الرئيسية » الهدهد » قطر “الصغيرة” بعد 7 سنوات من حكم تميم بن حمد.. 2017 سنة فارقة والحصار زاد التفاف الشعب حول أميره الشاب

قطر “الصغيرة” بعد 7 سنوات من حكم تميم بن حمد.. 2017 سنة فارقة والحصار زاد التفاف الشعب حول أميره الشاب

احتفى قطريون بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالذكرى السابعة لتولي الأمير تميم بن حمد آل ثاني حكم البلاد، وتصدر وسم يخص هذه المناسبة قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر.

الوسم بعنوان “#ذكرى_تولي_تميم_المجد” تصدر قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في قطر، بعد أن أطلقه النشطاء احتفالاً بمرور سبعة أعوام على تولي الأمير تمام مقاليد الحكم، بعد تنازل والده الأمير حمد بن خليفة له في مثل هذا اليوم من العام 2013، حيث كان لافتاً ولأول مرة في العالم العربي تنازل أمير عن إدارة البلاد لابنه الشاب الذي لا يتجاوز الـ 33 عاماً من عمره حينها، كأول زعيم عربي بهذا العمر، وأحد أبرز حكام العالم في هذا السن.

يشار إلى أن الأمير تميم بن حمد عين ولياً للعهد في 5 أغسطس عام 2003 حتى عام 2013، وقبل أن يصل إلى سدة الحكم شغل الشيخ تميم عدة مناصب في الدولة، مثل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الأشغال العامة والهيئة العامة للتخطيط والتطوير العمراني، ورئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، إضافة إلى توليه رئاسة مجلس أمناء جامعة قطر ورئاسة اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية.

كما تولى منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية، ونائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة، ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي ستستضيفه قطر.

وحرص القطريون مسؤولين ومواطنين في هذه الذكرى على تجديد البيعة للأمير الشاب، معبرين عن دعمهم الكامل له ومشيدين بإنجازاته القوية التي حققها طيلة الـ7 سنوات الماضية وخاصة إدارته لأزمة الحصار بقوة واحترافية عالية جعلت قطر حديث العالم.

https://twitter.com/AMKAlkhater/status/1276191680530731009

حصار قطر علامة فارقة في حكمه

يشار إلى أنه في 5 يونيو 2017 تعرضت لأزمة سياسية هي الأكبر في تاريخ قطر ومجلس التعاون الخليجي، حيث فرضت عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إغلاقاً برياً وجوياً وبحرياً، بتهمة دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة مؤكدة أن ذلك جاء في إطار السيطرة على قرارها السيادي.

وتجاوزت قطر بقيادة أميرها الأزمة بعد أشهر قليلة، ثم وصلت إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات، خصوصاً في مجال التصنيع المحلي والإنتاج، إلى درجة وصول بعض مصانعها ومزارعها إلى مراحل التصدير إلى دول جارة وصديقة.

كما استثمر أمير قطر الأزمة في تقوية علاقات شراكة مع مختلف دول العالم، بدءاً بالحوار الاستراتيجي مع أمريكا والشراكة في مكافحة الإرهاب، وصولاً إلى تحالفات مع الدول الصديقة، على رأسها تركيا التي فعّل معها اتفاقية عسكرية ساهمت في تبادل الخبرات مع الجيش القطري.

إنجازات تاريخية ونهضة اقتصادية

وبقي اسم قطر في عهد الشيخ تميم حاضراً في التأليف بين الفرقاء كوسيط مطمئن، فكان لها الدور الأول في إنهاء الحرب بين حركة طالبان والولايات المتحدة، باتفاق تاريخي، وتواصل حالياً التوفيق بين الحركة والحكومة الأفغانية.

ولم تكن الأزمة السياسية التي اندلعت بين قطر ودول الخليج إلا فاتحة لتفوق اقتصادي واسع خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث حققت الدوحة بإدارة من الشيخ تميم، نمواً اقتصادياً في عام 2019 بنسبة 2%، وبنسبة 2.8% في 2018، متجاوزة بذلك توقعات صندوق النقد الدولي.

https://twitter.com/Bandaralshafi/status/1275938809075634177

كما حلَّت دولة قطر بالمرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الدول المحققة للنمو الاقتصادي خلال 20 عاماً مضت.

وحققت الدوحة متوسط نمو اقتصادي سنوي مركّب يبلغ مستوى 10.5%، في حين حلَّت الصين بالمرتبة الثانية عالمياً بنسبة نمو اقتصادي بلغت 9.1%، وجاءت إثيوبيا في المرتبة الثالثة عالمياً بنمو بلغت نسبته 8%.

ورغم أزمة وباء فيروس كورونا المستجد المنتشر في أنحاء العالم، من المتوقع أن تحقق فائضاً بنسبة تزيد على 5% من الناتج الاقتصادي في نهاية 2020، وفق “صندوق النقد الدولي”.

وتتصدر قطر قائمة صندوق النقد الدولي لأسرع الاقتصادات الخليجية نمواً في عام 2021، وهو الموعد المرجّح لانتهاء جائحة كورونا.

ويشار إلى أن الشيخ تميم ولد في العاصمة القطرية الدوحة عام 1980، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن في المملكة المتحدة بعام 1997، وتخرج في أكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة.

تاريخ أسرة آل ثاني

ويعود نسب آل ثاني إلى المعاضيد وهم عشيرة من الوهبة إحدى بطون حنظلة بن مالك من بني تميم، وتشير المصادر التّاريخية إلى أن أجداد آل ثاني هاجروا من أشيقر بمنطقة الوشم في نجد واستقروا في بلدة يبرين إلى الجنوب الشرقي من شبه جزيرة قطر، ومن هناك انتقلوا إلى “اسكك” في جنوب البلاد، ثم ارتحلوا شمالا إلى الرّويس وفويرط، ثم إلى الزبارة حيث ولد الشيخ ثاني بن محمد، إلى أن استقرت الأسرة في الدوحة وتولت الحكم وتأسيس إمارة قطر.

ولم تكن القبائل التي استقرت في شبه الجزيرة القطرية، حتى أواسط القرن التاسع عشر، في وضع سياسي متماسك يساعدها على إقامة إمارة. إلا أن قوة آل ثاني نمت في هذه الفترة واتسعت ثروتهم من تجارة اللؤلؤ وتعزز مركزهم الاجتماعي والمالي، فتمكنوا من توحيد القبائل وقيادة البلاد في ظل ظروف مضطربة تمثلت أساسا في الصراع البريطاني العثماني للسيطرة على المنطقة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.