الرئيسية » تقارير » موقع “ذا ديلي بيست”: موجة ثانية من “الربيع العربي” لن يستطيع أحد إيقافها

موقع “ذا ديلي بيست”: موجة ثانية من “الربيع العربي” لن يستطيع أحد إيقافها

وطن – وصف موقع “ذا ديلي بيست” الأمريكي في تقرير له، الثلاثاء، حالة الشلل العالمي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وتحوله لوباء غاشم بأنه كالزلزال الذي وضع نظارة معظمة على نقاط الضعف البنيوية في البلدان الأقل استعداداً وأبرز الفساد الضارب في جذور الأنظمة السياسية والظلم الاجتماعي المستشري في المنطقة، متحدثا عن ظهور موجة ثانية من الربيع العربي في الشرق الأوسط ستكون اشد حدة  بعد انتهاء الأزمة الحالية.

توقف الاحتجاجات وانهيار أسعار النفط

ويأتي تزامن وباء كورونا بحسب الموقع الأمريكي مع انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية بفعل حرب الأسعار التي أشعلتها السعودية ضد روسيا ليزيد الطين بلة لأنه وضع الأنظمة التي تعتمد في موازنتها العامة على الدخل من النفط في موقف اقتصادي يجعلها غير مستعدة لتحمل تبعات كارثتين بحجم كورونا والانهيار الاقتصادي في وقت واحد.

اقرأ أيضاً:

جبريل الرجوب يهاجم الربيع العربي ويصفه بـ”ربيع حمد بن جاسم”! (فيديو)

 

في بداية العام الجاري، كان غالبية اللبنانيين يواصلون مظاهراتهم اليومية ضد فساد الطبقة الحاكمة رافعين شعار “كلن يعني كلن”، بعد أن وصلت الأوضاع الاقتصادية حد إعلان إفلاس البلاد، وفجأة تجمد الموقف تماماً مع وصول خطر كورونا وظهور حالات إصابة للبنانيين عائدين من إيران – اللاعب الرئيسي في المشهد السياسي بلبنان عن طريق حزب الله الشيعي (أقوى طرف في المعادلة الداخلية بوصف رئيسه حسن نصرالله).

والموقف في العراق بحسب ترجمة موقع “عربي بوست” لا يختلف كثيراً عن لبنان وإن كان أشد وطأة، فالثورة العراقية ضد فساد الطبقة الحاكمة كانت أيضاً قد انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسقط خلالها مئات القتلى وعشرات الآلاف من المصابين وكانت المشاهد في ساحات التظاهر ببغداد العاصمة والبصرة وباقي المدن العراقية أشبه ما تكون بساحة حرب.

كذلك فإن انهيار أسعار النفط يمثل أيضاً كارثة للسلطات في الجزائر التي تعتمد بصورة شبه كلية على عائدات تصدير النفط في موازنتها العامة، ومع ارتفاع حالات الإصابة والوفيات هناك -بلغت أمس الإثنين، 1423 إصابة و173 حالة وفاة وهي نسبة الوفيات الأعلى في الدول العربية – تزداد المخاوف بشأن قدرة البلاد على توفير الإمكانيات الصحية اللازمة لمواجهة تفشي الوباء.

السعودية ومصر

الأزمات الناتجة عن تفشي الوباء في مصر والسعودية تبدو مختلفة من حيث الشكل عن لبنان والعراق والجزائر؛ فقد كانت الأمور تبدو أكثر استقراراً في ظل القبضة الأمنية الصارحة للنظامين واعتقال المعارضين أو حتى المخالفين في الرأي وسط سيطرة مطلقة على الإعلام، لكن تفشي الفيروس في مصر وما صاحبه من توقف ولو جزئي للنشاط الاقتصادي وفرض حظر التجول قبل ثلاثة أسابيع سلط الأضواء بشدة على الظلم الاجتماعي وأبرز أزمة الفقر المتفشي في البلاد.

اقرأ أيضاً:

ديفيد هيرست عن “الربيع العربي”: ربما انتصر طغاة العرب مؤقتاً لكن الصراع لم ينته بعد

 

كارثة الوباء ألقت الضوء على الفجوة التي تزداد اتساعاً بين الطبقات في مصر بصورة يصعب التغاضي عنها وسوف يكون لها تأثير عميق على الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، بحسب تقرير ذا ديلي بيست؛ فالناس التي تشعر باليأس تأتي بأفعال يائسة والأمر نفسه ينطبق على الأنظمة.

ملايين الأسر المصرية تعيش تحت خط الفقر بالفعل وتعتمد على الأعمال اليومية التي يمارسها أحد أفرادها من أجل لقمة العيش، ومع تفشي الفيروس -وصلت حالات الإصابة بحسب البيانات الرسمية حتى أمس الاثنين إلى 1322 و85 حالة وفاة- تجد تلك الشريحة من المصريين نفسها بين الموت جوعاً أو الالتزام برسالة “خليك في البيت” التي تطاردهم على لسان المسئولين ومقدمي البرامج والفنانين والمشاهير، وبالنسبة للكثير من فقراء مصر لا يوجد مفر من الخروج والسعي وراء الرزق، حيث إن الحكومة أعلنت عن خطة لتقديم 500 جنيه (نحو 33 دولاراً أمريكياً) لكل أسرة شهرياً لمدة 3 أشهر، وذلك من خلال تطبيق أون لاين على المستفيد أن يملأ بياناته ويرسله.

في الوقت نفسه، يصر كبار رجال الأعمال في مصر أمثال نجيب ساويريس وحسين صبور وغيرهما على ضرورة ذهاب العاملين لأعمالهم حتى لو مات البعض بسبب الفيروس في سبيل عدم توقف الشركات والمصانع التي يمتلكونها، وتلك التصريحات المتواصلة من هؤلاء خلقت حالة من الاحتقان تعكسها وسائل التواصل الاجتماعي والحوارات بين المضطرين لاستقلال مواصلات عامة مزدحمة كي لا يفقدوا وظائفهم.

الموقف الاقتصادي في السعودية بالتأكيد أفضل من نظيره في مصر، لكن انهيار أسعار النفط ووقف العمرة وتوقف النشاط الاقتصادي بعيداً عن قطاع النفط كلها ضربات متزامنة ألقت بظلالها على قدرة المملكة على مواجهة تفشي الوباء وتوفير المتطلبات الصحية وأيضاً الغذائية للمواطنين والوافدين على أراضيها، وبدأت بالفعل تنتشر على تويتر تغريدات تتحدث عن نقص الأغذية هناك، وإن كان المسئولون والإعلام الرسمي قد سخروا منها على أنها شائعات.

ما بعد كورونا

هناك عامل آخر لا يمكن إغفاله في هذه المعادلة وهو الموقف الأمريكي من أزمات الشرق الأوسط؛ فواشنطن حليف أساسي للنظام في مصر والسعودية والقوة صاحبة النفوذ الأقوى في المنطقة تواجه الآن كارثة تفشي الوباء التي قد تطيح بدونالد ترامب من البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وحتى إذا نجح بطريقة ما وظل في البيت الأبيض أربع سنوات أخرى فالولايات المتحدة ستواجه تحدياً ضخماً في مواجهة الصين التي تعمل بأقصى طاقتها الآن لقيادة النظام العالمي بعد الوباء.

هذه المعطيات تطرح التساؤلات عن ما قد يحدث أو بالأحرى ما سوف يحدث عندما / أو إذا وصلت كارثة الوباء إلى دول دمرتها الحروب ولا تزال مثل سوريا واليمن وليبيا وقطاع غزة؟ المنطقة بأسرها تعيش في عالم يغلفه الظلم الاجتماعي والأنظمة المستبدة القمعية، وكارثة وبائية ستجعل الأمور أسوأ بالتأكيد.

لكن إذا ما كان العالم محظوظاً وتراجعت ذروة تفشي الوباء في وقت قريب وحدث الأمر نفسه في الشرق الأوسط، فإن الصراعات التي جمدها الوباء على الأرجح ستعود مجدداً وبصورة أكثر حدة مما كانت عليه؛ فالأنظمة التي قدم لها الوباء فرصة ذهبية لوقف الاحتجاجات الشعبية -كما هو الحال في العراق ولبنان والجزائر أيضاً- ستجد نفسها في مواجهة الاحتجاجات مرة أخرى ولا أحد يمكنه الجزم بمداها ولا حجمها.

اقرأ أيضا:

ذكرى ثورة الياسمين في مهد الربيع العربي تونس “تتلاشى”!

 

صحيح أن الشوارع الآن خالية في لبنان والعراق والجزائر، وربما تستمر هكذا لأسابيع وربما أشهر -على حسب شراسة التفشي الوباء- لكن المؤكد أن كثيراً من المحتجين يرون الأنظمة في بلادهم أسوأ من الفيروس نفسه، وهذا لن يتغير مع مرور الوقت.

الوباء إذن قد هدأ من تلك الاحتجاجات، لكن ما إن يتراجع خطره فإنها على الأرجح سوف تعود أكثر قسوة ضد الأنظمة التي يتهمها الكثيرون بسوء إدارة أزمة الوباء نفسه، أي أن كارثة الوباء تقدم وقوداً إضافياً لأسباب تلك التظاهرات.

خلاصة القول إن وباء كورونا وصل إلى المنطقة وهي تشهد ما وصفه البعض بأنها الموجة الثانية من الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمؤشرات كلها تؤكد أن تلك الموجة ستستعيد زخمها وبصورة أشد ما إن تنتهي كارثة الوباء التي كشفت فساد وسوء إدارة تلك الأنظمة بصورة أكبر من ذي قبل.

المصدر: موقع “ذا ديلي بيست” الأمريكي + وطن

قد يعجبك أيضاً

4 رأي حول “موقع “ذا ديلي بيست”: موجة ثانية من “الربيع العربي” لن يستطيع أحد إيقافها”

  1. لاربيع وهم يحزنون جرارين يدورن مجعلة مو اكثر..
    والله لايغير مابقومٍ حتى يغيرو مابأنفسهم.. ربما تغيرت النفسيات والنظرات شيأًما خلال العشر سنوات الأخيرة مهما كابرت وفعلت وافتعلت.. فكلاً بصيراً بمافي نفسه ويعلم تمام الثقة مجري ويحدث وماهو حاصل..
    عشان كذا زادت الاغتيلات وكبرت دائرة اتساعها.. فالعصابات لاتزال تتكهن وترضع للشيطان لأجل معرفة مايدور..

    رد
  2. حوش. حوش. والتركي. الكلب. والقطري. المعفن. والإيراني. المتن. أخبارهم. ايه. انا. حاسس. انهم. أمورهم. تمام. اوي. والنبي. اتنيلوا.. انتم. خيبة. بنويبة. والجمل. مايشوف. اعوجاج. رقبته

    رد
  3. الشعوب العربية تحتاج إلى ثورة فكرية للخروج من العقلية الفاسدة المتخلفة لأن معضم الشعوب العربية فاسدة

    رد
  4. مشكلة الشعوب العربية ليست مع حكامها بل مع من نصبوا هؤلاء الحكام ويشغلونهم وييسيرونهم بالهاتف؟!،أمريكا تأمر بتعويم السعودية للنفط فتعومه؟!،ولما ياتي التعويم بنتائج عكسية على أمريكا تأمر مرة أخرى بالتقتير فتقتر؟!،وكذلك مصر يأمر ترامب السيسي ان يسير أسطوله في مصر للطيران لجلب الأمريكان العالقين في مختلف دول العالم فيقول حاضر أفندم فيتحرك بسرعة مسافة نصف السكة بينما رعاياه لا يلتفت إليهم بنصف عين؟!،ترامب يأمر مشغلي قصر بعبدا باطلاق الفاخوري والسماح لطائرة عمودية لإجلائه من مبنى السفارة في بيروت فينصاعون صاغرين؟!،بوتين يأمر الأسد أن يأتيه طوعا او كرها إلى موسكو فيأتيه طائعا؟!،ويعنفه ويحذًره من مغبة تحريك جيشه من غير ضوء أخضر منه فيخنس خنس الشيطان الرجيم؟!،حفتر في ليبيا يأتمر بأمر العديد من أطراف المركزية الغربية زائدا روسيا؟!،وهكذا دواليك؟!.وفي الجزائر أمرت فرنسا أن تبقى الجزائر محكومة من الحي الميت منذ2013 ففعلوا ولولا الحراك لبقي الحي الميت يحكمنا غلى 2024 ثم لعمدوا بعدها للتوريث؟!،وهكذا الشأن مع معظم الدول ؟!،وهنا تتذكرون بأن وزيرة الدفاع الفرنسية أليو ماري لما تحرك الشعب التونسي في فجر ثورات الربع العربي في موجته الاولى حيث فاجأ الشعب التونسي المركزية الغربية لم تجد أليو ماري إلا التصريح بأن فرنسا مستعدة لمساعدة بقاء بن علي بارسال قوات من الشرطة الفرنسية لقمع المتظاهرين؟!،……….؟!،

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.