الرئيسية » أرشيف - المجلة » استهداف السعودية جيف بيزوس لرغبة ابن سلمان في الانتقام منه

استهداف السعودية جيف بيزوس لرغبة ابن سلمان في الانتقام منه

وطن _ نشر موقع “ديلي بيست” مقالا سلط فيه الضوء على استهداف السعودية جيف بيزوس  أثرى رجل بالعالم ومالك صحيفة “واشنطن بوست” التي فردت مساحات كبيرة لملف الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي.

وتحت عنوان “كيف حول السعوديون جيف بيزوس إلى العدو الأول؟”، حلل الكاتب إياد البغدادي،  في مقاله حملة عمرها أربعة أشهر ضد “بيزوس”.

ويقول البغدادي في مقاله، إن  استهداف السعودية جيف بيزوس  بدأ وكأنه نظرية مؤامرة رغم أنه لم يلمح إلى وجود علاقة بين السعودية وابتزازه لنشر صور له من “تحت الزنار”.

ويستدرك الكاتب بأن هناك أدلة عن عملية استهداف السعودية جيف بيزوس بامر محمد بن سلمان على التغطية الشرسة التي قامت بها صحيفة “واشنطن بوست”، التي يملكها بيزوس، لمقتل الصحافي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن الجهود بدأت قبل أشهر من محاولة “ناشونال إنكويرر” ابتزاز رجل الأعمال الثري.

ويتساءل البغدادي عن الأدلة، مشيرا إلى أنها واضحة للعيان، حيث قام الكاتب مع عدد من الخبراء العرب المستقلين والناشطين حول العالم بمراقبة تحركات ولي العهد منذ صعوده إلى السلطة عام 2015، خاصة آلته الإعلامية الدعائية الممولة جيدا.

ويقول الكاتب إن “هناك الكثير الذي يمكن تعلمه عن تفكير القيادة السعودية لو انتبهنا لما يكتب ويقال على (تويتر) وشبكات التواصل الاجتماعي الواقعة تحت سيطرته”.

ويؤكد البغدادي وفقا لترجمة “عربي21″ أن ” الصحافي المعروف جمال خاشقجي، كان يعمل على مشروع لمواجهة هذه الآلة قبل إسكاته في قنصلية بلاده، فـ(توتير) معروف وشائع في السعودية، التي لديها معدلات عالية في استخدامه، ونظرا لغياب حرية التعبير وحظر الأحزاب السياسية فإن المواطنين السعوديين استخدموا (تويتر)، باعتباره الوسيلة الوحيدة لمناقشة القضايا العامة، وبحلول عام 2015 أصبح (تويتر) المحل الذي يناقش فيه المثقفون السعوديون القضايا العامة، وبات يطلق عليه (برلمان العرب)”.

ويشير الكاتب إلى أن الأمر تغير مع وصول محمد بن سلمان، حيث حول مع مستشاريه “تويتر” من مساحة للنقاش العام إلى الأداة الرئيسية للتحكم الاجتماعي، لافتا إلى أن السبب وراء غزو “تويتر” الناطق باللغة العربية كان منع الربيع العربي من الوصول إلى السعودية.

ويلفت البغدادي إلى أنه “بحلول عام 2018 كانت سيطرة ابن سلمان على (تويتر) كاملة، حيث تم سجن الناقدين له، أو أجبروا على المنفى، وتم اختراق عناوينهم والتحرش بهم وإسكاتهم وقتلهم، ولم يعد هناك صوت مستقل داخل المملكة، فإما أن تتوقف عن الاستقلالية، أو تتخلى عن صوتك أو حتى البقاء في السعودية، وبات (تويتر) مساحة للمؤيدين للنظام الذين ينشرون الرسائل والصور التي تمثل موقف الحكومة”.

ويقدم الكاتب أمثلة عن اختراق النظام السعودي حسابات المعارضين السعوديين في كندا، وقتل خاشقجي العام الماضي، وظهور أول دعوة لمقاطعة جيف بيزوس في 15 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، وجاء في التغريدة :”شعب #المملكةالعربية_السعودية_العظمى ان صاحب صحيفة الشر و الغدر واشنطن بوست هو اليساري وقائد حملة الاطاحة بترامب مع ريتشارد برونسون, هو المالك للصحيفة  لذا وجب #مقاطعة_امازون دفاعا عن وطنا مطلب يا شعب #السعودية_العظمى”.

وينوه البغدادي إلى ما كتبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 في صحيفة “واشنطن بوست”، متهما السعودية بتسييس قتل خاشقجي، وتبعت ذلك زيادة في الهجمات ضد بيزوس، بالإضافة إلى حملة تدعو لمقاطعة “أمازون”، باعتبارها رأس الحربة ضد السعودية.

خيانة “الواتساب”.. صحيفة تكشف أسرار انهيار الصداقة بين محمد بن سلمان وجيف بيزوس وتحولها لفضيحة عالمية

ويذكر الكاتب أن افتتاحية لـ”واشنطن بوست”، في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، دعت إلى وقف التعاون مع السعودية، ونشرت الصحيفة في الفترة ذاتها مقال رأي للقائد في الحركة التي تقاتلها السعودية في اليمن محمد علي الحوثي.

ويلاحظ البغدادي زيادة في الهاشتاغات التي تطالب بمقاطعة “أمازون” وسوق “دوت كوم” التي تملكها في الشرق الأوسط، “مالك أمازون وسوق يهاجمنا” و”بيزوس يهددنا فيما تتعامل معنا سوق دوت كوم”، مشيرا إلى أن الهجمات على “تويتر” لم تتوقف، بل تم نشر صور كاريكاتيرية وفيديو، فظهر بيزوس في رسم هاربا من ضربه بالأحذية وفي يده نسخة من “واشنطن بوست” التي نشرت مقال الحوثي.

ويشير الكاتب إلى أن أفلام فيديو ظهرت تحذر من علاقة بيزوس وصحيفة “واشنطن بوست”، ووصفته بالحاقد والعنصري الكاره للسعودية، ووضع تعليق مع صورة بيزوس في صورة أخرى كتب فيها “الحقد القذر”، وقالت إنه يقود حملة ضد السعودية وتشويه سمعتها في العالم، وكتب تحت صورة أخرى له “اليهودي: جيف بيزوس” رغم أنه ليس يهوديا.

ويجد البغدادي أنه رغم خفوت الهجمة على بيزوس لفترة، إلا أنها عادت مرة أخرى في 10 كانون الثاني/ يناير، عندما نشرت “ناشونال إنكويرر” عددا خاصا يكشف عن علاقات بيزوس العاطفية، ومن هنا بدأ الوكلاء عن ابن سلمان بحملة، وجاء في تغريدة أن بيزوس يدفع ثمن حملته ضد السعودية وسيخسر نصف ثروته من إجراءات الطلاق “فمن يعادي السعودية سيتحطم ويستهزأ به ويقتله الله”.

ويرى الكاتب أن حملة السعودية ضد بيزوس و”واشنطن بوست” تظل أبعد من تلك التي بدأت خريف العام الماضي، فعندما كتب بيزوس في تغريدته عن محاولات “أمريكان ميديا إنك” ابتزازه في صور لديه، وأنه استأجر محققا خاصا للتحقيق في الكيفية التي حصلت فيها الشركة على الصور الفاضحة له، إلا أن موقع الكاتب كان يبحث عن علاقة الشركة مع السعودية، فكانت الشركة قبل هذه الأحداث مدينة بـ1.3 مليون دولار، وتخسر 70 مليون دولار في العام.

ويستدرك الكاتب بأنه رغم معرفة الأمريكيين بيزوس كونه مالكا لـ”أمازون” وأثرى رجل في العالم، إلا أن غلاف العدد الخاص احتوى على عبارة “مالك واشنطن بوست” في محاولة لترديد الحملة السعودية ضده، ورد بيزوس في 11 كانون الثاني/ يناير بأمر مستشاره الأمني غافين دي بيكر للتحقيق، والبحث عن كيفية وصول الصور إلى المجلة.

وينوه البغدادي إلى أنه عندما لم تستطع الشركة وقف تحقيق دي بيكر فإنها بدأت بابتزازه، كما جاء في رسالة إلكترونية من ديلان إليه: “لا يحب محرر أن ترسل هذه الرسالة، وآمل أن تسود المصلحة المشتركة وبسرعة”، وهو ما رفضه بيزوس ومحققه، ودفع مالك “أمازون” للخروج علنا والحديث عن ابتزازات الشركة، رغم ما تعرض له من إحراج.

ويفيد الكاتب بأنه في الوقت الذي تملك فيه السعودية قدرات على اختراق الحسابات الإلكترونية لأعدائها، فإنه لم يسبق لأحدا أن ذكر اسمها باستثناء ما ورد في رسالة شركة “إي أم آي” عن “تأثير القوى الخارجية”، ومع ذلك كانت الشركة مستعدة لأن تتخلى عن صور مهمة، ومستعدة في الوقت ذاته لابتزاز أغنى رجل في العالم.

ويشير البغدادي إلى أنه قبل أسابيع قال بيكر لصحافيين في “بلومبيرغ” إن “إي أم آي” نجت هذه المرة من “خلال استثمارات جديدة وصلت إليها”، ونفى أن تكون من السعوديين، لافتا إلى أن السعودية تواصل حملتها ضد بيزوس، ففي حساب مؤيد للحكومة جاء فيه عن مالك “أمازون” قوله: “يحمل الحقد والغل على وطنك السعودية ماذا سترد على جيف مالك أمازون؟ #ساحذف_حسابي_في_أمازون وأنا أول واحد”.

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن “لا أدلة ثابتة عن علاقة سرية بين الشركة والسعودية، لكننا لو سألنا إن كانت (إي أم آي) قد قامت بعمل نيابة عن السعودية فالجواب نعم، وإن كانت لديها علاقة عمل مع السعوديين، فالجواب نعم، وإن كانت (إي أم آي) تعاني من مشكلة دين وتريد مساعدة من السعوديين وتلقت مالا منهم، فالجواب على هذا كله هو نعم، وكذلك الحملة التي استمرت أشهرا ضد بيزوس”.

هذا ما توصلت إليه FBI في اتهام السعودية بالتجسس على مؤسس أمازون جيف بيزوس

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.