الرئيسية » الهدهد » صحيفة تركية لـ”ابن سلمان”: يا سيادة الأمير.. لن تربح شيئاً بمعاداة تركيا من أجل “ابن زايد” نحن سنصمد وأنت لن تستطيع

صحيفة تركية لـ”ابن سلمان”: يا سيادة الأمير.. لن تربح شيئاً بمعاداة تركيا من أجل “ابن زايد” نحن سنصمد وأنت لن تستطيع

بعد وصفه لتركيا (العثمانيون) بأنه أحد اعداء السعودية، شنَّت صحيفة يني شفق” التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن وصف “ابن سلمان” لتركيا بهذا الوصف يمثل خطرا على السعودية نفسها.

 

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب إبراهيم قراغول، بعنوان: ” لن تستطيعوا حمايةَ الكعبة بالتعاون مع محتلّي القدس”،إن نظرة السعودية إلى تركيا على أنها تقف في محور العداء للمملكة تمثل خطراً كبيراً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر يعد فخاً للرياض.

 

وأضاف قراغول: “لقد أسست كلٌّ من الإمارات وإسرائيل ومصر والسعودية والولايات المتحدة (جبهةً ضدّ تركيا). فتركيا هي الدولة التي يستهدفها هذا المحور الجديد علانيةً، وإن بدا هدفه الظاهري هو إيران. فهدفهم الأساسي هو إيقاف تركيا؛ يجربون كل سبيل من داخل سوريا إلى كل ركن من أركان المنطقة؛ لإضعاف يد تركيا وإفشال مبادراتها”.

 

وتابع الكاتب التركي: “نعرف الإمارات وما ترمي إليه، وأنّ محمد بن زايد يدعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال ضد تركيا، وأنه ممن وقفوا وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو/ تموز 2016”.

 

ووجه الكاتب التركي كلمات للأمير محمد بن سلمان، قائلاً: “سيادة الأمير، إن منطقتنا تشهد تصفية حسابات القرن. فهم يجرِّبون أعتى الهجمات والاستيلاءات منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى. الدول تُمزَّق، ويخترعون تهديدات مفبركة لتشكيل جبهات وفقاً لذلك. كما ينتزعون فتيل الحروب الأهلية، وينهبون الأراضي العربية”.

 

وتابع: “كانت الحدود العربية-الإيرانية هي الحدود الشرقية للعراق قبل 30 عاماً. ولقد دعمتم حرب الخليج عام 1991، وسمحتم باحتلال العراق عام 2003. فتقلَّصت الحدود العربية-الإيرانية حتى الحدود العراقية-السورية. ولْنقلْها صراحةً؛ إنّ كل هذا حدث بسببكم. كما سلّمت الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان اعتمدتم عليهما، هذا البلد إلى يد إيران بعد تدميره”.

 

واستكمل الكاتب التركي: “أيها الأمير، تأكَّد أنّ الأراضي العربية هي التي ستمزَّق كذلك مستقبلاً؛ دولكم ومنطقتنا. فمن ينجرف نحو الهاوية هم شعوبنا، وما سيُدمَّر هو ديارنا. وفي المرحلة المقبلة، ستُنهب كذلك الأراضي العربية، ومن ضمنها الدول الخليجية والسعودية. فهذه الدول ستدمرها الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تتحركون معهما اليوم. لقد نُصب لكم فخ كبير للغاية، فافتحوا أعينكم”.

 

وأضاف أنّ “ما يحدث هو مساومة القرن الـ21 وتقاسمه، وتصفية حساباته.. أيها الأمير، نحن سنصمد، إنما أنتم فلن تستطيعوا الصمود بهذه السياسات والتصرّفات. فمن يستخدمكم كسلاح ضد إيران لم يفعلوا شيئاً لطهران على مدار 30 عاماً؛ بل أهدوها دولاً، لكنهم ساقوكم أنتم وأقاربكم إلى الحرب على الدوام، وصار من خسر هو أنتم وأقاربكم سيادة الأمير!”.

 

وتابع: “يا سيادة الأمير، لن تربحوا شيئاً بمعاداة تركيا والوقوف ضدّها لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، واستهدافها من أجل محمد بن زايد؛ بل سيجعلكم تخسرون الشيء الكثير. فالإعراض عن يد تركيا الممدودة من أجل الصداقة سيجعلكم غداً من دون دعم أو دفاع في هذه الأرض!.

 

لا تدعموا حركات الشر المضادّة لتركيا، ولا تستسلموا لأجندة الإرهاب التي يتبنّاها محمد بن زايد، فسوف يأتي اليوم الذي تخسرون فيه. انظروا إلى الوضع في المنطقة اليوم، حاولوا النظر إلى المستقبل، وستدركون ما أقول.

 

لو وضعتم تركيا في الهدف ذاته مع إيران، فستكونون قد ارتكبتم أكبر عمى استراتيجية في حياتكم. كما لن تستطيعوا كسب أي شيء في هذه المنطقة من خلال عداوة تركيا أو معارضتها؛ بل ولن تستطيعوا الوصول إلى أي شيء”، بحسب كاتب المقال.

 

واسترسل الكاتب التركي: “لقد أعطيناكم الحق في حساباتكم بشأن إيران، فشعرنا بالقلق نحن أيضاً إزاء حصار طهران للسعودية، ونظرنا إلى ذلك على أنه خريطة احتلال فارسية. لكنكم تخلطون الحقائق يا سيادة الأمير، تخلطون الحقائق التاريخية والجغرافية. فالذين يحاولون وضعكم تحت الحماية الإسرائيلية في مواجهة إيران، هم أنفسهم تلك الدول والقوى التي تطلق نحوكم التهديد الإيراني، فهم أصدقاؤكم وحلفاؤكم.

 

لن تستطيعوا مواجهة هذه التهديدات، بالتعاون مع أميركا وإسرائيل والعواصم التي يشيرون بها عليكم، كما لن تستطيعوا حماية أوطانكم أو التصدي لموجات الاحتلال الجديدة التي تستهدف المنطقة.

 

لن تستطيعوا حماية الكعبة ومكة والمدينة بالتعاون مع من يحتلون القدس ويضعونه قيد الرهن يا سيادة الأمير!”.

 

وأضاف الكاتب التركي: “يا سيادة الأمير، المنطقة بأسرها تتعرض للاستيلاء، وليس دولتكم فقط. كما أنّ العالم الإسلامي يُساق خارج المشهد التاريخي، ولستم أنتم فقط. ومن يفعل ذلك هم أصدقاؤكم وشركاؤكم الحاليون، وهو ما يعلمه العالم الإسلامي ويدركه، فاعلموا ذلك أنتم أيضاً”.

 

وختم قائلاً: “يا سيادة الأمير، لقد عثرنا -بطريقة أو بأخرى- على مر القرون، على طريق للخروج من كل أزمة كبرى أو توتر جسيم، فاستطعنا التغلب عليها بشكل أو بآخر. فلدينا خبرة وجينات سياسية متأصلة في هذا المجال. نسير بهذه الطريقة، ونكافح في هذه المنطقة منذ 1000 عام. والآن كذلك، سنجد طريقاً للنجاة لنواصل مسيرتنا، إن عارضتم أو لو لم تعترضوا، لو صرتم أصدقاءنا أو لم تصيروا، فسنسير في هذا الطريق مجدّداً، وسنصمد مرة أخرى بعزيمة كفاح يصل إلى درجة الانتحار.

 

لكنكم لن تستطيعوا الصمود بالاحتماء تحت مظلة من ينهبون جميع دول المنطقة. فالبلد الذي يستهدفونه اليوم ليس إيران التي يحرّضونكم ضدّها؛ بل بلدكم، أنتم من يريدون تدميره، والأراضي العربية هي الأراضي التي يريدون تخضيبها بالدماء يا سيادة الأمير!

 

إنهم يريدون توجيه الضربة القاضية إلى الإسلام والعالم الإسلامي في قلب مكة والمدينة، يريدوننا أن نكون عاجزين عن رفع رؤوسنا بسبب الخزي والعار. وهذا هو هدف (المحور) الجديد الذي اتفقوا معكم بشأنه، وعليكم أن تفطنوا إلى هذا.

 

إنكم بحاجة إلى تركيا، التي لن تستطيعوا فعل شيء من دونها، وستدركون ذلك خلال بضع سنوات يا سيادة الأمير”، بحسب كاتب المقال.

 

وكانت السفارة السعودية لدى تركيا، قد ردت على التصريحات الصادرة من وسائل إعلام مصرية، بأن الأمير بن سلمان لم يقصد تركيا؛ بل كان يقصد المنظمات الإرهابية وإيران.

 

وكانت الإعلامية المصرية لميس الحديدي قالت إن ولي العهد السعودي وصف، في حوار أُجري مع عدد من الإعلاميين المصريين، تركيا وإيران والمنظمات الإرهابية بأنها “محور الشر”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.