الرئيسية » الهدهد » هل يجرؤ ابن سلمان على التطبيع العلني.. الأمير الصغير في حيرة من أمره بعد أن أعلن استاذه “ابن زايد” خيانته!

هل يجرؤ ابن سلمان على التطبيع العلني.. الأمير الصغير في حيرة من أمره بعد أن أعلن استاذه “ابن زايد” خيانته!

ولّد إعلان اتفاق التطبيع الثنائي بين الإمارات والكيان الإسرائيلي، تساؤلاً ملحاً بين الجمهور العربي، حول هل تقيم السعودية علاقات مع إسرائيل بعد الإمارات، أم أن وضع المملكة الحساس دينياً قد يؤدي لأن تتأنى في اتخاذ مثل تلك الخطوة؟

 

يرى محللون أن قرار الإمارات بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي قد يساهم في تعزيز تقارب السعودية مع الدولة العبرية، في الوقت الذي تسعى فيه السعودية لجذب استثمارات لتمويل تحوّلها الاقتصادي.

 

ومن اللافت أن المملكة، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، التزمت الصمت بشأن الاتفاق، إلا أن مسئولين لمّحوا بأنه من غير المرجح أن تحذو الرياض حذوا أبو ظبي، حسبما قال تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

 

هل تجرؤ السعودية على ذلك

معلوم بان توقيت الإعلان الذي تم يوم الخميس الماضي 13 من أغسطس/آب 2020، ترك حالة من الشك لدى كثير من الدبلوماسيين والمحللين، ولكن من عدة نواح لم يكن ذلك مفاجئاً، حيث تعمل إسرائيل ودول الخليج “الإمارات والبحرين” على وجه الخصوص، ولكن المملكة السعودية أيضاً على زيادة في علاقاتها  الثنائية آخر فترة.

 

على الرغم من التركيز في الغالب، على تبادل المعلومات الاستخباراتية، فقد وسعوا تعاونهم في عدد من المجالات الأخرى، والمشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة، والمبادرات الدبلوماسية، والبحث والتطوير، والاستثمار، حسبما ورد في تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.

 

أما بخصوص الأستاذ بجامعة “إسيكس” والمتخصص في سياسة المملكة تجاه إسرائيل عزيز غشان ، فقد اعتبر بأن “التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يفسح المجال لتوسيع العلاقات السعودية الإسرائيلية غير المباشرة”.وتابع: “أعتقد أن التقارب السعودي الإسرائيلي سيزداد عبر الإمارات”.

 

البحرين قد تكون وكيل السعودية والفلسطينيون يعتبرونها خيانة

وتواجه المملكة السعودية مشكلة الحسابات السياسية الحساسة قبل أي اعتراف رسمي بالدولة العبرية. وكما حدث مع الاتفاق الإماراتي، فإن هذه الخطوة سينظر إليها الفلسطينيون على أنها خيانة لقضيتهم ولنضالهم الممتد لعقود طويلة.

 

إلا أن المملكة تبدو كأنها بدأت بالفعل تقارباً مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، وهو تحوّل قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حتى عندما أعرب والده، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، عن دعمه الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

 

ولكن من غير المرجح أن يتحول التعاون المحدود القائم بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية إلى تطبيع في أي وقت قريب، ففي نهاية المطاف، كرَّس الملك سلمان عقوداً من حياته للقضية الفلسطينية، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان متورط حالياً في التعامل مع السياسة الداخلية الحساسة. وهو يستعد لخلافة والده، حسب الموقع الأمريكي.

 

ومع ذلك، قد تشجع المملكة العربية السعودية، البحرين على تبنّي التطبيع: لطالما نظرت الرياض إلى شريكها الأصغر في المنامة على أنه وسيلة للتفاعل غير الرسمي مع القدس، وقد تفعل ذلك بِحريةٍ أكبر في إطار التطبيع.

 

 إيران ونيوم يدفعان بن سلمان أكثر

لا تزال الكراهية المشتركة تجاه إيران وخطة العمل الشاملة المشتركة، حافزاً مُهماً لهذا التحالف الناشئ بين الدول الخليج وعلى رأسها السعودية، والكيان الإسرائيلي، حيث شجعت إدارة ترامب ذلك، وحرصت على احتواء إيران بقدر ما هي حريصة على دعم موقف إسرائيل الإقليمي، وتأمين نوع من الإرث الإقليمي.

 

كما قد يدفع العداء المشترك لإيران إلى جانب محاولات جذب الاستثمار الأجنبي لتمويل خطة التحول الاقتصادي “رؤية 2030” الخاصة بالأمير محمد، المملكة إلى الاقتراب من إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

 

يعتبر أحد الركائز الأساسية في “رؤية 2030” مشروع “نيوم”، المنطقة الضخمة باستثمارات بقيمة بلغت 500 مليار دولار على الساحل الغربي للمملكة، بينما يقول خبراء إن إسرائيل قد يكون لها دور فيها، من خلال مجالات تشمل التصنيع والتكنولوجيا والأمن “السيبرياني”.

 

وتعقيباً على الموضوع، قال محمد ياغي الباحث بمؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية، بأن إنشاء المنطقة “يتطلّب السلام والتنسيق مع إسرائيل، خاصة إذا كانت المدينة ستُتاح لها فرصة أن تصبح منطقة جذب سياحي”. حيث من المقرر بناء “نيوم” بالقرب من منتجع إيلات الإسرائيلي على طول المياه الحساسة جيوسياسياً للبحر الأحمر وخليج العقبة.

 

وتابع: “كما أن دول الخليج تحتاج إلى إسرائيل في مهمة عاجلة: التجسس على مواطنيها”.

 

وكتب ياغي بورقة بحثية، في أبريل/نيسان، أن دول الخليج تسعى بشكل متزايد، للحصول على التكنولوجيا الإسرائيلية؛ لمراقبة مواطنيها ولشراء صواريخ دقيقة لا ترغب الدول الغربية في بيعها لها.

 

وعلى الرغم من الصمت الرسمي تجاه الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، سعت وسائل الإعلام السعودية الموالية للحكومة، بشكل متكرر، لاختبار رد الفعل العام، من خلال نشر تقارير تدعو إلى توثيق العلاقات مع إسرائيل.

 

وكتب الإسرائيلي نافي شاحار، الأسبوع الماضي، لموقع قناة “العربية” باللغة الإنجليزية: “أتوقع مستقبلاً ينطوي على إنشاء نظام بيئي مشترك عالي التقنية بين دول (مجلس التعاون الخليج)، يُعرف باسم وادي السيليكون”.

 

ويشير بذلك شاحار، وهو مؤسس شركة استثمارية تُركز عملها على التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل، إلى نظير إقليمي لوادي السيليكون في الولايات المتحدة.

 

وقال: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، من مصلحة إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي زيادة التعاون التجاري”.

 

السعودية تقاوم ضغوط الرئيس الأمريكي ومستشاره

وبحسب مراقبين فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي دعم الأمير محمد بن سلمان في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018، يتمتع بدور كبير في مسألة حمل المملكة على الاعتراف رسمياً بإسرائيل، إلا أنه  يبدو أن السعودية تقاوم ضغوط واشنطن، لأنها تواجه عواقب أكثر من الإمارات.

 

و قال غاريد كوشنر، مستشار ترامب، في نهاية الأسبوع: “أعتقد أنه من المحتم أن تكون بين السعودية وإسرائيل علاقات طبيعية تماماً، وأن تكونا قادرتين على القيام بكثير من الأشياء العظيمة معاً”.

 

وتابع كوشنر في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” التلفزيونية: “من الواضح أن المملكة العربية السعودية كانت رائدة في مجال (التطوير)، ولكن لا يمكن تغيير مسار سفينة حربية بين ليلة وضحاها”.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.