الرئيسية » تقارير » سلمته العراق وسهلت وجوده في سوريا.. هكذا تواصل أمريكا مساعدة إيران!

سلمته العراق وسهلت وجوده في سوريا.. هكذا تواصل أمريكا مساعدة إيران!

في سياق الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران كتب دومينك تيرني، الأستاذ المساعد في كلية سوارثمور والزميل في معهد أبحاث الشؤون الخارجية قائلاً إن “إيران والولايات المتحدة تخوضان شبه حرب في العقود التي تلت الثورة الإسلامية”.

 

ودعمت واشنطن صدام حسين في حربه ضد إيران وصنفتها واحدةً من دول “محور الشر” إلى جانب العراق وكوريا الشمالية، وشنت عليها هجوماً ألكترونيا “ستكسنت” عام 2009 والذي استهدف أجهزة الطرد المركزي. وكذلك قدمت السلاح والدعم العسكري للسعودية في حربها ضد المتمردين الحوثيين حلفاء طهران في اليمن. ولا يزال البلدان بدون علاقات دبلوماسية حتى اليوم حيث وصف الرئيس دونالد ترامب إيرن بأنها “الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم” و “تحمل رؤية شريرة عن المستقبل”.

 

وفي المقابل تقود إيران دعاية تقوم على خطاب المقاومة لـ “الشيطان الأكبر” وإسرائيل. ومن الغريب أن مقامرات السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط ومنذ هجمات إيلول (سبتمبر) 2001 دعمت وبشكل منتظم المصالح الإيرانية. وإيران في النهاية ليست العدو الصديق أو المنافس الصديق أو العدو الأبدي الذي تقدم له وبطريقة غير مقصودة خدمات دائمة. لكن ترامب في النهاية يتبع النص المرسوم في السياسة الأمريكية والذي دائماً ما تنتهي بدعم طهران. وقراره الأخير الخروج من الإتفاقية النووية ليس استثناء.

 

ويقول إن ميول أمريكا المثيرة للحيرة والقائمة على توسيع المصالح الإيرانية بدأت عام 2001 عندما قامت بالإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان. صحيح أن هدف واشنطن لم يكن مساعدة إيران بل محاربة القاعدة والدولة التي تقوم بدعمها، إلا ان الأثر النهائي للتدخل العسكري كان إزاحة عدو كبير لإيران. في وقت دعمت فيه طهران جماعات المعارضة الأفغانية وفكرت عام 1998 بشن هجوم شامل انتقاما لمقتل دبلوماسييها في أفغانستان.

 

واليوم تفكر الولايات المتحدة بالخروج من أفغانستان ولهذا دعمت إيران حركة طالبان لتسريع الخروج وتعزيز تأثيرها هناك.

 

طهران تحصد “المكافآت”

ثم جاءت الهدية الأمريكية الثانية في عام 2003 عندما غزت أمريكا العراق واطاحت بالعدو الأبدي لإيران، صدام حسين والذي خاضت معه حرباً وحشية استمرت ثمانية أعوام وخسرت عشرات الألاف من القتلى وعانت من الغارات الجوية على المدن.

 

وبعد عام 2003 حيث رحل صدام تحول العراق تقريباً لدولة تابعة لها. فقد أصبحت هذه اللاعب الذي لا يستغنى عنه في السياسة العراقية وتقرر سياسات الحكومة وتحل الخلافات. فعندما بدأ الأكراد العراقيون مرحلة الاستقلال عن باقي العراق من خلال استفتاء عام 2017 كاد يقود إلى مواجهة شاملة مع بغداد، كانت طهران هي التي تفاوضت على نهاية المواجهة لا الولايات المتحدة. فلو حاولت إيران الإطاحة بصدام حسين من خلال غزو شامل لأدى هذا إلى تضافر عربي ودعم الغرب للنظام العراقي. وعوضاً عن ذلك “فقد هبطت أمريكا من السماء مثل ملاك مبارك وأمطرت نظام صدام بـ “الصدمة والترويع″ فيما حصدت طهران المكافأة”.

 

ولم تنته جوائز أمريكا لإيران عند هذا الحد، ففي عام 2014 وبعد اجتياح مقاتلي تنظيم “الدولة” شمالي العراق قامت الولايات المتحدة بتشكيل تحالف من 80 دولة لمواجهة جهاديي تنظيم “الدولة”. وكالعادة كانت إيران هي المستفيد. فمع تلاشي قوة تنظيم “الدولة” حصنت إيران مواقعها في العراق وسوريا. وقامت بتدريب الجماعات الشيعية المعروفة بالحشد الشعبي والذي أصبح رصيدها العسكري.

 

وخلاصة القول فالولايات المتحدة لديها ميول ثابتة لمساعدة منافستها المفترضة. وعلى مدى عقدين من الزمان “ضخت أمريكا الأموال في الشرق الأوسط وصرفت إيران الشيكات. وأطاحت أمريكا بأعداء إيران على الحدود الشرقية والغربية. وتستطيع قوات طهران السفر عبر “الممر البري” الذي ساعدت واشنطن في بنائه”.

 

ولعل السبب الكامن وراء الكرم الأمريكي هو أن واشنطن اتبعت سياسات قصيرة الأمد تقوم على التخلص من الأشرار وتجاهلت الآثار السياسية الأوسع. ومرة بعد أخرى خلقت الحروب فراغاً في السلطة سارعت إيران لملئه. وكان الإستثناء الوحيد الذي حدت فيه أمريكا من طموحات إيران هو الإتفاقية النووية التي تحققت عبر الدبلوماسية وليس القوة العسكرية. فمن خلال عقوبات مشددة ومفاوضات شاركت فيها أطراف متعددة قادت لإغلاق كل الأبواب أمام المشروع النووي الإيراني لعقد أو أكثر.

 

تمزيق..والتزام

وبتمزيق كل هذا عاد ترامب للإستراتيجية الامريكية الفاشلة. فعدم التفكير بالهزات التي سيتركها القرار والتفكير بطريقة جمعية يعطي إيران الفرصة لتعزيز مصالحها. وكما علق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في صحيفة “نيويورك تايمز″ “ستكون فقط إيران هي المستفيدة من رفع القيود عن برنامجها النووي”.

 

وحقق البيت الأبيض امراً مستحيلاً: إيران هي الملتزمة بالإتفاق والمدافعة عن القانون الدولي مع أنها نظام يتلاعب بالمعايير الدولية وكذبت لسنوات بشأن مشروعها النووي وقدمت السلاح للميليشيات العراقية وحزب الله وحماس وتواصل تطوير برامجها الباليستية ومع ذلك استطاعت الظهور بمظهر من يدافع عن الاخلاق الدولية. ورغم كل شرورها فقد التزمت إيران بشروط العقد وكانت أمريكا هي التي مزقت الإتفاقية.

 

ويعتقد أن التخريب الدبلوماسي سيدق إسفينا بين أمريكا وحلفائها في أوروبا بطريقة تجعل من الصعوبة بمكان بناء جبهة موحدة ضد إيران. وقد يرفض الإتحاد الاوروبي الإلتزام بالعقوبات الأمريكية الجديدة بشكل يدفع بين الحلفاء على جانبي الأطلنطي. ولم تعد إيران اليوم مقيدة وهي حرة لكي تقرر الضغط على محرك برنامجها النووي او السماح للمفتشين الدوليين بمواصلة عملهم. وفي الوقت الذي قدم فيه بنيامين نتنياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي وثائق تثبت حسب قوله كذب إيران إلا ان تدمير الإتفاقية سيؤدي لنشوء مشروع سري جديد.

 

وقد تستفيد إيران من الناحية الإستراتيجة ولكنها ستعاني على المدى البعيد من خلال افعال ترامب والمتشددين في طهران. فقد كان كل ما يريده الرئيس حسن روحاني كسر عزلة إيران ويمكن النظر إليه كمغفل الآن ولفكرة التحاور مع الغرب بأنها عبثية. ولو كانت النتيجة دعم طهران لطالبان وتطوير سلاحها الباليستي واستئناف برنامجها النووي فسيكون هذا هزيمة لأمريكا.

 

المصدر: القدس العربي

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “سلمته العراق وسهلت وجوده في سوريا.. هكذا تواصل أمريكا مساعدة إيران!”

  1. ليس هنالك دولة خدمت الصهيونية بقدر أيران وكل الغرب يرونها بطلة الأعمال القذرة في ما ترتكبها في حق المسلمين المدنيين من المجازر والتهجير وسرقة الأراضي والممتلكات وتسهيل غزو البلاد الأسلامية وتدميرها .. لايوجد في التأريخ كله نظاماً أحقر وأكثر وحشية وهمجية وكفراً وتفاهة من النظام الأيراني والجدير بالذكر بأننا أن لاننسى نظام السعودية الوضيع والمشابه لنظام أيران ..

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.