الرئيسية » تقارير » الكاتب محمد حنيف: كواليس زيارة ابن سلمان باكستان

الكاتب محمد حنيف: كواليس زيارة ابن سلمان باكستان

وطن _ سلطت صحيفة نيويورك تايمز في مقال نشرته  الكاتب محمد حنيف  الضوء على زيارة ابن سلمان باكستان وكواليس هذه الزيارة الخفية.

وبدأ “حنيف” مقاله بالقول: “عندما أردت أنا وزوجتي قبل سنوات أن نسمي ابننا جنكيز، غضبت أخته الأكبر منه، وقالت: (لكنه كان سفاحا؛ لقد قتل الكثير من الناس)، ولم يكن الربط مع جنكيز خان قد خطر في بالنا، وبدا الاسم جميلا وقد أعلنا عنه، فسألتني أختي: (فماذا كان ببالك بدلا منه؟) فاقترحت أن يكون اسم نبي. فقلت لها حتى النبي قد يضطر لقتل عدد من الناس أيضا، فكل حاكم في التاريخ كان عليه أن يقتل بعض الناس، وذلك لا يمنع الناس من الاحتفاء بهم”.

ويلفت  الكاتب محمد حنيف  بحسب ترجمة “عربي21” إلى أنه “قبل وصول الأمير بأربعة أيام كان صحافيو التلفزيون يتوقعون الكثير، فكان من المفترض أن تصل ثمانون حاوية مقدما تحتوي على حاجات الأمير، وأقيم ناد رياضي خاص في بيت رئيس الوزراء عمران خان، وقام طفلان يحملان باقتي ورد أكبر من حجمهما باستقبال الأمير في بيت رئيس الوزراء، وحصلا على تربيتة وقبلة على الجبين، مسكينان”.

ويفيد حنيف بأنه “عادة ما يقال إن السعودية هي زعيمة الأمة دون منافس؛ لأن حكامها هم خدام الحرمين، وتعد باكستان نفسها بأسلحتها النووية حارسة لخدام الحرمين، ويقال لنا إننا جميعا أخوة في العقيدة، لكن العلاقة في الواقع هي أن السعودية تنقذ باكستان من أزمة اقتصادية أخرى، إنه زواج سعيد بين الثراء وعجز الميزانيات، فوعد الأمير محمد باستثمار 20 مليار دولار، وقد يظن الشخص أنه ينفق مال أبيه، لكن الباكستانيين يعتقدون أن الله حبا السعودية بتلك الثروة كلها وأنهم يحصلون على نصيبهم العادل منها”.

زيارة ابن سلمان لباكستان هآرتس تكشف ما وراء الكواليس

ويقول الكاتب: “إن الوعد بالمليارات يجعلك تنسى أن خادم الحرمين تسبب بمآس للأمة أكثر من أي دولة في العالم، وليس الأمر فقط هو أن السعودية تستمر في قصف واحدة من أفقر الدول الإسلامية؛ لكنها ترفض أن تدفع أجور العمال البسطاء من باكستان وغيرها، أو تقوم بسجنهم ونسيانهم، وكسب الأمير محمد الكثير من قلوب الباكستانيين عندما استجاب لاستعطاف من خان وأعلن عن إطلاق سراح أكثر من ألفي سجين باكستاني من السجون السعودية، ولم يتساءل أحد عن ذلك النظام القضائي الذي يسمح للأمير بإطلاق سراح الآلاف إن كان مزاجه جيدا، فكم من الناس يمكنه أن يسجن إن كان يعاني من مزاج سيء؟”.

ويبين حنيف أنه “بعد الإعلان أن الأمير مصلح، وأنه (مفكر عالمي)، أصيب الغرب بصدمة عندما سمع أنه قد يكون الشخص الذي أمر بقتل خاشقجي، وكانت قد تمت الإشادة به على هذه الصفحات وغيرها، وحول الإعلام قبل جريمة القتل وبعدها الأمير محمد إلى ماركة عالمية”.

ويلفت الكاتب محمد حنيف  إلى أن “جولته في آسيا تأتي في وقت تهدد فيه الهند باكستان بالانتقام للهجوم الانتحاري في كشمير، الذي تسبب بمقتل أكثر من 40 جنديا هنديا الأسبوع الماضي، (وكان هناك هجوم قاتل آخر يوم الاثنين)، ولا أحد يتوقع أن يقوم الأمير بشيء حول كون الهند وباكستان على شفا حرب مرة أخرى، ومثله مثل الأمراء الصغار كلهم فليس عليه أن يختار جانبا، وعندما يزور الهند هذا الاسبوع يتوقع أن يوقع المزيد من صفقات الاستثمار”.

ويفيد حنيف بأنه “خلال الاستعدادات لاستقبال الأمير محمد في باكستان هذا الأسبوع، قامت بعض المجموعات الصغيرة بالاحتجاج ضد حربه الوحشية في اليمن، وبدأ هاشتاغ (# أم بي أس غير مرحب به)، واصدرت وزارة الداخلية بيانا أشار بإصبع الاتهام إلى (أفراد ناقمين من المجتمع الشيعي.. يقفون بشكل رئيسي خلف هذا التصرف الشائن)، وعندما قيل لوزارة الداخلية إن هذه طائفية فإن الوزارة أصدرت بيانا آخر قالت بأنها ستحقق في سبب إصدار البيان الأول، ويرأس وزارة الداخلية عمران خان”.

ويقول الكاتب: “يبدو أن خان وقع تحت سحر الأمير محمد، حتى أنه أصر على أن يقود السيارة التي تقل سمو الأمير بنفسه، وفي إشارة إلى شعبية الأمير في باكستان، قال له عمران ممازحا إنه لو ترشح للانتخابات في باكستان لحصل على أصوات أكثر منه، لكن الأمير ليس مهتما بالانتخابات هنا أو في أي مكان آخر”.

ويشير حنيف إلى أن وزير الخارجية السعودي شن يوم الاثنين في مؤتمر صحافي في إسلام أباد، حملة على إيران، واتهمها بأنها الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم، فقامت قنوات التلفزيون بعدم بث الصوت، أما وزير الخارجية الباكستاني فاختار الصمت، لافتا إلى أنه في اليوم ذاته، منح الأمير محمد أعلى وسام مدني في باكستان.

ويلفت الكاتب إلى أن هذا كله يأتي في وقت تتهم فيه إيران باكستان بالوقوف خلف التفجير الذي وقع في إيران الأسبوع الماضي، الذي تسبب بمقتل 27 من عناصر الحرس الثوري.

ويختم حنيف مقاله بالقول: “قد ترحب باكستان بما تقدمه العائلة المالكة السعودية، لكن يجب عليها أن تفكر بما سيطلب منها في المقابل”.

رسالة ابن سلمان لباكستان عقب زيارته المشؤومة واندلاع الحرب

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.