الرئيسية » تقارير » مرتزقة “فاغنر” يسيطرون على مدرعات إماراتية وأردنية في قاعدة الجفرة الليبية

مرتزقة “فاغنر” يسيطرون على مدرعات إماراتية وأردنية في قاعدة الجفرة الليبية

سيطر مرتزقةفاغنرالروسية، على قاعدة الجفرة الليبية، التي كانت مليشيات حليفهم المتمرد خليفة حفتر تديرها، بشكل مفاجئ، مدعومين بأسلحة ومدرعات ومنظومات تشويش إلكتروني ومنظومات دفاع جوي. حسب ما ذكر مصدر مقرب من حفتر.

وأوضح المصدر، وفق صحيفة (عربي بوست)، أن مرتزقة “فاغنر” عملوا على تأمين القاعدة منذ وصولهم إليها بأكثر من “2000” مرتزق، بتركيب أكثر من 6 منظومات دفاع جوي، إضافة إلى نشر عددٍ من المراصد حول القاعدة للتصدي إلى أي تقدم بري، استولت على القاعدة بشكل كامل، ومن بينها أسلحة ومعدات كانت تابعة لميليشيات حفتر.

وقال المصدر، إن مجموعة فاغنر استولت في قاعدة الجفرة على منظومات البانستير وطائرات من الجيل الثاني والثالث الروسية، ومدرعات إماراتية، وحاملات جنود أردنية، وعدد من منظومات التشويش المتطورة -لا يَعرف المصدر اسمها- وأربع منظومات دفاع جوي متطورة أيضاً لم يُفصح عن اسمها.

أقرأ أيضاً:
خليفة حفتر يهرب إلى الإمارات على متن طائرة خاصة وانهيار تام لميليشياته والوفاق تأسر عدد كبير منهم

 

أضاف المصدر، أن القاعدة كانت المحطة الثانية بعد قاعدة الوطية التي سيطرت عليها حكومة الوفاق -المعترف بها دولياً- في أبريل/نيسان الماضي، لانطلاق الغارات على مدينتي سرت ومصراته، قبل سيطرة حكومة الوفاق على المجال الجوي في غربي ليبيا.

وأكد المصدر أن القاعدة أصبحت تحت سيطرة وإدارة مرتزقة “فاغنر” بالكامل، المنسحبين من محاور طرابلس وترهونة، إضافة إلى آخرين قدموا من شرقي ليبيا، بعد نقلهم من مطار بني وليد، 160كم جنوب شرق طرابلس. مضيفاً أن القاعدة كانت تحت إدارة خبراء عسكريين من الإمارات ومصر وفرنسا خلال الفترة من 2014 وحتى 2020.

وتُعد قاعدة الجفرة ثاني أهم قاعدة في جنوب غربي ليبيا، حيث تبعُد عن العاصمة طرابلس قرابة 600 كم جنوباً، وتبعد عن مدينة مصراته قرابة 350 كم، بينما تبعد عن مدينة سرت 300 كم، وتبلغ مساحتها قرابة 15 كم مربعاً، ويوجد بها مدرجان لهبوط الطائرات، أحدهما مدني، لقربها من أغلب الحقول النفطية في الجنوب الليبي.

وتابع المصدر أن مرتزقة “فاغنر” قاموا بتفريغ القاعدة من أغلب الآليات الثقيلة والمدرعات ونشرها في أماكن حول القاعدة، ونقل عدد منها إلى بعض الحقول النفطية القريبة من القاعدة، تحسباً لأي ضربة جوية محتملة من طيران حكومة الوفاق.

وأكد المصدر أن قرابة 200 مرتزق من “فاغنر” بين مصاب وقتيل سقطوا منذ أن شنت حكومة الوفاق حملتها العسكرية الأخيرة على محاور جنوب طرابلس وترهونة، موضحاً أن جزءاً من القتلى تم دفنهم في ليبيا.

مواجهات محتملة

وفي السياق، قال العميد طيار عادل عبدالكافي، إن وجود مرتزقة “فاغنر” في قاعدة الجفرة بمثابة خط الدفاع الأول لميليشيات حفتر ومرتزقته، لعرقلة الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق من التقدم باتجاه المنطقة الوسطى، وللحفاظ على وجودهم في الحقول والموانئ النفطية، بعد هزيمتهم في جنوب طرابلس، وتحرير مدينة ترهونة.

وأكد عبدالكافي أن وجود ميليشيات حفتر مدعومة بمرتزقة فاغنر في المنطقة الوسطى سيُحدث مواجهةً مع الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، مؤكداً أن الجيش الليبي يمتلك قوة مهام خاصة متخصصة في اقتحام الموانئ والحقول النفطية.

وأضاف عبدالكافي أن قوة المهام الخاصة المكلفة بتحرير الموانئ والحقول النفطية هي قوة عسكرية نظامية تتبع حرس المنشآت النفطية للقاطع الأوسط، لديها تجربة كبيرة في مواجهة عصابات الكرامة، ويمكنها السيطرة على الحقول والموانئ.

وأوضح أن العمليات العسكرية مستمرة في خطة محكمة للسيطرة على المنطقة الوسطى بالكامل، بما فيها القاعدة، وتحييدها، كما حدث في قاعدة الوطية، في أبريل/نيسان الماضي، مضيفاً أن العمليات ستطال الجنوب الليبي، والسيطرة على كافة الحقول النفطية، ومنها الانطلاق إلى شرقي ليبيا كمرحلة أخيرة.

ما علاقة النفط؟

بدوره، اعتبر المحلل السياسي الليبي محمد فؤاد أنَّ انسحاب قوات “فاغنر” من طرابلس هو بمثابة الهزيمة لعدم قدرتهم دخول طرابلس، مضيفاً أن توجههم لقاعدة الجفرة لأهمية موقعها الاستراتيجي في السيطرة على ليبيا، حيث تصل الطائرات المقلعة منها إلى كل أنحاء ليبيا، إضافة إلى موقعها القريب من أغلب الحقول النفطية في الجنوب والموانئ النفطية في الشمال.

وأكد فؤاد أن التمركز في قاعدة الجفرة بالنسبة لحفتر هو بمثابة خط الدفاع الأول للحفاظ على الحقول النفطية، وأنه لا يمكن للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق أن يتقدم باتجاه الحقول أو الموانئ النفطية للسيطرة عليها دون تحرير قاعدة الجفرة.

وتابع فؤاد: “إذا قرَّرت حكومة الوفاق مع حلفائها النزول إلى الجفرة ستكون هناك حرب، وللسيطرة على القاعدة يجب على الحكومة السيطرة على عدة مناطق قبل دخول القاعدة، خاصة بني وليد، بطريق الشويرف، ولن يتضح الموقف الدولي أو المحلي إلا بعد دخول ترهونة”.

قاعدة بجنوب أوروبا

من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي الليبي أشرف الشح أن انسحاب الروس من جنوب طرابلس وإرسال طائرات لقاعدة الجفرة هو تموضع جديد للروس في مناطق سيطرة حفتر.

وأضاف الشح أن هذا التموضع هو بداية مشوار إنشاء قاعدة عسكرية روسية في ليبيا، موضحاً أن الحرب في غربي ليبيا ليس من أولى اهتماماتهم إلا في مجال المفاوضات القادمة، باعتبارهم متواجدين في ليبيا بقوة في المنطقة الشرقية.

وتابع الشح أن وجود قاعدة روسية جنوب المتوسط بالنسبة للدول الأوروبية في مكان لم يتواجدوا فيه من قبل، وعلى بُعد قرابة 200كم من أقرب نقطة في دول الاتحاد الأوروبي، يعتبره الروس أمراً استراتيجياً مهماً للرد على الوجود الأمريكي في أوروبا الشرقية، وخاصة بولندا.

وأشار إلى أن تواجد القاعدة الروسية في ليبيا يُعتبر ورقة ضغط للروس على حلف شمال الأطلسي، وعلى إرجاع أحلام الاتحاد السوفييتي الذي انهار عام 1989.

وعلَّل الشح أن الهدف الرئيسي من دعم الروس لحفتر هو وجود القاعدة في ليبيا، وليس احتلال طرابلس، خصوصاً أنهم غير متواجدين بشكل رسمي.

وأوضح أن دخلوهم في البداية بمرتزقة شركة فاغنر، وأخيراً بمقاتلات روسية تم طلاؤها للتمويه على أنها ليبية يعتبر دخولاً متخفياً لا يسمح لهم باستمرار دعم الحرب على طرابلس، ولا يريدون الكشف عن التواجد الرسمي لهم في ليبيا إلا بعد سيطرة حفتر على المشهد العسكري.

واعتبر الشح أن الفرنسيين أكبر الخاسرين في استمرار دعم حفتر، موضحاً أن ثمار الدعم سيقطفها الروس، وهم أيضاً خاسرون في حال تغيّر موقفهم من دعم حفتر، مشيراً إلى أن الدعم الفرنسي لحفتر هو لأغراض جيوسياسية خاصة بفرنسا في الساحل الإفريقي، ولهذا تقاطعت مصالحهم مع الإمارات ومصر، وهو ما أوقعهم في حرج من دعم حفتر والتمدد الروسي في المنطقة اليوم.

لتصلك الأخبار أولاً بأول انضم الى قناتنا على التيلغرام من خلال الرابط التالي: https://t.me/watanserb

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.