نشرت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، خريطة بيانات تكشف حجم الدمار الناجم عن الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي الرابع من أغسطس، مخلفاً وراءه أكثر من 220 قتيلاً وآلاف المصابين والمفقودين.
واستخدم فريق التصوير والتحليل المتقدم السريع التابع للوكالة، وبالتعاون مع مرصد الأرض في سنغافورة، بيانات الرادار المشتقة من الأقمار الصناعية ذات الفتحة الاصطناعية، لرسم خريطة الضرر الناجم عن انفجار بيروت، حيث تستخدم بيانات الرادار الفضائي التابعة لوكالة ناسا لإظهار التغيرات في سطح الأرض قبل وبعد وقوع أي حدث كبير كالبراكين والزلازل.
A @NASAJPL team, in collaboration with @EOS_SG, used satellite-derived data to map the likely extent of damage from the Aug. 4 explosion in Beirut. Maps like this one can help identify badly damaged areas where people may need assistance: https://t.co/osF7y1tOQ3 pic.twitter.com/mamSfRGK4Q
— NASA (@NASA) August 8, 2020
وتمثل النقاط الحمراء الداكنة على الخريطة مثل تلك الموضحة داخل وحول مرفأ بيروت، المناطق الأكثر تضرراً، فيما تشكل المناطق باللون البرتقالي ضرراً بمستوى أقل، ومن المرجح أن تكون المناطق ذات اللون الأصفر قد تعرضت لضرر طفيف، بحسب ما قال موقع “ناسا”، الذي أشار إلى أن كل نقطة “بكسل ملون” تمثل مساحة 30 متراً مربعاً على الأرض.
وكانت العاصمة اللبنانية شهدت كارثة لم يسبق لها مثيل، بعدما انفجرت حاوية تحتوي على أكثر من 2750 طناً من مادة “نترات الأمونيوم” القابلة للانفجار، مخزنة منذ سنوات داخل المرفأ، محدثة أكبر انفجار غير نووي بالتاريخ، خلّف أكثر من 220 قتيلاً، وقرابة 6 آلاف جريح، في حصيلة “غير نهائية” حتى اللحظة.
وتظاهر آلاف المواطنين اللبنانيين احتجاجاً على الفساد والتقصير والإهمال الذي أدى لوقوع تلك الكارثة، وسط العاصمة بيروت، تحت شعار “يوم الحساب”، مقتحمين عدة مرافق، أبرزها وزارة الخارجية اللبنانية، وطالبوا بمعاقبة المسئولين عن انفجار مرفأ بيروت.
وتشهد لبنان حالة كساد اقتصادي غير مسبوقة منذ شهور طويلة، زاد من حدتها مجيء وباء كورونا “كوفيد19″، الذي أتى على آلاف الوظائف والأعمال.
كما ويتوقع خلال الأيام القادمة أن تشهد البلاد موجات احتجاجات أكبر، نظراً لأن الشارع اللبناني بالأساس كان يعيش حالة تظاهر منذ أشهر، ضد النظام السياسي ككل في لبنان، تحت شعار “كلن يعني كلن”، بإشارة لكافة المسئولين والطوائف والأطراف السياسية الحاكمة في لبنان، والتي يراها الشعب اللبناني غير جديرة بالثقة، أن تتحكم بمستقبلهم بعد الآن.