الرئيسية » الهدهد » الإعلام في قطر.. أضواء تاريخية وأسرار تكشف للمرة الأولى في كتاب للدكتور خالد الجابر

الإعلام في قطر.. أضواء تاريخية وأسرار تكشف للمرة الأولى في كتاب للدكتور خالد الجابر

دشنت “دار كتارا للنشر” التابعة للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، كتاب مسيرة “الإعلام في قطر”، والذي يتناول دراسة وسائل الإعلام في قطر. في إطار شامل وواسع، وبأسلوب أكاديمي ومنهجي يؤرخ لمسارات التطور التاريخي لوسائل التواصل الإعلامي في قطر وانواعها ومنصاتها المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية.

الإعلام في قطر

يعتبر هذا الكتاب وهو من تأليف الأكاديمي والإعلامي القطري الدكتور خالد الجابر، وكتب مقدمته الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري. وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية واخر وزير للإعلام في دولة قطر. الأول من نوعه ونهج جديد في دراسة وتحليل منصات التواصل الإعلامي.

حيث يستعرض بالمصادر والمراجع والبحوث العلمية العربية والاجنبية. مسيرة الاعلام القطري منذ الارهاصات الاولى وبواكير النشاءة والتحولات والتطورات والتوجهات والتحديات التي رافقتها خلال العقود الماضية وصولا الى تدشين المشروع الرائد المتمثل في إطلاق المدينة الإعلامية.

المسيرة الإعلامية في قطر

ويشير الكتاب في ديباجيته ان المسيرة الإعلامية في قطر تأثرت بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة في المنطقة المحيطة. بما في ذلك التوترات المتزايدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1945)، وتداعياتها في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والصراع العربي – الإسرائيلي واحتلال الأراضي العربية (1976).

إضافة للثورة الإيرانية (1979)، والحرب العراقية الإيرانية (1980) ، وإنشاء مجلس التعاون الخليجي  (1981)، وغزو الكويت (1991). واجتياح العراق (2003)، من قبل القوات الامريكية، ومرحلة الربيع العربي (2010)، وتداعياتها الإقليمية والدولية، وصولا إلى أزمة الخليج في (2017) وما بعدها من أحداث.

وقد كان لكل من هذه العوامل تأثير على مخرجات الصحافة والإعلام والراي العام القطري. وأتاحت للمنصات الإعلامية بالمساهمة في تشكيل التوجهات وصناعة المواقف واثراء النقاش وتنوع التحليلات وعرض الآراء ووجهات النظر المختلفة (الجابر و جنتر، 2013).

تشكيل المجال العام

ويذكر الكتاب ان المحطات الفضائية والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية والدولية والتي أقدمت قطر على تأسيسها وإطلاقها ساهمت بشكل كبير في تشكيل “المجال العام” الجديد في العالم العربي.

حيث وفرت هذه الوسائل وفي مقدمتها شبكة الجزيرة ومنصاتها المختلفة مساحة جديدة للنقاش العام بصورة غير مسبوقة في الشرق الأوسط. من خلال رفع سقف حرية التعبير وإدخال قضايا جديدة لم تكن موجودة أو متاحة عبر وسائل الإعلام التقليدية.

كما وساعدت المنصات الرقمية الجديدة ومن خلال استخدام الشبكة العنكبوتية والاستفادة من الطفرة النوعية التي خلفتها التكنولوجيا المعلوماتية. ومواقع التواصل الاجتماعية إلى زيادة مستوى التفاعل والتشابك وتبادل المعلومات والأفكار والآراء لجمهور أوسع وأكبر خصوصا من فئة الشباب من داخل المنطقة العربية وخارجها (جنتر واخرين، 2016).

يهدف هذا الكتاب إلى تناول مسيرة الإعلام ووسائل الاتصال في قطر منذ بداية النشأة من مبادرات طباعة الدواوين الشعرية. والكتب العلمية والدينية في الخارج أواخر القرن التاسع عشر، الى ظهور وسائل الاتصال المكتوبة والسمعية والبصرية الحديثة. والأجهزة والمؤسسات الرسمية والخاصة. ويستعرض أبرز المراحل والتطورات التي مرت بها، ويناقش التحديات التي واجهتها منذ بداياتها وصولا الى الزمن الراهن.

الفصل الأول

يعول الفصل الأول في كتاب الاعلام في قطر على السياق التاريخي والاستشهاد بالخرائط الجغرافية القديمة. في الإشارة الى دولة قطر في الحقب المختلفة.

كما يتناول التحولات في المجتمع القطري والخليجي منذ انتهاء الحقبة التي ارتبطت بمرحلة الغوص الى الدخول في حقبة النفط والمتغيرات التي صاحبته وتأثيراتها على البنية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

ويستعرض الفصل أيضا بدايات التعاطي مع مجال الطباعة والمطبوعات من خلال طباعة الكتب والدواوين في خارج قطر وبالتحديد في الهند. والتي كانت تعد محطة رئيسية في تلك المرحلة تربط ما بين موروث الشرق وانجازات الغرب.

ويشير الى المبادرات الأولى التي قام بها الرعيل الأول والتي تمثلت بأقدام المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، بطباعة كتابه “رسالة في شعر النبط”، في المطبعة المصطفوية، في مومباي بالهند خلال العام (1907). وصولا الى مبادرة عميد الصحافة القطرية عبدالله حسين نعمة في جلب اول مطبعة أهلية تعمل بقوة الأرجل الى قطر في عام (1955).

الفصل الثاني.. انتشار الصحف

ويركز الفصل الثاني على ظهور الصحافة بشكلها الحديث، وانتشار الصحف العربية والاجنبية في قطر. ويستعرض التقارير التي نشرتها بعض الصحف العربية عن قطر قديما.

ويشير إلى ان اول مقال ظهر عن قطر في الصحافة العربية، نشر في مجلة “العمران” المصرية في عام (1909). ويبحث اول نشرة صحفية صدرت وهي “أخبار شركة نفط قطر” في عام (1960)، والتي مثلت البداية الأولى في انطلاقة الصحف بشكلها الحديث في قطر.

وهي صدرت عن دائرة العلاقات العامة بشركة نفط قطر المحدودة، لتنطلق بعدها الجريدة الرسمية الحكومية والتي صدرت في عام (1961). وتتبعها الصحف اليومية والاسبوعية منذ بداية السبعينات مثل العرب والراية التي صدرتا باللغة العربية. وجريدة الجلف تايمز التي صدرت باللغة الإنجليزية، وصولا الى انطلاقة الصحف الأخرى في الثمانينات والتسعينات مثل الشرق والوطن، واستمرار ظهور الصحف والجرائد مع الدخول الى الالفية الثالثة.

الفصل الثالث: المجلات والمطبوعات

ويتطرق الفصل الثالث الى استعراض أهم المجلات والمطبوعات التي كان لها السبق والتأثير والانتشار الواسع في المشهد الإعلامي في قطر. ومعظمها تم إصدارها باللغة العربية منذ نهاية الستينات الى السبعينات من القرن الماضي.

مثل مجلة الدوحة والعروبة والعهد والجوهرة وغيرها من المجلات المتنوعة والمتخصصة.

ويتحدث عن حقبة نهاية الثمانيات والتي مثلت المرحلة الأصعب في إصدار المجلات. حيث ضرب “تسونامي” الركود الاقتصادي والمالي المنطقة بسبب انخفاض أسعار النفط. وصولها إلى أرقام قياسية غير معهودة على مستوى العالم، وانعكس الوضع بدوره على قطاع النشر والمطبوعات في قطر والخليج.

الفصل الرابع ظهور الإذاعة

ويقدم الفصل الرابع لمحة تاريخية عن بداية ظهور تقنية الإذاعة وصولا الى تصميم المذياع. وبث اول ارسال إذاعي من قبل ماركوني عام (1896).

ويستعرض مسيرة البث الاذاعي في العالم العربي من بداية العشرينات في مصر والجزائر. وصولا الى الستينات من القرن الماضي في دول الخليج العربي.

ويعرج على ذكر إرهاصات البث الإذاعي في قطر من خلال الاستعانة بأجهزة بسيطة تم استخدامها في مؤسسة نفط قطر. للتواصل مع الموظفين والعاملين فيها وأيضا من قبل الاثير الذي ارتبط بالمسجد الكبير. بالإضافة الى التقاط اثير البث الإذاعي عن طريق الراديو في الأربعينات والخمسينات والستينات من بعض دول الخليج وخاصة البحرين والكويت ودول عربية أخرى وصولا الى ظهور إذاعة قطر في أواخر الستينات ومن بعدها المحطات الاذاعية الاخرى.

الفصل الخامس

ويؤرخ الفصل الخامس لحقبة اختراع جهاز التلفزيون. وتدشين اول خدمة للأرسال التلفزيوني المنتظم من قبل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في العام (1936).

ويتناول مسيرة البث التلفزيون من قبل المحطات العربية بداية من العراق والجزائر في منتصف الخمسينات. مرورا بلبنان ومصر والكويت في بداية الستينات وصولا الى السبعينات وانطلاقة البث التلفزيوني بالأسود والأبيض في قطر.

ويتناول الفصل الإرهاصات الأولى في استقبال المتابعين في قطر البث التلفزيوني. من بعض المحطات الموجودة في دول الخليج ومنها محطة أرامكو من السعودية.

والتي اعتبرت ثاني محطة تلفزيونية في الخليج العربي بعد محطة بعثة التدريب الأمريكية التي افتتحت عام (1954). وكان يتم الاستحواذ على البث من خلال الأجهزة الهوائية التي كانت يتم تركيبها فوق سطوح المنازل لاستقبال الارسال.

طفرة تكنولوجية في الفصل السادس

ويتحدث الفصل السادس عن النقلة النوعية التي احدثتها الطفرة التكنولوجية من خلال وظهور الأقمار الصناعية. وتمكين وسائل الإعلام خصوصا المحطات الإذاعية والتلفزيونية المختلفة من البث العابر للقارات متخطية العديد من الحواجز والمصاعب والعوائق التي كانت تحد من قدرتها على التوسع والانتشار والتأثير بشكل كبير على مستوى إقليمي ودولي.

ويناقش اهمية الدور الذي قامته به محطة التلفزيون الامريكية سي ان ان في حرب تحرير الكويت (1991)، من خلال التغطية التلفزيونية المتميزة مما ساعد في ظهور القنوات الفضائية العربية في حقبة التسعينات. وولادة محطة الجزيرة الإخبارية الفضائية والتي غيرت بدورها خارطة المشهد الإعلامي والسياسي في العالم العربي منذ انطلاقتها في منتصف التسعينات. وصولا الى الثورات العربية وما بعدها، من خلال التميز بالتغطية الإخبارية المستمرة. وعرض المعلومات والتقارير، والتمسك بشعار الرأي والرأي الآخر. ورفع سقف التعبير، وتوسيع هامش الحرية، وتشكيل راي عام، وصياغة وعي عربي ودولي جديد بقضايا المنطقة واشكالياتها.

الفصل السابع: أدوات الاتصال الرقمي

ويبحث الفصل السابع تأثيرات وتداعيات أدوات الاتصال الرقمي والتي بدأت إرهاصاتها منذ الثمانينات مع استخدامات اجهزة الكمبيوترات، وانطلقت في التسعينات مع دخول الانترنت.

وازدهرت في الالفية وما أحدثته من ثورة رقمية مع استخدام وتوظيف أدوات الإعلام الإلكتروني والمنصات الاجتماعية. والتي خصت جل النظريات والإسهامات التي تناولت دراسة الصحافة والإذاعة والتلفزيون ووسائل الاعلام المختلفة عن القرية الصغيرة او الكونيّة وانتشار العولمة خلال العقود الماضية.

ويبين الفصل جوانب الاستخدامات المختلفة التي يتحصل عليها الجمهور في قطر من خلال التعاطي مع أدوات الاعلام الجديد. وتوظيفها في ساحة المجال العام لطرح ومناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

قوانين وتشريعات في الفصل الثامن

ويتناول الفصل الثامن دراسة القوانين والتشريعات الصحافية والإعلامية في قطر، ويركز على أهمية المرحلة التي تم فيها إلغاء وزارة الإعلام والتي تشكلت في العام (1972). لتصبح قطر أول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة المتقدمة عن نظرياتها في المنطقة. وسبقها أيضا رفع الرقابة عن الصحف المحلية في عام (1995)، ليكون الإعلام في قطر قد دخل مرحلة جديدة ومغايرة أدت الى القفزة الكبيرة الى تنعم بثمارها المؤسسات ووسائل الاعلام العاملة في قطر. وفي مقدمتها محطة الجزيرة الفضائية. بالإضافة الى اعتماد قانون الاعلام الذي يمنع الحبس في قضايا حرية الرأي والتعبير.

الفصل التاسع

ويقوم الفصل التاسع على استعراض المؤسسات الرسمية والجهات الخاصة والمعاهد والجامعات التي تهتم بالصناعة الإعلامية في قطر. من خلال عرض البرامج التعليمية والأكاديمية، وتوفير الدورات التدريبية، وورش العمل المختلفة التي تساعد على التطوير الذاتي وبناء القدرات في مجال الصحافة والاعلام التقليدي والجديد.

ويشير الى المشروع الكبير من خلال جهود المدينة الإعلامية ومخرجاتها التي تعزز بدورها من مسيرة الاعلام في قطر.

الفصل العاشر والأخير

أما الفصل الأخير فيعرض ما تم الوصول إليه من خلاصة النتائج والتحليلات في الفصول السابقة. ويطرح مجموعة من التصورات والاطروحات والمقترحات في التعامل مع التحديات الراهنة والمستقبلية لوسائل الإعلام في قطر.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.