الرئيسية » الهدهد » عزمي بشارة: حصار قطر والتطبيع مع إسرائيل لم يكن ممكنا حدوثهما في ظل محمد بن نايف

عزمي بشارة: حصار قطر والتطبيع مع إسرائيل لم يكن ممكنا حدوثهما في ظل محمد بن نايف

وطن- قال المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة، إن أزمة حصار قطر تكشف أن المشكلة القائمة “بنيوية” وتُختصر بأن مجلس التعاون عاجز عن حل الخلافات، وبعدم احترام سيادة الدول، وبرغبة دول خليجية في الهيمنة.

وأوضح بشارة في حواره مع “التلفزيون العربي” أنه “حتى خلال الحروب، لا يحصل حصار كالذي فرض على قطر، إذ حتى في الحروب تُستثنى قطاعات من الحصار مثل المدنيين والدواء”. ورفض بشارة اعتبار أن السياسة الخارجية القطرية تضرّ بدول أخرى في مجلس التعاون الخليجي، لا بل إنه رأى أنه “حصلت مسايرة إعلامية قطرية أكثر من اللازم للدول التي فرضت عليها حصاراً”.

ورداً على سؤال حول العقدة الرئيسية التي تحول دون انتهاء الأزمة، أجاب بأن “العقدة ليست في البحرين، الدولة التابعة التي يحلمون بتحويل قطر إلى شبيه لها”، بل تتمثل بمحمد بن سلمان و(ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد. وبرأيه، فإن حصار قطر والتطبيع مع إسرائيل، لم يكن ممكناً حدوثهما في ظل وجود ولي العهد المُطاح، محمد بن نايف في السعودية.

واختصر بشارة المشهد الحالي في التحالف السعودي ــ الإماراتي بالقول إن الأكثر تأثيراً “فكرياً” هي الإمارات، بينما محمد بن سلمان هو المتأثِّر. وأوضح أن هذا المحور، بن سلمان ــ بن زايد، ربما تمكن من إقناع ترامب عبر (صهر الرئيس الأميركي، وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر) بأنه يمكن معاقبة قطر.

وكشف بشارة أن فكرة حصار قطر قديمة، لكنها كانت صعبة التنفيذ إلى أن وصل الطاقم الجديد إلى الحكم في السعودية وأميركا.

ليسوا حلفاء بل أتباع.. عزمي بشارة: قدرة أمريكا على ابتزاز الخليج في ظل الخلاف العربي غير محدودة

وجزم بشارة بأن قطر لن تغير سياساتها بإملاءات وبحصار، مع أنه أكد أنها دولة براغماتية لها حساباتها وتقوم بمراجعات على غرار ما تفعله كل الدول.

وبرأي بشارة، فإن قطر “ترغب في المصالحة لتبديد الطاقة السلبية التي تذهب هباء ويمكن استثمارها في ملفات عربية ضرورية”، لكن بما أن ما حصل قد حصل، “فقد طورت الدوحة الاقتصاد وتبلورت الهوية والتماسك الداخلي في قطر وتحسنت العلاقة مع المقيمين وحققت نجاحات في سياستها الخارجية”.

ومع أن بشارة لم يجد “سبباً عقلانياً لاستمرار الحصار”، وخصوصاً أن الجميع في مجلس التعاون الخليجي متضرر، غير أنه استبعد حلّا قريبا، ذلك أنه “في بعض حالات العلاقات العربية العربية، تتغلب المشاعر من غيرة وحسد وكره على المصالحة البراغماتية”.

وعن السعودية، أوضح بشارة أن هذه الدولة تمر في مرحلة تحول، بعدما كانت فيها عائلة مالكة حجمها كبير تحكمها هرمية صارمة، ومؤسسة دينية قوية يسود تقاسم عمل فيما بينهما، بينما اليوم تصبح ملكية مطلقة محصورة بشخص واحد، هو ولي العهد محمد بن سلمان، لفت بشارة إلى أنه يبني نظاماً مستبداً يجعل من المستحيل الترويج لمشروع إصلاحي أمام الغرب.

واختصر بشارة سمات الحاكم المطلق للسعودية اليوم بالغرور والنزعة إلى المغامرة الممزوجة بالعنصرية التي شاهد العالم ترجمتها في اليمن وفي جريمة قتل الإعلامي جمال خاشقجي.

وعلى هذا الصعيد، نبّه بشارة إلى أن الإصلاحات “لا تقتصر حصراً على الترفيه والمهرجانات وقيادة المرأة للسيارات، (التي تبقى حقوقاً بديهية وضرورية)، من دون اللبرلة الحقيقية، أي الحريات والحقوق والديمقراطية”.

أما حول اليمن، فجزم بشارة بأنه لم يعد ممكناً فرض حل إلا بقرار دولي، لأن هناك صراعات كثيرة فتحتها حرب “ما يسمى التحالف العربي” على حد تعبير بشارة في الجنوب والشمال وبين القبائل، لافتاً إلى أن المقدمة الضرورية كي تتاح الفرصة للتفاوض حول الحل السياسي، تبدأ في وقف فوري لإطلاق النار.

ماذا قال المفكر العربي البارز د.عزمي بشارة عن دلالات وخلفيات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل وتداعياته؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.