“الضابط موافي” أقذر من أنجبت الحقبة العسكرية.. مات صفوت الشريف فترحم المصريون على سعاد حسني 

أثارت وفاة صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق في عهد الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، جدلا واسعا على مواقع التواصل حيث أعلن وفاته أمس بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بسرطان الدم منذ عدة سنوات.

صفوت الشريف وسعاد حسني

ولم يسفر موت صفوت الشريف عن ردود أفعال حزينة في الشارع المصري، الذي اعتبر أنه “ليس له شيء، وعليه ما عليه”، ولكن ما انتشر هو ترحم على الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني، باعتبارها من أكبر ضحاياه خلال حياته.

وضلع الشريف، الذي عمل في جهاز المخابرات المصرية خلال خمسينيات القرن الماضي وستينياته، بتوريط الفنانة الراحلة وعدداً من فنانات جيلها في العمل المخابراتي والتجسسي.

اقرأ أيضاً: تورط في مقتل سعاد حسني وابتز الفنانين المصريين.. تفاصيل الساعات الاخيرة في حياة صفوت الشريف قبل وفاته

كما اتهم بالوقوف خلف مقتلها إذ عثر عليها بعدما ألقيت من نافذة منزل خادمتها في لندن عام 2001.

من هو صفوت الشريف “الضابط موافي”؟

وُلد الشريف في محافظة الغربية شمالي مصر عام 1933، وتقلد العديد من الناصب الرسمية التي ارتبط وجوده فيها بشكل مستمر بجرائم وانتهاكات مخجلة لحقوق أفراد الشعب المصري.

وتخرج من الكلية الحربية، والتحق عام 1957 بجهاز المخابرات العامة المصرية، وعمل تحت أستاذه صلاح نصر لمدة 10 سنوات، كان خلالها يترأس إدارة عمليات التجنيد لصالح الجهاز، متخذاً اسماً حركيا يعرف بـ”الضابط موافي”.

ليفتضح سلوكه غير الأخلاقي عام 1967، وفُصل الشريف من العمل رفقة العديد من القيادات عقب التحقيقات في قضية “انحرافات المخابرات” عام 1968، ولم يكن عمره قد تجاوز الـ35 عاماً.

و خلال عهد مبارك، تصدر الشريف المشهد فتولى منصب وزير الإعلام لمدة 22 عاماً؛ منذ بداية عهد مبارك حتى عام 2004 حين تولى رئاسة مجلس الشورى إلى عام 2011.

وقاد الحزب الوطني بين عامي 2002 و2011 حين قامت ثورة 25 يناير.

ثورة يناير وكشف المستور

ثورة 25 يناير جاءت لتقلب الآية رأساً على عقب، وكشفت الأدلة على الجرائم التي ارتكبها الشريف، وذلك بعد اقتحام مبنى أمن الدولة وتسريب عديد من الملفات التابعة للمخابرات.

وأبرز تلك الفضائح أنه قام بنفسه في تصوير الفنانات سعاد حسني وشريفة ماهر وبرلنتي عبد الحميد والمنتجة اعتماد خورشيد، الزوجة السابقة لصلاح نصر في أوضاع جنسية لغرض ابتزازهن وإرغامهن على العمل لصالح جهاز المخابرات.

وشرح الشريف أيضاً أن دوره كان يتلخص في إعداد المكان المفترض أن تتم فيه العلاقة الجنسية وتجهيزه لتنفيذ عمليات “الكنترول”، وأهمها التصوير ثم المداهمة والتهديد بالفضح، بالإضافة إلى ترشيح المندوبات المحتملات للعمل.

وفي سياق اعترافاته في قضية انحرافات المخابرات تلك،قال الشريف أنه عمل على تجنيد الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني، وذلك بالإيقاع بها بعلاقة غرامية مع ضابط تقمص شخصية فرنسي، ووقف الشريف يصور العلاقة الجنسية بينهما بحضور صلاح نصر قبل مواجهتها وابتزازها.

وأوضح الشريف في اعترافاته أن عملية تجنيد سعاد حسني تمت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1963، عبر الإيقاع بها بتعريفها على شخص أوهمها أنه فرنسي الجنسية.

وأضاف أنه شارك وأشرف على تصوير العلاقة الجنسية بين سعاد وهذا الشاب في حضور صلاح نصر، إذ اقتحموا الغرفة ثم اصطحبوها إلى مبنى الاستجواب بإدارة المخابرات وأوهموها بأن الشخص الذي كان معها هو “جاسوس فرنسي”.

وبيّن أنه تمت مقايضة سعاد حسني العمل لصالح المخابرات مقابل “ستر فضيحتها”، فوافقت وحررت إقراراً بذلك. لكن أوامر صدرت في صيف عام 1964 بوقف الاتصال بها نظراً لتسرب شائعات حول علاقتها بالجهاز، وهذا ما يهدد أمن عملياته السرية.

قتل سندريلا الشاشة

في هذا الموضوع تحدثت “جنجناه” شقيقة سعاد حسني من الأم، في كتاب لها تم نشره عام 2016، حول دور صفوت الشريف في قتل شقيقتها، مدللة على اتهامها بوثائق سرية حصلت عليها بعد الثورة.

و عقب وفاته، ذهب البعض إلى مشاركة صورة الفنانة الراحلة والشريف معلقين عليها: “وعند الله تجتمع الخصوم”.

وتداول آخرون صورة لسعاد حسني من فيلم “خللي بالك من زوزو” وهي ترقص، معلقين عليها: “موافي مات رقّصني يا جدع”.

ووصفه بعض المغردين بأنه ” من أقذر من أنجبت حقبة العسكر في تاريخ مصر الحديث” و”الصندوق الأسود لعهد من العهود المظلمة التي مرت على فقراء الشعب المصري”.

ويشار إلى أن الأنباء المتداولة حول إصابة صفوت الشريف بفيروس كورونا مما أدى لوفاته هي غير صحيحة، حيث أن نجله إيهاب نفى تلك المعلومات خلال مقابلة له عبر موقع اليوم السابع المصري.

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

 

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك