سعودية مؤخرا إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية طويلة الأمد لا تزال جميعها جيدة. بعد توقعات أشار إليها مراقبون سعوديون إلى أنه ربما ستكون هنالك بعض الصعوبات في العلاقات بمجرد وصول بايدن إلى البيت الأبيض، لكنهم يتوقعون التعافي بعد ذلك.

الملك سلمان نظير جو بايدن

وفي وقت سابق أكدت متحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لن يتحدث بالمطلق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في ايجاز صحفي، إن “نظير الرئيس بايدن في السعودية هو. الملك سلمان بن عبد العزيز”.

ويعتبر ذلك، تأكيد من البيت الأبيض أن بايدن لن يتحدث مطلقاً مع ولي العهد محمد بن سلمان.

وتعد هذه من أقوى الضربات التي يوجهها الرئيس الأمريكي الجديد لولي العهد السعودي.

إعادة ضبط العلاقات مع السعودية

وأوضحت ساكي، أن إدارة الرئيس جو بايدن ستعمل على إعادة ضبط العلاقات مع السعودية. مبينة أن الرئيس سيتواصل قريباً مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.

واستدركت بالقول: “إلّا أن ذلك لن يكون قبل اتصاله برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي سيفتتح. به اتصالاته باعتباره “الحليف الأول” في المنطقة.

وقالت ساكي “إسرائيل حليفة بالطبع. إسرائيل دولة تربطنا بها علاقة أمنية استراتيجية مهمة، وفريقنا مشارك بالكامل. ليس على مستوى الرؤساء بعد لكن سيحدث هذا قريباً جداً”.

وقالت ساكي إن السعودية لديها احتياجات ملحة للدفاع عن نفسها، والولايات المتحدة ستعمل مع السعوديين على هذا الأمر. “حتى مع توضيحنا نقاط الاختلاف ومكامن قلقنا. وهذا بالتأكيد يختلف عن الإدارة السابقة”.

توضيح الخارجية الأمريكية

وجاء توضيح الخارجية هذا بعد تزايد الحديث في واشنطن عن أن الرئيس بايدن، الذي أجرى اتصالات بمعظم قيادات. العالم حتى الآن، تعمّد تأخير مخاطبته مع نتنياهو كتعبير عن مدى “النفور الشخصي” بينهما.

رسائل محمد بن سلمان

وحاول ابن سلمان ارسال عدة رسائل إلى بايدن خلال الفترة الماضية، لكن يبدو أن هذه لم تشفع له.

وحول موعد الاتصال الذي سيجريه بايدن بالملك سلمان، ردت المتحدثة “سيتحدث إليه بايدن في الوقت المناسب.

يشار إلى أن ابن سلمان تمتع بعلاقات وثيقة جدا مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وخلال ولاية ترامب جرت اتصالات ولقاءات عديدة بينهما، لكن الأمر تغير كليا اليوم.

وكان بايدن توعد خلال حملته الرئاسية بمحاسبة ابن سلمان على جرائمه في السعودية، ومنها اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

موقع السعودية

وفي وقت سابق، استعرض تقرير لصحيفة The Guardian Nigeria تغير موقع المملكة العربية السعودية في نظر الولايات المتحدة الأمريكية خلال وقت قصير.

وأشارت الصحيفة، إلى كيفية تحول المملكة من حليف بعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى شريك أمني بعهد الرئيس الحالي جو بايدن.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم، إن تغيير اللهجة يوضح أن واشنطن تبتعد عن علاقة ترامب التجارية معها بينما تراجع مبيعات الأسلحة.

وجمدت إدارة بايدن بعد أيام قليلة من تسلمها صفقات سلاح ضخمة إلى المملكة والإمارات العربية المتحدة بسبب حربهما على اليمن.

وقالت الصحيفة: “في انتكاسة للمملكة أوقف بايدن مؤخرًا دعم العمليات الهجومية السعودية في الصراع الطاحن باليمن.

وأشارت إلى تأثير قدوم بايدن إلى البيت الأوضاع على الأوضاع التي تشهدها السعودية.

ولفتت إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان بدأ بـ “إعادة ضبط سياساته” تجاه واشنطن منذ تولي بايدن الرئاسة.

وأضافت الصحيفة، أنه تحت وهج أمريكي جديد تندفع المملكة العربية السعودية لإطلاق سراح بعض السجناء السياسيين.

لجين الهذلول

ولفتت إلى الإفراج عن بعض السجناء السياسيين بمن فيهم الناشطة لجين الهذلول، وذلك في إشارة إلى بايدن.

ولم تقتصر هذه التحركات على الشأن الداخلي، بل عملت على تغيير في التعامل مع خصومها الإقليميين، وفق الصحيفة.

ونبهت إلى فكها الحصار على قطر، حيث أنهت أزمة دامت أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

وبينت الصحيفة أن السعودية تحرص حاليا على انفراجة مع تركيا بعد خلاف على خلفية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي باسطنبول عام 2018.

واعتبرت أن هذه الخطوات من السعودية جاءت في محاولة لتنظيف عملها بينما تستعد لإعادة ضبط السياسة في واشنطن.

ولفتت الصحيفة إلى التعهد السابق من الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية بجعل المملكة “منبوذة”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.