مجتهد يكشف بالتفاصيل.. شخصيات قطرية استخدمها ابن سلمان تتواصل مع الأمير تميم للعفو عنهم
في واقعة تمثل خسارته لورقة ضغط ومساومة جديدة استخدمها على مدار عام ونصف ضد قطر، كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن أن شخصيات قطرية استخدمها ابن سلمان يجرون اتصالات مع السلطات القطرية لطلب عفو الأمير تميم بن حمد ومسامحتهم بعد ان أدركوا أن “أبو منشار” انتهى وأن لا مستقبل سياسي له في أعقاب مسؤوليته المباشرة عن مقتل الكاتب جمال خاشقجي.
وقال “مجتهد” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:” أبن سلمان يصاب بالصدمة بعد استلامه طلب توجيه من جهاز أمن الدولة بصدد ماذا يجب أن يـُـتخذ تجاه معلومات أن القطريين الهاربين للسعودية والذين يستضيفهم ابن سلمان كـ”معارضة” ضد قطر يجرون اتصالات بأمير قطر لمسامحتهم والسماح لهم بالعودة وسبب الصدمة أنه رآها علامة إدراكهم أنه انتهى”.
أبن سلمان يصاب بالصدمة بعد استلامه طلب توجيه من جهاز أمن الدولة بصدد ماذا يجب أن يـُـتخذ تجاه معلومات أن القطريين الهاربين للسعودية والذين يستضيفهم ابن سلمان كـ"معارضة" ضد قطر يجرون اتصالات بأمير قطر لمسامحتهم والسماح لهم بالعودة
وسبب الصدمة أنه رآها علامة إدراكهم أنه انتهى— مجتهد (@mujtahidd) October 18, 2018
يشار أن للسعودية تاريخ طويل في محاولات تغيير الأمراء الخليجيين غير المرضي عنهم بالنسبة للرياض، واستبدالهم بأمراء ضعفاء وهامشيين وموالين لها.
وشهدت الأزمة الخليجية التي اندلعت في 5يونيو/حزيران العام الماضي مساعي علنية من قبل الرياض وأبو ظبي لمحاولة الضغط على أمير قطر تميم بن حمد وحكومته من خلال ورقة التلويح بـ”وجود بدائل”، وهمية في الحقيقة، من خلال إبراز الشيخ عبد الله بن علي الذي لم يطلق مواقف علنية بالمرة محاولاً الحفاظ على “خط رجعة” مع سلطات بلده.
وانتهى به الحال بتسريب مقطع مصور قام بتصويره لنفسه، كشف فيه بأنه محتجز في أبو ظبي، محملا محمد بن زايد مسؤولية أي مكروه يصيبه، قبل أن تتوسط الكويت له وتستقبله في طريق مغادرته للعاصمة البريطانية لندن.
وبعد انتهاء دور الشيخ عبد الله بن علي، دفع “ابن سلمان” بـ سلطان بن سحيم، للظهور على الساحة كمعارض من داخل الأسرة الحاكمة، الذي فشل بجدارة في تسويق نفسه اللهم داخل دول الحصار.
وفي هذا السياق، وفي اعقاب بروزه للعلن بأيام، نشرت صحيفة الشرق القطرية تسجيلا صوتيا لـ “منى الحسني” والدة سلطان بن سحيم آل ثاني، أثناء مكالمة هاتفية مع أحد الأشخاص القطريين “تحاول تحريضه على الانضمام لنجلها في ما وصفته الصحيفة بـ “خيانة قطر”، مع إغرائه بالمناصب والأموال”، بحسب الصحيفة.
وأكدت الصحيفة حينها، على أنه بالرغم من سلطان بن سحيم التقى ولي العهد السعودي سرا في يوليو/تمور العام الماضي، إلا أنه لم يظهر علنا في إعلام دول الحصار إلا في 18 سبتمبر/أيلول من نفس العام الماضي بعد نحو شهر من ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وفي أول ظهور له تم بث خطاب مصور له يحرض فيه على قطر ويعلن دعمه الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي كانت تقدمه دول الحصار آنذاك كرئيس للمعارضة القطرية” على حد ما قالته الصحيفة.
ويأتي طلب المعارضين القطريين العفو من أمير قطر، في وقت كشفت فيه صحيفة لوفيغارو الفرنسة نقلا عن مسؤول فرنسي وصفته بـ”الرفيع” قوله إن ما يعرف بهيئة البيعة في السعودية “تنظر في تعيين ولي لولي العهد” في ظل الأزمة الناشئة بعد اختفاء الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول.
وتناولت الصحيفة في تقريرها ما قالت إنه “عمل كبار أفراد العائلة المالكة السعودية على إيجاد حل للأزمة التي تمر بها المملكة حاليا في ظل موجة الضغوط التي يواجهونها بعد اختفاء خاشقجي”.
وتنقل “لوفيغارو” عن أحد المصادر الدبلوماسية في باريس تأكيده أن هيئة مكونة من حكام العائلة المالكة السعودية (هيئة البيعة) اجتمعت منذ عدة أيام، وناقشت المشاكل المتعلقة بخلافة العرش، فضلا عن اختفاء خاشقجي، القضية التي لم تحل بعد منذ دخول الصحفي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول وانقطاع أخباره”.
وتقول الصحيفة: “في الوقت الراهن، يبدو أن العائلة المالكة السعودية تعيد النظر في وضعية ولي العهد الذي تحوم حوله الشبهات، مع تزايد الضغوط الدولية؛ خاصة أن الفريق الذي يضم 15 عنصرا وأرسل إلى إسطنبول يوم اختفاء خاشقجي، مقرب من ولي العهد”.
وتنقل عن “أحد الأشخاص المقربين من عائلة آل سعود قوله إن مستقبل ولي العهد أضحى بين أيدي الأعضاء المشاركين في هذا الاجتماع”، متسائلة عن “القرارات التي ستتخذها هذه الهيئة التي عادة ما تسعى إلى التوصل إلى توافق في الآراء بين الأمراء الملكيين في قضايا الميراث”.
وتوضح بالقول: “وفقا للعديد من الخبراء، ستقترح هذه الهيئة تعيين نائب لولي العهد محمد بن سلمان”، أي ولي لولي العهد كما كان معمولا به قبل، حيث “ترك ابن سلمان ترك هذا المنصب شاغرا منذ تنصيبه وليا للعهد خلال شهر حزيران/ يونيو من سنة 2017”.
وتضيف: “بعد الإطاحة بالأمير محمد بن نايف، المعروف بمكافحة الإرهاب والمقرب من وكالة المخابرات المركزية، ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، طرحت عودة شقيق ولي العهد خالد بن سلمان من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتولى منصب سفير السعودية، الكثير من التساؤلات”.
وأوضحت أنه “في حال تم تعيين خالد بن سلمان نائبا لولي العهد، فذلك يعني أن ولي العهد قد اقترب من استلام الحكم. وفي الوقت الراهن، لا يمكن للملك سلمان بن عبد العزيز التنازل عن العرش في ظل الضغوط المسلطة عليه بسبب قضية خاشقجي”.
وأكد مصدر سعودي في الرياض للصحيفة أن “أولويات الملك تتمثل في تنصيب خالد بن سلمان وريثا للعرش، لضمان احتفاظ أبنائه بالسلطة إلى جانب ذلك. ومن المرجح أن يحتفظ ولي العهد بالسلطة في حال قررت الهيئة تعيين نائب له من خارج عائلة سلمان، لأنه حتما سيكون الحلقة الأضعف”.
ونوهت الصحيفة بأن ابن سلمان، “كرس كل جهوده لتعزيز القوى العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية منذ تعيينه وليا للعرش، على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن صوت الملك ما زال مسموعا في الحكم، لا سيما من خلال قضية القدس أو خصخصة الشركة السعودية للنفط”.
وساهم ولي العهد بحسب الصحيفة “في زيادة عدد أعداء آل سعود من خلال كسر التوافق بين كبار الأمراء من مختلف فروع الأسرة الحاكمة، حيث سجن الكثير من أفرادها. وفصل ابن سلمان رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، فضلا عن ظهور الكثير من الأصوات المنددة بسياسة ابن سلمان خارج حدود المملكة”.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى قوله إن “سياسات ولي العهد أدت إلى بروز الكثير من الأصوات المعادية له، على غرار قصف اليمنيين، ومحاصرة القطريين، بالإضافة إلى شعور الفلسطينيين بالإحباط على خلفية مناصرته للمواقف الإسرائيلية، ناهيك عن الأزمات التي أثارها مع الأتراك والإيرانيين وجزء من الأمريكيين”.
ويؤكد الدبلوماسي الفرنسي للصحيفة أن قضية خاشقجي “تسببت في إحراج العديد من الأطراف”، مضيفا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “سمح بنشر حقائق دامغة عن تورط الرياض في اختفاء خاشقجي في الصحافة”.
وتختم الصحيفة تقريرها بالقول: “يبدو جليا أن أردوغان وترامب سيعقدان اتفاقا من شأنه أن يضمن بقاء السلطة في السعودية حول الملك، لكنه في المقابل سيهمش ابنه. ولكن السؤال المطروح، هل سيوافق الملك على التضحية بابنه؟”.
لكمة تلو الاخرى وستاتيك القاضية