الرئيسية » تقارير » مهند بتار يكتب: أسـنان المشط الفارسي

مهند بتار يكتب: أسـنان المشط الفارسي

مبنيّ على المخاوف المتزايدة من فداحة التغلغل الفارسي في العالم العربي يبلغ التفاؤل عند البعض العربي مبلغاً كبيراً في تقديراته لما قد يؤول إليه الموقف الأمريكي المتشدد من إيران النووية ، ولأن العرب هم إجمالاً في وراد التقهقر أمام المدّ الفارسي فإنهم يعلقون آمالاً عظيمة (لا على أنفسهم) ولكن على راهن التحشيد الأمريكي ـ الصهيوني ضد النظام الإيراني لعله يفضي إلى حالة جديدة قوامها إنسحاب طهران من الملفات العربية والإنكفاء إلى الداخل الإيراني بعيداً عن طموحات الوليّ الفقيه العابرة للحدود، بل يذهب بعض العرب الأكثر تضرراً من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية على وقع التناقضات الطائفية إلى تمنياتٍ بتخيل إيران أخرى خالية من نظام الملالي ، متماهين في ذلك مع شعاراتٍ وهتافاتٍ حِـراكيةٍ إيرانيةٍ معارضة تحنّ حتى إلى العهد البهلوي الشاهنشاهي ، وهذه مفارقة (ومناسبة) تثير تساؤلاً عما إذا كان هنالك حقاً نظاماً إيرانياً مقترحاً قد يكون أقل طموحاً قومياً فارسياً من نظام الولي الفقيه ، أما جوابه فهو يستمد حيثياته من فصول السيرة القومية الفارسية تجاه العرب قبل السيرة الدينية المذهبية ، وكيف أن الأخيرة ظلت على الدوام وسيلة الأولى لبلوغ غاياتها في العالم العربي ، ولنا في المرور بعجالة على الظروف التي أدت إلى قيام نظام الولي الفقيه ما قد يجيب على التساؤل الآنف .

 

كان شاهنشاه إيران محمد رضا بهلوي (1919 ــ 1980) بمثابة شرطي الأمريكان (الوحيد) في الخليج العربي ، وكان خلال الوقت الذي يتطلع فيه إلى ترفيع رتبته لا ينفكّ (بفطرته القومية) عن السّعي لإستعادة الأمجاد الفارسية الغابرة ، لكنّ الرجل كان شرطياً موغلاً في التبعية للغرب بشكل مُخزٍ لا يرفع به المواطن الإيراني رأسه إفتخاراً ، فقد سبق للإستخبارات الأمريكية ومعها البريطانية أن أعادته من منفاه الإضطراري إلى العرش بعملية إستخبارية فضائحية دامية بعد أن كان الإصلاحي البارز (وكذا القومي) محمد مُصدّق قد ثار عليه (1953) .

 

في سنة 1979 أطاحت الثورة الإيرانية بالشاهنشاه ، تلك الثورة لم يكن أحد منطلقاتها الأساسية (قوميّ) الغاية ، ذلك ببساطة لأنّ محمد رضا بهلوي لم يكن أقل ولاءً للعصبية الفارسية من قادتها ورموزها رغم تبعيته للغرب ، بل ربما كانت تطلعات الشاهنشاه القومية الإمبراطورية العابرة للحدود والمشفوعة بترسانة عسكرية فاتحة للشهية أحد الأسباب الكامنة وراء تعامي المعسكر الغربي عن حـراك الشارع الإيراني ضده حين كان هذا الشارع يمور بالغاضبين على ديكتاتوريته المقيته وتسلّـطـه الدموي واستئثاره وبطانته من الطبقة النفعية والأجهزة القمعية بثروات ومقدرات إيران ، فبالنسبة لغربٍ كان يخوض آنذاك صراعاً متعدد الأوجه مع الإتحاد السوفيتي (السابق) لا أخطر على مصالحه في الشرق الأوسط من مطامع الدّب الشيوعي سوى ملامح يقظة قومية مسكونة بالتاريخ ، فارسية كانت أم عربية ، ولعل هذا ما يفسر بعضاً من خذلان الأوربيين والأمريكان لشاه إيران حتى بعد أن تحوّل إلى طالب لجوء إنساني حين رفضوا أن يمنحوه الملاذ الآمن ، فلأنّ مسألة إسقاط الحكم الشاهنشاهي أضحت تحصيل حاصل بعد جملة المتغيـرات التي طرأت على عقلية ورؤية وبنية المجتمع الإيراني فقد إعتقد المعسكر الغربي أنّ دولة إيرانية ثيوقراطية يقودها الملالي ومن شأن طبيعتها (الدينية) أن تجعل منها آنذاك سَـداً منيعاً بوجه المـدّ السوفيتي الشيوعي (الملحد) قد تكون أقل خطراً وأكثر قابلية للإحتواء من دولة قومية فارسية شوفينية يقودها شاهنشاه طامح قد ينفلت في ليلة إستذكارية إمبراطورية فارسية بعساكره المغامرين على الجيران العرب النفطيين فتشتعل المنطقة وتعمّ الحرائق وتسود الفوضى وتتهدد المصالح الغربية في كامل الخريطة الشرق أوسطية .

 

فليجيء الإمام الخميني إذاً ونرى بعد ذلك ما سيكون ، هكذا ابتلع الغرب موسى المقلب حين ترك شرطيـّه الشاهنشاهي المطيع يواجه وحيداً مصيره التراجيدي الشنيع ، ليموت هذا غمّاً أكثر منه سقماً عند مُضيّـفه أنور السادات في القاهرة (1980) ، وبقية القصة معروفة ، بدءً من أزمة الرهائن الأمريكان في طهران مروراً بحرب السنوات الثمان مع العراق وصولاً إلى رؤية (هلال المدّ الفارسي) في سماء أكثر من عاصمة عربية ، مترافقاً مع بزوغ النجم النووي الإيراني ومحفوفاً بالعديد من المليشيات والأحزاب والجماعات العربية ذات الولاء الفارسي المتشح بالعباءة الإسلامية المذهبية .

 

على الجانب العربي ، فإن أحوال وتطبيقات الفكرة القومية كانت (وما تزال) تُســرّ العدو وتغيظ الصديق وقبل كل ذلك تُـكيـد بالشقيق ، وكمثال يعكس واقع الحال البائس ظلّ بعث سوريا (القومي) ولعقود عديدة يقارع بعث العراق (القومي) على (لا شيئ) ، وحتى إن محطات تاريخية عربية كبرى كالحروب مع العدو الصهيوني الغاصب لم تجمع شمل الرّفاق المتشرذمين ، لا مع بعضهم البعض ولا مع اشقاءهم (اللدودين) من القوميين الناصريين إلا على قاعدة الكيد المتبادَل ، لا بل إن البعث العربي السوري راح يعاضد الإنبعاث الفارسي طلية أعوام الحرب العراقية ـ الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي ( 1980 ـ 1988) ، ثم لتأتي عودة (الفرع) الكويتي إلى (الأصل) العراقي بقوة المحبة الأخوية الغاشمة لتكشف عن عمق مأساة الفكرة القومية العربية وعقم تطبيقاتها قدر تعلق الأمر لا بصوابية أهدافها النهضوية الوحدوية النبيلة ولكن بأخطاء وكوارث القائمين على تجسيدها ، أمّا الأنظمة العربية التي نأت بأنفسها عن إشعاعات الإنبعاث القومي العربي فقد تدرّع بعضها بالعباءات المشيخية أو الملكية التي خلعها عليها الوصيّ الإستعماري دون أن يرشدها (متعمداً) إلى طريق الدولة المدنية الديمقراطية ، فيما تحصن البعض الآخر بقلاع الجمهوريات العسكرتارية أو شبه المدنية الديكتاتورية ، وذلك انسجاماً مع التحوّل الدراماتيكي لألوية الفكرة القومية العربية من حالة الهجوم على خرائط سايكس ـ بيكو التقسيمية إلى حالة التكيف مع نتائجها التشويهية إلى حالة الدفاع المستميت عنها في متوالية التقهقر أمام ما لم يوقف تداعياتها الوخيمة ويتقدم ويترسخ من مفهوم الدولة العربية الوطنية أو القُطرية (المدنية) بشروطها العصرية المطلوبة بقدر ما راح المفهوم الأخير بدوره يتضعضع ويتراجع ثمّ ليتصدع بدءً من ساعة الغزو الأمريكي للعراق إنطلاقاً من أراضي الأشقاء الأعداء وصولاً إلى ما نشهده راهناً من مفارقة الإنحسارين (القومي والقُطري) بعد أن شرعت جيوش المدّ الطائفي والمذهبي بهجومها الكاسح على الخريطة العربية لبسط مفاهيمها الإرتدادية . هذا ، فيما إيران الملالي ما برحت تقدم للعرب ما ينقصهم من النماذج العملية لتجليات عقلها القومي البارع في قدرته على تسخير أي شيئ وكل شيئ في خدمة المشروع الفارسي كما نرى من حولنا في عديد أمثلة التموضع الإيراني وسط العديد من عواصم الإنكفاء القومي العربي المشفوع بالشقاق حتى بين أبناء المذهب الواحد ، ففي حين تتوحد غالبية رايات وشعارات الحركات والأحزاب والجماعات الدينية (الشيعية) العربية تحت خيمة الولي الفقيه العقائدية لا تجد الحركات والأحزاب والجماعات الدينية (السنية) العربية مرجعية عقائدية واحدة تجمعها ، بل تتنازعها مرجعيات متصادمة متحاربة لا تعكس رحابة الإختلاف الرحيم بقدر ما تكرّس جسامة الخلاف السقيم والتضاد والإصطراع الذاتي العربي ـ العربي ، وفوق كل ذلك نجد أغلبها مطرودة من بيئتها العربية الطبيعية وملاحَقة ومنبوذة وموصومة بالإرهاب . أفبعدَ كل هذا تنعقد ألسنة العرب من فرط دهشتهم لمرأى الهلال الفارسي وقد لمعَ في سماوات عواصمهم ؟!.

 

كان الشاه محمد رضا بهلوي مسلماً شيعياً ينتهج العلمانية ، لكنـه عاش ومات كجندي مخلص في جبهة المشروع القومي الفارسي ، مثله في ذلك مثل جده الأقدم قورش الكبير (الزرادشتي) وجده الأحدث إسماعيل الصفوي المسلم (الإثني عشري) ومثلهما الإمام الخميني (الهندي الجذور ، الفارسي الولاء) صاحب نظرية وتطبيقات (ولاية الفقيه) ، ومثل أولئك الإمام الخامنئي والرؤساء رفسنجاني وخاتمي وأحمدي نجاد وروحاني ومن سيليه ، سواءً سيجيء هذا الأخير بثورة شعبية أم بدونها ، وفي ظل نظام ثيوقراطي أم علماني أو غيرهما ، فالعصبية القومية الفارسية تُعـدّ أقوى الثوابت في المتحول الإيراني ، أما الزعماء العرب الحاليون فإن المتدينين منهم والعلمانيين ، المحافظين والمتحررين ، الملوك والسلاطين والرؤساء والأمراء ، كلهم على حد سواء لم يصونوا لهويتهم القومية الوحدوية الجامعة عهداً ولا ميثاقاً ، بل دأبوا ينكروها ويستنكروها ويعادوها ويحاربوها ، ولمّا أن طلع هلال فارس فوق رؤوسهم راحوا يفتقدوها من بعد ما ضاعوا يوم ضيّعوها .

 

يبقى من المهم القول أن الطموحات القومية الفارسية لا تفرض على العرب بالضرورة صراعاً تدميرياً تصفيرياً مع إيران ، فالسعي للتفاهم العربي الحضاري مع إيران الحضارة هو الأصوب من السعي للتصادم العربي مع إيران الجارة ، على أن هذا الأمر يتطلب من العرب المتشرذمين أن يكونوا كتلة قومية قوية متماسكة متراصة من شأن مهابتها أن تكبح جماح الغلو الفارسي المتعالي لتهبط بمشاريعه الطموحة في العالم العربي إلى الواقعية فالتوازن فالتهادن فالتفاهم الحضاري على قاعدة المصالح العربية الإيرانية المشتركة ، وما أكثر هذه المصالح في هذه اللحظة التاريخية الشرق أوسطية الفارقة ، أمّا دون ذلك فلتتحمل الأنظمة العربية المعنية نتائج غدرها المتكرر بالفكرة القومية الجامعة المانعة وتوابع اتكالها الإنخذالي على أمريكان الصفقات البراغماتية التي إن أبرِمت غداً مع طهران القوية فلن تكون إلا على حساب جيرانها الضعفاء ، أليس كذلك يا عرب داحس والغبراء ؟.

 

 مهند بتار

قد يعجبك أيضاً

3 رأي حول “مهند بتار يكتب: أسـنان المشط الفارسي”

  1. العرب البائدة أو العرب المبيدة أو العرب الآيلة إلى الفناء والإنقراض؟!،كلها مصطلحات تلخص حجم الهوان والتشرذم والضياع والتيه الذي يعكس واقع العرب اليوم؟!،لكن حصيلة حالهم كان نتيجة ما غرسوه بأيديهم من شقاق ونفاق وسعيهم الحثيث لاستبعاد تناول كل ترياق أسداه لهم الخبراء وأولو الحكمة حتى لايحصل ما حصل لهم اليوم؟!،فعلى أهلهلهم وعلى أنفسهم جنوا البراقشة؟!،إيران استثمرت في العرق والدين والعقول والنفط والمتناقضات الغربية العربية الصهيونية بما محصلته اكتساب النفوذ على حساب العرب البائدة؟!،أما من أبيدوا-أو هم على وشك ذلك- فقد سخروا كل عبقريتهم لتعميق الهوة بين أطراف الجسم الواحد عوض جسرها؟!،فما معنى أن تستثمر إيران في حماس بينما تسارع الأعراب البائدة لاعتبار حماس إرهابية؟!،هل هذا منطق أم لا منطق؟!،لو استثمروا في حماس -مثلا-لاستطاعوا ان يبتزوا أمريكا والغرب وإسرائيل بما يمكنهم من تحقيق مكاسب؟!،لكن العكس هم يعملون على خنق وإبادة كل قوة يمكن أن تشكل لهم سندا؟!،أوليس مصر مرسي أحسن وأضمن دعما للسعودية من مصر السيسي لو كانوا يحسبون ويفقهون؟!،على الصعيد السوري-ساحة لعب إيران مثلا- كانت لغة مرسي أبلغ وأقوى من إيران وذراعها حزب الله من أي مسؤول عربي؟!،فلم عملوا على بتر لسانه ويديه وقدميه؟!،هل كانوا يظنون أن السيسي المدمن على الرز الفاقد لكل عقيدة وهوية سيكون معهم وبالمجان وصدقا؟!،إنهم الفاشلون في فهم الواقع وفي التدقيق في قائمة الأعداء والأصدقاء؟!،بل إنهم والحق لا يقرِأون ولا يحسنون قراءة لا الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل؟!،لو كانوا يقرِأون لعرفوا ما كان يلزم عليهم فعله من أجل تحصين أنفسهم؟!،والدليل أن الخرائط المستقبلية للمنطقة سبق وأن نشرتها نيويورك تايمز عشية وغداة غزو العراق في2003 حيث تنبِأوا بتقسيم السعودية إلى ثلاث دويلات ونيف(شيعستان-سنستان-علمنستان…..)؟!،ولكن بالرغم من قراءتهم ذلك-إن كانوا قد قرؤوه رأيناهم يناولون بوش الإبن -المحتل للعراق المسلًم أياه على طبق من ذهب لإيران-السيف ليرقص معهم على أشلاء بني دينهم وجلدتهم وعرقهم؟!،وكذلك فعلوا ويفعلون مع أوباما وترامب وكل وافد جديد غدر وما انفك يغدر ويغدرون بهم وبلا اتعاظ؟!،هذه حقيقتهم لا يملكون الأوراق ولا يعرفون كيفية كسبها وصرفها واستخدامها؟!،والدليل خيانتهم للمعارضة السورية جهارا نهارا بعد أن منوهم بالمن والسلوى وتسليمهم رأس الأسد حيا وميتا؟!،ماذا تنتظرون ممن سلم عدوه وعدو المسلمين نصف ترليون دولار؟!،هل كنتم تنتظرون أن يصل إلى أن يكون الفاعل لا المفعول به؟!،من يسلًم مكاسبه لغيره ليسلم لا يسلم ولن يسلم أبدا؟!،وهذا ما ستعرفونه بعد حين ؟!،قديما قالوا:من يزرع الشوك يجن الجراح؟!،جراح بفعل أيديهم التي أوكتت وأفواهم التي نفخت؟!،العجب بطل فالأسباب عرفت وبأدق التفاصيل ؟!،فذوقوا فلن يزيدكم خبلكم إلا مهانة وإذلالا؟!،حاربتم ثورات شعوبكم فها أنتم أسرى ثورة ولي الفقيه يقتحم دياركم ويصدًر ثورته إلى عقر دياركم بعدما سلمتم من كان سدا منيعا أمامه ليعدم في أعيادكم؟!،فذوقوا وبال أمركم وانتظروا المزيد فأول الغيث قطرة؟!،كيف لا وقد بدأتموه بحصار قطركم راغمين أياها على الإرتماء في حضن ولي الفقيه فأبت وأنتم تدفعونها إلى ذلك دفعا؟!،فما أغباكم من قادة ياسادة الأراذل؟!،

    رد
  2. ليس غريباً أن تسعى ايران أن تعمل وتخطط لمصالحها الاستراتيجية وأن تصنع لنفسها قوة تحمي نفسها من أطماع الغير وأن تحاول أن يكون لها عمق استراتيجي هنا وهناك بكل ما أوتيت به من قوة وعزم ، ولكن الغريب أن العرب في الجانب الآخر يتشرذمون وينقسمون ويحارب كل منهم الآخر ويبعثرون الميزانيات الهائلة على الفساد وهدر الأموال الطائلة من اجل بقائهم في الحكم وعلى حساب الشعوب التي تسوء أحوالها من يوم لآخر . فبينما يزداد اعداء الأمة قوة بالمقابل يتراجع العرب الى الوراء سعياً للفساد والظلم ، وفي النهاية نقول بأن هناك فرق شاسع ، فإيران تخطط لنفسها لحاضرها ومستقبلها بينما العرب هناك من يخطط لهم ولمستقبلهم العاثر.

    رد
  3. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.