الرئيسية » تقارير » الجنود المجهولة واللحظة الحاسمة.. كواليس الأيام الأخيرة داخل حملة بايدن وتفاصيل تُكشف لأول مرة

الجنود المجهولة واللحظة الحاسمة.. كواليس الأيام الأخيرة داخل حملة بايدن وتفاصيل تُكشف لأول مرة

كشفت صحيفةبوليتيكوالأمريكية في تقرير لها تفاصيل ما جرى في الكواليس والأحداث التي شهدتها حملة جو بايدن الانتخابية قبيل إعلان فوزه.

 

وقالت الصحيفة في تقريرها إن فريق التحليلات الخاص بالحملة كان يمارس أعماله بمزيج من الدقة والتردد. حيث قدمت الحملة للمرشح الديموقراطي صورة لما كان يحدث في كل حالة من حالات الولايات المتبقية في عمليات الفرز. وكانوا يعرفون ما ستظهره عمليات العد، ومن الذي صوت ومن أين وأي الأصوات قد تبقى.

 

وتشير الصحيفة في تقريرها إلى أنه ومع مرور كل ليلة بدأ الارتباك يظهر على مستشاري. وكان من الواضح أن دونالد ترامب لم يعد لديه طريقا للفوز .. لتتسائل الصحيفة: فلماذا استغرق الإعلان عن ذلك وقتا طويلا ؟.

اقرأ أيضا: رفض اغتيال بن لادن وأيد غزو العراق وعاش حياة مأساوية.. كل ما تريد ان تعرفه عن جو بايدن

وفي تعليقه على ما حدث داخل غرفة رصد مؤشرات الانتخابات. قال الرئيس المشارك لحملة بايدن النائب سيدريك ريتشموند: “كنت أقرأ تحليلاتنا ورأيت ان جميع البيانات كانت في صالحنا. ولكن رغم ذلك كان أعضاء الحملة خائفين من قول ذلك”.

 

وفي يوم الجمعة، عندما تقدم بايدن في ولايتي بنسلفانيا وجورجيا . قال العديد من المساعدين في حملته إنهم لم يشعروا أبدا بمثل هذا الابتهاج. هذا في الوقت الذي بدا فيه من الواضح أن ولاية نيفادا كانت تتجه لصالح بايدن.

 

وقال عدد من أعضاء الحملة إن القلق الأساسي سببه هو أن كل يوم يمر كان ترامب يروج لمعلومات مضللة عن عمليات فرز الأصوات. وذلك في محاولة لتشويه والتشكيك في نتائج الانتخابات النهائية.

 

ووصلت بوليتيكو في تقريرها إلى القول: بالمقابل تزايد غضب وإحباط أعضاء حملة بايدن. حيث كان كبار مستشاري الحملة على الهاتف مع شبكة سي إن إن الاخباري وشبكات إعلامية أخرى يطالبون بمعرفة ما الذي يمنعهم من إجراء مكالمة إعلان الانتصار. وقد كانت الحملة متأكدة للغاية. في وقت مبكر من يوم الجمعة، من الانتصار، فقد حددت موعدا لخطاب سيليقه بايدن في وقت الذروة لإعلان فوزه بالرئاسة.

 

وأخيرا في وقت متأخر من صباح السبت شهدت الحملة حالة من الفرح عندما تم الإعلان عن أن بايدن كسب سباق ولاية بنسلفانيا. مما جعله يتخطى الرقم السحري 270 صوتا انتخابيا مطلوبا للفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وبمجرد انتشار هذا الإعلان تدفقت الرسائل النصية على هواتف كبار المساعدين في الحملة الذين سمعوا أصوات الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين لم يظهروا في المشهد السياسي منذ فترة طويلة، كما تلقوا مكالمات من زملاء في الحملات الانتخابية السابقة بالاضافة إلى رسائل من عشرات الأصدقاء.

 

وتلقى احد كبار مساعدي بايدن رسالة جاء فيها: “شكراً جزيلاً لك ، لقد أنقذت العالم”. فيما كتب السيناتور كريس كونز المقرب من بايدن في رسالة نصية بعد لحظات من إعلان الفوز: “هذا مذهل أشعر بالراحة والفرح”.

 

وطوال فترة ما بعد ظهر السبت وحتى المساء اندهش جو بايدن وعائلته وأعضاء حملته الإنتخابية من الفيديوهات والصور التي تبثها شبكات التلفزيون الأمريكية من جميع أنحاء البلاد والتي نقلت تدفق أنصار بايدن إلى الشوارع للاحتفال بالفوز. وتجمع الآلاف من مناصريه حول البيت الأبيض وهم يرقصون ويغنون.

 

فيما تجمعت حشود جماهيرية غفيرة توافدت على الموقع الذي سيلقي فيه بايدن خطاب النصر
مساء السبت وذلك قبل ساعات من الموعد المحدد للخطاب.

 

وفي تعليقه على ذلك قال غريغ شولتز كبير المستشارين في حملة بايدن: ” إن ما أشعر به هو مزيج من الراحة والفخر “. وكان شولتز مديرا للحملة قبل ان تتولى الإدارة جين أومالي ديلون المنصب بعد الانتخابات التمهيدية. وقد كان من بين المتواجدين في الدائرة الضيقة للحملة مستشار بايدن السابق مايك دنيلون الذي ساعد في صياغة خطاب بايدن المميز: “استعادة روح الأمة”.

 

وقبل مواعيد إلقاء خطابه ليلة السبت ، دعا بايدن جميع موظفي حملته إلى مكالمة عبر تطبيق زووم “Zoom”. حيث تحدث إليهم هو وزوجته ومرشحة نائب الرئيس كامالا هاريس وزوجها دوج إيموهوف.

 

وقال بايدن في كلمته:”إذا كان لديك أي شك بشأن الفوز في هذه الانتخابات ،
فقط قم بتشغيل التلفزيون وشاهد الناس يحتفلون في جميع أنحاء البلاد”.

 

وأشارت صحيفة بوليتيكو إلى أن خطاب بايدن تضمن نفس الرسالة التي ألقاها عند إعلان ترشيحه لأول مرة يوم 25 أبريل 2019.

 

قال بايدن: “هنا والآن لننتهي من حقبة من الشيطنة والتشويه في أمريكا”.. مضيفا حان الوقت للتخلص من الخطاب القاسي. نخفض الحساسية. نرى بعضنا البعض مرة أخرى، استمعوا لبعضكما البعض مرة أخرى. ولتحقيق تقدم ، علينا التوقف عن معاملة خصومنا كأعداء، إنهم ليسوا أعداءنا، إنهم أمريكيون، إنهم أمريكيون “.

 

وعلى الرغم من أنه قد مرت 4 أيام فقط على الانتخابات إلا انها كانت بالنسبة للعديد من مساعدي بايدن وكأنها أسابيع طويلة.

 

ويمضي التقرير في شرحه لأحداث الأيام الأخيرة من الانتخابات إلى القول:
بدأت ليلة الثلاثاء بشكل سيئ في فلوريدا وبالتحديد في ميامي “Miami-Dade ” وهي واحدة من أكثر مناطق الولاية زخما بالديموقراطيين. وكان من المتوقع أن يحصد بايدن نسبة أصوات كبيرة.

 

ولكن في حوالي الساعة 7:15 مساءً ، أشار تقرير عن الوضع في ميامي إلى أن فرز الأصوات المبكر أظهر أن بايدن ارتفع 9 نقاط فقط. الأمر الذي رافقته هزة داخل الحملة ، حيث كان من المتوقع أن يكون الأرتفاع أكثر من 20 نقطة.

 

وتعليقا على ذلك قال أحد المقربين من بايدن: “لقد كانت لكمة قوية”.. وكنا نعلم أننا قد نخسر فلوريدا ، لكن ليس هكذا. وبعد ذلك كانلسان حالنا يقول: “ماذا بعد؟”.. وقد عرفت حملة بايدن أن فلوريدا ستكون أضعف الولايات التي تقع في ساحة المعركة. لكنهم لم يعتقدوا أن الأمر سيكون بهذا السوء. ثم عقب ذلك جاءت بطاقات اقتراع ولاية بنسلفانيا حيث كان ترامب متقدما أيضا.

 

وكانت حملة بايدن قد توقعت ما يسمى “بالسراب الأحمر” عبر ولايات ساحات المعركة المختلفة
لأن عددا كبيرا من ناخبي بايدن ادلوا بأصواتهم عبر البريد وهي الأصوات التي سيتم عدها بعد اقتراع يوم الانتخابات في كل من بنسلفانيا وويسكنسون.

طالع أيضا: أمراء آل سعود سيحزنون على فراق إيفانكا.. ماذا سيفعل ابن سلمان بعدما وضع كل بيضه بسلة كوشنر!

وبعد الأخبار السيئة من فلوريدا تحسن المزاج داخل الحملة حيث انتبه المساعدون للأرقام خلال عمليات التصويت وحددوا أنماط الإقبال المشجعة ، خاصة في الضواحي.

 

وفي تعليقه على تلك اللحظات قال بوب برادي رئيس الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا وصديق بايدن: في البداية كان الجميع متوترين. ولكن بعد ذلك استمرت الأرقام في الوصول من فيلادلفيا ، وتحسن الجميع”.

 

ومن ثم سرعان ما أصبح الشعور بالزخم والأمل أكثر وضوحاً بعد أن بدأت ولاية أريزونا في الإبلاغ عن النتائج التي أظهرت فوز بايدن. إذا تمكن من كسب الولاية الديموقراطية التي كان يُعتمد عليها في السابق وكذلك الفوز بولايتي ويسكونسن وميتشيغان . حيث بدا الإقبال قوياً ، فقد يخسر بايدن بنسلفانيا وكذلك فلوريدا.

 

وتقول الصحيفة الأمريكية إن ولاية بنسلفانيا كانت مهمة بالنسبة لبادين شخصيا، فهي تمثل جزء من هويته حيث أنه عندما كان صبيا كان يعيش في سكرانتون. وعليه وفي صباح اليوم التالي ، يوم الجمعة، بدأت ولاية بنسلفانيا في”مخاض الولادة”.

 

وقال برادي لصحيفة بوليتيكو صباح يوم الجمعة ، قبل أن تقلب أوراق الاقتراع في فيلادلفيا ويصبح عدد الأصوات في صالح بايدن: “في يوم تبدو وكأنك خاسر ثم فجأة تفوز”. وبعد ذلك ، عندما تستمر في الاتجاه إلى الأعلى بصورة متواصلة دون الرجوع أو الدوران، لتصل إلى النقطة التي وصل إليها بايدن”. ثم يختم برادي بالقول: “جو كان يعرف أنه الفائز”.

 

تابعوا قناتنا على يوتيوب لمشاهدة كل جديد..

 

أضغط هنا وفعل زر الاشتراك

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.