الرئيسية » تقارير » مهند بتار يكتب: النظام السعودي وترامب … القط يحب خنّاقه !

مهند بتار يكتب: النظام السعودي وترامب … القط يحب خنّاقه !

كما لو أنها تظاهرات ضد آل سعود في قلب الرياض ، تتعامل وسائل الإعلام السعودية بعَداءٍ مغالٍ مع تظاهرات الأمريكيين ضد الممارسات العنصرية التي دأبت عليها شرطة بلادهم بحق ذوي البشرة السمراء ، حتى أن من يتابع تغطية قناة (العربية) لتلك التظاهرات يخالها تغطية قناة أمريكية يمينية متطرفة ناطقة بالعربية ، أمّا على صعيد وسائل التواصل الإجتماعي السعودية فحدّث ولا حرج ، وتَفرّج على شتى أشكال الهرج والمرج ، بحيث تنتابك المشاعر الممتدة من القهقهة إلى الشفقة وأنت تتابع  تغريدات عتاة التويتريين السعوديين المناهضين للتظاهرات الأمريكية الأخيرة ، ولك أن تتأسى لمصابهِ العقلي أو أن تقع على قفاك ضحكاً وأنت تقرأ لأحدهم ممن يصنف نفسه (كباحث في الدبلوماسية العامة والإعلام السياسي) وهو يقول في تحليله العبقري لواقعة مقتل (جورج فلويد) تحت ركبة شرطي أمريكي : (هل تعلمون أن صاحب المحل الذي تسبب بلاغه في قتل المواطن الأمريكي الأسود ، فلسطيني أمريكي ذي صلة – عبر طرف ثالث (ديمقراطي)- بهيلاري كلينتون وإلهان عمر؟) .

أي والله ، هذا واحد فحسب من عديد المُعرّفات التويترية المحسوبة على الإنتلجنسيا السعودية ، فما بالك بالذباب الإلكتروني ؟! . سؤال يحيلنا إلى السؤال الأهم : لماذا كل هذا الغِلّ السعودي الرسمي على تظاهرات أمريكا ؟! .

كلنا يعرف أن المثل الشعبي الدارج (القط يحب خنّاقه) يقتصر على علاقة المقهور بقاهرهِ ، أو المقموع بقامعهِ ، أو المظلوم بظالمهِ ، حين تتحول هذه العلاقة ولأسباب سايكولوجية إلى ظاهرة مَرَضيّة قوامها تضامن أو تظافر أو تعاطف المقهور مع قاهره ، تماما كما في (متلازمة ستوكهولم) المعروفة ، وقدر تعلق الأمر بالعلاقة بين النظام السعودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب فإن الإخير ما برح يمارس مختلف أشكال التنمر الفوقي السافر والتقريع الإبتزازي الساخر ضد الأول ، ولقد تابع العالم مشدوهاً العديد من اللقطات الكاريكاتورية على مسرح التندّر الترامبي المتعمّد بحق الملك سلمان وولي عهده ، ولعل أشهر هذه اللقطات تلك التي يظهر فيها الرئيس ترامب وهو يُشهِر من موقعه المتعالي (اللوحات التعريفية بالمشتريات المليارية السعودية من البضائع الأمريكية ) في وجه ضيفه المُحرَج ، الأمير محمد بن سلمان ، في ظاهرة ماكرة ساخرة ، ربما هي الأولى من نوعها في التاريخ السياسي العالمي ، كما لا يصعب على المتابِع تقليب خياراته الوفيرة من مَشاهد (اليوتيوب) ، ذوات التفكّه الترامبي الصريح على غِنى الملك سلمان وولده البطران ، لكن الأيسر على ذات المتابِع هو ملاحظة ردود الأفعال السعودية القنوعة الخنوعة على شطحات ترامب المهينة هذه ، وذلك مما لا يمكن تفسيره إلا بالإستناد إلى المَثل إياه (القط يحب خنّاقه) ، وهذا ما يقودنا إلى راهن الموقف السعودي الرسمي من التظاهرات الأمريكية ضد شواهد التمييز العنصري كما تجلت بأبشع صورها في مقتل المواطن الأسمر (جورج فلويد) تحت ركبة الظلم التاريخي الموروث ، ففي حين توحّد العالم للتنديد بهذا السلوك العنصري الإجرامي المقزز ، ذهبَ الإعلام السعودي بكتائبه الفضائية التلفازية والتويترية إلى تبني وتكرار الرواية الترامبية للأحداث ، وتمجيد ما يمجده الرئيس الأمريكي من الحض على قمع المتظاهرين بأنياب الكلاب البوليسية ، والتركيز فحسب على حوادث السطو على المحلات والمصالح التجارية ، وسوى ذلك من كل ما من شأنه تشويه الأهداف النبيلة للمتظاهرين الأمريكان ، حتى وصل الأمر بأذرع الإعلام السعودي إلى تجاوز سقف الغلو اليميني العنصري الأمريكي ذاته ، بل راح أرباب الترويج السعودي يتفننون بجنون في ابتداع أساطير مضحكة تتحدث عن (مؤامرة) خرافية متعددة الأطراف على الرئيس ترامب ، لا تخلو بالطبع من العنصر الفلسطيني ، وتتسع لتشمل حتى العنصر الصومالي ، ولمزيد من التشويق الفنتازي أضافوا إليها عنصر (الأخوان المسلمين) المنتمين إلى (الحزب الديمقراطي) الأمريكي !.

إلى هذه الدرجة من الغلو المتمادي في التضامن مع حلاّبهم الجلاّد ، أو جلاّدهم الحلاّب ، إصطف القططيون السعوديون ، كلّ ينتظر دوره ليمدّ عنقه تحت ركبة دونالد ترامب ، وعلى النقيض من المقاومة التي أبداها المواطن الأمريكي (جورج فلويد) بسلاحه الوحيد وهو ينازع الموت تحت ركبة الشرطي العنصري السّادي حين راح يردد بلسانه (لا أستطيع التنفس) ، على النقيض من ذلك ، فإن هؤلاء القططيين السعوديين المعلولين راحوا يمدون أعناقهم تحت ركبة خنّاقهم ترامب بكل أريحية وبكامل الإستعذاب ، وإزاء مشهد تراجيكوميدي كهذا ليس على المتفرج إلا أن يكتم ضحكته ويصدح بالشفقة ، الشفقة فحسب .

مهند بتار

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “مهند بتار يكتب: النظام السعودي وترامب … القط يحب خنّاقه !”

  1. ويش قاعد تقول يامخنث ؟؟!!!

    لعنكم الله من صحيفة سافلة .. حتى تتركون لمثل هذا الكاتب المنحط بالحديث عن أسيادة وأرباب نعمته بهذه لطريقة القذرة !!!… بعد ماصرفت السعودية أكثر من 8 مليارات دولار لإنتشال اليمن من الإنحطاط اللتي أوصلها إليه الحوثي .. كأكثر دولة ( شفطت أموال السعودية ) كمساعدات ( بدون نقابل ) .

    في النهاية يأتي كلبكم ينبح على أصحاب نعمته .. أهكذا يتعامل العرب مع صاحب الجميل عليهم ؟؟!!! .. هذا إذا كنتم فعلا عرب !!

    رد
  2. لييش أحس هالجريده دايما ضد السعودية في كل شي السعوديين أخوانا مايصير كذا تشوهون سمعتهم وسمعة أولي الأمر منهم

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.