الرئيسية » الهدهد » “كنيس جوبر”.. كاتبة سورية تروي ما حدث لأقدم معبد يهودي في العالم

“كنيس جوبر”.. كاتبة سورية تروي ما حدث لأقدم معبد يهودي في العالم

وطن- كشفت كاتبة سورية جوانب من اختفاء “كنيس جوبر” أقدم معلم يهودي في العالم، ويضم أقدم نسخة توراة، وأقدم نسخة مكتوبة من التلمود، الكتاب المقدس عند اليهود.

كما يضم الكنيس الواقع في جوبر بغوطة دمشق الشرقية مقام النبي “إيلياهو” أو “إيليا” أو “إلياس”.

الكاتبة “حنين بوظو” التي تعد كتابا توثيقيا عن اليهود وإبداعاتهم الحرفية أوضحت لـ”وطن” أن أهمية “كنيس جوبر” تأتي من التفاف الديانات الثلاث حوله، حيث يعتبرونه رمزاً مقدساً بالنسبة لهم.

وأضافت أن مقام “سيدنا الخضر” الذي رافق النبي “موسى عليه السلام”، في رحلته بالوقت ذاته هو القديس “جرجس” عند المسيحيين وأيضاً هو مقام النبي “الياس أو الياهو” الذي اتخذ من الكنيس ملجأ له.

وأردفت “بوظو” أن قدسية هذا المكان تأتي لأنه شهد مسح “حزائيل” نبياً حين قام النبي “الياهو” بالمسح عليه، وقد ذكر في إحدى حجراته بأن النبي “اليشع” هو من بناه، ويعود اسم “جوبر” المشتق من كلمة “جب” وتعني البئر و”بر” وهو البئر الموجود بداخله، ومنهم من يقول إن كلمة بر تعني البرية وهناك احتمى فيه النبي “الياس أو الياهو”، وورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى (وإن إلياس لمن المرسلين).

ولفتت الكاتبة الدمشقية التي تعيش في السودان إلى أن الكنيس المذكور خضع لأول عملية ترميم في القرن الأول للميلاد على يد الحاخام “اليعازر بن آراخ”، أما الترميم الثاني، فجاء بناء على أوامر من “ابراهيم باشا” بن “محمد علي” الذي كان يغبط اليهود غبطة شديدة وجاء الترميم على الطراز العثماني.

في أقصى اليمين من الكنيس يوجد مغارة عميقة يهبط الزائر إليها بدرج حجري-حسب قولها- وتتوارد الأقوال بأن هذا المكان هو الذي اختبأ فيه النبي “إلياس” وفيه الفتحة التي كانت الغربان تأتيه بالطعام منها واستمد قوته من خلالهم طيلة 40 ليلة.

وروت محدثتنا أن كبار السن في “جوبر” ولشدة إجلالهم وتعظيمهم للكنيس كانوا حين يذهبون إليه يخلعون نعالهم من أول الحي احتراماً له.

ولم يعتبر الدمشقيون وجود الكنيس في مدينتهم عاراً أو عيباً ولم يقوموا بهدمه أو إخفائه –كما تقول محدثتنا- بل على العكس تم الحفاظ عليه وعلى محتوياته من توراة قديمة، وكتب موغلة في القدم وقطع أثرية تعود إلى القرون الوسطى.

ولفتت “بوظو” إلى أن حاخام الطائفة اليهودية في دمشق “ابراهيم حمرا” قام بتهريب اللفائف والتيجان والكتب القديمة والمنحوتات المحفوظة في الكنيس، ومنها أقدم نسخة من التوراة منقوشة على جلد غزال، ومطُرزة بالذهب وأحجار الزمرد والياقوت وأودعها في السفارة الفرنسية بمنطقة العفيف ومن ثم تم نقلها إلى “إسرائيل” مطلع التسعينات.

مع بداية الحرب تعرض الكنيس للقصف من قبل النظام الأسدي وتم تدميره وتخريب محتوياته كغيره من المعالم الدينية في المدينة وتعرّض تالياً للكثير من السرقات والنهب على يد فصائل على أطراف دمشق وتحديداً في “جوبر”، ومنهم “جيش الإسلام” الذي أفرغ محتوى الكنيس من الداخل، كما عثروا على آثار وذهب تحت الأرض حين كانوا يقومون بحفر الأنفاق، وقاموا بالاستيلاء عليه، وهذا أكده بعض سكان تلك المنطقة، حسب المصدر نفسه.

وكشفت “حنين بوظو” أن الكثير من منتمي “جيش الإسلام” لم تسمّهم كانوا يتواصلون معها على صفحة “يهود الشام” ويعرضون عليها مسروقات من الكنيس بدمشق وحلب وحتى على حدود درعا، مضيفة أنهم أرسلوا لها صور المسروقات وبعض الصور لمقابر كاملة.

وأردفت أن معظم من نهب الكنيس ونقبوا في أرضه أخطؤوا باستخراج ما توهموا أنها مخطوطات، وهي في الواقع نوع من أنواع السحر الأسود لكنهم –حسب قولها- تصرفوا بجهل غير مدركين لفداحة ما فعلوه وكان دافعهم الوحيد الطمع والجشع.

بدوره أشار ناشط، فضّل عدم ذكر اسمه لـ”وطن”، إلى أن “فيلق الرحمن” شارك “جيش الإسلام” في “سرقة كنيس جوبر”، وبعض الأشخاص من المدينة يتبعون الفيلق المذكور كونهم كانوا مرابطين عليه، وعندما حصل الاقتتال الأول وتم إخراج “جيش الإسلام” من القطاع الأوسط في “جوبر” أصبحت المدينة تحت سيطرة “فيلق الرحمن”، وفي هذه الفترة، حسب الناشط، دخل أشخاص مدنيون وعسكريون من “جوبر” إلى قلب الكنيس وسرقوا محتويات منه، وأثناء تهجير أهالي الغوطة الشرقية -كما يقول- كانت هناك ممتلكات من الكنيس مخبأة من قبل أحد الأشخاص في مدينة “زملكا” وخرج إلى “برزة” ومن هناك إلى تركيا فأوروبا، وبعد حملة التهجير الأخيرة تواصل الشخص مع عناصر تابعين لـ”فيلق الرحمن” وأخبرهم بمكان المخبوءات، وذهب عناصر من الفيلق إلى “زملكا” ونبشوا المكان، وكانت نيتهم اصطحاب ما تم العثور عليه إلى إدلب، ولكن قائد “فيلق الرحمن” أبو النصر علم بالقصة فداهم المنطقة وسيطر على كل ما كان موجوداً فيها، وتم الاتفاق أن يتم دفن المخبوءات في “جوبر” وعدم إخراجها، والكلام مازال للمصدر.

وتم -حسب محدثنا- سرقة حوالي 20% من الكنز على يد قياديين شقيقين وثالث خرجوا إلى إدلب وتم بيع ما تم سرقته فيها، علماً أن الشقيقين الآن في هولندا.

وأكد الناشط أن قسماً من آثار “كنيس جوبر” أخرج إلى تركيا وتم ضبطه من قبل السلطات التركية أثناء محاولة عرضها للبيع واعتقال من حاول بيعها.

وأشار محدثنا إلى أن هناك مخطوطاً نادراً للتوراة أخذه أحد الأشخاص من أبناء “جوبر” قبل اتفاق التهجير من “برزة” إلى إدلب ومنها إلى تركيا وتواصل هناك مع الإسرائيليين وأخبرهم بوجود الكتاب بحوزته وتم تسليمه لهم، مضيفاً أن إحدى القنوات الإسرائيلية أجرت مقابلة معه ضمن الأراضي المحتلة وتم ترحيله إلى أوروبا، علماً أن الشخص المذكور يملك- كما يقول محدثنا- صوراً لكل محتويات الكنيس من عام 2013 ويطلب أموالاً مقابل نشرها.

وتواصلت “وطن” مع الناطق الإعلامي باسم “جيش الإسلام” “حمزة بيرقدار” للرد على الاتهامات الواردة في التقرير فاكتفى بالقول إن “جيش الإسلام” تم إبعاده عن جبهات دمشق بما فيها جوبر منذ تاريخ 28/4/2016، مؤكدا أن “لا علاقة للجيش بقضية الكنيس لا من قريب ولا من بعيد”.

وأعاد “بيرقدار” تأكيده أن ما حصل في كنيس حوبر كان بعد إبعاد “جيش الإسلام” عن المدينة، لافتا إلى أن الأهالي يعلمون حقيقة الأمر وتفاصيله جيداً.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول ““كنيس جوبر”.. كاتبة سورية تروي ما حدث لأقدم معبد يهودي في العالم”

  1. لا أحد يعرف عن كنيس جوبر مثلما نعرف نحن أبناء الحي من بني إسرائيل..
    في البدء أريد أن أصُلح معلومة بأن (حزائيل) ليس بنبي على الرغم من أن إيليا مسحه ولكن مسحه ملكاً على آرام دمشق بأمر الله..

    الكنيس الأثري وحي جوبر الدمشقي العريق عمرهم التاريخي (2877) سنة ، والذي تم تأسيسه في عام (858 قبل الميلاد) في عهد ملك آرام دمشق (بنحود الثاني- حدد عزر) والذي يحوي على الكهف المقدس الذي مسح فيه النبي إيليا النبي إليشع ، والذي اختبأ فيه فتية بني إسرائيل (أصحاب الكهف) عندما فروا من الملك المجرم حزه ئيل (حزائيل) عندما أعلن حرباً على الموحدين اليهود لأنهم يعبدون الله وليس الإله (بعل) في عام (843 قبل الميلاد) ، وقتل بعدها ملك آرام دمشق (حزائيل) ودفن في بقعة من غوطة دمشق سميت باسمه (حزه) ، واستفاق الفتية في عهد الملك الفارسي كورش الثاني (ذو القرنين) سنة (534 قبل الميلاد) وهو من أمر ببناء الكنيس (كمسجد يسجد فيه لله) تكريماً للفتية الموحدين من بني إسرائيل (اليهود)..

    – كلمة جوبر (גב בר) مؤلفة من جزئين ، الأول عبري(جب – גב) والثاني آرامي(بر- בר)..

    تعريف (جب) (גב) :
    גב (מים) – שקע בקרקעית נחל אכזב שבו מצטברים מים לאחר שטיפת הנחל ..
    جب (ماء) – أي كهف جوفي تتجمع فيه بعض من مياه النهر المرتشحة النقية..

    وله تعريف آخر مأخوذ من المصرية القديمة وهو:
    גב (אל) – אל האדמה במיתולוגיה המצרית ..
    الرجوع أو العودة للأرض (للحياة) من مكان البدء..

    أما تعريف (بر) (בר ) :
    בר : היא מילה ממקור ארמי שמשמעותה “בן” או “חוץ” ..
    فهو مصطلح مأخوذ من اللغة الآرامية ، أي (البرية) أي هو المكان خارج التجمع السكاني..

    – استقر نبي الله يحيى وذريته وطائفته في حي جوبر وحي اليهود في دمشق القديمة بعد أن ترك الفرات عندما كان يدعو فيها لله الواحد ، وظل يُعمّد الناس (أي يغسلهم للطهور) على ضفة بردى اليمنى (لأنه ممنوع في نهج يحيى العيش على الضفة اليسرى لأي نهر) حتى مات ودفن في معبد دمشق الكبير الذي تحول لاحقاً للجامع الأموي..

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.