الرئيسية » تحرر الكلام » هل تقصف ايران عربان الصهيونية قبل أن يتم قصفها امريكياً

هل تقصف ايران عربان الصهيونية قبل أن يتم قصفها امريكياً

هذا هو العنوان العريض لهذه المرحلة القصيرة التي بدأت تتضح معالمها، بعد تبادل التهديدات بين الرئيس الأمريكي ترامب من جهة وبين الجمهورية الإسلامية في إيران من جهة أخرى.

هناك ثلاث نقاط تؤكد اقتراب هذا السيناريو وهو إما تسير ايران بالمخطط المرسوم وتوقف دعمها لحركات المقاومة بالمنطقة وتشارك بالمتغير الذي رسمته الصهيونية، وينفّذه غالبية عملائها بالنظم العربية، أو تشنّ عليها الحروب لإخراجها من دائرة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب.

أولاً: إن هذه النقطة قد تكون أقرب إلى الخيال ولكنها واقع حقيقي وتتعلق بالاساطير، فإن عدنا إلى تصريح الرئيس الأمريكي السابق بوش الإبن نجد أنه مؤمن بهذه النظرية لأنه قال علناً إنه سمع صوت الرب يقول له إنه المخلّص، وكانت نظرية بوش الإبن تتعلق بعلوم (الكابالا) او ما يعرف بظاهرة الكواكب والنجوم وتأثيرها على الحروب ومسار الشعوب، وبالفعل إبّان سقوط العراق في عام 2003 كان كوكب المريخ إله الحروب، قريباً إلى الأرض كما كان عام 1924 عندما تفكّكت السلطنة العثمانية وأنشئت المملكة السعوديّة الوهابية وقبلها اقتراب كوكب المريخ في عام 1766 وعام 1845 ومع كل اقتراب لهذا الكوكب يحدث تغير، وأردت أن ألفت النظر، بأن كوكب المريخ في هذه الايام هو قريب إلى الارض، وأذكر هذه النقطة لأن هناك شعوب تؤمن بالغيبيات وتعمل على تحقيقها ومنها رؤيا يوحنا المعمدان.

ثانيا: وهي نقطة أساسية اريد ان اتناولها لانها ثابتة لا تتغير إلا بحال استيقظت الأمة وتوحّدت في وجه الصهيونية من أجل نهضتها وعزتها، وعودة سيادتها على كامل أرضها وثرواتها.
أ- لا يوجد في امريكا أو اوروبا شيء اسمه حكومات أو رئيس ذو بشرة بيضاء أو سوداء ولا رئيس بلغة دبلوماسية ورئيس بنبرة عسكرية، الجميع يأتي ليكمّل مخططا موضوعا قبل ولادة هذه الشخصيات التي نشاهدها ونسمع عنها أن كانت برتبة وزير أو بمنصب رئيس، لذلك من يعتقد بأن لقاء هنا أو بهدية من هناك أو موقف او ابتسامة او مصافحة يستطيع ان يغير شيء فهو مخطئ.
ب – إن استراتجية هذه الدول، لا تخضع لتقلبات الطقس أو تغير المناخ او مزاج حاكم او محكوم، ولا تتوقف عند حدود حدث سياسي ولا حتى أمام زلزال، فهذه الدول تضع المخطط وتعمل على تنفيذه بهدوء وروية، معتمدة على سياسة الموت فهي تضع في جسد الأمة أو الشعب المستهدف مرضا خبيثا وتعمل على تغذيته كما تساهم بانتشاره وعندما تضعف مناعة الجسد ويبدأ المرض بالتهامه ويصبح عاجزا عن المواجهة تنقضّ عليه هذه الحكومات وتفترسه.

ثالثا: تبين ان خلاصة المخطط الصهيوامريكي من الحرب على سوريا والعراق واليمن والقصف المتكرر لغزة  هو فقط لاستنزاف إيران ماليا، ووضعها امام خيارين إما أن تختار بين تعزيز الوضع الاقتصادي داخليا، أو تستمر بدعم الجبهة الممانعة للمشروع الصهيوني، والتي تمتد من باب المندب الى عمق فلسطين المحتلة، وبظل فرض العقوبات القاسية ومحاولة استهداف العمود الفقري للاقتصاد الايراني المتمثل بالنفط تعتقد الصهيونية العالمية أن الوقت قد حان للانقضاض على ايران، أو تفجير الوضع الداخلي.

ا- يعتقد العدو الصهيوني انه بظل الحصار والعقوبات المفروضة على ايران والتي أدت إلى تراجع الواردات من عائدات النفط مع العقوبات المالية المفروضة على حزب الله ومحاصرة الطائفة الشيعية عالميا، بانه قريبا يتم تجفيف مالية حزب الله او تصبح شحيحة غير قادرة على تغطية نفقات المتطوعين والجرحى وعوائل الشهداء بالاضافة الى تلبية متطلبات البيئة الشيعية التي هي بحاجة الى الكثير، بظل غياب دور الدولة الانمائي بسبب الانكماش الاقتصادي وانتشار حالة الفساد، لذلك العدو الصهيوني يراقب عن كثب ما يجري في البيئة الشيعية الحاضنة ويحاول دفعها إلى التصادم مع المقاومة أو اقله تحميل المقاومة نتيجة خيارها وقرارها السياسي.

ب – وأيضا هذه الاستراتيجية تطبق على باقي مكونات المقاومة، في اليمن وفلسطين، والذي يشير الى أن سقوط ايران اقتصاديا يعني سقوط المقاومة أو أقله بداية تقليم أظافرها .

ج- فهل تقصف امريكا ايران لينتهي دور حزب الله العسكري وترضخ المقاومة بغزة لشروط صفقة القرن وتضعف جبهة اليمن ويتقلص دور حلفاء ايران السياسي والعسكري في العراق.

د –  هل تنجح ايران بتجاوز الخيارات الاقتصادية الصعبة، وخاصة بظل العقوبات المالية والحصار شبه الدولي، وهل تستمر بدعم محور المقاومة مع الحفاظ على ميزانيتها العسكرية الدفاعية في التطوير والإنتاج والتي تعتبر الأضخم في المنطقة…

ه – ام لم يعد أمام ايران وحلفائها إلا المواجهة العسكرية لخلط الأوراق وقلب الطاولة على الجميع، وهذا ما صرح به الجنرال سليماني الذي هدد بالأمس امريكا وعملاءها، والأمر ليس صعبا، لانه لا يحتاج إلا لبضعة صواريخ على بعض الدول العربية المعتدية على ايران اقتصاديا واشعال جبهة لبنان مع فلسطين المحتلة حتى يبدأ الجميع بالبحث عن الحلول.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.