الرئيسية » الهدهد » قناة فرنسية: قطر استغنت عن دول الحصار وميناء حمد تسبب بخسائر ضخمة لـ أبو ظبي

قناة فرنسية: قطر استغنت عن دول الحصار وميناء حمد تسبب بخسائر ضخمة لـ أبو ظبي

شبهت القناة الخامسة الفرنسية في تقرير ما حدث لقطر يوم 5 يونيو/حزيران 2017 بيوم “النكسة” اللاذعة التي تعرضت لها الجيوش العربية عام 1967، حيث تمكنت إسرائيل من هزيمة ثلاثة جيوش (مصر وسوريا والأردن).

 

وأضاف التقرير أنه وفي نفس هذا التاريخ وهو 5 يونيو2017، انضمت أربع دول “شقيقة” أخرى، الإمارات والبحرين والسعودية ومصر، وأطلقت “غارة” سياسية ودبلوماسية حقيقية ضد قطر، وفرضت عليها، دون سابق إنذار ودون نقاش، حصارًا فوريًا، بحريًا، بريًا وجويًّا. في محاولة لخنق الدوحة في الوسط.

 

الأمر الذي تسبب في إلغاء العديد من الرحلات وترك الآلاف من المسافرين عالقين في المطارات، ووضعت دول الحصار مجموعة من الشروط غير القابلة للتنفيذ كإغلاق شبكة الجزيرة وتحدي السياسة الخارجية للدوحة بما يتماشى مع السياسة السعودية.

 

وذكر التقرير الإخباري أنه وبعد مرور عام، تحول الحصار إلى ذكرى الاحتفال بصمود الشعب القطري، حيث تحتفل الدوحة بسنة من “النصر ضد الحصار”، من خلال إصدار كتب وتنظيم ندوات وفعاليات يشارك فيها عدد من الصحافيين والخبراء لتقييم التجربة القطرية الفريدة.

 

وأوضح التقرير أنه بصرف النظر عن الحديث عن التداعيات المتوقعة للحصار، ففي الواقع، فإنه باستثناء تحويل مسار الخطوط الجوية القطرية التي أصبحت تمر بالمجال الجوي الإيراني لمغادرة أو العودة إلى الدوحة، لا يوجد ما يشير إلى أن البلاد تعيش في ظل حصار من جانب جيرانها المباشرين.

 

ولفت التقرير إلى أنه في الأمس القريب كانت السوق الاستهلاكية في الدوحة تعتمد على المنتجات الغذائية السعودية واليوم تم تعويضها بالمنتجات الجزائرية، المغربية، التركية، البلغارية ومن أيسلندا، وغيرها من البلدان الشريكة للدوحة.

 

وواصل التقرير الفرنسي أن النتيجة الأفضل بالنسبة للدوحة، التي عرفت كيف تستخدم ثروتها، هي أن الدولة القطرية أصبحت تميل أكثر من أي وقت مضى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي؛ وبدأت بالفعل بالتخطيط و العمل لتحقيق هذه الغاية، لتنتشر في محلات السوبر ماركت بضائع تحمل شارة “المنتجات المحلية” من الخضراوات واللحوم، وتؤكد تقارير صحفية أن هناك إمبراطورية قطرية جديدة لصناعة منتجات الألبان تنتج بالفعل في قلب الصحراء ما يصل إلى 10000 لتر من الذهب الأبيض في الساعة.

 

وبين التقرير أنه بعد عام واحد من الحصار، قطر تهنئ شعبها بالتغلب على تداعيات الأزمة الخليجية، وتحقيقها لنجاح غير متوقع في اختبار العزلة، وقدرتها غير المتوقعة على الاستغناء عن دول الحصار وأي تبادل معهم. ونجحت دولة قطر، وهي تحت الحصار في افتتاح ميناء حمد، ولم تعد تعتمد على دبي وموانئها، مما تسبب في خسارة قاسية لأبو ظبي.

 

وأكد التقرير أن الدوحة تمكنت من استيراد مواد البناء ومواصلة جميع المباني والبنية التحتية الخاصة بمونديال 2022 المستمرة بالارتفاع في سماء الدوحة. ومع ذلك، وفي ظل الحصار، لا تزال قطر، توفر على الأقل، كل يوم، ما لا يقل عن 56 مليون متر مكعب من الغاز، إلى الإمارات أي ثلث احتياجاتها اليومية. وهذا هو التبادل الفريد تقريبا بين الدوحة وأحد أشد خصومها.

 

واعتبر التقرير أن أزمة الخليج وهي صراع عربي-عربي سوف يضر بالصراع الحقيقي الذي من المفروض أن تخوضه الدول العربية، وهو الصراع العربي -الإسرائيلي، حيث إنه بعد يونيو عام 2018، سيكون التركيز والمجهود متجها نحو حل “أزمة” الخليج، في حين أصبحت إسرائيل في هذه الأثناء حليفا لبعض الدول العربية.

 

ومن جهتها، اختارت الدوحة أن تقدم شكوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية، حيث فتحت المحكمة أبوابها. وأعطت فرصة للدوحة لتقديم الأدلة والبراهين اللازمة لإثبات التمييز ضد مواطنيها من قبل أبوظبي.

 

ومن الملاحظ أنه منذ البداية وبكل مهارة، ركزت الدوحة على انتهاك دول الحصار لحقوق الإنسان. وقامت لجنة التعويضات التي جرى تشكيلها برصد كل حالات الطرد التعسفي للقطريين من دول الحصار، والتفريق القسري للعائلات المختلطة، ومصادرة ممتلكاتهم، وقامت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بتقديم الشكاوى إلى منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش.

 

وقال التقرير إن دول الحصار أكالت التهم الممكنة لقطر وجعلت منها المسؤول الأول عن مصائب العالم العربي، وأطلقت حربا لا هوادة فيها على جميع المنصات الممكنة وفي كل المحافل المحلية والخارجية. رغم أنه وبصرف النظر عن المصريين، فإن القادة في الخليج هم جميعاً أبناء عم لديهم نفس الانتماء القبلي وإخوة في الدين الإسلامي.

 

وفي توقعه للحل، أورد التقرير أنه بعد مرور عام على بداية الأزمة الخليجية، لا يبدو أن أحداً يعرف ما سيكون عليه الغد. في الوقت الحالي، كل طرف متحفز، بما في ذلك وسائل الإعلام، حيث يبدو كل شيء نسبيا، أما مجلس التعاون الخليجي، الذي أنشئ في عام 1981 على أمل أن تكون لدوله جواز سفر واحد، عملة واحدة، جيش مشترك، دبلوماسية تتحدث بصوت واحد، ولمدة عام، انفصل المجلس، ورفضت سلطنة عمان والكويت الانضمام إلى الحلف ضد قطر.

 

وخلص التقرير إلى أن الشرخ الذي تعيشه منطقة الخليج غير مسبوق ويتداخل مع مصالح أجنبية و أخرى محلية، حيث تتابع البلدان الكبرى هذا الصراع الذي يتعارض مع مصالح الجميع ونتائجه كارثية وقد تكون مدمرة، سيما في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.