تعرّف على كوثراني الحاكم الحقيقي للعراق وخليفة سليماني.. ترامب رصد 10 ملايين دولار لاغتياله
لمع اسم القيادي البارز في حزب الله اللبناني “محمد كوثراني” في الساحة العراقية، حتى قبل أن تتم عملية اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بضربة أمريكية في بغداد، إلا أنه ومنذ ذلك الوقت أصبح الشخصية المركزية التي تحرك عجلات السياسة في العراق.
وقامت الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة أيام برصد مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار أميركي لقاء “أي معلومات عن نشاطات وشبكات وشركاء كوثراني”، مؤكدة أن له دوراً هاماً في التنسيق السياسي للمجموعات العسكرية الموالية لإيران.
وهو ما كان يتولاه قبله الجنرال سليماني، قبل أن يتم اغتياله بضربة أمريكية أودت بحياته هو ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في اليوم الثالث من العام الجديد 2020، والذي خرجت يومها إشاعة بأن “الكوثراني” كان برفقة سليماني والمهندس بالموكب الذي تم استهدافه، لكن سرعان ما تم نفي الخبر، الذي شكّل دليلاً على مدى ارتباط القيادي اللبناني بهذا الملف، والدور الكبير الذي أوكل له بعد زوال سليماني.
وتعتبر الإدارة الأمريكية بأن القائد اللبناني يُسهّل أنشطة مجموعات تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية، من أجل قمع المتظاهرين والسيطرة على البلاد ومهاجمة بعثات دبلوماسية أجنبية، كما يشارك “كوثراني” في تدريب وتمويل وتقديم دعم لوجستي لمجموعات شيعية عراقية متمرّدة.
وبالتزامن مع قرار الإدارة الأمريكية تجاه “كوثراني” تداولت وسائل أنباء محلية عراقية عن وجود “كوثراني” في بغداد، موضّحة بأنه يقوم بمفاوضات حول الحكومة الجديدة في المنطقة الخضراء، ولكن لم يكن بالإمكان التأكد من ذلك.
وأشارت تقارير إخبارية استناداً إلى مصادر سياسية عدة قريبة من دوائر القرار في بغداد، بأن “كوثراني” كان يرافق سليماني في جولات التفاوض مع القوى السياسية حول اختيار من سيكون رئيس الحكومة.
اقرأ أيضاً:
“بالاسماء” .. السعودية تعلن هؤلاء القيادات من حزب الله “ارهابيون”
“ميدل إيست آي”: كيف انعكس اغتيال قاسم سليماني سلباً على أمريكا وإسرائيل!
وذكرت وكالة “فرانس برس” نقلاً إحدى المصادر بأن “كوثراني” هو مسئول الملف العراقي المرتبط مباشرة بأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله منذ العام 2003.
وفي التعليق حول شخصية الرجل الذي بدأ نجمه يلمع بين العواصم العربية والبيت الأبيض، بأنه يعتبر من الجيل الأول في حزب الله، وهو من عائلة علمانية معروفة في لبنان، وكان من الذين تم ترشيحهم من قبل حزب الله للمجلس النيابي عام 1996.
وتعلم كوثراني الفقه في شبابه في النجف جنوب العراق، وله زوجة عراقية أنجب منها أربعة أولاد، ويتكلم بلهجة أهل العراق أيضاً.
وأوضحت مصادر مقربة بأن هذه ليست المرة الأولى التي يُدرج فيها اسم كوثراني في لوائح سوداء أمريكية، حيث في العام 2003 وضعت السلطات الأمريكية القائد اللبناني على لائحة الإرهاب مع ثلاثة لبنانيين آخرين، وذلك بتهمة دعم مجموعات “متطرفة” في العراق، ودعم فصائل مختلفة في اليمن”.
وفي تعليقه حول الموضوع قال المحلل السياسي العراقي “هشام الهاشمي” أثناء حديثه لوكالة “فرانس برس” بأن كوثراني اليوم هو ضابط إيقاع البيت السياسي الشيعي.
وأوضح “الهاشمي” أن كوثراني عمل بعد عام 2014 على تيسير لقاءات ومصالحات بين العرب السنة والسلطة الشيعية في بغداد، وأن دوره تعاظم بعد اغتيال سليماني والمهندس وأصبح منسقاً بين جميع المكوّنات السياسية العراقية من شيعة وسنّة وأكراد.
المصدر: وطن + مواقع بحثية مختلفة
الله يلحق الحبل بالدلو