الرئيسية » الهدهد » أرادوا اسقاط “النهضة” فسقط “الفخفاخ”.. سحب الثقة من الحكومة التونسية وتكليف الغنوشي بهذا الأمر العاجل

أرادوا اسقاط “النهضة” فسقط “الفخفاخ”.. سحب الثقة من الحكومة التونسية وتكليف الغنوشي بهذا الأمر العاجل

أصدر مجلس شورى حركة النهضة التونسية، قراراً يقضي بسحب الثقة من رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، الذي يواجه شبهة “تضارب المصالح” منذ أسابيع، ووسط تصاعد الخلافات بينه وبين الحركة التي تمتلك أكبر كتلة في البرلمان، ولديها 54 نائباً من أصل 217.

وقال عضو في مجلس شورى النهضة، رفض الكشف عن اسمه: “في إطار تنزيل قرار مجلس الشورى المجتمع الأحد الماضي، قرر المجلس المجتمع بصفة طارئة مساء الثلاثاء سحب الثقة من رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ”.

أضاف العضو، وفق وكالة “الأناضول” التركية، أن “المجلس كلّف رئيس الحركة راشد الغنوشي بمتابعة هذا الخيار بالتشاور مع الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية”.

الفخفاخ يترأس، منذ 27 فبراير/شباط 2020، ائتلافاً حكومياً يضم 4 أحزاب رئيسية وكتلة برلمانية، هي: “النهضة”، التيار الديمقراطي (اجتماعي ديمقراطي- 22 نائباً)، حركة الشعب (ناصري- 14 نائباً)، حركة تحيا تونس (ليبرالي 11 نائباً)، وكتلة الإصلاح الوطني (مستقلون وأحزاب ليبرالية 16 نائباً) . 

صعوبات جديدة

ووفقاً للدستور التونسي، فإنه ينبغي على حركة النهضة جمع 109 أصوات في مجلس الشعب الذي يضم 217 نائباً، لتتمكن من سحب الثقة من حكومة الفخفاخ، ويتوقع محللون أن تواجه الحركة بعض الصعوبات لكونها تفتقر إلى الغالبية في البرلمان المشتت، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

ويأتي قرار حركة النهضة، بعدما أعلن رئيس مجلس شورى الحركة عبدالكريم الهاروني، في مؤتمر صحفي، تكليف المجلس لرئيس الحركة، رئيس البرلمان الغنوشي، ببدء مشاورات بخصوص مسألة تشكيل حكومة جديدة، بعد أن ارتبطت برئيس الحكومة الفخفاخ “شبهات فساد”.

وأضاف الهاروني أن “الوضع الاقتصادي صعب، ووضع رئيس الحكومة (الفخفاخ) لا يسمح له بمواجهة الأمر”، في إشارة إلى “شبهة تضارب المصالح”.

من جهتها، أعلنت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (دستورية مستقلة)، إحالة وثائق تتعلق بالتصريح بالمكاسب وشبهات تضارب مصالح متعلقة بالفخفاخ إلى كل من القضاء ورئيس البرلمان.

وكان الحديث عن شبهات الفساد قد بدأ يحظى باهتمام واسع لدى الرأي العام في تونس منذ صرّح الفخفاخ، منتصف حزيران/يونيو 2020، بأنه يملك أسهماً في شركة خاصة تنشط في مجال إعادة تدوير النفايات وقد وقعت عقداً استثمارياً مع الدولة.

دور الرئيس التونسي

أما رئيس البلاد قيس سعيد، فكان قد استقبل ظهر الإثنين الفائت في قصر قرطاج، الفخفاخ، بحضور نور الدين الطبوبي، أمين عام أكبر منظمة نقابية، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل.

سعيد أعلن في فيديو بثته صفحة الرئاسة على فيسبوك رفضه التشاور لتشكيل حكومة جديدة، ما دام رئيس الوزراء الحالي لم يقدم استقالته، أو توجه إليه لائحة اتهام.

من جانبه، لم يتأخر الفخفاخ في إبداء رد فعل على قرار مجلس شورى “النهضة” بشأن إطلاق مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، إذ أعلن، في بيان، عزمه إجراء تعديل وزاري “خلال الأيام القليلة المقبلة”، مع تلميحات بإزاحة “النهضة” من الحكومة.

كذلك اعتبر الفخفاخ دعوة “النهضة” إلى تشكيل حكومة جديدة، “تهرباً للحركة من التزاماتها وتعهداتها مع شركائها في الائتلاف، في خضم مساع وطنية لإنقاذ الدولة واقتصاد البلاد المنهك”.

ومن شأن هذه الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد أن تزيد متاعب الاقتصاد الذي تكافح تونس لإنعاشه، خصوصاً مع الوضع المالي الحرج، ويوم الإثنين الفائت قال وزير الاستثمار التونسي إن بلاده تتفاوض مع أربعة بلدان لتأجيل سداد ديون في خطوة تظهر مدى الصعوبات المالية للبلد الواقع بشمال إفريقيا.

دور إقليمي ومصري

وفي وقت سابق، هاجم رئيس كتلة حركة النهضة في مجلس النواب التونسي، نور الدين البحيري، دولة الإمارات، متهماً إياها بالسعي لتدمير التجربة الديمقراطية في تونس، مشيراً إلى علاقة حركته بالرئيس قيس سعيد ورئيس الحكومة إلياس الفخاخ.

وقال البحيري، وفق “عربي بوست”، إن رئيسة الحزب الدستوري التونسي، عبير موسى، هي أداة للمشروع الإماراتي السعودي والمصري، لضرب واستهداف وتخريب التجربة الديمقراطية في تونس، على حد وصفه.

وأوضح البحيري أن حركة النهضة تنصح الإمارات باستثمار أموالها في قطاعات تحسن مستوى عيش الإماراتيين أفضل من أن تخصصها لـ”شخصيات وجهات مأجورة” في تونس، في إطار سعيها لضرب النموذج الديمقراطي التونسي.

وتابع البحيري: “ثورتنا وتجربتنا الديمقراطية ليست للتصدير، ونحن نعمل على تطوير بلادنا دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ودون الاصطفاف وراء أي محور إقليمي أو دولي، وما نطلبه فقط من الإمارات ومَن معها هو احترام شؤوننا الداخلية وعدم التدخل فيها”.

وشدّد البحيري على أن تونس اليوم باتت مستهدفة من محور إقليمي تقوده مصر والإمارات والسعودية، يهدف لضرب ما حققته تونس من نجاحات في تجربتها الديمقراطية، والتسويق لإخفاق الثورة التونسية من خلال الاستثمار في الاحتجاجات والمشاكل الاقتصادية التي تعيشها تونس.

لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.