الرئيسية » تقارير » “لا يمكن الطلاق بين السعودية وأمريكا”.. بلومبرج: ترامب يغض الطرف عن جرائم ابن سلمان مقابل هذا الأمر

“لا يمكن الطلاق بين السعودية وأمريكا”.. بلومبرج: ترامب يغض الطرف عن جرائم ابن سلمان مقابل هذا الأمر

سلط موقع “بلومبرج” الضوء على العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وسر الدعم الكبير الظاهر من الرئيس ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغم جرائمه البشعة وسياساته القمعية في الداخل والخارج، حتى أن ترامب وقف عقبة أمام الكونجرس لعدم فرض عقوبات على السعودية.

وقال “دينيس روس” المبعوث السابق إلى الشرق الأوسطفي مقاله بالموقع تحت عنوان” لا يمكن الطلاق بين السعودية والولايات المتحدة” إن هناك تحديات قليلة مثيرة للإنقسام والمضايقة أكثر من العلاقة مع السعودية اليوم.

وتابع أن المصالح الأمريكية تشير إلى وجوب علاقة قريبة معها لكن القيم الأمريكية تشير إلى الاتجاه المضاد، وبالنسبة للرئيس دونالد ترامب فالتركيز على صفقات السلاح والنفط لا يحتاج لقدر كبير من التفكير نظراً للطريقة التعاقدية التي ينظر فيها للأمور، أما الأمور الأخرى فليست مهمة. بخلاف الكونغرس الذي يدعو إلى دفع السعودية الثمن بسبب قتلها الصحافي المعارض جمال خاشقجي وكذلك سلوك السعودية في اليمن.

ولم ينجح الكونغرس في محاولاته معاقبة السعودية ووقف كل الدعم الأمريكي للحرب في اليمن حيث استخدم الرئيس الفيتو لوقف القرار، ويقول روس إن الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا جمهوريين أم ديمقراطيين غضوا النظر عن السياسات القمعية الداخلية للسعودية مقابل الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي.

أما اليوم فالأمور مختلفة لسببين، الأول هو أن الإجماع داخل الكونغرس من ان السعوديين قد تجاوزوا الحدود والحماية التي يوفرها لهم ترامب ليست صحيحة، والثاني فيتعلق باستقلالية الولايات المتحدة في مجال الطاقة مما يغنيها عن النفط السعودي، وهو ما يدفع الكثيرين في الكونغرس للحديث عن رهانات أقل مع السعودية.

ويقول روس إن التغيرات الاجتماعية في السعودية واضحة لأي زائر، ففي المطاعم تختلط النساء بالرجال وهناك دور سينما وحفلات موسيقية تجذب الآلاف بل يشير روس إلى وجود مراحيض للنساء في القصور الملكية، ويقول “للأسف، فالاستبداد وقطع الرؤوس في الأماكن العامة وملاحقة المعارضين واعتقال وتعذيب الناشطات أمور عادة ما تسيء لقيمنا. ويطالب الكثير من النقاد الامريكيين للسياسة تجاه السعودية بالتخلي عن ولي العهد ورفض فكرة أنه ديكتاتور متنور.

ويقول إن زيارته للسعودية قبل فترة جعلته يندهش من تناقض الموقفين، مشيراً لمواقف الجيل الشاب الداعم لولي العهد والدور الذي يلعبه في تشكيل مصيرهم ومصير بلدهم، ومن تحدث معهم من السعوديين عبروا عن الضيق من النقد الأمريكي لولي العهد السعودي.

ويعلق روس أن تهديدات السعوديين قد تكون حقيقية، لكن هي واقعية؟ فالسلاح والتدريب والبنى التحتية الدفاعية كلها أمريكية.

وفي وضع لا يمكن أي طرف التخلي عن الآخر فالسؤال هو عن كيفية إدارة العلاقات، وعلى إدارة ترامب ان تكون صادقة مع الكونغرس والسعوديين، والتأكيد على التزام بالأمن السعودي والاستثمار في عمليات التحول في المملكة وانتقادها حينما تحدث أخطاء، فقتل معارض وتحدي الأعراف الدولية يحمل مخاطر.

وكذا ملاحقة المعارضة وعدم السماح لها النقد يقوض أهداف بناء مجتمع قائم على المعرفة، كما أن مواجهة الخطر الإيراني والتطرف السني مهم ولكن يجب أن يتم بتنسيق من اجل تجنب السياسات المتهورة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.