الرئيسية » تقارير » انقسام وخلافات داخل الأسرة الحاكمة.. قادة الإمارات عبروا سراً عن تذمرهم من هيمنة أبوظبي على الدولة

انقسام وخلافات داخل الأسرة الحاكمة.. قادة الإمارات عبروا سراً عن تذمرهم من هيمنة أبوظبي على الدولة

وطن- قال “ديفيد بولوك” الباحث بمعهد واشنطن والمتخصص في الحراك السياسي في بلدان الشرق الأوسط، إنه توصل من خلال نتيجة استطلاع رأي نادر أُجري في نوفمبر 2018 في الإمارات إلى وجود خلافات مستعرة بين قادة الإمارات الذي عبر معظمهم سرا عن تذمرهم من هيمنة أبو ظبي ومحمد بن زايد على الدولة.

“الإمارات ليكس 3” تفضح سفير “عيال زايد” في لبنان ودوره في احتجاز “الحريري” بالرياض

ويشير استطلاع الرأي الذي جرى عبر مقابلات شخصية قامت بها شركة عالمية على ألف مواطن إماراتي، إلى أنه على الرغم من أنَّ هذه النتائج لا توحي بسخط شعبي واسع، فهي تمثِّل اختلافاً في الآراء، يبيِّن أنه ينبغي على الحكومة التعامل مع هذه التقاطعات في المواقف الشعبية.

كما يشير تقرير معهد واشنطن إلى أن ثلثي المستطلعين لا يوافقون على “ضرورة أن نستمع إلى من يحاولون منّا تفسير الإسلام في اتجاه أكثر اعتدالاً وتسامحاً وحداثة”، وأن نسبة 28% -وهي نسبة منخفضة جداً بحسب المعايير الإقليمية- تشعر فعلاً بأنه “في الوقت الحالي، الإصلاح الاقتصادي والسياسي الداخلي مهمّ للإمارات، أكثر من أي قضية تتعلق بالسياسة الخارجية”.

خلاف”مستعر” داخل الأسرة الحاكمة

والخلاف في الرؤى الذي سجله استطلاع الرأي بين الإماراتيين قد وصل أيضاً إلى قمة الحكم في البلاد، إذ كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في تقرير لها، افي يوليو الماضي  عن فرار أحد أفراد الأسرة الحاكمة في إمارة الفجيرة الإماراتية، والذي وصل للعاصمة القطرية الدوحة طالباً اللجوء، والذي تحدَّث بدوره عن الخلافات بين قادة الإمارات حول بعض تلك الملفات.

الشيخ راشد بن حمد الشرقي، النجل الثاني لحاكم إمارة الفجيرة، الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والذي فرَّ إلى الدوحة، قال إن حكام أبوظبي لم يتشاوروا مع حكام الإمارات الآخرين، قبل المشاركة في حرب اليمن منذ ثلاث سنوات. وبحسب ما أكَّده الشيخ راشد للصحيفة الأميركية، أنَّه كان يخشى على حياته بسب خلافٍ مع حكام أبوظبي، الإمارة الغنية بالنفط التي تهيمن على الإمارات.

وقال الشيخ راشد: “هناك قتلى من الفجيرة أكثر بكثير من أيِّ إمارة أخرى”، مُتَّهِماً أبوظبي بإخفاء الحصيلة الكاملة للقتلى، واتَّهم أجهزة استخبارات أبوظبي بابتزازه عبر التهديد بنشر مقاطع فيديو مُحرِجة له ذات طبيعة شخصية.

وقال باحثون متخصصون في الشأن الخليجي إنَّ قادة الإمارات الأخرى كثيراً ما تذمَّروا سراً من هيمنة أبوظبي على دولة الإمارات وسياساتها الخارجية.

فقال ديفيد روبرتس، وهو أستاذٌ يدرس الخليج بجامعة كينغز كوليدج في لندن: “من النادر خروج سياسات النخبة كتلك علناً في الإمارات”.

وإذ كان هذا خروجاً نادراً للسياسات إلى العلن فقد كانت هناك تلميحات أطلقها حاكم إمارة دبي ونائب رئيس دولة الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، في أغسطس الماضي، عبر حزمة من التغريدات انتقد فيها بقوة السياسات العربية وما اعتبر انتقاداً لسياسة تدخل أبوظبي في ملفات خارجية مثل اليمن.

وتصوّر الإمارات العربية المتحدة نفسَها فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية، على أنها واحة من التسامح والحداثة، إلا أنَّ حوالي نصف المواطنين غير موافقين على الكثير من الإصلاحات التي تقوم عليها سمعة البلاد هذه، إذ يرى 47% أنَّ حكومتهم تقوم “بأكثر من اللازم من أجل «تعزيز الفرص والمساواة للمرأة”، كما قال 52% إنَّ السلطات الإماراتية تتدخل بشكل كبير في الشؤون الاقتصادية المحلية، ضمن محاولتها الرامية إلى “مشاركة أعباء الضرائب وغيرها من الالتزامات تجاه الحكومة بطريقة عادلة”.

وتتمثّل إحدى القضايا البارزة مؤخراً في السياسة الخارجية في تعاون الإمارات العربية المتحدة المتزايد، وغير الرسمي، مع إسرائيل، الذي أشير إليه في هذا الاستطلاع من خلال مثال عزف النشيد الوطني لإسرائيل في مكان عام، عندما فاز فريق إسرائيلي زائر بمنافسة دولية للجودو على الأراضي الإماراتية.

ولكن لم يحبِّذ معظم المستطلعين ذلك، إذ تريد نسبة 20% من المستطلعين، وهي نسبة مماثلة للنسب المحققة في المجتمعات العربية الأخرى، التي أُجريت فيها استطلاعات رأي مؤخراً “العمل مع إسرائيل في قضايا أخرى مثل التكنولوجيا ومكافحة الإرهاب واحتواء إيران”، بينما رأيُ 38% من المستطلعين إيجابي تجاه حركة حماس.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.