صحيفة كويتية تكشف مضمون رسائل بعثها “ترامب” لزعماء دول الحصار: أنهوا حصار قطر قبل اتخاذي هذا القرار
كشفت مصادر مطلعة قريبة من البيت الأبيض عن كواليس مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل الأزمة الخليجية، مشيرة إلى أن “ترامب” يهدف لإنهاء الخلاف قبل اتخاذ قراره المتعلق في الملف النووي الإيراني في 12مايو/آيار الجاري.
وأكدت المصادر في تصريحات لصحيفة “الراي” الكويتية أن “ترامب” طلب من وزير الخارجية مايك بومبيو، عندما كان لا يزال مديراً لـ”وكالة الاستخبارات المركزية” (سي آي إي)، تكثيف التحرك لدى دول الخليج للمساعدة في طي صفحة الخلافات بينها قبل موعد إعلان قراره المرتقب بشأن الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى.
وقالت المصادر الأميركية إن “ترامب” أرسل إلى قادة الخليج رسائل قبل نحو 20 يوماً، تتضمن التأكيد على الصداقة الوثيقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج واستمرار هذه الصداقة، وضرورة توحيد المواقف لمواجهة “المخطط الإيراني الخبيث الرامي إلى زعزعة استقرار المنطقة”.
وتضمنت الرسائل التأكيد على التزام الولايات المتحدة بأمن دول الخليج “من ناحية أخلاقية مبدئية ولأنه في مصلحة الولايات المتحدة ومصلحتكم”، مع التأكيد أيضا على أن مواجهة النظام الإيراني بصورة أفضل “تتطلب التجانس والوحدة داخل مجلس التعاون مع تحالفات قوية مع مصر والاردن ودول اخرى صديقة”.
وبحسب ما ورد في الرسائل وفقا للمصادر، فإن الولايات المتحدة حذرت من أنها لن تتحمل وحدها مسؤولية التصدي للمخططات الايرانية “إذا استمرت الخلافات بين حلفائها داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي، وإذا بقيت الارادات داخل دولها رافضة لتقبل مبدأ حل الخلاف”.
كما شملت الرسائل تذكير دول الخليج بـ”التضحيات” أو الالتزامات الأميركية المادية والبشرية لمواجهة الارهاب منذ العام 2001 وحتى اليوم، وحجم الانفاق الذي قدمته اميركا في الحرب ضد الارهاب و”استفادت منه أمنياً دول الخليج بالدرجة الأولى”، مع التنبيه إلى أن ما قدمته من التزامات قد لا يستمر في حال لم تتخذ دول الخليج مجتمعة موقفاً واحداً بالتحالف مع أميركا “للقضاء على الإرهاب من جهة وإجبار نظام ايران على وقف مخططاته العدائية ضد المنطقة” من جهة ثانية.
وأكدت المصادر على أن الرسائل شددت على صدور مبادرة خليجية لإنهاء النزاع واظهار الموقف الموحد قبل القمة الأميركية – الخليجية، وأن يصدر بيان يتضمن إنهاء “كل حالات المقاطعة وفتح الحدود البرية والمجالات الجوية وعودة العلاقات الديبلوماسية على أن يظهر كل طرف مقادير معتبرة من التوافق وحل المشاكل استشعاراً بخطورة ما يخطط للمنطقة”.
كما أعربت الولايات المتحدة في رسائلها عن استعداد الديبلوماسية الأميركية للمساهمة في تقريب وجهات النظر بالنسبة إلى القضايا العالقة بين هذه الدول من أجل تطمين الجميع ونزع المخاوف من هذا الطرف أو ذاك، “لكن بحث كل الملفات والتفاصيل وعلاجها سيأخذ وقتاً طويلاً ونحن نحتاج إلى الوحدة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، لذلك نتمنى موقفاً عاماً بإنهاء الأزمة على أن تبحث التفاصيل اللاحقة تدريجياً مع كل ما تحتاجه من ضمانات”.
وطلبت الرسائل من كل الدول الخليجية وقف الحملات الإعلامية ضد بعضها لأن “ذلك يزيد من التصعيد ويعيق من تدفق الحلول ويرفع منسوب الحساسيات لدى شعوب هذه المنطقة التواقة للسلام ومواجهة الاخطار الخارجية لا إلى التصعيد”.
وأكدت الرسائل على التركيز على وجوب استمرار التشاور بين أميركا وهذه الدول في ما يتعلق بالخطوة الأميركية المقبلة تجاه ايران “ونحن نضعكم في الصورة دائماً آملين الحصول على دعم دول الخليج مجتمعة وعلى دعم وتأييد مصر ودول اخرى صديقة عندما نعلن قرارنا بالنسبة إلى ايران”.
يشار إلى أنه سبق لترامب أن صرّح ان دول الخليج هي المستفيد الأكبر من تواجد الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، كما سبق لكبار العاملين في ادارته، من أمثال مستشار الأمن القومي جون بولتون، أن قال إن أميركا أنفقت اكثر من 6 تريليونات دولار في الشرق الاوسط منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وانها تتوقع أن تقوم العواصم العربية بدور أكبر في مواجهة إيران والارهاب.