الرئيسية » تقارير » انشقاق وخلافات حادة بين قيادات حفتر بعد الهزيمة الساحقة

انشقاق وخلافات حادة بين قيادات حفتر بعد الهزيمة الساحقة

وطن – تقترب قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا من استئصال شأفة الجنرال الليبي المتمرد خليفة حفتر المدعوم إماراتيا للأبد وفرض سيطرتها على كامل الأنحاء الليبية، وسط بوادر انشقاقات بين قوات حفتر وكبار ضباطه عقب الهزيمة الساحقة التي تلقاها.

وفي هذا السياق قامت قوات الأمن التابعة لحفتر باعتقال شخصيات كانت تطالب بعدم الزج بأبناء قبائل برقة (شرق ليبيا) في الحرب على طرابلس التي بدأها حفتر في أبريل 2019، بما يؤكد أن هذه القبضة الأمنية تعكس تخوف حفتر من حركات تمرد قد تقوم بها قبائل المنطقة الشرقية، وعلى رأسها قبيلة العواقير، حيث تشهد مدينة بنغازي والرجمة والمرج تكثيفاً أمنياً مشدداً لعناصر مسلحة من أبناء مدن غرب ليبيا الموالين لحفتر.

وكانت قوات الجيش الليبي التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً قد شنت عمليات عسكرية واسعة في مناطق الغرب الليبي تمكنت خلالها من السيطرة على كامل الشريط الساحلي غرب طرابلس، لتنتقل الآن إلى الهجوم على منطقة ترهونة جنوب شرق طرابلس.

شاهد أيضاً:

قاضي أمريكي يأمر باستئناف الدعوى القضائية ضد مجرم الحرب الليبي خليفة حفتر

صحيفة عبرية: طائرة خليفة حفتر الخاصة هبطت في إسرائيل

 

وبحسب ما ذكرته مصادر عسكرية مطلعة من داخل قوات حفتر لموقع “عربي بوست” فإن جهاز السيطرة استدعى كل الشخصيات والعناصر التي كانت على تواصل مع حكومة الوفاق، على رأسهم رئيس جهاز الظواهر السلبية والهدامة، فرج قعيم العقوري، ومرافقيه رواد العبدلي العقوري ومحمود بحيري العقوري، والعقيد صلاح هويدي العقوري رئيس جهاز البحث الجنائي، ومدير مديرية الأمن بنغازي العميد عادل عبد العزيز العرفي، لمقر القيادة العامة بالرجمة والتحقيق معهم على خلفية استمرار تواصلهم مع حكومة الوفاق الوطني من عدمه.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن جهاز الأمن الداخلي قام بعدة حملات اعتقال طالت ناشطين ومدونين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كانوا قد انتقدوا نتائج الحرب على طرابلس، وطالبوا بسحب كل مقاتلي أبناء المنطقة الشرقية من محاور القتال في غرب ليبيا معتبرين أن الحرب على طرابلس “حرب خاسرة”.

خلافات حادة وبوادر انشقاق

من جانبه أوضح ضابط رفيع المستوى بقوات حفتر لموقع ”عربي بوست”، أن خلافات حادة كانت تدور خلف الكواليس بين القيادات العسكرية التابعة لحفتر أجبرته على إجراء تحجيم في الصلاحيات وتغيير في المناصب وصل حد الإقصاء لبعض القيادات.

آخر هذه التغييرات كان تعيين اللواء بدر التميمي (من مدينة قصر بن غشير غرب طرابلس) بدلاً من اللواء عون الفرجاني، ابن عم خليفة حفتر، والذي نقله إلى هيئة السيطرة المسؤولة عن كل الأجهزة العسكرية والأمنية بالمنطقة الشرقية.

وأضاف المصدر أن حفتر أصدر أمر باعتقال المستشار صلاح بالتمر، مدير الإدارة القانونية لهيئة التنظيم والإدارة، لرفضه بعض “الأعمال غير القانونية بهيئة التنظيم والإدارة تخص بعض الترقيات العسكرية غير القانونية”، وعين مكانه العقيد سليمان الرملي المحسوب على النظام السابق والذي كان يقيم في مصر.

وبحسب المصدر أيضا فإن التغييرات طالت كل الضباط التابعين لحفتر ممن يحملون رتب عسكرية كبيرة (لواء وعقيد)، بالإضافة إلى قادة ميدانيين من أبناء قبائل المنطقة الشرقية، أبرزهم اللواء صالح بوعبودة رئيس الهيئة العامة للقضاء العسكري، واللواء هاشم بورقعة العقوري آمر الكلية العسكرية، واللواء سالم الرفادي العبيدي آمر الغرفة الأمنية في درنة الذي تم اعتقاله وسجنه في ديسمبر 2019، والعميد أحمد هيبة البرعصي وهو أحد قيادات الكرامة الذي تم تهميشه وإقصائه، واللواء محمد المدني الفاخري رئيس هيئة الاستثمار العسكري.

وأضاف المصدر أن التغيير صحبه تكليف لضباط من المنطقة الغربية أو أصولهم من المنطقة الغربية أو من أنصار النظام السابق لضمان الولاء لحفتر، فكلف كل من اللواء خيري الصابري من مدينة طرابلس بمنصب الهيئة العامة للقضاء العسكري، واللواء عبدالغني كشبور المحسوب على النظام السابق والقادم من مصر آمر العمليات العسكرية بالقيادة العامة، والعميد فرج إدريس من مدينة الأصابعة والذي كان يشغل في السابق مدير مكتب سيف الإسلام نجل معمر القذافي بمنصب نائب رئيس هيئة الاستثمار العسكري، بينما كلف رمضان بوعيشة الورفلي ابن مدينة بني وليد -غرب ليبيا- كرئيس لهيئة الاستثمار العسكري.

جنرال الإمارات يلفظ أنفاسه الأخيرة

المصدر قال أيضا إن خليفة حفتر يواجه أزمة حقيقة في ازدياد عدد المصابين بين مقاتليه، خصوصاً من الضباط الليبيين والمهندسين والطيارين بقاعدتي الجفرة جنوب ليبيا وقاعدة الوطية جنوب غرب ليبيا بعد أن كثفت قوات الجيش الليبي التابعة لحكومة الوفاق الوطني ضرباتها الجوية على مناطق تمركز قوات حفتر.

وتظهر المشكلة من عدم تلقي المصابين من قوات حفتر الرعاية الصحية المناسبة بسبب أزمة الطيران المدني التي يشهدها العالم اليوم بسبب تفشي فيروس كورونا لنقل الجرحى والمصابين خارج ليبيا.

واعتمد خليفة حفتر، منذ إطلاق “عملية الكرامة” منتصف عام 2014، على الدعم القبلي بعسكرة المجالس الاجتماعية التي تقودها القبائل المتعددة بشرق ليبيا، حيث شكّل أبناء هذه القبائل، خزاناً بشرياً لحروبه المتتالية في بنغازي وأجدابيا والهلال النفطي ودرنة، فضلاً عن تحالفه، مؤخراً، مع قوى قبلية في جنوب البلاد؛ كقبائل التبو وأولاد سليمان.

المصدر: وطن + موقع “عربي بوست”

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “انشقاق وخلافات حادة بين قيادات حفتر بعد الهزيمة الساحقة”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.