الرئيسية » الهدهد » “مؤتمر سلمان العودة”.. هل يضطر ابن سلمان صاغرا الإفراج عن الداعية المعتقل كما لجين الهذلول؟

“مؤتمر سلمان العودة”.. هل يضطر ابن سلمان صاغرا الإفراج عن الداعية المعتقل كما لجين الهذلول؟

دعا عدد من الحقوقيين والسياسيين، وأكاديميون عرب ودوليون، إلى ضرورة الإفراج عن الداعية السعودي سلمان العودة، الذي تعتقله سلطات ولي عهد السعودية محمد بن سلمان منذ أكثر من ثلاث سنوات.

جاء ذلك خلال مؤتمر افتراضي باسم “مصلحون معاصرون سلمان العودة نموذجاً”، والذي ينظمه مركز آرك الفُلك، على مدار يومين. ويشارك فيه 34 شخصية من دول مختلفة.

وعبر المجتمعون خلال المؤتمر عن استنكارهم الكبير لما وصفوه بالصمت العربي والإسلامي، إزاء ما يتعرض له سلمان العودة داخل محبسة.

مؤتمر سلمان العودة

وعبر تويتر، تصدر وسم “مؤتمر_سلمان_العودة” قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في المملكة العربية السعودية، وذلك بالتزامن مع انطللاق المؤتمر الافتراضي.

https://twitter.com/hfruegg53/status/1360242363453554688

وغرد العشرات من المغردين عبر الوسم، بتفاعلات مختلفة اتفقت معظمها على التضامن الكامل مع الداعية المعتقل.

وضرورة سرعة الإفراج عنه، بالإضافة إلى عدم شرعية أو وجود أي مسوغ لدى ابن سلمان لاعتقاله.

سلمان العودة علم من اعلام الاسلام

وقال أحد المغردين عبر الوسم متضامنا: “الشيخ سلمان العودة علَمٌ من أعلام الإسلام، ونبيلٌ من نبلاء الأمة، ورجلٌ شهْمٌ ممن قدموا الغالي والنفيس في خدمة دينهم وأمتهم.”

وتابع مشددا على ضرورة إطلاق سراحه:”فواجب أبناء الأمة الوقوف مع حقه في الحرية والحياة الكريمة. فلا مستقبل لأمة يهان خيارها، ويُقيَّد أحرارها، وهي قاعدةٌ راكدةٌ”

وكتب مغرد آخر: ” اعتقل بسبب تغريدة، ثم اتهموه تهم باطلة، آذوه وأهانوه .فقد نصف سمعه وبصره داخل السجن وضيقوا على أهله. ومنعوهم من السفر واعتقلوا شقيقه.. وبعد كل ذلك يطالبون بقتله بتهمة انه ارهابي ! كلا والله ليس بإرهابي .. بل الارهابي من يعتقل الناس بسبب تغريدة”.

https://twitter.com/Hudhaif9/status/1360249528197275648

“الإصلاح أو الثورة”

من جانبه قال الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي خلال المؤتمر الذي يخص الشيخ العودة وشارك فيه، إن “المصلحين يتوجهون للحكام بالنصائح التي هي في مصلحتهم.

وأضاف أن هؤلاء الحكام عوضا عن الاستماع إليهم يلقون بهم في السجن، متسائلا:”وفي آخر المطاف ما الذي يقع؟ يربح الحكام الوقت فقط”.

وأضاف: “النظام السعودي قد يربح 10 أو 20 سنة، ولكن في نهاية المطاف، النتيجة معروفة”.

وتابع المرزوقي، في كلمته قائلاً: “الآن، بعد ثورات الربيع العربي، التي يظن البعض أنها انتهت، بينما هي بدأت للتو؛ فالمعادلة أصبحت معروفة: إما الإصلاح أو الثورة.”

واستطرد الرئيس التونسي الأسبق:”نحن ندعو لهبة وعي: أطلقوا سراح سلمان العودة والمساجين السياسيين كافة في السعودية، واستمعوا لهم بدلا من المطبلين”.

كما أشار إلى أن ما وصفها “بالوضعية الكارثية” التي يشهدها العالم العربي، هي نتيجة عدم الإنصات إلى المصلحين من أمثال سلمان العودة، وهم كثيرون.

وتابع: “لن ننسى سلمان العودة ومَن معه، لن نتركهم، ولا تنسوا أننا سنساهم إلى أن يُطلق سراحهم ويُعاد لهم الاعتبار”.

كم أنه خلال المؤتمر، أشارت المديرة التنفيذية لمؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي، سارة ليا ويتسون، إلى أن “من مفارقات محاكمة العودة، هو مدى استعداد الحكومة السعودية لاستخدام تهم الإرهاب ضد شخص دعا سلميا إلى الإصلاح والتغيير والسلام”.

ابن سلمان لا يستطيع فعل ذلك بمفرده

ودعت سارة لتسليط الضوء على “المسؤولين الحكوميين المتورطين في محاكمة العودة. لأن محمد بن سلمان ـ بحسبها ـ ما كان يستطيع فعل ذلك بمفرده، لأنه ليس بمقدوره اضطهاد المواطنين السعوديين بنفسه.

وأوضحت ويتسون أن من بين المسئولين الذين تشير إليهم، “وكلاء النيابة، والمحققون الذين وجهوا التهم إلى العودة، وكذلك القضاة وحراس السجون. إنهم الأشخاص الذين تعتمد عليهم الحكومة لتنفيذ عملية القمع”.

ومنذ ثلاثة أعوام يقبع الداعية السعودي سلمان العودة في السجن بتعليمات مباشرة من ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان.

وخلال سنوات الاعتقال تطورت قضية العودة واتخذت مناحِ ذات تعاطف دولي وإقليمي كبيرين، كما شهدت صحة الرجل تراجعاً كبيراً.

وكان نجله الدكتور عبد الله سلمان العودة، قد كشف في وقت سابق عن تردي في صحة والده جراء الظروف السيئة التي يعيشها داخل المعتقل.

وقال العودة إن والده الداعية قد فقد نصف بصرة وسمعه بسبب إجراءات السجان التي لا تنفك عن صب صنوف التعب عن الداعية الستيني.

وكانت السلطات السعودية وجهت للشيخ سلمان العودة تهماً مختلفة، ولكن في الحقيقة ذنبه الوحيد كان أنه طالب بصورة غير مباشرة بضرورة العمل على وحدة الخليج العربي.

وأعرب عن عدم دعمه لحصار قطر وقت اتخاذ السعودية قرار حصارها برفقة الإمارات والبحرين ومصر عام 2017.

حقوق الانسان في السعودية

وشهدت السنوات الثلاثة الماضية حالة تردٍ كبير على مستوى حقوق الإنسان والحريات العامة في المملكة العربية السعودية.

وقامت السلطات السعودية باحتجاز العديد من النشطاء فيما عرف بـ” معتقلي الرأي” مثل لجين الهذلول. ورجال دين وأفراد من العائلة المالكة.

إلا أنها بدأت بالإفراج عن بعضهم بعد تعرضها لضغوط كبيرة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفق ما قالت صحيفة “فرانس برس”.

قائمة معتقلي الرأي

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن هناك قائمة بالنشطاء “معتقلي الرأي” الذين سيتم الإفراج عنهم قريباً من السجون السعودية.

ورصدت الوكالة لائحة بالنشطاء الذين تم أو سيتم قريبا إطلاق سراحهم، ولم يكن ضمن الأسماء التي أوردتها الوكالة اسم اي من الدعاة المعتقلين وعلى رأسهم سلمان العودة وعبدالعزيز الطريفي.

وليد فتيحي

أطلق سراح الطبيب وليد فتيحي وهو مؤسس مستشفى في مدينة جدة عام 2019 بعد ما يقارب عامين من الاحتجاز.

ولكن في ديسمبر الماضي، قامت محكمة استئناف سعودية بتأييد حكم صادر على الطبيب السعودي الأميركي بالسجن ست سنوات. بتهم من بينها “العصيان” ضد حكام المملكة، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من عائلته لوكالة فرانس برس.

إلا أن الطبيب وليد فتيحي خريج جامعة هارفرد، لن يمضي حكمه داخل السجن بعد أن قامت المحكمة بتخفيض مدة الحكم بالسجن عليه إلى النصف. بحسب المصدر. وما زال فتيحي يواجه منعا من السفر وتجميدا لأصوله.

صلاح الحيدر

وصلاح الحيدر من ضمن الأشخاص الذين تعرضوا للاحتجاز، وهو نجل الناشطة السعودية البارزة في مجال حقوق المرأة عزيزة اليوسف. وتم اعتقاله في أبريل/نيسان 2019، وتم توجيه تهم تتعلق بالإرهاب ضده.

ويحمل الحيدر الجنسية الأمريكية، وجرى احتجازه بعد أيام عديدة من إطلاق سراح مشروط لوالدته.

ويشار إلى أن والدته تعرضت للاعتقال مع الناشطة لجين الهذلول وعدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة، وذلك ضمن حملة الاعتقالات التي حصلت في 2018.

وإطلاق سراح الحيدر بانتظار محاكمته أمام المحكمة الجزائية المتخصصة، وهي هيئة قضائية تنظر في قضايا الإرهاب. ومن المقرر أن يمثل أمامها في 8 مارس المقبل، بحسب منظمة “مبادرة الحرية” الحقوقية ومقرها واشنطن.

بدر الإبراهيم

والطبيب بدر الإبراهيم الحامل للجنسية الأمريكية، يعتبر ضمن الأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم بحسب الوكالة الفرنسية.

وجرى احتجاز الإبراهيم في أبريل/نيسان من العام 2019، ووجهت له السلطات السعودية تهماً متعلقة بالإرهاب

وتم الإفراج عن الإبراهيم الأسبوع الماضي بشكل مؤقت مع الحيدر، وسيمثل أمام المحكمة الجزائرية المختصة في الثامن من مارس/آذار المقبل.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها “تراقب عن كثب الإفراج المشروط عن المواطنين الأميركيين بدر الإبراهيم وصلاح الحيدر”.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.