الرئيسية » الهدهد » الصدّيق لـ”وطن”: اليساريون كانوا يخفون الإسلاميين في بيوتهم وبشار الأسد أفشل مشروع تجزئة سوريا

الصدّيق لـ”وطن”: اليساريون كانوا يخفون الإسلاميين في بيوتهم وبشار الأسد أفشل مشروع تجزئة سوريا

وطن – حاوره عبد الحليم لطفي الجريري- قال القيادي بالجبهة الشعبية وعضو البرلمان التونسي “أحمد الصدّيق” إنه يعتقد بأن القضاء يتباطئ في قضيّة الجهاز السرّي لحركة النهضة معتبرا أنّه لم يباشر الإجراءات الحقيقية وأنّ أقصى ما وصل إليه هو كشف حقائق دون توجيه الإتهام لشخص أو جهة معيّنة.

وأشار الصديق في ما يخصّ لجنة مقاومة الفساد إلى أنّ رئاسة الحكومة ضالعة في عمليات ابتزاز، معبّرا عن تأسفه لشحّ تعاطي الإعلام مع شهادات نواب في البرلمان بخصوص هذا الإبتزاز، موصّفا هذا التعاطي بالصامت والغريب.

وأقرّ الصدّيق في معرض حديثه معنا بأنّ حركة النهضة بصدد عقد صفقة مع النظام القديم، وهي مستعدّة للنسيان وعدم النبش في ملفات العدالة الإنتقالية الحقيقية مقابل أن لا يقع المساس بها في ما يخص سنوات حكمها الماضية التي أدّت إلى استفحال الإرهاب والإغتيالات.

وبخصوص الاعتداء على أعضاء من المنتمين لحزب مشروع تونس الذي يرأسه محسن مرزوق، قال أحمد الصدّيق إنه يرفضه جملة -الإعتداء-، وأنّه يرى أن الوقفة الاحتجاجية التي نفذها أتباع هذا الحزب بمحافظة صفاقس (الجنوب التونسي) أمام أحد المعامل كانت بغاية كسب تعاطف قسم كبير من أهالي ولاية هذه المحافظة لإعتبارات إنتخابية، وفي ما يلي نص الحوار كاملا:

-بداية ما هو تعليقك على قرار حجز المعدّات الذي شمل قناة نسمة؟

-ما شدّني هو طريقة تنفيذ هذا القرار الذي شهد استعمالا مفرطا للقوة، وما يهمني في هذا الصّدد أختزله في نقطتين، أولا مآل عدد مهم من الصّحفيين والأعوان والعملة وثانيا، هو أن قرارات مماثلة تشمل عددا من مؤسسات إعلامية أخرى تجاوزت القانون وبالأدلة ولكن لم يتم تطبيق القانون عليها، وأظنّ أنّ مثل هذا القرار وراءه انتقام سياسي باعتبار أن الخط التحريري لقناة نسمة معارض وفاضح لتجاوزات الحكومة وفشلها.

-كيف توصّفون ما راج مؤخّرا حول أن متوفّين تبرّعوا لحركة النهضة بأموال أيام الإنتخابات الفارطة؟

ما تم نشره فيه حد أدنى من الإجماع على أن المبلغ غير مهم بالنظر إلى حجم المبالغ التي تم صرفها في الحملة الانتخابية الفارطة، ولكن حتى لو كان التبرع آت من شخص واحد ذكرا كان أو أنثى -وهو في السّجلات المدنية متوف- فهذا يطرح إشكالا ويثير شبهات بخصوص تبييض الأموال تحت يافطة التبرعات، وحركة النهضة في قلب الشّبهة حسب تقرير المحاسبات لضخامة الإمكانيات المالية التي تمتّعت بها، ولا أعتقد أن تقرير دائرة المحاسبات كشف شبهات حول حركة النهضة فقط.

-قضيّة الجهاز السرّي لحركة النهضة أين وصلت؟

نظنّ أن القضاء يتباطئ في هذه القضيّة، وبطؤه غير مفهوم في الحقيقة، ولم يباشر الإجراءات الحقيقية وأقصى ما وصل إليه هو كشف حقائق دون توجيه الإتهام لشخص أو جهة معيّنة.

الإجراءات مازالت متواصلة، وسيتم قريبا استكمال سماع أقوال الأشخاص الذين شملتهم هذه القضيّة ونأمل أن تقوم الجهات الأمنية المعنيّة بالأبحاث اللازمة في هذا الشأن.

-هل تتهم أطرافا سياسيّة بالدفع نحو التراخي في هذا الملفّ؟

ليست هنالك أطراف سياسية تقف وراء هذا التراخي، لكننا نعرف أن النيابة العمومية في مثل هذه الملفات لا تعمل بالشكل المطلوب

وهنالك نوع من الكيل بمكيالين، وكجبهة شعبيّة قدّرنا أن عمل النيابة العمومية ليس كما يقتضيه القانون.

-أسس عبيد البريكي مؤخرا حزبا للم شمل القوى اليسارية والتقدّمية كما يقول، كيف تعلّق على هذا الحزب الجديد؟

أعتقد أن الهدف المعلن لمؤسسي الحزب ليس مطابقا للواقع ذلك أن التيار اليساري يعيش حالة تشتّت، ورفع الحزب لشعار “تجميع العائلة اليسارية” يفتقر للتّواصل مع ما هو موجود ويريد البدء من الصفر وهو ما لا يطابق الشّعارات المرفوعة.

-البريكي صرّح مؤخّرا بأن الحكومة صارت تبتزّ رجال أعمال وتقايضهم بما عرف بالحرب على الفساد، هل يصادق أحمد الصدّيق على هذا الكلام؟

أنا لم أسمع تصريح عبيد البريكي، ولكن استمعت إلى شهادات نواب بالمعارضة في البرلمان وإثباتات على ذلك مثل إثبات النائبة سامية عبّو والنائب سمير بن عمر بخصوص تورّط بعض المسؤولين في ما يسمى بلجنة مقاومة الفساد برئاسة الحكومة التي ضلعت في عمليات ابتزاز، وللأسف فإن الإعلام واجه هذه الشهادات بصمت غريب، هنالك أكثر من ملف يكشف عن عمليات ابتزاز تحت عنوان “إما أن تكون معي أو مع مجموعة المهرّبين والإرهابيين”، وهذا سلوك مرفوض.

-كيف تفسّر تأسيس رئيس الحكومة يوسف الشاهد لحزب سياسي؟

نعتبر ذلك احتيالا على الدستور والقانون وعلى الأخلاق وهو مرفوض، فأن تترشح تحت لواء حزب ثم تنهي عضويتك بهذا الحزب وتسعى لإنشاء تجمّع سياسي جديد على أساس الولاء لمن هم في السلطة وتعلن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة فهذا يعتبر احتيالا.

-أقاويل كثيرة حول التململ الذي حدث داخلكم بخصوص ترشيح حمة الهمامي للرئاسة، هل أردتها لك مثلا؟

–لم أطرح نفسي كمرشّح للإنتخابات الرئاسية، ولم أصرّح بأنني أرفض ترشّح حمة الهمامي للرئاسة، ما حدث هو إختلاف وتباين آراء في من يكون الأفضل للترشح للإنتخابات الرئاسية على مستوى توحيد الجبهة الشعبية وإمكانيات تسجيل نتائج جيّدة.

وقد تم الاتفاق بين مكونات الجبهة الشعبية وعلى مستوى مركزي بترشيح حمة الهمامي لهذه الإنتخابات.

-القيادي المنجي الرحوي استاء حسب علمنا.

لا يوجد ما تصفه بالإستياء، وترشيح منجي الرحوي جاء من طرف حزب الوطنيين الديمقراطيين بناءً على إختلاف في الآراء حول ما ذكرته سابقا من نقاط مهمة.

-هل لديكم ثقة في أنكم سوف تنالون مواقع متقدمة في الإستحقاقات الانتخابية القادمة؟

نحن نعي جيدا موازين القوى، وخاصة المال السياسي والظرف الجيوستراتيجي وما يحدث في ليبيا والجزائر وكل الأوضاع الاقتصادية المحيطة بنا، وندرك الأساليب الإحتياليّة والإغراءات والأموال وتقديم المعونات الذي ينتهجه الكثير من السياسين سواء حزب “تحيا تونس” أو ما اصطلح على تسميته “حزب رئيس الحكومة” أو حزب حركة النهضة في التعامل مع الحالة الإجتماعية الرثّة التي يعيشها المجتمع التونسي، نحن سنعمل على تحصيل أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين ونأمل أنه سيكون أفضل مما حصدنا سنة 2014.

أحمد الصدّيق لـ”وطن”: قياديون في النهضة اتهمونا بالعنف وخطاب السبسي لم يأت بالجديد

-هل يمكن أن نراكم تتحالفون مع حركة النهضة؟

نحن نعبّر عن توجّه سياسي معيّن، وهذا التوجّه مختلف عما تطرحه حركة النهضة وكل الأطراف السياسية اليمينية لن تعطي المسألة الإجتماعية والإقتصادية الدّور الكافي من أجل إنعاش الإقتصاد ورفع الضغط عن المواطن، وما نراه اليوم هو أن حركة النهضة أو غيرها همّهم الوحيد الوصول إلى السلطة خدمة لمصالح محلّية وأجنبية وليس مصلحة الشعب.

-هل مازالت بينكم وبين النهضة خلافات؟

ليس بيننا وبين النهضة إلا الخلافات، وأوّلها تصفية تركة الماضي القريب والبعيد، بيننا أيضا خلاف في التصور للنموذج

الإقتصادي، هم لم يقطعوا مع الماضي وهم بصدد عقد صفقة مع النظام القديم، وهم مستعدون للنسيان وعدم النبش في ملفات العدالة الإنتقالية الحقيقية مقابل أن لا يقع المساس بهم في ما يخص سنوات حكمهم الماضية التي أدّت إلى استفحال الإرهاب والإغتيالات.

-ما رأيك في الشيخ راشد الغنوشي كسياسي؟

هو خصم سياسي عنيد ويمثّل مشروعا نحن نقف على النقيض منه.

-عبد اللطيف المكي قال مؤخّرا في حوار له مع هذه الصحيفة إنكم كنتم -اليسار- مطايا بأيادي المنظومة القديمة، كيف تردّ عليه؟

–لا أريد الخوض في هذا الكلام الممجوج ولي قائمة في أسماء الإسلاميين الذي خدموا وطبّعوا مع النظام القديم والذين وشوا برفاقهم وإخوتهم وهم يعانون وينزفون في السجون، وعلى الجهة المقابلة كان اليساريون يخفون الإسلاميين في منازلهم ويدافعون عنهم في المحاكم، ولعل تصويت نواب حركة النهضة لصالح قانون المصالحة الإدارية الذي كان كارثيا وأعاد الفاسدين ومسح كل فسادهم وتحالفهم مع حزب نداء تونس خير دليل على كلامي.

-ما هو تعليقك على الإعتداءات الأخيرة التي طالت أتباع محسن مرزوق في صفاقس؟

لم أتابع الواقعة وكان على المواطنين الإحتجاج أمام الجهة التي أصدرت القرار ولم تنفذه، وبخصوص الاعتداء فهو مرفوض، وأرى أن الوقفة الاحتجاجية التي نفذها أتباع محسن مرزوق كانت الغاية منها كسب تعاطف قسم كبير من أهالي محافظة صفاقس لإعتبارات إنتخابية.

-ما هو تقييمك لما يقوم به محسن مرزوق وحزبه ؟

–لست معنيا بتقييم الأشخاص إلا في ما يتعلق بالسلوك السياسي، وحزب مشروع تونس هو إعادة لنسخة أخرى من حزب نداء تونس، وحسب توجهه فهو لا يخدم مصلحة الوطن والشعب وإنما حزب تأسس على عقلية التموقع السياسي من أجل الوصول إلى أكثر ما يمكن من المواقع في السلطة وليس له أي مشروع ينفع هذا الشعب، فهو مجرد شعارات.

-دوليّا، أعدم مؤخّرا شباب -وصفوا بأنهم من الإخوان- كانوا مسجونين في مصر، كيف تصف هذه الواقعة؟

–معلوم أنني من المعادين لعقوبة الإعدام في المطلق، أعتقد أنها عقوبة قديمة من العصور الوسطى ويجب إيقافها في كل البلدان، وبالنسبة لسلوك عبدالفتاح السيسي تجاه معارضيه من الإخوان فإنني أذكّر بأن هنالك الآلاف من أتباع التيارات التقدمية وأنصارها قابعون في السجون المصريّة، وأذكر على سبيل المثال محمد الجنيدي الذي يناهز السبعين من عمره وتهمته أنه قال عن نظام السيسي “نظام جائر وكارثي على مصر”، وباعتباري ممثّلا

للجبهة الشعبة وحزب الطليعة، فإنني أندّد بما أتاه السيسي وما فعله ضد الجميع وأعتبره نكوصا عن عهد الثورة وضربا لها وخدمة للمشروع الإمبريالي الصهيوني.

-هل توافق على عودة النظام السوري إلى مقاعد الجامعة العربيّة وهل تدعون له؟

–قبل كلّ شيء يجب الجزم بأنّ الجامعة العربية صارت تابعة للنظام العربي البائد الذي انتهى سنة 2003 بسقوط بغداد، ومادام هذا النظام لا ديمقراطيّا وانقلابيّا ويعود بالأساس لأمراء وملوك ورؤساء يحيكون المؤامرات ضد شعوبهم فإنه من الطبيعي جدّا أن تمنع سوريا وبشار الأسد -الذي خاض معركة ضارية للحفاظ على وحدة سوريا- من العودة إلى مقاعد الجامعة العربية، وسبب رفضهم هو أن بشار الأسد أفشل مشروعهم في تجزئة الوطن السوري.

-بخصوص المعركة الدائرة في ليبيا الآن بين قوات حفتر والثوار، في صف من تقفون كجبهة شعبية؟

–نحن لا نقف مع أي طرف، ودعواتنا وبياناتنا وتصريحاتنا كانت دائما مع إيجاد حل سياسي عادل ومنصف ينهي تشتت القوى في ليبيا لإعادة بناء الدولة الليبيّة، ومهما كان بريق أي طرف في أنه تمكن من السيطرة وإحكام قبضته على العاصمة، فهذا الوضع يحتاج إلى حل سياسي حسب اعتبارنا، نحن نقول بأن الشعب الليبي وقواه الحيّة يجب أن تجد حلا سلميّا سياسيا، وأن نار

الحرب المستعرة وتغلب طرف على آخر بالقوة سيؤدي إلى كارثة ربّما يصعب معالجتها وإدارتها سواء في علاقة بأمننا الوطني التونسي أو بأمن المنطقة كلّها.

أحمد الصدّيق لـ”وطن”: فخورون بأننا قطعنا الطريق على المرزوقي ونحن غير معنيين بالزّهد اليساري

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “الصدّيق لـ”وطن”: اليساريون كانوا يخفون الإسلاميين في بيوتهم وبشار الأسد أفشل مشروع تجزئة سوريا”

  1. اليساريون الأعراب أعتى أعداء الاسلاميين على مر الأزمنـة والعصور…اليساريون الأعراب من ألد الأعداء للاسلاميين أو الاسلام السياسي منذ الأزل والى الآن………سوريا تجزأت بل تفتت في زمن الارهابي بشار الكلب بن الكلب…روسيا أخذت الجزأ الأكبر وايران بعض الأجزاء وامريكا بعضها وتركيا البعض منها والجولان للصهاينة ..فماذا بقي من سوريا…

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.